الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سد مكحول بين فرضيات الموقع وحجم الخزين والكلفة المالية والإجتماعية والإقتصادية والتنمية المستدامة؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2022 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الحياة لا تستقيم إلا بوجود المياه، كون المياه شريان الحياة وسبيل ديمومتها، لذلك ستبقى المياه موردًا طبيعيًا متعدد الأغراض.
ولكون توزيع المياه في الطبيعة تتغير حسب الزمان والمكان فإن كميات المياه المتاحة تظهر غير متساوية مع عدد السكان وحاجاتهم الفعلية. وهنا تزداد الحاجة إلى المياه مع المتطلبات الصناعية والزراعية الكثيفة، وعليه ومن أجل تحقيق الإدارة المستدامة لموارد المياه، يجب أن يؤخذ الماء في الاعتبار في مشاريع التنمية المتعلقة به. وذلك من أجل تلبية الطلب المتزايد عليه باطراد في جميع أنحاء العالم. ومن هنا برز دور هندسة السدود، التي عملت على توفير المياه باستدامة وانتظام، بإنشاء السدود الضخمة والخزانات العملاقة لاستخدامها في حالة الطلب. وأصبحت هذه السدود والخزانات جزءًا حيويًا من حضارة البلد. وقد لعبت السدود دورًا رئيسيًا في التنمية منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد عندما تطورت الحضارات العظيمة الأولى على الأنهار الرئيسية، مثل دجلة والفرات والنيل والسند. ومنذ هذه الأوقات المبكرة تم بناء السدود للسيطرة على الفيضانات وإمدادات المياه والري والملاحة. كما تم بناء السدود لإنتاج الطاقة الكهرومائية .
ومع هذا فهناك جدل كبير حول بناء السدود الضخمة أو الكبيرة في جميع أنحاء العالم. منها مايتعلق بالفوائد الاقتصادية المتوقعة،أو البيئية والاجتماعية. ومنها (مايتعلق بالأضرار التي تسببها بناء السدود). وبحلول نهاية القرن العشرين، كان هناك 45000 سدًا كبيرًا في أكثر من 150 دولة، تم بناء 50 ٪ منها بشكل رئيسي لإغراض الري. تشير التقديرات إلى أن السدود تساهم في 12-16 ٪ من إنتاج الغذاء العالمي. وقد تم بناء جميع السدود الرئيسية تقريبًا لمكافحة الفيضانات ولتوليد الطاقة الكهرومائية، وتوفر السدود حاليًا 19٪ من إجمالي إمدادات الكهرباء في العالم.
سد مكحول ماله وما عليه...؟
واقع هذا السد ضمن المعطيات والواقع الذي يلتمس على أرض الواقع في العراق ومستقبل العراق المائي منقسم على طرح آراء من قبل بعض المختصين التي قد تصب في خانة المسائل الشخصية والتي هي بعيدة عن التوجه العلمي لتبرير هل البدء بتفيذ هذا السد صحيح ومجدي ام لا؟
ثانيا: برايي كان الأجدر بوزراة الموارد المائية البدء بتنفيذ واحد او اكثر من السدود ذات الخزين الأستراتيجي في مواقع اكثر ملائمة من الناحية الجيولوجية والجيو تكتونية.. ولكن مع الأسف الشديد لم يتم أخذ مثل هذه الخطوة وسد مكحول ليس الحل الامثل ليس بسبب ضعف الاسس بسبب جيولوجية المنطقة بل لان الخزين قليل مقارنة مع الكلف المالية. العالية ومدة إنجاز المشروع
ثالثاً: كلفة المشروع العالية البالغة (3) مليار دولار كان بهذا المبلغ إمكانية كبيرة جداُ لتأهيل بحيرة الثرثار بعزل مياه البحيرة عن الطبقات الجبسية ، كون بحيرة "مملحة" الثرثار هو المفتاح لحل معظم مشاكل ارتفاع مناسيب المياه الجوفية وتملح التربة في السهل الرسوبي، وبذلك ستكون البحيرة جاهزة لاستقبال المياه العذبة من ذراع دجلة –الثرثار دون أن تتملح نتيجة عزلها ومنع تفاعلها مع طبقات الجبس الملحية. وهذا سيجعل العراق مالك لخزين هائل يقدر بـ (80) مليار من الأمتار المكعبة ويعوض عن إنشاء العديد من السدود وفي مقدمتها سد "مكحول" مثلاً.
باختصار شديد جداً ما يصرف على سد مكحول هو بحدود (3) مليار دولار لضمان خزن (3) مليار متر مكعب والعمل سيستغرق ما بين (4-5) سنوات .وبهذا المبلغ أو حتى أقل منه بكثير وبفترة زمنية قياسية يمكن تأهيل بحيرة الثرثار كما أشرنا اليها آنفاُ ، عندها سيتم الحصول على خزين يعادل (80) مليار متر مكعب وتخليص السهل الرسوبي من مشاكل تاريخية مزمنة منذ العهد السومري وجعل بحيرة الثرثار خزين استراتيجي مضاف للعراق يعادل خزين معظم السدود التركية والايرانية مما قد يكون السبب في تغيير النظرة الى الإبداع العراقي وبالتالي فشل مبدأ مقايضة النفط العراقي مع تركيا بالمياه او حجز ايران لمياه سدود دوكان و دربندخان و حمرين ، وجعل المنطقة معلم سياحي من الطراز الأول تتهافت عليه الاستثمارات الوطنية والعربية والاقليمية.
أما كون سد مكحول يسبب في ترجيل قري وغمر أراضي زراعية وآثار قديمة فمعظم السدود تسبب مشاكل ولكن الفوائد المتأتية هي أضغاف مضاعقة وخاصة للعراق كونها دولة مصب ومحاصرة مائياً من قبل تركيا وايران و تغيرات المناخ لذلك إنكار بناء سدود ضخمة هو إجحاف بحق العراقيين وحرمانهم من مشاريع السدود ذات البعد الاستراتيجي في وقت تتكالب دول الجوار المائي بانشاء العشرات من السدود في ظل اقتصاد منهار فتركيا تشهد اكبر تضخم وتدني في سعر عملتها ولكن قي الجانب المائي مستمرة بالانشاء والتشيد وكذلك الحال مع ايران المحاصرة دوليا وهي تنجز مشاريع وتقطع المياه عن روافد دجلة والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك اولويات أهم من تامين خزين استراتيجي للبلد في ظل تغييرات المناخ وتحكم دول الجوار بمقدرات النهرين دون حساب لاي عرف قانوني او حسن الجيرة غير التسويف والوعود التي لم تنفذ، لا يعلى اية اولويات على بناء السدود الكبرى في العراق كونها دولة مصب .
رابعاً: عدم إدراج مشاريع السدود ومنها سد مكحول ضمن قائمة المشاريع المطلوب تنفيذها حسب الدراسة الإستراتيجية للمياه والاراضي في العراق حتى عام 2035. لا يعني ابداً صحة مخرجات هذه الدراسة ويجب ان يعاد النظر بها علما بانه مرت خمس سنوات ليقوم الخبراء الهولندين يتقييم هذه الدراسة ولكنها لم تتم "لغاية في نفس يعقوب"
خامساً: نحن كمختصين نرى حاجة العراق الملحة الى إضافة طاقة تخزينية إضافية. فمن المتوقع ان تكون سعة سد مكحول (3) مليار متر مكعب وهي كمية قليلة قياساً الى الطاقة التخزينية الموجودة حالياً على حوض دجلة ..مما كان الأجدر بوزارة الموارد المائية إكمال سدود كانت تحت الإنشاء وتوقفت الاعمال فيها لظروف البلد وليكون تنفيذ سد مكحول في المرحلة اللاحقة بعد اكمال السدود النصف منجزة.
سادساً : من وجهة نظر علمية أرى أن يتم تحديث الدراسات التي انجزت سابقاً لسد مكحول ومنها التحريات الجيولوجية والهيدرولوجية والهندسية الأخرى بما فيها تصاميم السد، كون التطور التكنولوجي وعمل الموديلا ت الرياضية للسدود ومنشاته وايجاد البدائل اصبحت سهلة وفي زمن قصير جدا مقارنة بدراسات يزيد عمرها على العشرين عاماً
سابعاً:. إنشاء اي مشروع عملاق وخاصة السدود هناك حاجة لترحيل السكان وتعويضهم بسكن وخدمات افضل مما كان قبل تنفيذ المشروع ما جرى في سد اليسو مثال واضح من ترحيل سكان الحوض وبناء مساكن حديثة مع كافة الخدمات لهم . وهذا ليس إجبار الأهالي بل حق الدولة في التنمية بعد التعويض المادي.
ثامناً: غرق مدينة حسن كيف التركية بحوض سد السيو الخانق للعراق وبكافة آثارها لم تحرك اليونسكو ساكناً لماذا التباكي على موقع قلعة الشرقاط المسجلة على لائحة التراث العالمي منذ عام 2003. ولم تعترض منظمة اليونسكو على اثار حسن كييف...؟؟؟؟؟ رغم العديد من حملات المجتمع المدني وسحب الشركات الاجنبية من اعمال التنفيذ.
تاسعاً: تأثير السدود الكبيرة سيكون إيجابيا جداً على استدامة الأهوار العراقية المسجلة هي الأخرى على لائحة التراث العالمي وكذلك التنوع الأحيائي في نهر دجلة لانها سوف توفر المياه من خزينها الاستراتيجي في مواسم الشحة والجفاف.
عاشراً: يجب ان توفرالوزارة إمكانات مؤهلة لتنفيذ هذا المشروع الكبير وغيره من المشاريع العملافة وان يتم التعاقد مع جهات استشارية مرموقة عالميا لضمان امنه المائي والغذائي والبلد مقبل على كوارث انسانية من ندرة المياه وتلوثها.. والتاريخ سيكون المفصل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات