الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية ؟

رضي السماك

2022 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كانت اوروبا المسرح الأول للحرب العالمية الثانية( 1939- 1945) والتي أنطلقت شرارتها الأولى منها، وهي كانت أيضاً المسرح الأخطر في تكبيد أطرافها الأوربيين -وبضمنهم ألمانيا النازية- خسائر مروّعة في الأرواح والعتاد والعمران،وتحمّل الأتحاد السوفييتي النصيب الأكبر في تلك الخسائر المروعة، بينما كانت خسائر الحليف الأميركي الأقل بفضل خوضها الحرب خارج أراضيها. وباستثناء حروب صغيرة نُشبت في أوروبا، فإن دولها الكبرى لم تكن متواجهة فيها، وبالتالي فإن الخسائر المهولة للغاية التي دفعتها أوروبا في تلك الحرب الكونية الثانية شكلت درساً لدولها العظمى للتفكير ملياً قبل اللجوء للقوة العسكرية في حل الخلافات الطارئة بينها ، لاسيما مع أمتلاك بعضها السلاح النووي. وبفضل تلك المزية التي تمتعت بها الولايات المتحدة بخوض حروبها خارج أراضيها، وعدم تلقيها خسائر هائلة في السكان والعمران على أراضيها؛ فإنها ما أنفكت غير عابئة بارتداداتها على مواقف الرأي العام الداخلي فيها، اللهم إلا قطاعات محدودة لا تغيّر جذرياً من موقف صانع القرار السياسي الذي ترسمه وتخطط له الطبقة الرأسمالية الحاكمة. وتأسيساً على ما تفدم فلا غرو إذا ما أقدمت - ومعها حلفاؤها الغربيين في الناتو -على التدخل في النزاعات الدولية أو خلقها وتحريض بعض إطرافها على الحرب؛ حيثما رأت ذلك يخدم مصالحها. وهذا ما ينطبق بالضبط تماماً على أنفجار الأزمة الأوكرانية مؤخراً لتتطور إلى حرب خطيرة بين روسيا وأوكرانيا إثر إعلان الأولى شن "عملية عسكرية" داخل أراضي الثانية، لعلها تشكل ورقة ضغط أخيرة في يدها تجبر أوكرانيا وحلفائها الغربيين على منحها ضمانات لأمنها القومي بأبتعاد حلف "الناتو" عن حدودها وعدم ضم أوكرانيا إليها.
بالمنطق السليم فإن كوارث الحروب دائماً هي باهظةالتكلفة ولطالما دفعت فواتيرها بالدرجة الأولى الشعوب والأوطان لتحيلها دماراً و خراباً ، والآن وقد أنعقد مؤتمر مفاوضات ثنائية بين الطرفين بعيداً عن التدخلات الغربية، فإنه لا يُعيب الطرف الأوكراني لو قدّم قدراً من التازلات لروسيا باعتباره الطرف الأضعف والأكثر خسارة، لكنه الأكثر حاجة لمثل هذه التنازلات لوقف شلال الدم وخراب البلد الذي لم يتعاف منه منذ أنهيار الأتحاد السوفييتي، رغم الوعود الغربية له الكاذبة بإعادة بنائه، ما دام عائد تلك التنازلات إنقاذ شعبه من أهوال محرقة لا تبقي ولا تذر، بل ويحتاج عقوداً طويلة لإعادة الإعمار، دع عنك الأرواح التي لاتعوّض. إن روسيا لها مصلحة في شن ما أسمتها "العملية العسكرية" ولن تخرج منها بأي حال من الأحوال بدون أدنى غنيمة ممكنة، وهذا ما يجب أن تفهمه واشنطن وحلفاؤها الغربيين، لكن هل يترك هؤلاء كييف تتصرف باستقلالية لوحدها لتقرير مصيرها بنفسها ؟ هم الذين ما فتئوا يصبون الزيت على نيران الحرب، فيما مازالت كييف تعوّل على مساعداتهم بإنقاذها !
وفي تقديرنا أن موسكو تستطيع بدون أملاءات متشددة مع الطرف الأضعف أنهاء المفاوضات بنجاح إذا ما تقاطعت بأي شكل من الأشكال مع كييف للخروج بنتائج بما يحفظ ماء وجهها بقدر من التنازلات المتبادلة -وإن تكن غير متكافئة باعتبار روسيا الطرف الأقوى، لكن مرة اخرى نتساءل هل يترك الغرب أوكرانيا وشأنها ؟ وللأسف الشديد أن ذلك لمشكوك فيه تماماً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE