الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رماد الشمس

فوز حمزة

2022 / 3 / 1
الادب والفن


هاهو يومٌ آخر يمضي كما تمضي ريح الخريف بغيمة ..
لقد حفظتُ منذ زمن بعيد مواعيد الأشياء التي تخصه كأنها تقويم معلق على حائط قديم .. مواعيد النوم والدواء .. موعد استيقاظه ومدة مكوثه على السرير قبل دخوله الحمام .. موعد خروجه من البيت .. هناك أشياء لا أسأل عنها .. ما حاجتي لأعرف و أنا لم أعد اهتم لما يحصل له منذ زمن طويل ..
حضوره في حياتي لا يشكل أيُّ فارق من غيابه ..
لم تعد هناك أيّة أغنية في حكاياتي ..
أحيانًا كثيرة لا انتبه لوجوده إلا حينما أسمع صوت نعليه وهو يجرهما جرًا.. تحت تلك الخطوات أسلمت ذاكرتي للنسيان .. وأيامي للصمت ..
لقد امتنع عن التحدث معي منذ فقدانه القدرة على مضاجعتي .. حاولت تذكر تفاصيل آخر مرة مارسنا الجنس فيها .. ذاكرتي لم تسعفني .. قالت لنفسي:
بالتأكيد لم يكن فيها ما يجعلها مختلفة عن سابقاتها .. ثلاث خطوات .. تبدأ بخلع السروال وتنتهي بارتدائه أما الخطوة الثانية خمس ثوان ثم يتجشأ مخرجًا من فمه رائحة العشاء المختمر في معدته ليتركني اتعذب مع جسدي الذي يئن في صمت .. وهذه هي خطوته الرابعة التي تقوده للغرق في النوم والأحلام بعد إعلان انتصاره من فوق حطام ..
وقفتُ أمام المرآة أحدق في التجاعيد التي بدأت تحيطُ بعيني الحزينتين .. إلى خصلات شعري البيضاء التي أخبرتني عن الزمن الذي مضى إلى حتفه ..
تساءلت وأنا أنظر إلى وجهي الشاحب .. هل آلفتُ العذاب ؟
هل للأشجار أن ترتوي من المياه المالحة ؟!
ربما كل شيء قابل للخضوع إلا صوت شخيره .. نقطة خلاف لم يتم التوصل لحلها .. فكرت كثيرًا في مصارحته برغبتي في النوم في غرفة منفصلة .. تراجعت في آخر لحظة ولا أتذكر السبب وراء تراجعي أو ربما كنت أعرف لكني استأصلت ذلك الجزء من ذاكرتي المليئة بالثقوب بفعل الزمن الذي لا يتغير فيه شيء ..
الأيام هي الأيام والشهور تعيد نفسها والسنون العجاف أكلنَّ السمان منها ..
أمسكتُ بالقلم لأشطب جزءًا مني في التقويم .. أحاسيس كثيرة اجتاحتني و أنا أفكر بأجزاء من روحي تذوب بينما أنا واقفة لا أفعل شيئًا سوى عد تلك الأجزاء ..
ارتديت روبي ومشطت شعري لأقطع الممر صوب المطبخ .. أفكر ماذا أعد له على الفطور ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى