الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألا تخجلون ؟!

محمد بلمزيان

2022 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ظهور الإعلام الرقمي وخاصة الفيسبوك واليوتيوب أصبحنا نعاني من ( تضخم ) في الإعلام وكثرة ( الإعلاميين ) وتزايد ( المعلومات )وتسارع انتشارها كالنار في الهشيم، وتناقلها وتقاسمها الرهيب وعلى أوسع نطاق، حتى تحول بعض المحترفين في النصب ونشر الكذب والتلفيق الى مشاهير ، فحفروا اسمهم بشكل سريع في عالم النجومية في شتى المجالات ! فكم من شخص مغمور في أقاصي الأرض لا يعرف حتى كيف يخط اسمه الشخصي على الورق تحول الى ( عبقري ) و ( جهبذ) يفتي في كل شيء ويوزع النصح في كل الجهات وتحول الى( خبير) لا يرقي الشك الى ما يتفوه به، من ( عيون الأفكار في دروب المعرفة والعلم ) وكم من حالات لا يمكن حصرها تحولوا الى مليونيرات في وقت وجيز بفعل الإستغلال المفرط بهذه الوسائط بشكل يدر عليها الأموال الطائلة، حتى أحيانا كثيرى على حساب تماسك العائلة ،وأدى الشجع والطمع بالبعض الى التضحية والتنكر الى تماسك العائلة قصد الربح والبحث عن المال، فتناسلت( القنوات )على اليوتيوب وأصبح الكثيرون يمتلكون الآلاف والملايين من المعجبين، تدر عليهم أ/والا طائلة ويكتسبون منها مغانم وثروات هائلة. وما استوقفني اليوم للخوض في هذه القضية التي لا شك أنها سوف تكون موضوعا للدارسين في المستقبل كموضوع يكتسي جوانب مهمة في العلوم الإجتماعية والثقافية، هو إقدام بعضهم على تسجيلات مباشرة على ( الفايسبوك ) حيث بينما كنت أتابع في صفحتي كما يحلو لي في بعض الأحيان، أن توقفت عند أحد الأشخاص الذي هو من قائمة اصدقائي، وهو بصدد تسجيل كلمة أو ما شابه، وبقيت أنتظر وأتابع لما يريد أن يقوله في ذلك المباشر، وهو ذات الشخص الذي سبق لي أن شاهدت بعض من ( تحليلاته ) التي لا تخلو من إفراز تأثير زائد للكحوليات أو النرجسية أو داء جنون العظمة لا أقل ولا أكثر، لا لشيء أن الشخص يريد أن يظهر في الفايسبوك ليس من أجل قول شيء ما أو إثارة موضوع معين، بقدرما يريد أن يظهر في الفايسبوك ! ورغم ذلك تابعت المعني بالأمر مجهدا نفسي ومنتظرا لما سيقول خاصة وان ذات الشخص يزاول مهنة التعليم، فبدأ يميل مينة ويسرة وهو يتحرك جهة الشمال واليمين، والسجارة في يده، يقطب ملامح وجهه تارة ويبتسم تارة أخرى، بعد فترة يتناول الولاعة ثم يقوم بإشعال السجارة، يأخذ منها نفسا طويلا ويخرج دخانا كثيفا وهو يحملق حواليه، والى ذلك الحين لم ينبس ببنت شفة، وهو يتابع نفس حركاته البهلوانية وتحريك يديه وعينيه وتقطيب وجهه، فخمنت مع نفسيمع نفسي بأن هذا الشخص هو الذي يتفرج على المشاهدين وليس العكس، لأنه يسرق الوقت منهم بهذه الطريقة محاولا إضفاء طابع التشويق ( كذا) وهو الغارق في التكرار والرتابة حد التخمة، فكيف لشخص يريد تقديم Live، عبر تطبيق سريع وهو الفايسبوك بهذا البطء الشديد في تنفيذ ما يريد قوله، غنه لمنتهى الخرف أن نعيش في زمن يتحول فيه بعض التافهين الى نجوم ذائعي الصيت في النجومية ، والطامة الكبرى يتخذونهم قدرة لدى البعض الآخر تقاسم ذات السلوكات والإقتداء بها، فقديما قيل ليس كل ما يقال يكتب، وحاليا يجب أن يتدرب الناس على أنه ليس كل ما يتبادر في نفس الشخص هو قابل للنشر والإفصاح عنه للعموم، عبر هذه الوسائط التي تطبع حياتنا اليومية بكل ما لها وما عليها، لسبب بسيط هو أن لا ندع استغلال هذه الوسائط محط عبث بعض التافهين وإسقاط هلوساتهم على الناس لترويج بعض الأفكار المغلوطة ، التي تحاول تبخيس القيم الإنسانية والتجارب النيرة للبشرية، التي تراكمت بالنضال والمطالبة الحثيثة من أجل فرض تلك القيم النبيلة، وليس بالسطو على جهود الآخرين عبر سرقة النوايا الحسنة للمشاهدين والمتابعين قصد تمرير خطابات أخرى قد تكون خادمة لجهات معينة، سياسية أو اقتصادية، بمثابة دس السم في العسل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل