الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية للمرأة في عيدها العالمي يقدمها فيلم -بينيتي -

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2022 / 3 / 7
الادب والفن


Film - "Binti" -2021

علي المسعود

تناولت السينما الافريقية الكثير من المواضيع ، ومن القضيا المهمة التي تناولتها قضية (المرأة ) التي كانت ومازالت تناضل في كل مكان في العالم من أجل حقوقها والأعتراف بوجودها الأنساني . ولكن كفاح المرأة في أفريقيا أكثر شراسة لكونه صراع من أجل حياة كريمة و الخلاص من بؤس العيش الذي يسببه الفقر والصراعات المسلّحة وتدني مستوى البنية التحتية وأيضاً تدني الخدمات الصحية والتعليمية . السينما الافريقية أستطاعت أن تكشف للعالم عن حياة الأفريقيات اللاتي يزرخن في حياة هي الأصعب حول العالم ، ونكتشف أن هناك علامات سينمائية مضيئة تقودها سينمائيات نساء اللواتي اسهمنً بشكل فعّال في رفع أصوات الأفريقيات ومعاناتهنّ من خلال ألأفصاح عن أنماط الحياة التي يعشًنها واللاتي يتطلعن إلى تغييرها . الفيلم التنزاني " بينتي" 2021 واحد من هذه الافلام الذي عرض لأول مرة في 8 مارس وهو يوم رمز لجميع النساء في جميع أنحاء العالم . ويمثل الفيلم إحتفاء رائع بالمرأة في عيدها العالمي . "بينتي" وتعني باللغة - السواحيلية لـ "الشابة" - وهو من بنات أفكار" ماريا شو" وتم تحويلها إلى فيلم للمخرجة والكاتبة سيكو شامتي مع زميلتها الكاتبة أنجيلا روهيندا. تقوم سيكو شامتي بإخراج الفيلم من نص شاركت في كتابته مع أنجيلا روهيندا ، وإستناداً الى قصة ماريا شو ، تحت مظلة شركة (استوديوهات بلاك يونيكورن) ، وهي شركة إنتاج تمتلكها روهيندا مع أختها أليندا روهيندا ، يتابع"فيلم" بنتي" كفاح أربع نساء بالكاد يوجد أي اتصال بين النساء. يأخذك الفيلم خلال رحلة أربع نساء تنزانيات وما يتعين عليهن القيام به للحفاظ على توازن حياتهن ، والمسؤوليات في حياتهن ، مدينة دار السلام في تنزانيا هي مسكن هؤلاء النساء الأربع اللواتي يثابرن طوال الحياة لتحقيق أحلامهن ودفع صعوبات الحياة . باستخدام الكاميرا المحمولة التي تراقب حركتهن، وتركز عدستها على حياة النساء الأربع . الفيلم يتنقل من خلال قصص النساء مثل مقاطع شعرية في القصيدة التي تعكس واقع حال المرأة في ليس في تنزانيا أو في افريقيا ، بل في العالم أجمع، وبعد تنهي المخرجة" شامتي" قصة أخر النساء، تقدم لنا قصيد شعرية معبرة وباللغة (السواحيلية ) وعنوان القصيدة " أن تكوني أمرأة "، وكانت مناسبة جداً لعرض الفيلم في يوم المرأة العالمي ، انقلها لكم لجمال صورها الشعرية :
يقولون ، ليس هناك شئ أسهل من أن تكوني إمراة ، يمكن للجميع ذالك ،
يلزمك بعض ألاشياء فقط ، أولاً : يجب أن تعتادي على الاستيقاظ صباحاُ ،
وقومي بتبرجك بشكل صحيح ، واختاري الدرجة المناسبة ،
ثانياُ : ابقى في الداخل وانتظري رجلاً . ثم تزوجي وستستمر الحياة ، بشكل صحيح !
هذا خاطئ ، من الصعب أن تكوني إمرأة ! . هذا أصعب من الحياة نفسها ،
بقدر صعوبة تفجير الصخور ومن دون متفجرات ، وأشبه بأمر الشمس بالتراجع الى الخلف
تنهض المرأة عندما ينهار العالم ، إنها تركض ، بينما حين هي بالكاد تعرف كيف تزحف !!
إنها تمسح دموعها وهي تبتسم ، كونك أمراة يعني زواجك من عشيرة ،
بينما أنت متزوجة من شخص واحد ، يعني إطعام عائلتك من دون مقابل عمل ،
وهونفس العمل الذي منعت من القيام به ، كونك أمرأة يعني تضربي كانكِ لص ،
لص سرق أحلامك ، لص يعيش في داخلك ، لص قمت بدعوته وسرق عمرك ،
وفوق كل هذا ..كونك إمرأة يعني أن يخرسك أحدهم ،
ويأمرك بعدم البكاء وعدم البوح باسرارك .... ماذا ؟ ،
أذاً ، لا بأس أن يحتفل المعتدي علي ويحصل على جائزة ألاوسكار ، ويكتب لقد أدبتها !!
كونك أمراة يعني تمثيل العائلة ، في الماسي وحفلات الزفاف ، وعندما تصلين الى هناك تطبخين ؟ ،
كونك إمراة يعني الكأبة الشديدة أثناء الحيض ، كونك إمرأة أن يعني تجبرين على الزواج لأن الوالدين أمرا بذالك ،
كونك أمراة يعني أن تصمتي ، كونك إمرأة يعني أن تكوني موجودة في خدمة الجميع ! نعم ...الجميع ،
ولكن لا أحد موجود من أجلك !! ، كونك أمراة يعني بناء أو أوتسوية منزل بلا ذكريات تخصك فيه ؟
كونك أمرأة يعني أن تكوني أخر من ينام وأول من يستيقظ !!
يعني أن تكوني في المنزل والعمل و المتجر والسوق والمكتب ،ان تكوني جاهزة من أجل زوجك ؟
وفي مدرسة إبنك وفي مكانك في الوقت نفسه ،
كونك إمرأة يعني الحداد على البلاد ، وأن تدعي أن يكون الرب رحيماً ،
هل تظنون إني ضعيفة بسبب مظهري ؟ أو سأنهار بسبب الضغط ،
حسناً جربني ، جربني كما أنا ، جربني ألآن ، كلمة واحدة قادرة على جعلي أذرف الكثير من الدموع .
الازعاج وألازدراء والعقبات ستحبطني ، لكن ثق بي عندما أنهض ،
فأني قادرة على إختراق فرن ساخن ، لأني قوية بهذا القدر.
وكوني أمرأة ، هذا أمر صعب ، لكني أستطيع فعل ذالك ، لأني أملك قوة الملكة !
يبدأ الفيلم بالحكاية ألاولى وهي قصة الشابة "توميني" التي مثلتها الممثلة "بيرثا روبيرت"، التي تدير سوبر ماركت صغير وتصنع "شاباتي" للبيع بالإضافة إلى ركوب دراجة لتوزيع البيض . توفي والد توميني تاركًا وراءه ديونًا ضخمة لعائلته وصار حملا ثقيلا على الفتاة الشابة . استمر الدائنون في التهديد أو المساومة من أجل سداد الدين وتحصيل الأموال. تقنع توميني والدتها بضرورة بيع خاتم الزواج لتسديد الديون ، وفي النهاية تخلوا عن المتجر أيضًا. قبل أن تتمكن من اتخاذ قرار من طلب المساعدة من صديقتها أنجيلا، تلتقي توميني بمصممة فساتين الزفاف" أنجيلا " التي كان لديها متجر بجوار توميني لكنها انتقلت إلى مكان آخر . من هنا تبدأ حكاية المرأة الثانية" أنجيلا" ، نتعرف أكثر على هذه المرأة التي يقلب زوجها الجديد حياتها رأسًا على عقب منذ يوم زواجهما. كانت والدة أنجيلا قد حذرتها مسبقًا من أن الأمر لن ينتهي بشكل جيد وتذكرها : "كاد أن يكسر ذراعك في المرة الأخيرة. سيأخذ حياتك بعد ذلك. لقد عشنا بدون رجال طوال هذه السنوات ". مع الأخذ في الاعتبار نوبات غضبه الهائلة الاعتداء عليها بالضرب وغيرته القاتلة ، في احدى المرات انتابته فورة غضب وغيرة ، فقام بإحراق متجر أنجيلا الخاص بخياطة وتصميم فساتين الاعراس ، وبهذا قتل سعادتها وبهجتها في العمل الذي كان يمنحا القوة والاستقلال ، وأيضا كان الزوج السبب في أجهاض الجنين . تركته وتركت بيته الجميل وعادت الى بيت امها الفلاحة البسيطة التي ترفض عبودية وسطوة زوج أبنتها الذي يحاول ان يشوه سمعتها على وسائل التواصل الاجتماعي ، تتعامل أنجيلا مع هذا الأمر بأسلوب راقٍ بعد أن حاول تشويه سمعتهاعلى إنستغرام ، ملمحاً إلى أنها قتلت طفلها الذي لم يولد بعد. أخيرًا ، انتقلت أنجيلا مباشرة إلى للاعتراف وإخبار العالم من هو وكل ما فعله بها عندما كان على بابها ، يضاف إلى أن أنجيلا وجدت أخيرًا القوة للخروج وفسخ الاشتباك .
أثناء إعادة بناء المتجر ، تقترب ستيلا من أنجيلا وتقدم لها الدعم ، وتبدأ قصة المراة الثالثة ، ستيلاوقد أدت الدور الممثلة “هيلين هارتمان” عن شخصية “ستيلا، والتي تريد ان تنشا عائلة وحريصة على أن تكون أم . بعد تجربة وعدة محاولات لعلاج أطفال الأنابيب ، يبدو أن الزوجين في حالة ذهول وخيبة أمل لأنهما غير قادرين على إنجاب طفل. تنجح تجربة ستيلا زوجها بشكل طبيعي لمدة ثلاثة أشهر ، وهو ما يفعله. عند تغيير نظامهم الغذائي وممارسة التمارين الرياضية الكافية ، تحصل ستيلا على نتيجة إيجابية ويشعران بسعادة لهذا الحمل ، ولكن تلك السعادة لاتدوم حين تتعرض ستيلا للاجهاض. تصاب بالخيبة والجنون ويتصدع البيت الزوجي وتمر بقترة عصيبة حين تتقين أنها لا تستطيع الانجاب وسوف لاتتمتع بنعمة الامومة حياتها و تحطمت ثقتها بنفسها ، على الرغم من تعاطفه وتفهمه إلا أن زوجها غير قادر على إخراجها من حالتها الحزينة والاكتئاب. ولكنها في النهاية وصلت الى قناعة دفعتها إلى أن تقرر أخيرًا أن إنجاب طفل ليس ما يريدونه الآن . اختارت أن تكون سعيدة مع زوجها بدلاً من ذلك وخرجت لتناول المشروبات في كوخ جميل على الشاطئ. تصادف أن تكون روز في نفس الكوخ وتخرج لتحية ستيلا، وهنا تنتقل المخرجة لسرد قصة المرأة الرابعة ، روز إمرأة ناجحة تجد زوجًا مهتمًا في جيمس ولديه طفلان . الفتاة ليست مشكلة بقدر ما هي مشكلة الصبي. يجب أن تتحلى روز بالصبر مع كريس ، وهو طفل يعاني من إعاقة معرفية. من خلال هذه القصص ، نرى أن دور المرأة في المجتمع يتم التقليل من شأنه إلى حد بعيد ، وإحباطاتهن حقيقية . تروج بنتي لمفهوم أن الأنثى يجب أن تفوز دائمًا لأن المجتمع ككل يفتقر إلى القدرة على التعرف على أي شخص أو مساءلته بأي شكل من الأشكال. النساء ، كدور جنساني ، يمثلن شخصيات أساسية لبقاء كلا الجنسين. في الغالب ، هناك نقص في التعاطف من نظرائها. تكون المرأة دائمًا بمفردها وبالكاد تمنح الاحترام أو الحب الذي تسعى إليه في لحظات اليأس أو الصدمة. سواء كانت صدمة للأم بسبب هجرها لطفلها أو امرأة تعاني من سوء المعاملة ، فهناك العديد من الحواجز التي يضعها المجتمع الأبوي في حياتها اليومية . توضح المخرجة ( سيكو شامتي ) بشكل مباشر مدى الوحدة التي تشعر بها هذه الرحلة. مع تقدم الفيلم ، نرتبط بقصص هذه الشخصيات لأنها تناسب النوع الذي قد تراه من حولك كل يوم. ولكن مع هذا الشكل من التصوير ، نسافر معهم لنختبر مشاعر عميقة وتحولات في حياتهم تشكل حقائق مزعجة ولكنها تساعد أيضًا في تحقيق حياة أفضل . فيلم قوي عن أربع نساء يسلط الضوء غير المريح على المجتمع المتحيز جنسياً بعمق الذي نعيش فيه . فيلم نسوي حقيقي للغاية يطرح أسئلة صعبة ،هذا الفيلم التنزاني لسيكو شامتي هو قصيدة للمنظور النسوي ومن خلال أربع قصص مترابطة بشكل فضفاض عن النساء ونضالاتهن تدور أحداثها في دار السلام ، وتلتقط العديد من تحديات الأنوثة ، والأهم من ذلك ، الحاجة إلى التفاهم والتعاطف والتغيير.
يحمل الفيلم مرآة غير مريحة لأعمق عيوب المجتمع وتحيزاته . الموضوع الرئيسي الآخر هو عبء المسؤولية التي تقع على كاهل كل امرأة ؛ لا يهم ما إذا كانت تتمتع بامتياز أم لا. في مشهد في قصة المرأة الرابعة ، يظهر مشهد في قصة روز دقة التمييز على أساس الجنس في اللعب . إنهم على الطاولة لمناقشة التبعات المالية لإرسال ابنهم إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة و تذكر روز أن أحدهم يجب أن يترك العمل لإدارة الأشياء في المنزل. يرفض زوجها رفضًا قاطعًا أن يكون ذلك الشخص ، على الرغم من حقيقة أن راتبها يدفع معظم فواتيرهم. قد لا يكون زوج روز من المسيئين مثل زوج أنجيل ، لكن من المؤكد أنه يستحقه حسب جنسه .من خلال أربع حكايات مترابطة بشكل فضفاض عن النساء ، تنسج شامت والكتّاب قصة معقدة وهامة عن الحب والخسارة والأمومة والألم. يطرح الفيلم عدة أسئلة غير مريحة على المشاهد ، مما يجعل المرء يتأمل نفسه بعد فترة طويلة من انتهاء المشهد الأخير .
فيلم "سيكو شامتي"، ليس مهتماً بأي حال من الأحوال في إستكشاف الأنوثة التنزانية المعاصرة ، ولست متأكدًا من أنه ينبغي توقع ذلك. ومع ذلك ، فإن ما نشعر به حقًا هو انعكاس أربعة أنواع مختلفة من النساء المعروفات ، يمرون بأربعة أنواع مختلفة من أشكال النضال في جياة مجموعة من النساء في المجتمع الافريقي . نتعرف على معاناة الشابة توميني (بيرثا روبرت) ؛ هذه المرأة الصامدة التي يتعين عليها أن تلعب دور الابنة والمسؤولة عن معيشتها هي وأمها الكبيرة ، وهناك أنجيلا ( ماجدولينا مونيسي) التي تجد نفسها متشابكة في علاقة مسيئة مع رجل يحاول إذلالها وتعنيفها بحجة الغيرة ؛ ثم ستيلا (هيلين هارتمان) ، التي كادت رغبتها وعدم قدرتها على إنجاب طفل أن تدفعها إلى الجنون ؛ وأخيرًا ، روز (جودليفر جوردون) ، الأم التي تكافح لتلبية احتياجات ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة ، جنبًا إلى جنب مع حياتها المهنية وتطورها الشخصي . كما يذكرنا الفيلم بعدم الكمال في شخصياته ، لا توجد أي من النساء الأربع بلا عيب - فمآزقهن تقودهن إلى ارتكاب نصيبهن العادل من الأخطاء. ولكن أيضًا ، ليس ذنبهم أنهم وضعوا في هذه المآزق من البداية. السعي لتحقيق توقع تعسفي للأنوثة يضعهن في مواقف شبه مستحيلة. من خلال تسليط الضوء على هذه المعضلة ، يقوم الفيلم بعمل جيد في الكشف بمهارة عن التناقض ، ماذا يحدث عندما تكون هذه التوقعات نفسها التي تثقل كاهلنا هي أيضًا رغبات قلوبنا؟ . يطلب منا الفيلم أيضًا التفكير في مقدار الاختلاف الذي يمكن أن تحدثه حقائقنا المادية في الحياة التي نعيشها ، حين تذهب فتاتان توميني وأنجيل إلى المدرسة معًا وينتهي بهما الحال في ظروف مختلفة تمامًا. تذهب امرأتان إلى نفس العيادة الخاصة ولكن في حين أن ستيلا قادرة على المحاولة مرة أخرى بقلق مالي أقل وهي محرومة من الطفل ، في حين أمام روز من خيار سوى حساب تكلفة رعاية ابنها بمعنى أخر معاناتها هو وجود الطفل الذي يعاني من العوق الذهني . يتعين على النساء في حياتهن الاستمرار في التحمل . تلتقي كل واحدة من النساء في مرحلة ما والتي تبلغ ذروتها في تسلسل طموح في نهاية الفيلم . نرى روز تدخل لحظة محورية في حياة كل من النساء الأخريات كما لو كانت تعيش في الواقع من خلال كل تجربة من تجاربهن. في خطر تسطيح التجربة المعينة المحددة لكل امرأة ، تلمًح المشاهد السينمائية إلى إلاحساس بالصراع المشترك وبأنه يمكن أن تكوني أي واحدة من هؤلاء النسوة .
وبغض النظر عن مدى طول رحلة فك قيودك عن السلاسل الأبوية ، فإن فيلم بنتي تقنعك بالتعاطف مع مدى ثقل هذه السلاسل ، وكيف أنها لن تختفي أبدًا طالما أن امرأة أخرى لا تزال محاصرة . فيلم" بينتي " يروي قصة كفاح المرأة من خلال أربع نساء ، يمكن للمرأة ، على الأقل ، أن تجد العزاء في عالمية قصصها ، وكيف تتحدث عن التجارب المشتركة للنساء . تكمن خصوصية الفيلم في الإلمام بقصص النساء، وكل واحدة ربما صادفتها أو سمعت عنها ، بين متلازمة الأب الغائب ، والعنف الأسري ، وصراعات العقم ، وأحزان الأمومة . في الأساس ، هنً جميعًا نفس النساء ، يتعرضن للضرب من قبل العقليات الذكورية المجتمعية ، لكنهم تمكنوا من إيجاد طريقة للعيش . لأنهنً أيضًا نساء مختلفات ، يتعاملن مع الحياة بطرقهنً المختلفة. إنها تنبئ بالتطرف الذي يذهب إليه بعض النساء هرباً من ظروفهن القاسية . إنه مجرد إختبار عن كيفية رفض البعض منهنً تجاوز أي حدود بغض النظر عن مدى يأسهم . بهذه الطريقة يقدم الفيلم صورة شاملة عن الأنوثة - أنه لا توجد طريقة واحدة لتكوني امرأة .حتى عندما يأخذ الفيلم المسار الديني سواء كان مسيحيًا أو تقليديًا ، فإنه لا يزال مألوفًا جدًا . تضع شامت الدين كآلية للتكيف بالنسبة لنساء الفيلم ، وترسم صورة لمدى اعتماد هؤلاء النساء على عقيدتهن . تستخدم والدة توميني مسيحيتها كحل لجميع المشاكل ، وتعلن لابنتها التي تبكي ، "يجب أن تكون ممتنًا لأنني مسيحية. سأدعو لك ." وعندما لا تستطيع ستيلا فهم ما الذي يمنعها من أن تصبح أماً ، فإنها تضع نفسها في وسط صلاة النساء المحاربات ليبارك رحمهن ، قبل أن يشرعن في طلب المساعدة الروحية التقليدية . يمكن للمرأة على الأقل ، أن تجد العزاء في عالمية قصصها وفي الكيفية التي تتحدث بها عن التجارب المشتركة للنساء من مختلف مناحي الحياة . في الواقع ، الفيلم في شخصياته التنزانية التي تتراوح أعمار الشخصيات المركزية من أوائل العشرينات إلى أواخر الثلاثينيات . بلا شك تبدو مألوفة لدى النساء من مختلف أنحاء العالم ، ولكن للعثور على العزاء فيه ، يجب على المرء مشاهدته أولاً.
نشاهد 4 نساء يتصارعنً مع تحديات الحياة التي تتراوح من العنف القائم على النوع الاجتماعي والفقر إلى الخيارات في موضوع الانجاب . اعتقد أنه من الشجاع حقًا معالجة موضوع الإجهاض في السياق المحلي لأفريقيا ، وإن كان ذلك سريعًا في هذا الفيلم . أسئلة تقدير الذات عندما تكون المرأة عاقرًا وكيفية التعامل مع طفل يعاني من تحديات عقلية يتم تناولها بشكل جيد .قالت المخرجة" سيكو شامتي " معربة عن امتنانها: " (بينتي) هو أول فيلم تنزاني يتم عرضه على منصة نيتفلكس باعتباره نجاح وصفقة استحواذ عالمية! ، نحن سعداء ومتواضعون للغاية لهذا الشرف. لقد عملنا بجد لإيصال الفيلم الى الشاشة ولإحضار القصص التنزانية إلى جمهور عالمي ، استكشاف وجهة نظر معاصرة للأنوثة ، استبطان شديد في العالم المؤلم أحيانًا الذي يمكن للمرأة أن تجد نفسها فيه " . ثلاث نساء وراء إنجاز فيلم "بينتي": هما الشقيقتان أيليندا روهيندا وأنجيلا روهيندا والمخرجة سيكو شامتي .
عملت كل من أليندا وأنجيلا كمنتجين تنفيذيين في بينتي ، جنبًا إلى جنب مع مخرج الفيلم سيكو شامتي. تقول أليندا: "أجرينا من خلال شركتنا" بلاك يونيكورن ستوديوز" مسابقة لكتابة السيناريو في أواخر عام 2018 بعنوان" صنع في أفريقيا " حيث طلبنا من الكتاب التنزانيين تقديم قصص أصلية مع موضوع تمكين المرأة". في عام 2019 ، اختاروا السيناريو الفائز والذي كان بعنوان " حياتها " لماريا شو . تضيف أليندا: "لقد أحببنا القصة لأنها سلطت الضوء على النساء التنزانيات المعاصرات ، وشعرنا أننا لم نرها حقًا من قبل ". بعد اختيار السيناريو الفائز ، طلبت الأختان من شامتي أن تشارك كمخرجة - وهو عرض قبلته على الفور . أعادت أليندا وأنجيلا وسيكو شامتي كتابة السيناريو وشكلته في ما أصبح في النهاية " بينتي " وهو ما يعني الشابات باللغة السواحيلية.
تقول أليندا : "سيكو هي مخرجة رائعة أعجبنا عملها بالفعل وشاهدنا أول فيلم روائي طويل لها العودة للوطن ، لديها عين حادة وحساسية كبيرة كمخرجة ، تعمل بشكل جيد للغاية مع الممثلين لأول مرة ولديها رؤية محددة ، إنها أيضًا قائد من النوع الذي لا معنى له. سوف تحصل على اللقطة مهما حدث! ، لقد وثقنا بها تمامًا " . تم إنتاج الفيلم من قبل الشقيقتين أليندا روهيندا وأنجيلا روهيندا من استوديوهات بلاك يونيكورن . حيوية النص في الفيلم والمواقع المختارة لا تصور السياق الثقافي الحقيقي للتنزانيين ؛ إنه غربي للغاية . صحيح أن الفتاة التنزانية الشابة التي تشاهد هذا سيتم تأكيدها في حلمها بالعيش في شقة حديثة في الدور العلوي وإدارة أعمالها الخاصة ، يتحدث معظم الممثلين اللغتين السواحيلية والإنجليزية ، إلا أن هناك استخدامًا كبيرًا للغة الإنجليزية في بلد تكون فيه هذه هي اللغة الثالثة للأغلبية . من الحكمة أن يفكر فريق الإنتاج في تقديم ترجمات باللغة السواحيلية . واجه فيلم (بنتي) ، العديد من التأخيرات في مرحلة ما بعد الإنتاج بسبب جائحة فيروس كورونا العالمي. ولكن ، أخيرًا تم عرضه لأول مرة في مهرجان عموم أفريقيا للسينما في الثامن من آذار-مارس عام 2021 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة .
في الختام : الرسالة العظيمة في الفيلم هي رسالة المساواة ، وإن للضغط المجتمعي الهائل الملقى على البطلات الأربع في كل قصة يعكس مجتمعًا متحيزًا جنسانيًا بشكل عام ، والأدوار الجنسانية التي يجب أن تتأقلم المرأة معها وتتفوق فيها بسلاسة. فيلم "بينتي" هي رحلة قصيرة عبر حياة تومايني (بيرثا روبرت) وأنجيل (ماجدالينا مونيسي) وستيلا (هيلين هارتمان) وروز (جودليفر جورديان) . نشهد في فيلم شامت محاولة من جانب النساء لتجاوز العديد من الحواجز في طريقهن والتي وضع الرجال معظمها في حياتهم . الرجال الباقون في تلك الرواية الأولى سيئون بما يكفي للتعامل معهم ، الإساءة العاطفية والجسدية ، النظرة الجنسانية تجاه الأدوار في المنزل وخارجه تستكشفها في فيلم بينتي جميعًا بطريقة مفصلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني