الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الغزو الروسي لأوكرانيا في ظل التحولات الكبرى في العالم
مزهر جبر الساعدي
2022 / 2 / 26مواضيع وابحاث سياسية
(الغزو الروسي لأوكرانيا في ظل التحولات الكبرى في العالم)
يشهد العالم تحولات كبرى؛ تجري على قاعدة واسعة جدا، من الصراعات بين القوى العظمى في العالم، روسيا وامريكا والصين. ان هذه القوى العظمى، تعمل ان تظل على ماهي عليه من عناصر وعوامل القوة والقدرة؛ من خلال أو عن طريق اقامة مناطق نفوذ وحلفاء او اصدقاء او شركاء لهم، في اركان الكرة الارضية. ان الصراع بين روسيا من جهة وامريكا من الجهة الاخرى؛ لا يخرج عن هذا الصراع واهدافه وغاياته. فقد كانت اوكرانيا هي الارض الخصبة؛ لاستفزاز روسيا وجرها الى حرب مع دول الاتحاد الاوروبي، على ارض اوكرانيا. وهنا لا يمكن تبرئة روسيا، بل ان العكس هو الصحيح؛ ففي الاستفزاز الامريكي لروسيا، أو ما كان لهذا الاستفزاز ان يكون؛ لولا استخدام روسيا بوتين القيصر، لأوكرانيا كقاعدة ارتكاز للقوات الروسية في شرق اوكرانيا، لبعدين استراتيجيين؛ اولا؛ ان يكون تواجد القوات الروسية على حدود مناطق الالتهاب او المرشحة للالتهاب والسخونة بين روسيا والناتو، وبعبارة اكثر واقعية؛ بين روسيا وامريكا، وثانيا؛ لمنع انضمام اوكرانيا الى الناتو. على هذا الاساس، اشتد الصراع وتفاقم في الايام الاخيرة بين روسيا وامريكا. كانت اوكرانيا هي الاداة في هذا الصراع، وهي اداة استخدمتها كل من روسيا وامريكا. امريكا تريد من وراء هذا الصراع، ان تدخل روسيا في مستنقع اوكرانيا، هذا من جانب، اما من الجانب الثاني، فهي اي امريكا تريد وتخطط او هي خططت ونفذت بالفعل؛ على دق اسفين بين روسيا والاتحاد الاوربي، أما من الجانب الثالث؛ فهي ترمي من وراء هذا الصراع، استمرار وجودها واستمرار قيادتها وحمايتها لأوروبا عبر تقوية حلف الناتو، عندما شعرت بان الحلف في الطريق الى الضعف اي ضعف دورها حين اختفى تهديد الاتحاد السوفيتي ومن بعده الاتحاد الروسي. في المقابل لا يمكن باي حال من الاحوال اعفاء الدور الروسي وخطط بوتين القيصر، في استعادة الدور الروسي في موازين القوى العالمية، كما لا يمكن اهمال الخشية الروسية من تمدد حلف الناتو في اتجاه حدود روسيا. القيادة الروسية بزعامة بوتين؛ ادركت منذ زمن ليس بالقليل؛ بأن اقتراب حلف الناتو، اي امريكا من حدودها، يعني هز عصى التهديد في وجه روسيا، مما يعني وضعها تحت المطرقة الامريكية، والاهم هو الوصول في نهاية الامر الى تقليص دورها في العالم، وخنقها داخل حدودها. لذا، بسبب هذا، وعندما شعرت بانها قد امتلكت القوة القادرة على المواجهة، اي مواجهة امريكا؛ طالبت امريكا ودول الاتحاد الاوربي( الناتو) بالضمانات الامنية، والتي لم تحصل عليها، اي ان امريكا والناتو قد تلاعبوا بالوقت من دون الدخول الجدي في حوار منتج حول الضمانات الامنية. على هذا الاساس قامت بغزو اوكرانيا، حتى تستطيع عندما يتم لها اسقاط العاصمة الاوكرانية، كييف؛ اسقاط حكومة فلاديمير زيلنسكي، ونصب حكومة موالية لها في اوكرانيا. الاتحاد الروسي لمنع انضمام اوكرانيا الى الناتو، او قطع الطريق عليها للانضمام الى الناتو؛ قام بخلط اوراق اللعبة، بغزو اوكرانيا؛ كي يفتح الطريق لعمل هو نفس ما قام به في جورجيا في عام 2008. ويكون الوضع كما كان عليه الوضع في جورجيا. اعتقد ان الامر برمته، من المحتمل ان يمر في الختام من دون ان تكون هناك مواجهة بين روسيا، او تقود الى مواجهة بين روسيا وامريكا، او الناتو. الاتحاد الروسي، لا يريد ان يغرق في اوكرانيا، اي ان القوات الروسية، ستنسحب من اوكرانيا بعد تسوية الاوضاع كما بينته في اعلاه.. أما من جهة العقوبات الاقتصادية، التي توالت من دول الاتحاد الاوروبي وامريكا واليابان، وهي عقوبات بالفعل كما وعد الناتو وامريكا، قاسية ومضرة جدا للاتحاد الروسي. اعتقد ان روسيا قد تعودت عليها وتعايشت معها في السنوات السابقة. من جانب، اما من الجانب الثاني فان اوروبا وبالذات المانيا، لا اعتقد بانها ستساهم مساهمة فعالة في تلك العقوبات؛ لأنها وكما يقول خبراء هذا الشأن؛ تضر بأوروبا اكثر من روسيا. من الملفت للانتباه، ان الرد الصيني، او ان التعليق الصيني؛ لم يكن ابعد من ايضاح موقفها من الغزو الروسي لأوكرانيا، اي كان موقفا قريبا من الحيادية. لم يكن في مستوى الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الروسي والصين. هذا يعني ان الصين لا تريد ان تكون طرفا في هذا الصراع. يبقى هنا السؤال المهم؛ هل ان روسيا قادرة على الصعيد المستقبل، ان تكون قوتها وقدراتها، وهنا اقصد القدرات الاقتصادية؛ ان تكون بمستوى هذا الصراع الحالي والمستقبلي؟ اعتقد ان الاتحاد الروسي وتحت مختلف الظروف والاحوال، واذا ما استمر الصراع على هذا الطريق بين الدب الروسي وامريكا، ولا اقول دول الاتحاد الاوروبي؛ غير قادرة على الايفاء بمستلزمات هذا الصراع، والذي سوف يكون من اول اولوياته؛ هو سباق التسلح. الاقتصاد الروسي اقل او اضعف كثيرا وكثيرا جدا من الاقتصاد الامريكي. اضافة الى ان المجال الحيوي للولايات الامريكية كبيرا وواسعا، يكاد يغطي مساحة كوكب الارض، بينما مساحة المجال الحيوي الروسي، قليلا بالقياس للمجال الحيوي الامريكي. عليه، فأن هذا الصراع يشكل خطرا كبيرا على الاتحاد الروسي. أما اذا اضفنا الصين الى هذه القوة،( المحور الروسي الصيني، الشراكة الاستراتيجية) فسوف تكون قوة موازية؛ لأمريكا والناتو، أو انها تقترب من التوازن. لكن، هناك منافسة اقتصادية بين روسيا والصين، وهي منافسة خفية وغير معلنة، لكنها على ارض الواقع موجودة، حتى في منظمة شنغهاي، واوراسيا. مع انهما يعملان على ازالة اي عراقيل تعترض طريقهما؛ تلبية لمصالحهما التي تفرضها عليهما شروط الصراع مع الغول الامريكي. انما المستقبل، يحمل لنا الكثير من التحولات والتغيرات، التي هي، لا احد؛ بإمكانه التنبؤ بمخارجها. بالذات حين تتغير قوة الردع، اي تزداد وترتفع قوة الردع الصيني، الى مستوى الخصوم او حتى ابعد؛ عندها، ربما تتغير الشراكات الاستراتيجية، أو انها تبقى على ماهي عليه، لكنها تفتقر الى الفعالية والدعم والاسناد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم