الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل النسوية

فهد المضحكي

2022 / 3 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


يبدأ الكتاب «مستقبل النسوية» ترجمة نانسي محمد ما أسماه محرروه بـ«نهج المرأة والثقافة والتنمية»، والذي يميز المرأة في العالم الثالث ومقاومتها الظروف الصعبة التي تجد نفسها فيها. هذه المقاومة ثقافية بطبيعتها، لأن الاقتصادات والعلاقات الاجتماعية والايديولوجيات تعبر عنها بالثقافات. يحكي الكتاب الصادر باللغة الإنجليزية عام 2003 عن قصص نسوة من نيجبريا، ومصر، والهند، والأرجنتين، ومن دول أخرى متعددة. ويرى محررو الكتاب أن هذه العقود القادمة عبارة عن مغامرة من أجل البقاء. وهي بالنسبة لهم مستوحاة من الطرق العديدة التي تقاوم بها النساء والرجال في العالم الثالث الظروف التي يجدون أنفسهم فيها. يعرض الكتاب كذلك الانتهاكات والاستغلال الذي تتعرض له المرأة الأفريقية أكثر من أي وقت مضى، ويبحث عن حلول لمقاومة هذا الاستغلال وتلك الانتهاكات. ويتميز الأصدار في طبعته الثانية عام 2016 بمجموعة من الأزمات المتداخلة وحركات مقاومة جديدة، والتي تقودها النساء غالبا، مثل حركات حقوق المياه. إن الأزمات التي تعامل معها الكتاب -العديد منها يتقاطع مع الأزمات الأخرى- تشمل حركة اللاجئين بأعداد كبيرة إلى أوروبا، والاضطرابات في أوكرانيا والشرق الأوسط، وسياسة الفصل العنصري في إسرائيل، وحقوق الفلسطينين، والعنف ضد المرأة، ومصادرة أراضي وموارد سكان البلاد الأصليين، والقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية المعقدة المحيطة بتغير المناخ، بالاضافة إلى العديد من مشاريع التنمية في العولمة النيوليبرالية التي تسحب أشد الناس ضعفا في العالم إلى مستنقع من التفاوتات المنهجية، التي أدت إلى الحرمان من الوصول إلى الغذاء والماء والأرض والطاقة، وإلغاء حق الناس في أن يعيشوا حياة مبدعة ومرضية، على الرغم من تجذر التنمية كسلسلة من المشاريع للحد من الفقر. هذا الوضع نتاج عولمة تقودها النخبة والشركات العابرة للحدود.

في أحد الفصول عنوانه «العولمة وسلطة المرأة على الجماعة» تقول الأكاديمية إيفي أماديوم إنه بما أن الخطاب الفكري يتحول إلى العولمة بسرعة، فإن هناك اهتماما متجددا بإعادة التفكير في النسوية واقتراح أجندات جديدة لها، من بينها نهج المرأة والثقافة والتنمية (WCD) وهو يمثل نظرة واعدة بالنسبة للنساء الأفريقيات، فمن المهم أن ندخل هذه المناقشة من منظور ناقد يعتمد على تجارب افريقيا في التاريخ الاجتماعي. حيث كان على النساء الأفريقيات أن يناضلن حتى من أجل الحصول على صوت في الحركة النسوية. فلم يعتبرن شريكات متساويات في صنع أجندات أو سياسات المرأة دون مساواة في الصوت والوصول، فإن العولمة في التجارب الأفريقية ليست سوى استعمار جديد متقدم يستند إلى الراسمالية المتقدمة. الأفريقيون ببساطة مستهلكون للثقافات المستوردة. إن التعبير الحالي عن العولمة الجديدة هو في الرأسمالية المالية في شكل إدارة القروض والتدخل التجاري. لكن من وجهة نظر العديد من الأفريقيين الذين يعيشون اليوم بيومه، ينظر إلى كل هذا على أنه إعادة استعمار. وتعد المعرفة القائمة على المكان للحياة المحلية مرة أخرى موقعا يثير الأسئلة حول إعادة الاستعمار والإمبريالية. وبما أن النسويات يتلاءمن مع خطاب العدالة الاجتماعية، فلابد التعامل مع قضايا الانعكاسية والسياق الثقافي والقيم والتقاطعات المحلية.وبالتالي، فإن المحلي يعيد تأكيد نفسه، ويلعب دورا في إعادة صياغة الحوار العالمي، وانتقاد الافتراضات الخاصة بمفهوم العولمة. إن الشواغل المتعلقة بالعبودية والاستعمار والفصل العنصري والتمدن فيما يتعلق بالمساواة والعدالة الاجتماعية هي ذات صلة كما كانت دائما في اللقاء بين المجتمعات الأفريقية وقوى العولمة، فتعارض المعارف الخاصة بالمكان مفهوم العولمة، يمكنها أن توفر أدوات لمواجهة الأجندة الاستعمارية والتنمية العنصرية. وعلى المنوال نفسه، فإن المعارف المتعلقة بالنوع الاجتماعي تتعارض مع النظام الأبوي والجنسي في الأهتمام بالنقد والتمكين. ومع اكتساب العولمة المزيد من القوة، ستتعرض المرأة الأفريقية لمزيد من الانتهاكات والاستغلال.مثلما كانت الاتصالات التاريخية الرئيسية مع الثقافات الأوروبية الغربية تنطوي على هجمات على الإنسانية والثقافات للشعوب الأفريقية، فإن التوقع بالقدر نفسه أنه سيكون هناك تكثيف لتٱكل لغات السكان الأصليين من الأفريقيين وثقافات محددة للنساء الأفريقيات. كما تواجه الفتيات العنف الحديث، بالإضافة إلى العنف التقليدي القديم للزواج المبكر والولادة المبكرة والقمع الذكوري. بيد أنه من المهم بالقدر نفسه ألا تغيب عن البال الروابط التقليدية بين الأمهات والبنات والفتيات والنساء في مجتمعات ما قبل الاستعمار والعديد من المجتمعات المعاصرة التقليدية في أفريقيا اليوم.

وفي فصل آخر «الصراع بين النساء والسلطة» يذكر بيتر تشوا أستاذ علم الاجتماع في جامعة «سان خوسيه» تقوم النساء الثوريات بتفكيك العادات القديمة والبنى الاجتماعية واساليب الحياة، وفي الوقت نفسه يقمن بتشكيل طرق تفكير جديدة، وطرق معيشية أكثر استدامة، وعلاقات سلطة مثقفة نامية. هاته النسوة اللاتي يقمن بمقاومة النظرة الاستهلاكية للإعلام الليبرالي الجديد والمسؤلين الحكوميين الذين يعيشون ويعملون بعيدا عن المجتمعات الرأسمالية المتقدمة. وهي تعتمد -أساسا- في المناطق الريفية والمناطق التي يصعب الوصول إليها في الأماكن النائية في جميع أنحاء العالم من «الإكوادور» في أمريكا الجنوبية إلى «الفلبين» في آسيا والى «كردستان» في الشرق الأوسط المضطرب. يستكشف هذا الفصل المستقبليات النسوية المتجسدة في الأفكار والممارسات السياسية النامية لهاته النسوة الريفيات. وبذلك، يسلط الضوء على التعقيد الملموس للتغييرات التي تجعلها هاته النسوة ممكنة، وضد السخرية السياسية الأكثر بروزا والمنبثقة عن الليبرالية ذات التوجه الإصلاحي التي تعارض التغيير الثوري، وكذلك صنع الأسطورة المثالية والرمانسية الأقل شهرة. ويمكن تعلم الكثير من رؤية النساء في الثورات، والواقع الجديد الذي يصنعنه كل يوم. ويذكر ايضا، إن الهجوم الأخير للعولمة النيوليبرالية من خلال السياسات الاقتصادية والاصلاح السياسي يسمح بالحكم المطرد للنخب السياسية القديمة في البلدان الرأسمالية - وإن كان ذلك في بعض الأحيان في اشكال تبدو جديدة مثل: الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير- وفي البلدان المتعثرة في التنمية في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية، وكذلك في تعزيز الحكم في البلدان الاشتراكية السابقة. وأدت المرحلة الحالية من النيوليبرالية الاقتصادية والإصلاح السياسي إلى خيبة أمل شديدة بين القوى السياسية حول الرؤى الثورية واسعة النطاق، والمنظمات والقيادة، وخيبة ألأمل التى تعبر عن نفسها من خلال النقد اللامحدود والعدمية الثقافية والشلل السياسي.

إن الهدف من هذا الكتاب هو تقييم وضع النساء في العديد من المواقع في العالم الثالث من أجل وضع نقطة جديدة تعتمد على جوانب من الأساليب السابقة والحديثة. وفي الوقت نفسه يقترح نافذة جديدة تنظر إلى النساء في العالم الثالث والطرق التي تقاومها النساء وتحتفي بظروف حياتهن. والكتاب لا يقترح شيئا لم يفعله احد من قبل، إذ يحاول فقط أن يركز الانتباه ويعطي مصطلحا ومنهاجا لمقاربة ناشئة يعتقد أنها وسيلة للخروج من الطريق المسدود في دراسات التنمية. يمثل هذا الأصدار محاولة لاقتراح شكل نموذج جديد للدراسات التنموية، التي تضع المرأة في مركزها، والثقافة على قدم المساواة مع الاقتصاد السياسي، وتتركز على الممارسات، والمبادئ التربوية والحركات من أجل العدالة الاجتماعية. بطاقة تهنئة: بمناسبة الثامن من مارس/‏اذار اليوم العالمي للمرأة تحية إلى نساء وفتيات بلادي و إلى النساء العربيات وكافة نساء العالم اللواتي يمثلن بتضحياتهن أمل الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري


.. إعلاميات مداهمة ستيرك وميديا خبر هي لطمس وإسكات صوت الحقيقة




.. دراسة بريطانية: الرجال أكثر صدقا مع النساء الجميلات


.. بسبب فرض الحجاب وقيود على الملابس.. طلاب إيرانيون يضربون عن




.. سعاد مصطفى :-المرأة السودانية هي من تدفع ثمن الحرب-