الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إجهاض الصراع الطبقي

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2022 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بوجود صراع طبقي في العالم العربي؟ وما هو دور النقابات والاتحادات العمالية في مآلات ذلك الصراع؟

مصعب قاسم عزاوي: بشكل عياني مشخص فإن واقع المجتمعات العربية ينطوي على صراع جوهري شامل عمقاً و سطحاً في تكوينها البنيوي و الوظيفي ينطلق من تناقض المصالح بين الفئات الشعبية المقهورة المنهوبة المفقرة، وبين الطغاة والمستبدين ومن لف لفهم من الانتهازيين وقناصي الفرص والمرائين والمتسلقين على حبال التدليس والكذب والتضليل، والمنخرطين في جسد الدولة الأمنية القمعي كجلادين وعسس وبصاصين وجلاوزة ومحتسبين لقاء بعض الفتات والمكاسب التي يحصلون عليها مقابل قيامهم بدورهم الوظيفي المناط بهم في بنية منظومات القمع والاستبداد في المجتمعات العربية التي تستأسد بشكل منقطع النظير على كل مفاصل حيوات المقهورين العرب الذين يعيش معظمهم شبكة علاقات اجتماعية تتراوح بين الريفية الزراعية والقبلية الإقطاعية بشكل لا يرقى إلى نموذج علاقات الإنتاج التي يفرزها نموذج الإنتاج الرأسمالي التقليدي بالشكل الذي بنى كارل ماركس تصوره عن الصراع الطبقي فيه محركاً للتقدم والتغيير الاجتماعي الغلياني، وهو نموذج الرأسمالية الذي لما يتحقق في أي مجتمع عربي حتى اللحظة الراهنة، حيث جل الاقتصادات العربية ما تزال زراعية مهملة أو ريعية استهلاكية مع بعض تلاوين تجارة السمسرة الكمبرادورية، و غسيل الأموال القذرة، و صناعات اللمسة الأخيرة.
وفيما يتعلق بواقع النقابات ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى، التي تمثل المدارس الأساسية لتنمية وتوطيد الوعي الجمعي والوعي الطبقي بالمفهوم الغرامشي للماركسية، ومراكمة خبرات العمل الجماعي والتنسيق والحشد والتنظيم لتحقيق الأهداف الجمعية التي تتسق مع الوعي الطبقي للفئات التي تحمله وتستشربه وتدافع عنه من خلال تلك النقابات ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى التي تنخرط بها، وصولاً إلى الأحزاب المنبثقة عن تلك الأخيرة، و ذات المشاريع الفكرية والأيديولوجية لتغيير المجتمعات بشكل يتسق مع نسق الوعي الطبقي الذي تعبر عنه، وتنطلق منه، وتسعى لتحقيق مصالح الفئات التي تحمله؛ فهو واقع لما يتحقق أي شكل حتى لو كان جنينياً منه في أي من الدول العربية جراء تغول الدولة الأمنية وطغاتها ومستبديها على كل مفاصل المجتمع المدني بالمفهوم الغرامشي في مجتمعات تلك الدول بدءاً من المؤسسات الدينية المدجنة، ووعاظ السلاطين المتمرسين في تلافيفها ، و المدارس التي أصبحت مؤسسات للتدجين وغسيل الأدمغة الذي يدعوه المستبدون «إعداداً عقائدياً»، وصولاً إلى النقابات والصحف ووسائل الإعلام والجمعيات الخيرية وغيرها من تمظهرات المجتمع المدني التي لم تسلم من التهام الدولة الأمنية لها في المجتمعات العربية بشكل لا يسمح لها بالبقاء إلا في حال تحولت بوقاً وطبلاً للتسبيح بحمد المستبدين وتزويق صورتهم الإعلامية، وغير ذلك مصيرها الملاحقة والإفناء والإقصاء وتغييب كوادرها في سراديب المعتقلات الأمنية بتهم الدول الأمنية التقليدية على شاكلة «مقاومة النظام الاشتراكي»، و«النيل من هيبة الدولة»، و«التخابر مع جهات أجنبية»، و«إضعاف الثقة بالاقتصاد الوطني»، و«شتم رأس الدولة» و ما كان على شاكلتها من تنويعات على نفس المقام الاستبدادي.
وإلى حين تمكن المجتمعات العربية من مواجهة معضلة التطور والتنمية الأساسية فيها ألا وهي تغيير نظم الاستبداد والدول الأمنية، فليس هناك أي أفق لتحقق أي أشكال من الحراك الاجتماعي الحقيقي في المجتمع سواء كان صراعاً طبقياً أو غيره يمهد لتغيير في واقع البؤس والمراوحة في المكان الذي لا زالت المجتمعات العربية تعاني منه بنفس الحدة وبأشكال مختلفة منذ رحيل مستعمريها القدماء عنها شكلياً، واستبدالهم بنواطيرهم المحليين من الطغاة والمستبدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة