الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد المعلم وبريق الماضي

عبدالكريم ابراهيم

2022 / 3 / 4
المجتمع المدني


الاول من آذار يحمل خصوصية لدى الكثير من العراقيين، لاسيما المعلمين الذين سيتذكرون هذا اليوم، والامل يحدوهم في تحقيق جزء من احلامهم المسلوبة في زمن غابت عنه المعجزات.
مرَ هذا اليوم رتيباً كيباً كأنه يسير على خطى سلحفاة، ولعل هذا الانقلاب والتحول من حالة الفرح الى الحزن، ناجم عن الوضع الذي يعيشه المعلم اليوم. هذا الملاك السماوي الذي نزل بكل هيبته وبريقه الى الارض ،ولكنه فقد الكثير من هذا البهاء الاسطوري في حين غرة تحت وطئة غياب معالجات حقيقية لكثير من قضايا المجتمع العراقي بعد ان انفرط عقد منظومة القيم الاجتماعية، واصبح المعلم يشعر بالاضطهاد المعنوي نتيجة عوامل بعضها متراكمة، زادتها بلة الاوضاع الحالية التي جعلت من حامل الرسالة الانسانية يصاب بالغربة والاسى، ويتحسر على تلك الايام الخوالي التي كان فيها محط تقديس واهتمام لا نجد منها سوى بعض الحكايات التي يتناقلها من عاش تلك الحقبة الزمنية المزدهرة.
القضية ليس مادية فحسب كما يصور لها بعضهم، بل هناك عوامل روحية غابت عن اهتمام الدولة والمجتمع ، ولعل النظرة التي تحمل في طياتها علامات الشفقة واحياناً الاستهزاء بقصد أو بدون قصد التي تحاول بعض الفئات تروجها عن المعلم ،هي من جعل بعض الاجيال المعاصرة تحاول ان تجرد صانع المعرفة والعلم من بهاء صورته، وترسم اخرى مشوشة كرستها بعض المعرقلات التي جعلت منه مقيداً بالأغلال، بعدما صال وجال في سوح الوغى المعرفية تفر منه كتائب الطلبة احتراماً واجلالاً لهيبته وقدسته.
قضية المعلم اليوم ، ليست تخص شريحة من موظفي الدولة غايتها الحصول على امتيازات معينة – وان كان هذا حق مشروع – بل هي قضية مجمع يصلح بصلاحه ،ويزداد علواً وتقدماً كلما شعر هذا الشخص انه محط اهتمام تقدير حكومي ومجتمعي يناسب وحجم المهمة التي يحملها، ويسعى للقيام بها متحديا كل الظروف في سبيل ايصال رسالتها الانسانية. ربما يكون لسان حال المعلم " اعطني ما استحق، اعطيك مجتمعاً يصنع المستحيل "، ولكن الزمن لا يعود الى الوراء، وكلما تقدم الى الامام طحن بأسنانه ما تبقى من كيانه ومملكته التي بناها عبر سنوات طويلة، والخشية ان يتحول المعلم الى ذكرى عطرة تُشاهد في المتحف البغدادي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون ويشعلون النيران أمام منزل نتنياهو ليلة ع


.. شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد




.. تقرير أميركي.. تدهور أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة


.. واشنطن تدين انتهاكات حماس لحقوق الإنسان وتبحث اتهامات ضد إسر




.. الأمم المتحدة: الأونروا تتبع نهجا حياديا وإسرائيل لم تقدم أد