الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحرب ووباء الكوفيد و الثورات الملونة !
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
2022 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية
لا نجازف اليوم ، بالكلام أن الثورات الملونة الأوكرانية هي عامل رئيسي في الأزمة المعقدة التي تعاني منها الدولة في أوروبا خاصة و في الغرب عامة ، مثلما أنها أوقعت بعض البلدان العربية في مأزق خانق ، قد يستحيل الإفلات منه . مهما يكن لسنا هنا في معرض البحث في العلاقة التي تربط بين روسيا و أوكرانيا ، و لا في محاولات الدول الغربية المتكررة من أجل تحجيم روسيا و تجزئتها ، بدءا من نابليون الذي رأى بعد هزيمته في سنة 1812 في بطاحها ,أمام " الجنرال الروسي الشتاء" " ان أوروبا في خطر كبير ، فمن المحتمل أن يجتاحها في أي وقت القوقازيون و التارتار " . من المعروف أيضا أن المانيا النازية هاجمت روسيا في سنة 1941 ، من أجل احتلالها و تقطيعها و الاستيلاء على أوكرانيا ، حيث الارض الخصبة ، سبق ذلك حرب بين الإتحاد السوفياتي و فنلندا في سنة 1939 ، التي سمحت للقوات النازية بالدخول إليها تمهيدا لغزو روسيا . لا بد من الإشارة أيضا إلى معاهدة " عدم الإعتداء " بين روسيا و المانيا في سنة 1939 ، التي كان الغرض منها في الواقع " تأجيل "عدوان ألماني ،كان من وجهة نظر الروس حتميا ضدهم .
اللافت للإنتباه منذ أن انطلقت الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا ، في 24 شباط . فبراير، الجاري ، بصرف النظر عن الغاية منها ، هي احتجاجات الدول الغربية على انتهاك الروس لسيادة دولة أوكرانيا ، ضاربين القانون الدولي بالحائط . حيث يتضح ضمنيا بحسب هذه الدول أن هذا القانون ، مثله مثل شرعة حقوق الإنسان ، موضوع لصيانة الدولة الغربية و المواطن الغربي دون سواهما ، كما يجوز الظن في السياق نفسه ، بأنها تميز بين تعريض المدنيين في الغرب لويلات الحرب من المدنيين في البلدان العربية و الإفريقية على سبيل المثال .
فما يدهش المراقب إلى حد الذهول هو أن هذه الدول ، خصوصا تلك التي تنضوي في الحلف الأطلسي ، شنت طيلة العقود الأخيرة ، عددا من الحروب على دول فقيرة ، كانت في معظمها مستعمرات لها قبل أن تُمنح استقلالا صوَريا ، تحت عناوين مثل "الديمقراطية " و " التدخل الإنساني من أجل حماية المدنيين " و دعم " الثورة الملونة " ، و لكن الملاحظ أنها تنهي عملياتها العسكرية في معظم الأحيان ، دون أن تحقق أيا من الأهداف التي أعلنت الحرب من أجلها ، فتترك خلفها بلدانا مدمرة و شعوبا مشردة ، متفرِقة إلى جماعات متنابذة و متباغضة استولت عليها غزيزة البقاء على قيد الحياة ، بأي ثمن .
أنه حقا لأمر عجيب أن تشتعل حرب ، بين دول غربية ، متقدمة تقنيا ، قوية ، حيث تمتلك كل منها ما يكفي لمحو الجنس البشري من على سطح الكرة الأرضية . فعلى الأرجح أن الغاية المضمرة لهذه الحرب بين الجبابرة ، و لحروبها القادمة ، ليس إفناء البشرية بواسطة أسلحتها النووية ، وأنما هي في أغلب الظن " اصطفاء الأقوياء " و " إفناء الضعفاء " .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحف فرنسية : -العرجاني من تهريب أسلحة عبر الأنفاق إلى احتكار
.. السعودية.. تنظيم عملية خروج ملايين الحجاج من الحرم المكي تثي
.. غارات إسرائيلية على حلب تقتل أكثر من 40 عسكريا سوريا.. ما ال
.. المرصد السوري: أكبر حصيلة من القتلى العسكريين السوريين في غا
.. شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري