الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبب تخلفنا الحضاري

عدنان إبراهيم

2022 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك عدة أسباب لتخلفنا

1- الظلم المتجذر فينا
هذه المشكلة قامت لحلها دعوات إصلاحية كثيرة جداً باءت كلها بالفشل، ولكن الحل مع رحمة الله للعالمين، وهو الإمام الوارث لرسول الله ص، وقد أخبر أن حل هذه المشكلة سيكون برفع الظلم.. والظلم له صور كثيرة، أخبرنا عنها الإمام كذلك في مواضع متفرقة. فمن ذلك:
2- فقد القدوة وضياع الإنتماء:
قال تعالى: (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض) عاش بنو اسرائيل في التيه في الصحاري أربعين سنة لا يدرون من أين يجيئون ولا إلى أين يتوجهون.. وحالتنا تشبههم لأننا ليست لنا انتماء أو قدوة نجتمع عليها.
في ميزان السباق الحضاري لا وجود لشيء اسمه التدين، فالدول الصناعية الكبرى لا تحمل راية المسيح ولا اليابان تحمل رايو بوذا ! ولكن هناك وجود لشيء اسمه الإنتماء سابقاً والقدوة حالياً.. من نحن ومن هم قدواتنا وإلى أين نريد أن نصل.
بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمون:
* من نحن: لا ندري، لأننا ليست بيننا أخوة إسلامية أو حتى علمانية كالإتحاد الأوروبي مثلاً، ولكننا متفرقون ولا يجمع بيننا إلا الإسلام ولكن كإسم لا يثمر شيئاً في الواقع ولا تسمع له ركزا.
* من هم قدواتنا: قدواتنا حالياً هم أبطال الفن والرياضة، كشخصيات لامعة فقط وليس لأعمال الخير التي يقومون بها، فمحمد صلاح مثلاً حينما تبرع لقريته بملايين الجنيهات أو يظهر منه فعل يدل على حسن أخلاقه، لا يذكر عمله هذا أحد، ولكن حينما يحرز هدفاً في الدوري الإفريقي تقوم الدنيا على ساق ولا تقعد.. فهل محمد صلاح قدوة لأخلاقه ولخيره ؟ أم لشهرته؟ كذلك قس هذا على كل نجم مشهور له جمعية خيرية أو عمل صالح، ستجد أنه لا يتم تسليط الضوء على هذا، ولكن على سفاسفه وجهالاته، فما معنى هذا ؟!
وعلى أحسن أحوالنا إن ارتقينا قليلاً في مرتقى الجدية والجندية، ستجد أننا نتخذ قدواتنا الفراعنة وأهل الجاهلية والظلم ونفتخر بهم أمام الأجانب.. فهل نشعر حقاً أننا فراعنة أم أن هذا مجرد كلام في الهواء لا يثمر شيئاً على أرض الواقع؟ وهل عدمنا القدوات المسلمة لكي نرجع سبعة آلاف سنة ونمحو حضارة الإسلام التي علمت أوروبا في الأندلس وأنتجت الحضارة الحديثة؟ لمصلحة من يتم التعتيم على حضارة الإسلام والمسلمين، ويقال انظر إلى العصفورة! أو إلى الفراعنة أو البابلين أو الآشوريين الخ هذا الهراء! ومتى سنتحد إن لم يجمعنا الإسلام وحضارته؟ الإنتماء مهم جداً.
والقدوة التي نلتف حولها أهم من الإنتماء، لأنه بدونها لن يكون لنا قدوة ولا انتماء، والقدوة هي الإمام الوارث لرسول الله ص، وهذا موضوع كبير كتب عنه الإمام أبو العزائم وخلفاؤه كثيراً ولن نمل أن نذكر المسلمين به حتى ينهضوا من كبوتهم.
* إلى أين نذهب: المستقبل غير واضح لنا لأنه لا يوجد لدينا أهداف استراتيجية على المدى الطويل، والحل في الرغبة في الإتحاد والتعاون فيما بيننا والإجتماع كأمة واحدة، قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فلمن هذا التوجيه القرآني؟
3- تدين العبادات والخوف
هناك أغنية شعبية من أغاني المهرجانات تقول بالعامية المصرية (احنا بتوع ربنا.. ومعانا شهادة بكدة).. أي أننا المتدينون ومعنا شهادة بهذا..
تدين العبادات لا يثمر حضارة، ولكن تدين الحب يحقق المعجزات كما هو حاصل في اليابان.
في الحقيقة (لمن يفهم) لا يوجد شيء اسمه تدين، فالله لا يحتاج لنا، ولكن هناك شيء اسمه حب.. شريعة إلهية وحب لمن شرعها، شريعة تنظم الحياة ويستنبط منها الأئمة في كل عصر مايناسب هذا العصر. وحب لإمام العصر الممثل لرسول الله ص ونصرته بالنفس والمال.
لماذا يعاني الناس في عصرنا من خرافات كتب التراث وما فيها من قيود وتحريم، بالإضافة لظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة التي زادت الطين بلة؟ بسبب عدم اجتماعهم على الإمام الوارث!
هناك مفهوم خطأ عن الدين انه ربما يفرض عليك أمورا كئيبة، ضد الفرح، تشعر أنها لا تعبر عنك ولكنك مجبر على أن تتقبلها نفاقا كما تنافق الحاكم.
هذا التفاوت بين التدين الوهمي والفرح نراه كلنا يتجلى في أمور كالموسيقى والجنس والجمال وكل ما يسبب الفرح بشكل عام.. ولا أتكلم عن اللحية والنقاب، ولكن أتكلم عن حتى الحجاب في دولة كمصر وفي قلب القاهرة والإسكندرية، هل هناك مصيبة كبرى تشعر بها حين ترى شعر امرأة بملابس محتشمة طبيعية؟ انس كلام الفقهاء مؤقتاً.. أنا أعني شعورك أنت، إحساسك أنت.. أنا شخصياً لا أشعر بحرج ولا تهيج شهوة، بل على العكس أشعر بأن هذا هو الطبيعي.. لماذا تغطي شعرها! هل سيقفز عليها الرجال لو رأوا شعرها مثلاً، أم سيشعرون كما أشعر أنا.. والحديث ليس عن القرى والنجوع والمجتمعات المحافظة، سواء حالياً أو منذ ألف سنة، ولكن الحديث عن تطور الوعي الإنساني.. الحديث عن وجود إمام وارث له الحق في استنباط الأحكام من القرآن الكريم وتوجيه الأمة في مسارها المناسب لعصرها.. إن الجمود على التفاصيل أبد الآبدين ليس شيئاً منطقياً وليس بشيء طبيعي، فالرجال على عهد رسول الله ص والصحابة مثلاً كانوا يطلقون لحاهم ويعتبرون أن الحلق من التشويه والمُثلة، ولكن تغيرت هذه الفلسفة الآن وأمسى الحلق هو الأمر الطبيعي، وبهذا يأخذ العلماء المعاصرون، فلماذا يجمد الأمر بالنسبة للمرأة؟
إن مشاعرنا في اتجاه ونظرتنا للدين في اتجاه آخر، نشعر أنه يكبّلنا ونصبر محتسبين أجرنا عند الله، بينما الله لا يريد لنا هذا التفلسف والمعاناة التي لن تفيده في شيء.
في الحقيقة أن هذا التكييف يخلق في الشعوب العربية تأخر حضاري، لأن التقدم والإبداع مبني على الشعور بالحرية والفرح.
نريد أن ننسى قليلا التركيز الشديد على الحلال والحرام وغضب الرب وهذا البله، ونركز على دعوة الرسل الحقيقية وهي تحقيق آدمية الإنسان وتحريره من الظلم والتسلط، والسماح لكل إنسان أن يكون كما هو، وأن يشعر بحرية التعبير عما بداخله، وإظهار مكنونات نفسهون الشعور بعيب او حرام وهمي صنعناه نحن بفهمنا أن المعاناة أقرب للدين وأرضى لله، وسبحان الله وتعالى عما يظن الجهلة، أو بالأحرى أصحاب المصالح والسلطة الدينية والسياسية.
ونفهم - رجاءا:
* أن الله خلقنا ليظهر، وليس ليختفي ونظهر نحن بمخاوفنا التي ننسبها للدين ولله كذبا وزورا
* وأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لم يحرر الشعوب من فرعون وكسرى وقيصر لكي نأتي نحن ونجعل الله قيصرا أعظم! هذا التكييف هو أكبر جريمة خلقناها عبر التاريخ والمصلح الحق هو الذي يساهم في اصلاح هذه الصورة المكذوبة عن الله ودينه وكتابه.
العنصر التاريخي عنصر طبيعي
يسري على الإسلام كما سرى على غيره
هناك فرق بين الدين الحالي الذي مر على عدة حضارات وأزمنة مختلفة وبين دين الصحابة وأهل البيت الفطري البسيط، المبني على الحرية والحب والفرح، وليس فرض الواجبات وتعداد قائمة الفرائض والمخاوف المترتبة على عدم سداد الديون المنسوبة لرب جائع نتوهمه بأذهاننا التي عانت من العيش في القهر السياسي سنين طويلة خلقت تيار الإسلام السياسي المتطرف الذي خلق هذا الرب الجائع الذي لم يعرفه أجدادنا يوم أن كانوا سادة الناس.
الإسلام دين حرية وحضارة
لادين تخلف وعبادات ولحى وتغطية وجه
أجدادنا حملوا مشاعل الحضارة في كل مكان، وفي القرون الوسطى علموا أوروبا في الأندلس وجامعات قرطبة وغرناطة وإشبيلية.. من أين أتت الحضارة الأوروبية؟ أليس من خلالنا نحن المسلمون؟ حسنا.. لماذا لا يذكرون هذا اليوم؟ لأنه من مصلحتهم الاقتصادية أن تظل مستهلكا عايشا في الوهم والخديعة التي تخبرك أنك متخلف لا تستطيع إنتاج دبوس!
وبالفعل هذا حاصل!
نحن نستورد كل عام أساتك مطاطية بالملايين، ولانشتري بتلك الملايين أجهزة وخامات تصنيع الأساتك!.. لماذا؟ بسبب العقلية.. اننا قوم غير صناعيين.. إنه الوهم الذي يتحرر منه بعض العظماء فيقفزوا بشعوبهم وبلادهم وينقذونهم من التخلف الوهمي.
لكن الحقيقة أننا الآن انتقلنا خطوة كبرى لايشعر بها الكثيرون، من يعرف أن مصر والمغرب تصنع سيارات بنسبة ٥٠٪ تصنيع محلي، وتصنع أجهزة تكييف وغسالات الخ.. هذا أيضا يجب أن ندركه لكي تتغير عقلية الجميع من الشعور بالتخلف إلى الشعور بالتقدم والنجاح والمساواة مع الشعوب الغربية، بل التفوق عليها في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في لبنان ترفع من وتيرة عملياتها على الموا


.. أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم




.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني