الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصروا لحقوق النساء..

سلامه ابو زعيتر

2022 / 3 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بسم الله الرحمن الرحيم

يتكرر المشهد وتعلو الأصوات في الثامن من اذار بما يمثل هذا اليوم العالمي من رمزية، ويعتبر منبراً للجميع لتناول قضايا النساء وتسليط الضوء على حقوقهن وتطلعاتهن، ومناقشة أبرز المشاكل والتحديات التي تحول دون مشاركتها بعدالة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الأمر الذي يدعو لضرورة وضع الخطط والتدخلات المناسبة لدمجهن بتمثيل حقيقي يسمح لمشاركتهن بعدالة، ويمنحهن الدور في التأثير بصناعة القرار والتعبير عن تطلعاتهن وآمالهن المنشودة.
اليوم ونحن نحتفل مع النساء بيومهن العالمي لا يسعنا إلا أن نثير العديد من القضايا التي يجب أن ينتصر لها المجتمع بما تمثل من حقائق يجب الوقوف عليها لوضع تدخلات حقيقية بهدف الإنصاف والعدالة والارتقاء بالمجتمع، فمن الصعب الحديث عن تطور وازدهار وتنمية اقتصادية واجتماعية ونصف المجتمع معطل ومظلوم، فالنساء يتحملن العديد من المسؤوليات، ويلعبن أدواراً مؤثرة في المجتمع لا يمكن إنكارها، ورغم ذلك ما زالت النظرة لها بدونية، وكل المحاولات تسعى دائماً لربطها بأدوار تقليدية؛ كالإنجاب والمسئوليات الأسرية والعائلية، فبرغم خروجها للعمل لم تتحرر من قيود المجتمع وثقافته البالية وفكره الذكوري، والذي كان سببا في استمر التنكر لحقوقها وتجاهل لمشاكلها وهمومها وخاصة بعد خروجها للعمل ومحاولاتها للاندماج والمشاركة في الحياة العامة.
تشير معظم الدراسات لارتفاع معدلات التحصيل العلمي والمعرفي لدي النساء في فلسطين، ورغم ذلك ما تزال نسب مشاركتها في سوق العمل، والعملية التنموية متدنية حيث تشير الاحصائيات بان نسبة مشاركة النساء في سوق العمل لا تتخطى 16%، ويرافق عملها انتهاكات لحقوقها بالعمل وتعرضها للعديد من الإشكاليات التي يجب الوقوف عليها منها: تدني الأجور والتمييز بالعمل والتعرض أحيانا للتنمر والتحرش والمساومة بلقمة العيش والحق بالعمل.
كما أن تداعيات الأزمات والكوارث والأمراض والحروب الأكثر تضررا منها هن النساء باعتبارهن الحلقة الأضعف في المكون الاجتماعي والاقتصادي، ولقد سجلت الأبحاث العلمية أن النساء يتعرضن للعنف بكل أنواعه، وكانت الأكثر تضرراً مع انتشار جائحة كورونا، وعانت مشاكل نفسية وصحية واجتماعية واقتصادية بحكم مسئولياتها الاسرية ومتطلبات الحياة والتزاماتها في العمل، ومنهن من تعرضن للتنمر والأذى الجسدي والذي وصل أحيانا للقتل، وإنهاء حياتهن بدم بارد وبدون الاكتراث لحياة انسانة قد تكون الابنة أو الزوجة أو أم لأطفال حرموا من حنانها بسبب الظلم.
لقد تطور العالم على جميع المستويات وقد أحدثت الثورات المعرفية والتطورات التكنولوجية السريعة نقلة نوعية لكل المجتمعات في انتشار الثقافة، وبرغم ذلك ما زالت قضايا النساء في أدنى أولويات التدخل، فالتمييز وغياب العدالة واضح جلياً للجميع، ونجد ذلك عند تحليل أدوارها ونسب مشاركاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فهي محدودة جداً، وذلك لأسباب معظمها خارجة عن إرادتها، وتتعلق بثقافة المجتمع الذكورية، وهذا يدعو لضرورة الانتصار لحقوقها وقضاياها، وذلك بخطوات عملية وفعالة ومساندة للتحركات النسوية التي تقودها المؤسسات الحقوقية والمعنية بالنساء، وبتقديري يتم ذلك من خلال عدة خطوات منها التالي:
- تطوير وتعديل التشريعات والقوانين لحماية حقوق النساء، وإعطائهن تمييز إيجابي بما يكفل انصافهن بعدالة، فالقوانين العادلة تشكل إحدى أهم أدوات التغيير الاجتماعي، مع ضرورة وضع خطط لتنفيذ ومتابعة ومراقبة التطبيق للتشريعات وانصاف النساء.
- العمل على تعزيز الوعي الاجتماعي نحو أهمية مشاركة المرأة ودمجها في كل مناحي الحياة بالمناصفة، فالأصل أن يتقبل المجتمع المرأة كإنسان بغض النظر عن جنسها باعتبارها جزء أصيل من مكوناته، ولا يمكن أن نتحدث عن تنمية وتطور بعيداً عن مشاركة النساء بما تمثل من حضور ودور في المجتمع.
- تسليط الضوء على القضايا والإشكاليات المتعلقة بالنساء، وخاصة قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي، ووضع تدخلات رادعة لوقف كل أشكال التعدي على حقوقها، فلا يجوز أن تستمر وتتنامي ظواهر التنمر والعنف والقتل ضد النساء بدون تحركات حقيقية تعالجها وتحد منها وتعاقب مرتكبيها بقوة.
- يجب أن تنتصر كل القوى الاجتماعية والإنسانية والحقوقية للمطالبات النسوية التي تقودها المؤسسات المعنية بالنساء من تحالفات وحملات تأييد ومناصرة، بهدف الدعم لنضالاتهن ومشاركتهن بالضغط لتحقيق المطالب والتطلعات لتحسين واقع النساء في مجتمعنا الفلسطيني.
إن النساء جزء أصيل من المجتمع، وهي شريك للرجال في عملية البناء والتحرر الوطني، وكلاهما مكملين لبعض بالأدوار والوظائف الحياتية، فالطبيعة الإنسانية متكاملة تحكمها قيم العدالة، والأصل أن نحافظ عليها بتقبل بعض كشركاء متعاونين لاستكمال الرسالة الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية.
أخيرا مهما حاولنا أن ندعم ونساند المرأة لن نفيها حقها فهي الام والاخت والزوجة والابنة، بما تمنح من عذوبة ومشاعر دافئة لكل محبيها، والواجب يدعونا أن نقابل الوفاء بالوفاء والعاطفة بالعاطفة،...وبهذه المناسبة اذكر الجميع بقول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي.."، "ما أَكْرَمَ النساءَ إلا كريمٌ، ولا أهانهن إلا لئيمٌ"....
كل عام والمرأة العاملة والصانعة والام والمربية والتي تبني بدون كلل ولا ملل بألف خير
لكل نساء العالم عاش الثامن من اذار منبراً حراً للتعبير عن حقوق النساء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت


.. انهيار امرأة إيرانية خارج محطة مترو -تجريش- في طهران بعد اعت




.. صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام


.. نساء الرقة: منظومة المرأة الكردستانية مظلة لجميع نساء العالم




.. نساء عفرين والشهباء تحتفين بالذكرى السنوية لتأسيس KJK