الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توقعات ما بعد إكتمال سد النهضة؟

حسن مدبولى

2022 / 2 / 23
الصناعة والزراعة


تبقى الحقيقة المرة شبيهة الحنظل أن الأخطار المدمرة التى ستتنتج من جراء وجود سد النهضة الحبشى، هى أخطار غير إحتمالية بل مؤكدة الحدوث ، وستتم من خلال أحد ثلاث سيناريوهات بديهية واضحة للأعمى:-

أولا : إنهيار السد ووقوع إبادة شبه شاملة فى كل من مصر والسودان،

ثانيا : نجاح مخطط السد وإستقراره ، و تحول النهر إلى بحيرة إثيوبية،و بالتالى تلاشى وإنحسار ومنع الحصة التاريخية المقررة لمصر من مياه النيل، و تهديد مستقبل الأجيال القادمة فى مصر بالجفاف والتصحر والهجرة والنزاعات والفناء التام ،،

ثالثا: وقوع مصر وقرارها وإرادتها وأبسط أمورها رهنا لسيطرة القوى الأجنبية المعادية ، وتكبدها أثمانا فادحة مقابل شربة ماء، بل وإمكانية تقسيمها وشرذمة شعبها إلى شيع ذليلة متناحرة ؟
وبشكل مختصر فإن ذلك يعنى أن هناك ثلاث سيناريوهات متوقعة الحدوث عقب إكتمال كارثة السد فإما انهياره بشكل مفاجئ ، أو نجاح المخططات الحبشية وحصار مصر وتجويع أبنائها أملا فى شرذمة شعبها و تقسيمه كما حدث فى الصومال، أو إستسلام مصر ورضوخها وقبولها بالتفريط فى شرف حريتها واستقلالها ، وتبديل هويتها بالكامل، والتنازل عن ثرواتها مقابل شربة ماء ؟
لكن هل هذه السيناريوهات الثلاث المتوقعة يمكن أن تتم معا فى آن واحد؟ أم إنها ستقع بشكل متسلسل متتالى ؟
أم ان حدوث احداها سيمنع وقوع باقى السيناريوهات؟
ثم أي من تلك السيناريوهات هو الأقرب للحدوث ؟
ومتى ؟

بعيدا عن التفاصيل،فإننا نرى أن السيناريو الثالث( إستسلام مصر) هو الأقرب للحدوث ، لكنه لن يتم بشكل سريع عقب اكتمال السد وتجهيزاته، إنما سيتم ذلك السيناريو المشئوم فى الأجلين القصير والمتوسط( من عشرين لثلاثين عاما ) وبعد الانتهاء تماما من استكمال السد وتأمينه وبدأ تسويق منتجاته من مياه الشرب والطاقة الكهربائية ، لكن فى الغالب فان استخراج الطاقة الكهربائية سيتحول خلال هذين الأجلين إلى هدف ثانوى هامشى بالنسبة لأثيوبيا، لإن توليد الكهرباء يعنى استمرار تدفق المياه للسودان ومصر بدون مقابل ، وهو أمر يتناقض مع كل النظريات التى تم بناءا عليها التخطيط لانشاء سد الخراب ، فالأثيوبيون يعتبرون المياه ثروة طبيعية كالبترول تماما، ويرون أنها ملك خالص لهم ينبغى عليهم الاستفادة القصوى منه ، وبالتالى فاننا نتوقع خلال العشرين عاما القادمة ان تتحول استراتيجية السد التى تتركز على إنتاج وتوليد الكهرباء، و المعلنة كذبا وتضليلا فى الوقت الراهن ، وتتجه الى التركيز على إحتجاز المياه تماما ومنعها من المرور خارج أثيوبيا إلا بمقابل ، وتصديرها لمن يطلب مثل إسرائيل وبعض دول الخليج ومنها الإمارات والسعودية ، مع مساومة كل من مصر والسودان وابتزازهما ماليا وسياسيا وثقافيا بل ودينيا ووطنيا وجغرافيا وفقا لمقتضيات العلاقات السياسية الدولية المعادية للعرب والمسلمين ؟

ومع الإنحدار المحتوم نحو الوقوع أسرى لهذا السيناريو الأسود ، فإن الأمور قد تقفز إلى السيناريو الثانى وهو فرض الحصار المائى المتعمد على مصر، وتعطيشها وتجويع شعبها ومحاولة إفنائه وشرذمته ، وذلك إذا ما حاول نظامها السياسى الدفاع عن كرامتها أو التأكيد على إستقلال ارادة شعبها ، وإذا تمسك بكرامتها و بثوابتها وحافظ على مقدساتها ،
كذلك أيضا فمن غير المستبعد أن يقع السيناريو الأول بغتة، فينهار السد أو يتم تدميره واغراق السودان وجنوب مصر ، وهو أمر قد يحدث فى اى لحظة ، خاصة ونحن لا نعرف أية معلومات عن جدوى السد الفنية ومدى سلامة عمليات انشائه، كذلك لا يمكن إستبعاد تأثير أية عوامل طبيعية كارثية مفاجئة قد تتسبب فى تدمير قواعده وبنيانه ،أو قد يتم هدمه عمدا بواسطة دولة ثالثة معادية لنا ، وعلى وجه الخصوص إسرائيل فى حال نشوب أية حروب بالمنطقة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان