الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيلينسكي ان كنت تدري فتلك مصيبة ، وان كنت لاتدري ؟

كريم المظفر

2022 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بداية الحرب اسهل من ايقافها، شعار عشناه نحن العراقيين منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى بداية الالفية الثانية، حروب تلتها حروب ، والقاسم المشترك فيها ، هي ان كل الحروب في العالم للولايات المتحدة الامريكية و(اذنابها ) ضلع فيها ، سواء في الخليج او ليبيا او سوريا وحتى في اليمن ، ولا نريد الخوض في تفاصيلها لأنها تحتاج الى مجلدات عديدة لكتابتها ، لأن كل المسوغات التي قدمتها أمريكا حولها ، أثبتت كذبها وزيفها وتشويه الحقائق لعالم يقوده دول تتعامل مع البشر بازدواجية كبيرة .
واليوم وبعد أن امد الله بعمرنا ، نشهد بأن أمريكا واذنابهم ، عادوا من جديد ، الى مسرح جريمة جديدة ، تستهدف روسيا ( لاحتوائها ) لأن موسكو أعلنت تطلعاتها للاستقلال السياسي والاقتصادي ، ورفضها سياسة القطب الواحد التي كانت سائدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وبالطبع مثل هذا لا يروق للدول الغربية ، التي تعتبر نفسها " اسياد العالم " ، مستغلين هذه المرة ، قائد لم يفقه بالسياسة بشيء ، لأنه أصلا " مهرج " نعم " مهرج " في التلفزيون الاوكراني ، احب الناس برنامجه ، وشاءت الاقدار ان يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية ، ليصبح رئيسا لجمهورية أوكرانيا ، والغريب ان نجاحه في الانتخابات جاء بأغلبية كبيرة ، ما أثار عدة علامات استفهام عن الجهة التي وقفت وراءه ؟ ، وما هو المطلوب منه ؟ ، وأسئلة أخرى كثيرة ، خصوصا وان أوكرانيا تعج بالفاسدين المتخمين بالمال والحاشية ، وجميعهم ذو رغبة الفوز في الانتخابات .
ويوما بعد يوم تكشفت الأمور ، وانكشفت أوراق اللعبة الامريكية وإدارتها ، فهي من دعمت لصنع من هذا " المهرج " بطلا كارتونيا ، لعب الدور الكبير فيها ابن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن دورا كبيرا ، كونه يرتبط بصفقات مشبوهة مع بوروشينكو ( الرئيس الاوكراني الأسبق ) ، كشفها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب ، ولازالت علاقاته مع القيادة الأوكرانية الحالية ، وحثه على استفزاز روسيا ضمن خطة محكمة ، بدأت برفضه قرارات ( مينسك ) حول الازمة الأوكرانية مع الجمهوريات الانفصالية ، وطلبه بضم بلاده للاتحاد الأوربي وحلف شمال الأطلسي ، تلاها فتح أبواب بلاده لمعدات الناتو وخبراءه ، و عسكرييه ، تارة لإجراء مناورات عسكرية مشتركة لعدو مفترض من الجهة الشرقية ( أي روسيا ) ، وتارة أخرى لرفع كفاءة القدرة العسكرية للجيش الاوكراني .
وبعد تذكير موسكو دول الحلف والاتحاد الأوربي ، بوعودها التي قدمتها منذ 30 عاما ، و"لحسها " لهذه الوعود بشأن عدم ضم دول أوربا الشرقية الى الحلف ، ومطالبتها بضمانات أمنية خطية ، ووقف توسعها وتقربها من الحدودها الغربية التي تمثلها أوكرانيا ، إلا أن الرئيس الأوكراني ، لم يفهم اللعب جيدا ، لأنها أصلا أكبر حتى من تفكيره ، وراح يفتح أبوابه ، لتكون بلاده بؤرة العداء الغربي على روسيا ، ورغم تحذيرات موسكو ، بأن الغرب يحاول استغلاله ، وهم "سيلحسون " وعودهم معه بشأن إمكانية إنضام بلاده للناتو ، إلا أنه وبدفع أمريكي وبريطاني واضح ، أصر على الإستمرار في تنفيذ استفزازات واضحة ضد روسيا قادتها للقيام بعمليات عسكرية خاصة .

وإذا ما لاحظنا خلال الأيام الخمسة ة الماضية من العمليات العسكرية، ورغم القوة العسكرية الروسية الكبيرة، فان عمليات القصف لم تستهدف أي مواقع مدني ومجمعات سكنية، حفاظا على أرواح المدنيين، فقد صدق الرئيس الروسي وعده منذ اليوم الأول من العمليات الخاصة، بعدم استهداف المدنيين والتجمعات السكنية ، والتشديد على ان "الهدف الرئيسي للقوات الروسية ليست الصدام مع القوات الأوكرانية وإنما مع الجماعات النازية المتطرفة ( والتي بات الغرب يشجع تواجدها ) والتي تتحمل مسؤولية إبادة السكان في دونباس وسفك دماء المواطنين الأبرياء للجمهوريات الشعبية".
وكالعادة فإن للمكينة الإعلامية الغربية وذيولها المنتشرة في كل العالم ، دور كبير في تزييف الحقائق على الأرض، وتمارس حملة تضليل كبيرة للتنكيل بالنوايا الروسية، وهذا ليس غريبا عليها ، فقد كنا شاهدين عيان للأحداث في العراق وليبيا وسوريا وأماكن عديدة أخرى ، وما يقدمه هذا الاعلام من المسرحيات والفبركات والاخبار المضللة ، وبالتأكيد مثل هذه الاعمال " الوسخة " تطال روسيا وقاتها ، فمنذ يومين تواصل هذه الماكينة " تعيد وتصقل " بفيلم فيديوي يصور لحظة إصابة احد الصواريخ بناية سكنية ، ونسبه الى القوات الروسية ، وفي الوقت الذي نفت فيه وزارة الدفاع الروسية ذلك ، وشرحت ان هذا الصاروخ هو رض – جو لإصابة الطائرات ، وقد أنحرف على ما يبدو نتيجة خطأ تقني ، فإن الأمر لا يخرج عن " الغرابة " فقد تم تصوير الحادث بهواتف نقالة من جميع الجهات ، وكأننا نستحضر حادث قصف المركز التجارة العالمي في نيويورك ، واللغط الذي جرى حول تصويره بطرق فنية متقنة . !!!
وكعادته بدأ الاعلام الغربي ) بالانتقاص ) من الانتصارات الروسية وتحقيقها أهدافا كبيرة خلال الأربعة أيام الماضية ، وكما أوجزتها وزارة الدفاع الروسية ، تارة معللا ذلك بالظاهر الطبيعية بعد ذوبان الثلوج ما أدى الى " تغريز " الدبابات واعاقة تقدمها ، وتارة أخرى عن مقاومة أوكرانية شرسة لم تكن تتوقعها دوائر الاستخبارات الغربية ، والقائمة تطول ، في حين قالت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على مدينة مليتوبول، ودمرت 821 منشأة عسكرية وأسقطت 7 طائرات و7 مروحيات و9 مسيرات في أوكرانيا، وأشار إلى أن الجيش الروسي، تمكن من السيطرة على مدينة مليتوبول ، ويتم اتخاذ جميع التدابير لضمان سلامة المدنيين ومنع الاستفزازات من جانب المخابرات الأوكرانية والقوميين المتعصبين ، وبشكل إجمالي، تم تدمير 821 موقعا من البنى التحتية العسكرية لأوكرانيا، من بينها: 14 مطارا عسكريا، و 19 مركزا للقيادة وللاتصالات، و 24 منظومة صاروخية مضادة للطائرات من طراز "إس-300" و"أوسا"، و 48 محطة رادار ، وتم إسقاط 7 طائرات مقاتلة و 7 مروحيات و 9 طائرات بدون طيار ، وتم تدمير 87 دبابة ومركبة قتالية مصفحة، و 28 قطعة من راجمات الصواريخ وغيرها ، وتمكن الأسطول الروسي من تدمير 8 زوارق حربية تابعة للقوات البحرية الأوكرانية.
وللأسف وكما يقول المثل الشعبي " ان كنت لا تدري فتلك مصيبة ، وان كنت تدري فالمصيبة أكبر " ، فعلى ما يبدو ان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ، بلع " الطعم " الغربي ، سواء عن قصد أو من غيره ، وتصور أن الدعم الغربي له لإستفزاز روسيا ، سيقربه من " بوابة " عضوية الإتحاد الأوربي ، وكذلك عضوية حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) ، وقد أصيب بخيبة أمل هو نفسه ، عندما وجد نفسه وحيدا ، رغم اتصاله حسب قوله ب ( 27 ) رئيسا أوربيا ، وسألهم عن إنضمام بلاده الى الناتو ، فقال " كلهم خائفون " ، وتركوه وحده يجابه روسيا ، وعندما طالبهم بالدعم قالوا له ( تعال انت وعائلتك نضمن لك اللجوء !!! ) .
إذن العبرة ، ليس في أننا ( نخطأ ) ، ولكن العبرة في أننا كيف لنا ان نستفاد من خطأنا ، وفي كيفية تصحيح هذا الخطأ وتجاوزه ، فالرئيس الأوكراني ، وبعد هذه ( خيبة الأمل ) على ما يبدو لم يستفاد حتى الان من أخطائه ، وقدم بلاده ( قربانا للغرب ) الذي تركه وحيدا ، ليدمر بلده " بنفسه " ، واستمراره "بالمكابرة الفارغة "، والتي لن تؤدي الا الى الخراب ، وانه وكلما أراد يخطو خطوة نحو السلام لحقن دماء شعبه ، والتفاهم مع روسيا بشأن مقترحها أن تكون بلاده منطقة ( حياد دولي ) ، تأتيه وعود " فتات " من الخارج ، ، بوعود إيصال العتاد والأخر بالصواريخ الى كييف ، لإبقاء اتجاه بوصلته نحو الاستمرار بالحرب ، دون ان يسأل نفسه كيف سيتم إيصال ذلك وروسيا دمرت ل المطارات العسكرية ومسيطرة على اجواء البلاد ؟
وفي آخر التطورات ، ووفقا لما تناقلته وسائل الاعلام الغربية ، فقد دخلت القوات الروسية في ثاني أكبر المدن الأوكرانية خاركوف ، وتحاصر كييف من جميع الجهات ، بالإضافة الى سيطرة المقاتلين الانفصاليين في دونباس و لوغانسك على مساحات شاسعة من أراضيها التي تقع ضمن ( حدودها الإدارية ) ، وهو لا يزال يماطل ( وبدعم غربي ) في الدخول من باب السلام الذي فتحته له موسكو لحقن الدماء ، تارة بأنه لا يريد مينسك مقرا للمفاوضات ، وتارة أخرى بحجة إن شروط موسكو كبيرة ، والإيام تسير ، ومدن بلاده تتساقط واحدة تلو الأخرى بيد القوات الروسية ، التي أكدت أنها ماضية في تحقيق أهدافها حتى النهاية .
الرئيس الاوكراني بتهوره هذا ، قدم خدمة جليلة كبيرة للأمريكان والبريطانيين بالذات ، فقد كانت واشنطن ولندن تبحث عن أسباب " قاهرة " لشن هجومها على موسكو ، بعقوبات اقتصادية كبيرة ، افشله طوال السنوات الماضية ، الانقسام الأوربي بين مؤيد ومعارض لأي إجراءات " قسرية " ضد روسيا ، حتى جاء ( زيلينسكي ) ليقدم هذه الخدمة على طبق من الذهب ، للأمريكيين والبريطانيين ، اللتين استغلتا الفرصة وعملت على" شيطنة " روسيا وتصويرها على انها " البعبع " الذي يرغب باستعادة السيطرة على أوربا ، وتحقيق أحلام الإمبراطورية الروسية ، والتي تستوجب التوحد " لكبح جماح " روسيا في أوربا ، ما حدا بالغرب الى رفض المطالبات الروسية بالضمانات الاوربية ، والاستهتار بها ، بل وحتى تجاهلها ، وعدم الرد على مقترحات موسكو بهذا الشأن ، وبذلك قد الرئيس " المهرج " أوكرانيا "كأضحية " نحرها بيده بسكينة عمياء ، متصورا نفسه بأنه لايزال " يهرج " في برنامجه التلفزيوني .
الغريب بالأمر ان الرئيس الأوكراني الذي اعتاد على " التهريج " في برنامجه التلفزيوني ( كفارتال ) ، لم يع بعد ، حجم " الكارثة " التي تنتظر بلاده ، وهو يساير الغرب في استمراره القتال ، مع علمه ان الغرب نفض يده عنه وعن بلاده ، وتأكده بان الغرب لن يقاتل الى جانبه او يتدخل ، لأنهم أصلا ( خائفون ) بحسب تعبير الرئيس الاوكراني نفسه ، لذا فإن العودة الى جادة الصواب هو السبيل الوحيد ، للتقارب مع روسيا ، باعتباره مفتاح ( الحل) وفي ان تنعم بلاده بالرخاء والاستقرار والحياد المنشود ، والمفاوضات والحوار المباشر هو السبيل الوحيد ، وان طوق النجاة للجميع هو في حقن دماء الشعوب ، فما بال ان الشعبين الروسي والأوكراني ، هم شعب واحد وتاريخ واحد وديانة واحدة ، وان لا يجعل من المكان والزمان " حجة " لتهرب من الحوار ، وبالتالي إطالة أمد الحرب ، فعند عض الأصابع ،لا ينفع بعدها " الندم " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة