الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاص والروائي. عمر الحمود

عايد سعيد السراج

2022 / 3 / 5
الادب والفن


عندما تريد أن تكتب عن القاص والروائي : عمر الحمود.

يتحتم عليك أن تكون طيباً ودوداً بسيطاً متراحماً مثله.

فالأديب. عمر الحمود، هو - "كتابته أدبه ووضوحه، في الحياة واللغة والمعرفة" -

فهو يكتب حكاياته للبسطاء والطيبين الذين عاندتهم الحياة،

أو شغلتهم بهمومها، أو أودت بهم إلى التهلكة والضياع، أو

شاغلتهم بمآسيها وفواجعها.

فهو يرى شخوصه من دواخلهم بمجهر توادده ورؤاه وحميميته

بلا تزلف أو نفاق أو تعالي.

يراهم كبشر عاديين بمأساتهم وطيبتهم وخبثهم وكرمهم، كمن

ينظر بمجهره إلى عوالم البشر الذين يتشابهون في كل شيئ،

ويختلفون في دواخلهم، وتتباين أمزجتهم، وانفعالاتهم،

وردود أفعالهم، فيظهر الخبيث، ويتنافر مع الطيب.

وعندما يبدا الصراع وتتنافر المصالح ، يتحول شبيه البشر،

إلى ذئب مفترس وينقض

على شبيهه الآدمي، ويمزق جسده، أو روحه، ويسبي

انسانيته، وهكذا يدخلنا القاص - عمر الحمود - إلى هذا

الوحش الكامن في الإنسان الذي يقوده طمعه إلى قتل أشباهه

من البشر، من أجل تفتيش جيوبهم ومايحملون من حقائب،

حتى لو كانت تحتوي التافه من الأشياء، في زمن العصابات

والإنفلات والضياع القيمي والإنساني.

تتعامل معه في هذه الأمور، مجموعة من المرتزقة وشذاذ

الآفاق الذين ماتت ضمائرهم وسيطر عليهم الطمع وتسلط المال

وعندما ترصد حياة شخوص قصة ( رمية فاصلة )

الذين هربوا من المدينة التي سيطرت عليها مجاميع من

الفصائل المختلفة التي كل واحدة منها اتخذت لنفسها

اسما تُعرف به من أسماء تاريخية أودينية لأشخاص معروفين

متسترة ورء شعارات زائفة .

وبدأت الحياة تضيق بالناس في المدينة، ويشتد أوار

الحرب، والقنص والفلتان الأمني، وكذلك القصف الذي يطال حتى عابر السبيل

فبدأ الناس بالهروب من المدينة إلى الشمال، حيث الدولة

المجاورة التي لاتبعد كثيراً ، وتشكل ملجأً للهاربين من

الموت، فيحشر الناس أنفسهم في الميكروباصات التي تُـهرِّبَ

المواطنين، الذين يغامرون بأنفسهم وأولادهم في هذا الجو

المليئ بالموت وأزيز الرصاص والطرقات الوعرة التي يطمرها

العجاج والحفر والأودية. والمجهول الذي يتربص بهم كالموت المؤجل.
الأخوان بطلا القصة يهربان من المدينة.

واحد يهرب من أجل الطمع وجني المال بطرق القتل والإجرام

مع مجموعة قتلة مجرمين يصطادون الناس الفارين و الهائمين

على وجوههم هربا من الموت في القفار وصولا لدولة تركيا

القريبة ، مستغلا الظروف غير الطبيعية والفوضوية التي تجتاح المدينة.

أما الأخ الآخر فيهرب من الموت طلباً للأمان مع مجموعة

عائلات مرعوبة وخائفة تحاول النجاة بأطفالها؛

بواسطة مهرب يعرف الطرقات بشكل جيد، يملك سيارة أجرة

تحمل اكثر من عشرين راكباً يحشرهم بداخلها مع أطفالهم وحاجياتهم الضرورية،

وبعد توهان السيارة في الطرقات الترابية المتداخلة، يطلب

الركاب الهاربين من الموت توقف السائق والعودة بهم من حيث

جاؤوا خوفا من الضياع، والوقوع بيد عصابة مجرمة امتهنت

السلب.والنهب والقتل. وبدأ الهرج والصياح بينهم وبين السائق الذي حاول العودة بهم مجبراً

ولكن الشاب الغاضب نزل من السيارة متوجها إلى مايعتقد أنه

الطريق الصحيح لوجهته، فتبعه شاب آخر. وأخذا يسليان

بعضهما ويحلمان بالوصول الآمن.

وشاهدا تلة يقف فوقها مجموعة أزوال رجال مع بصيص ضوءٍ

فاستبشرا خيراً وإذ بطلقة تردي أحدهما قتيلاً وتلحق بالآخر

طعيناً فيتاكد القناص بعد أن يفرغ جيوبهم التي لايوجد بها

شيئاً مهماً أنهما مفلسان ماعدا مبالغ تافهة وبطاقاتهما

الشخصية حيث - دسهما في جيبه-

وهو يقول في نفسه ضاحكا لقد كان صيداً بائساً ، وتقترب ثلة

العصابة المجرمة، تتفرس بوجهي القتيلين قائلة: واحد منهما

يشبه وجه القاتل، فيعود القاتل ليتفرس بوجه المقتول وينظر

الى بطاقته ليتأكد أنه" أخاه" نعم يصرخ بصوت مجنون لقد

قتلت أخي، ويبدأ يُـؤنب نفسه اللوَّامة وطمعه وجشعه، وتركه

لأمه التي نهته ولم يأبه بها، وصادق هذه العصابة المجرمة،

وبدا يصرخ ويصرخ كعواء وحش مطعون، ويهرب في البرية

ومن بعيد يأمر قائد المجموعة بقتله، لقد جن بعد أن كان

أمهرنا بالرمي. فتخترق ظهره مجموعة رصاصات حارة،

ويطلق أحد أفراد العصابة النار على الجريح فيتمم قتله

: اسلوب ولغة الأديب عمر الحمود بسيطة واقعية يرصد

الأحداث ويلتقطها- بكميرا- دقيقة تجعلك تعيش الأحداث

بواقعية وأنسنة كبيرة.

: الكاتب عمر الحمود في سطور :
ـ عمر أحمد الحمود ـ تولد السوافي / الرقة 1967
ـ يحمل إجازة بالحقوق من جامعة حلب 1992 ـ يمارس مهنة المحاماة.
ـ يكتب القصة والرواية والدراسة الأدبية والزاوية الصحفية
ـ ينشر في الدوريات المحلية والعربية
ـ شارك في عدد من الكتب الجماعية في القصة والرواية .
ـ كتب بحوثاً عن ( الرقة في عهد الرشيد ) نشرته مجلة التراث العربي بدمشق
ـ شارك في عدد من المهرجانات الأدبية المحلية والعربية ، وحكّم في عدد من المسابقات الأدبية المحلية والعربية .
ـ فاز بعدد من الجوائز المحلية والعربية في القصة والرواية كجائزة البتاني وجائزة العجيلي وجائزة مجلة الثقافة وجائزة المزرعة للمخطوط القصصي وجائزة حنا مينا للرواية العربية
ـ عضو اتحاد الكتاب العرب ( جمعية القصة والرواية ) منذ 2004
من كتبه المطبوعة :
1ـ الخيبة ـ قصص ـ اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق 2000
2ـ سقوط هرقلة ـ قصص ـ وزارة الثقافة ـ دمشق 2004
3ـ القِصاص ـ قصص ـ دار الفرقد ـ دمشق 2006
4ـ كابوس الماء ـ قصص ـ اتحاد الكتاب العرب _ دمشق 2009
5 ـ معراج الصحو ـ قصص ـ اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق 2012
6ـ هبوب السموم ـ رواية ـ الهيئة العامة السورية للكتاب ـ دمشق 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با