الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار..عاملات الطابوق في العراق .. شقاء متواصل بلا ضمانات.

عادل عبد الزهرة شبيب

2022 / 3 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تتميز معامل الطابوق في العراق بأنها مشيدة عادة على اطراف المدن بطريقة بدائية لا تتوفر فيها شروط العمل الصحي ومتطلبات البيئة النظيفة , كما يؤدي الدخان الأسود المتصاعد من هذه المعامل الى الحاق الضرر بالبيئة يوميا . وبسبب انعدام فرص العمل الاخرى فإن الكثير من النساء الريفيات وغير المتعلمات يلجأن الى معامل القطاع الخاص مثل معامل الطابوق ومعامل ثرم البلاستك اضافة الى اماكن جمع القمامة لغرض الحصول على دخل بسيط يسد جزءا يسيرا من متطلبات المعيشة في العراق الغني بثرواته المتنوعة . وتعمل النساء في ظل ظروف قاسية لا يتحملها اكثر الرجال صبرا ويعملن اكثر من سبع ساعات في اليوم في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الصيف التي قد تصل احيانا الى خمسين درجة مئوية .
تتميز الأعمال في معامل الطابوق بأنها اعمال شاقة لا تتناسب وقدرات المرأة الجسدية . بعض النساء العاملات فقدن ازواجهن بسبب الوفاة ولديهم اطفال و لا يجدن مصدر رزق آخر في الريف غير العمل بمعامل الطابوق بإجور بسيطة لإعالة عوائلهم . ومعامل الطابوق غالبا ما تعتمد وسائل بدائية في الانتاج والنقل كما تعتمد على الايدي العاملة الرخيصة كالنساء الريفيات او غير المتعلمات او الأرامل وكذلك الأطفال بعيد عن الرقابة الحكومية وتطبيق القانون . وكثيرا ما تتعرض العاملات الى حوادث اثناء العمل بسبب سقوط الطابوق عليهن مما يؤدي الى تعرضهن الى اصابات وكسور .
يرى اصحاب معامل الطابوق بأنه ليس هناك من وسيلة لتحسين ظروف العاملين بسبب ان ارباح بيع الطابوق كما يدعون قليلة جدا ولا تشجع على رفع رواتب العاملين او زيادة اعدادهم . وكثيرا ما تتعرض العاملات الى امراض جلدية خطرة بسبب جفاف الجلد نتيجة العمل تحت اشعة الشمس المحرقة طيلة النهار اضافة الى تعرضهن الى الدخان الأسود والغبار والأتربة اثناء العمل . وعادة ما يكون عمل النساء في هذه المعامل بدون ضمانات صحية او اجتماعية , وبعض العاملات الشابات يتركن المدرسة من اجل العمل لإعالة عوائلهم الفقيرة في ظل غياب رعاية الدولة . ومن الضروري بهذا الصدد ان تعمل المنظمات الانسانية ومنظمات حقوق الانسان على تفعيل دورها في الضغط على الجهات المعنية لانتشال المرأة العاملة في العراق من واقعها المرير .
وبين مخاطر العمل ولهيب حرارة افران الطابوق , يعيش مئات من النساء والأطفال داخل غرف مغلقة لنقل الطابوق الساخن الى اماكن تجهيزه وبيعه للمواطنين . ويعمل هؤلاء بأجور يومية بسيطة من دون راتب تقاعدي او ضمان اجتماعي او تأمين صحي يضمن علاجهم عند التعرض لإصابة خلال العمل .
وبهذا الصدد يؤكد الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه على" ضرورة استكمال بناء الضمان الاجتماعي عبر اصدار قانون للضمان الاجتماعي الشامل وتعزيز شبكة الرعاية الاجتماعية الحالية وتطويرها لتشمل انشاء صناديق تقدم الاعانات المالية في حالات البطالة والعجز الناجمة عن العمل والشيخوخة بما يؤمن حدا معقولا من الدخل وايجاد نظام فعال لتمويل هذه الصناديق مع الارتقاء بالخدمات الاجتماعية الصحية والتعليمية المجانية مع توفير الخدمات العامة . كما اكد الحزب ايضا على ايلاء قضية المرأة ومكانتها داخل العائلة وفي المجتمع اهتماما مميزا على الصعيدين الوطني والاجتماعي مع تأمين متطلبات ارتقاء المرأة الريفية اجتماعيا وثقافيا بما يؤهلها للمشاركة في الحياة العامة في محيطها وعلى صعيد المجتمع , وضمان مساواة المرأة مع الرجل في الاجور قانونا وفعلا في جميع القطاعات الاقتصادية وتوفير بيئة وظروف عمل مناسبة لها وحق النساء العاملات في حماية الأمومة والطفولة المنصوص عليها في القوانين ."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تمثال اميلي سرسق


.. استشهاد امرأة فلسطينية وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهد




.. اعتقال ناشطات معارضات للحرب في قطاع غزة والسودان


.. في حوار لـ-العربية ENGLISH-.. أندرو تيت الملقب بـ-كاره النسا




.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA