الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثالثة والأربعون

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2022 / 2 / 23
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


حافظ على السلسلة

فى المشاريع الكبيرة ، احتفظ بالقصاصات التى قد يرميها الأخرون .

عندما يحكى لى الكتاب قصصا حول العمل فى مشاريع كبيرة ، فإنهم غالبا ما يستخدمون إحدى استعارتين لوصف لوصف طريقتهم فى العمل عليها : الأولى ، هو وضع السماد ؛لكى تزرع حديقة جيدة ستحتاج إلى تخصيب التربة ، ويقوم بعض فنيى الحدائق

بوضع كومة من السماد فى أفنية منازلهم ، أكوام من المواد العضوية التى تحتوى على شذرات ، مثل قشور الموز التى يلقى بها الأخرون بعيدا .

أما الثانية ، فهى الحفاظ على السلسلة . أجزاء تتدحرج إلى كرات صغيرة ثم تنمو إلى كرات أكبر ، والتى تنمو فى حالاتها القصوى إلى كرات من الخيلاء والاعتزاز .

كان هنالك رجل ، يدعى " فرانيسىس جونسون " صنع كرة من الخيوط تزن 12 ألف رطل ، وكان قطرها يصل إلى اثنى عشرة قدما ، فأصبحت تجذب الأن

الأنظار على جانب الطريق الرئيس لبلدة داروين فى مينيسوتا .

ينبغى ان يصبح جونسون قديسا راعيا لأولئك الذين يحتفظون بالأجزاء الصغيرة من القصص على أمل أن تنمو لتتحول لى شىء قابل للنشر يوما ما .

سأحكى لكم كيف تسير الأمور معى : ستجدوننى مأخوذا بموضوع أو قضية قضية فى السياسة أو الثقافة .

على سبيل المثال ، أنا مأخوذ الان بمأزق الفتيان . كأب لثلاث فتيات ، فقد شاهدت كثيرا من النساء الشابات ينجحن فى التعليم ويزدهرن فى مهنهن ، فى حين يتخلف الرجال فى المؤخرة .

وأفتقر إلى الوقت والمعرفة الكافيين للكتابة حول هذا الموضوع الان ، ولكن ربما سأفعل ذلك يوما ما .

وستزداد فرصى أكثر إذا بدأت بدأت بالاحتفاظ بسلسلة . ولكى أحتفظ بسلسلة ، فسأحتاج لصندوق ملفات بسيط .

أفضل النوع البلاستيكى الذى يبدو مثل صناديق الحليب . وأضع الصندوق فى مكان بارز فى مكتبى واضع عليه ملصقا كتب عليه " مأزق الفتيان " .وحالما أصرح باهتمامى بموضوع بموضوع مهم ، فستبدأ كثيرا من الأشياء بالحدوث لى

سألاحظ أمورا أكثر حول موضوعى ، ثم ستكون لى مزيدا من الأحاديث حول هذا الموضوع مع أصدقائى وزملائى .

إنهم يغذون اهتمامى . وسيبدأ صندوقى بالامتلاء بالأشياء واحدا تلو الاخر : تحليل معدلات التخرج لدى الفتيان مقارنة بالفتيات ، ومقالة خاصة حول إمكانية إضرار ألعاب الفديو فى تطور الفتيان ، وقصة عن انخفاض مشاركة الفتيان فى الالعاب الرياضية فى

المدرسة الثانوية .

هذا موضوع كبير ، لذا ساخذ وقتى ، تمر الأسابيع والأشهر حتى ياتى يوم ما أنظر فيه إلى صندوقى وأستمع إليه وهو يهمس لى " لقد حان الوقت " . سأدهش من امتلاء الصندوق ، وسأدهش أكثر بكم ما تعلمته فقط من احتفاظى بسلسلة .

بالنسبة إلى ، هذه العملية نافعة أيضا فى الكتابات الأدبية .

قد تبدو عملية نمو القصة طويلة وغير مثمرة ، هنالك كثير من الانتظار ، لكن الحيلة تكمن فى أن تعتنى بعدة المحاصيل فى حديقتك فى الوقت نفسه .

وفى وسعك أن تعتنى بمحصول واحد حتى فى الوقت الذى تحصد فيه الاخر .

لذلك ، ستجد أننى كنت أملك فى مكتبى عدة صناديق لكل منها اسم :

لدى صندوق الايدز ، والذى بلغ زروته بنشر سلسلة اسمها " ثلاث كلمات صغيرة " . ولدى صندوق الألفية ، والذى بلغ ذروته بنشر رواية فى سلسلة بصحيفة واسمها " لم يتم بعد " كما اننى أمتلك صندوقا للهولوكوست ومعادة السامية ، والذى بلغ ذروته بنشر

سلسلة " خاتم سادى " وهو الان مخطوطة كتاب رفضه خمسة وعشرون ناشرا ولايزال يبحث عن مكانه فى هذا العالم .

ولدى صندوق اخر اسمه " الحقوق المدنية " وقد بلغ ذروته فى مختارات باعمدة صحيفة منذ العام 1960 حول العدالة العرقية فى الجنوب .

ولدى صندوق اسمه " القراءة التكوينية " والذى انفجر بالتوازى مع مواد حول نقد محو الامية والذى ظننت أنه سيتحول إلى كتاب ، لكنه ولد عددا من المقالات .

ولدى صندوق أخير سمه " الحرب العالمية الثانية " ولد مقالتين صحافيتين قد تصبح إحدهما كتابا صغيرا فى يوم من الأيام .

لقد تعلمت ، ذات يوم ، درسا مهما من " جيسمس دبليو كارى " ، وهو احد العلماء العظماء فى الصحافة والثقافة ، الذى قال إن بعض العلماء يبنون مهنهم عبر ربط أنفسهم بمواضيع ذات اهتمامات ضيقة .

ويشجع كارى الأدباء والعلماء الشباب على ربط أنفسهم بمواضيع كبيرة : الدين فى أمريكا ، سكان العالم ، الأخبار والديمقراطية

ألقى بنظرة أخرى على صناديقى وأجرد المواضيع : الإيدذ ، الهولوكوست ، العدالة العرقية ، الألفية ، الحرب العالمية الثانية ومحو الأمية .

هذه موضوعات لا ينضب الاهتمام بها وهى قادرة على توليد تقارير ورواية القصص والتحليلات مدى الحياة .

كل واحد منها ضخم ومهيب جدا فى الحقيقة ، ويهدد بالتغلب على طاقة الكاتب ومخيلته ، ولهذا السبب عليك أن تحتفظ بالسلسلة .

عنصر عن طريق عنصر ، وحكاية عن طريق حكاية ، وإحصائية عن طريق إحصائية ، وستجد أن صناديق الفضول التى تخصك تمتلىء من دون أن تبذل أى جهد ، وتولد دورة حياة أبدية ، ليس عليك إلا أن تزرع ثم تحرث الأرض ثم تحصدها .

ها هى القيمة الحقيقية للأحتفاظ بسلسلة ، ففيما أنت مدفون فى الروتين وتشعر بأنك تفتقر الى الوقت والطاقة للأقدام على مغامرة ، ربما تغطى موضوعا عن هزيمة التعليم بصحيفة صغيرة ، أو ربما عليك أن تبتكر قصة أو أكثر كل يوم ، أو دعنا نقل أنك أيضا

مهتم بالتراجع الدراسى لدى الفتيان .

إذا كنت محرجا جدا من ابتكار صندوق ، ابدأ بملف ورقى أو إلكترونى .

وفيما تمارس عملك الونينى ، تحدث عن " محنة الفتيان " . وستجد محصولا من الاراء والحكايات من الاباء والأمهات والمعلمين والمحررين .

نبش بحثا عنهم واحدا تلو الخر ، قصاصة قصاصة ، حتى تاتى يوما ما وترى نصبا تذكاريا من المثابرة للتثبيت ، ليثبت فى ساحة البلدة .

والى الأداة الرابعة والأربعين فى مقال قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط