الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية

عذري مازغ

2022 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عدد القتلى الأوكرانيين المدنيين حسب الأمم المتحدة 750 قتيل (وهو رقم في كل الأحوال لا يمكن مقارنته بقتلى الولايات المتحدة في الأسبوع الاول من غزوها العراق، أقول هذا للمحنكين في إحصاء القتلى) وتقول مصادرهم أن العدد هذا هو الرقم الذي توصلوا به من خلال مصادرهم مع الإقرار بوجود أرقام أخرى لم يتمكنوا منها، بالطبع هو رقم يناقض أرقام إعلام الناتو، بالنسبة للنازحين الأرقام في تزايد كبير في اتجاه الغرب الأطلسي وطبيعي أن الصورة التي نشرها البعض وتعكس ذلك بشكل يفتح شهية تجار الحروب ومأساة الشعوب من تقديم إغراءات الإقامة لأجل 3 سنوات وغيرها من الامتيازات التي يمنحها الغرب للاجئي أوكرايينا ويفتح شهية الإبداع في قراءة الصور: لكن قراءة مقلوبة، غير مقبولة آنيا لكثرة الحماس، لا ترى في الأمر مأساة: إن الناس اختارت رفاه الأطلسي وهو بالفعل كذلك وأضيف ان الناس لن تختار بلدا يحاصر اقتصاديا ويلوح الإعلام الغربي المسيطر على أن أفقه هو كارثة اقتصادية، قنبلة موقوتة، وطبيعي أن الناس ستتوجه إلى هذا العالم الفسيح الجميل المزين إعلاميا، لكن نظرة فحيصة تجعلنا نتساءل: لماذا الدفع في الحرب مادام العالم فسيحا للعيش، لماذا فاتورة الحرب أكثر بعشرات المرات من فاتورة السلام؟ لماذا تعطى لروسيا أعذار احتلالها لأوكرانيا؟ ما لمشكلة في نزع السلاح النووي؟
(أحيانا أخمن بما لدي من معلومات حول توام الأرض، كوكب الزهرة، اهتم في أوقات فراغي بالثقافة الكوزمولوجيا ولا ادعي اني أعرف فيها، وحين احضر وثائقي حول الزهرة يخيل إلي انه كان مثل الأرض تماما وأن احلافا عسكرية كالتي لدينا الآن دخلت في حرب نووية وحولت الكوكب إلى ما عليه، كوكب جفت فيه المياه، مليئ يالضغط الجوي، بتيارات إشعاعية خارقة، حرارة غير محتملة وغير ذلك).
عند نزوح السوريون لم يجدوا حتى الممرات للعبور، وكانت هذه الدول الجميلة تقيم مساومات (لنتذكر والأمور غير بعيدة حول مساومات أردوغان مع الاتحاد الأوربي: المال مقابل وقف أمواج المهاجرين، ثم كم مرة لوح أردوغان بحل صبيب اللاجئين كابتزاز سياسي لأوربا)، وطبعا حينها لم تقبل أوربا ابتزاز أردوغان وهو شيء جميل أن لا نقبل ان "لا نتاجر في مأساة الناس" رغم أن المتاجرة تمت، لكن تقديم حوافز للاجئي أوكرانيا يعني ماذا؟ يعني "الصدقة في المقربين"! أليس كذلك؟ على أي لا احسد لاجئي أوكرانيا فالمقارنة في المأساة عمل شرير، إنما أتكلم عن هذه المعايير المزدوجة في التعامل مع المأساة..
هل أنا مع غزو روسيا لأوكرانيا (في الحقيقة هي تنطق محليا أوكرايينا وليس أوكرانيا) وصدق كاتب مغربي حين أمزغ (من تامازيغت) الكلمة ساخرا من تضامن الجمعيات الامازيغية مع اوكرانيا، قال ساخرا بأن الكلمة هي اسم امازيغي مركب: "أوكر" وتعني سرقوا بالأمازيغية وكلمة "أينا" وتعني شيئا ما والكلمة بالجمع اوكاريينا تعني شرقوا شيئا ما. ونحن طبعا لن ننتقد الحس الإنساني في الامازيغ، لكن ننتقد فيهم بطء الشعور بالقومة حين بدأ النازيون الجدد سنة 2014 في نبذ الشعوب القومية الأخرى داخل اوكرانيا، لم يخرجوا حين حرق مقر نقابي بمن فيهم في مدينة أوديسا التي يتبجح بسلامها السياحي زيلينسكي، لم يدينوا قتل أطفال وشيوخ أوكرانيا الشرقية فقط لأنهم بروروسيين ..كان الصراع السياسي هو برو (pro) ضد برو: بروروسي ضد بروأوكراني، هذا التقسيم رهين بأن تتفجر الاوضاع بشكل أو بآخر إذا لم تتدخل الدولة وتضع حدا لهذا، كان علينا نحن في المغرب أن نقدم لهم حكمة: "اشلح اوعربي حتى يعفو ربي" (حتى لا ندخل في تشريح كلمة اشلح، المثل الغنائي من طرب العيطة المغربية يقول :نحن متحدون في الوطن إلى ان يعفو الله، يقصد الامازيغي والعربي).

لست مع غزو أوكرانيا من طرف روسيا لكن لست أيضا مع ازدواجية المعايير لكن موقفي من الحلف الأطلسي لا يتغير فقواعده بجنوب أوربا (في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها) هي قواعد موجهة لأمننا القومي نحن سكان الجنوب وإذا كنت ضدها من موقف أن توجه لنا فلي نفس الموقف في أن توجه إلى بلد آخر. (بمعنى اتفهم موقف روسيا).

الغرب يهتم كثيرا بأوليغارشا روسيا لأنها قوة نووية رادعة، ويصفها بأسمى معاني الشر في روسيا، مافيا، انعدام وجود المؤسسات وكأن الغرب بريء منها.. بينما وجود الأوليغارشيا في دولنا تبدوا ناعمة ورومنسية أروع من رومنسية هؤلاء الذين يضفون على الحرب الأوكرانية الروسية طقوس الجمال والرومنسية من قبيل قضاء شهر عسل زوج في حجرة دبابة اوكرانية (تعليقا على تلك الصورة الأوكرانية لجندي يتزوج جندية وينويان قضاء شهر العسل في حجرة دبابة: "اثقاومذ زيك" بالأمازيغية هي جملة ساخرة تعني قاومت فجرا).
لست مع صعود النازية في أوكرانية مثلما لست مع غزو روسيا لأوكرانيا ولست مع انتشار المختبرات البيوباكتيرية الأمريكية التي توجد في كل أنحاء العالم باستثناء أمريكا فقط .
لست ساذجا إلى الحد الذي سيأثر علي مهرج خرج من التمثيل إلى السياسة ولا يعرف في كل مهنته سوى ان يمتثل لمخرجه وأقصد هنا زيلينسكي رئيس أوكرانيا ومخرجه الذي يتمثل في المخابرات الامريكية: السياسة هي تقدير العواقب، في حالة أوكرانيا، السياسي هو من يعرف أن يلعب على ميزان التوازنات، في حالة أوكرانيا، مكان زيلينسكي سأحول أوكرانيا الجميلة الغنية بمواردها الطبيعية إلى سويسرا أخرى أكبر من سويسرا. دولة تمنعها كرامتها أن لا تقبل صدقة ألمانيا ولا فرنسا ولا بريطانيا ولا روسيا نفسها (أوكرانيا ذات الأرض السوداء الخصبة احسن بكثير من جير(calcaire) بريطانيا وألمانيا (حجر الكلس)، الشعب الأوكراني غير معني بالصراع الروسي الأطلسي: الناس معنية بحياتها اليومية.
ضد الحرب، لكن لن أشارك في أي تظاهرة تغلب هذه الجهة ضد أخرى.
روسيا ليست شيوعية(أقول هذا للذين يعتقدون أن بوتين شيوعي) ولا اوكرانية أيضا، فهي دولة تحكمها الاوليغارشية القومية النازية . فلا أحب أن يحشرني يسار الناتو في صفه ولا يسار الإتحاد السوفياتي.
إرسال الأسلحة والمرتزقة إلى أوكرانيا لا يساهم في الحل بل يساهم في تقديم حطب الحرب.
الموقف من الثقافة الروسية لأن رئيسها تهور في غزو أوكرانيا (بغض النظر عن النوايا) هو موقف عنصري ينسف كل تلك الشعارات الغربية حول العنصرية.
لا أقرأ كل من يهرج بالأرقام المأساوية، ببساطة لا مصداقية للإعلام الغربي (قد تجد المصداقية في روبورتاج أو بحث صحفي مستقل وغير مألوف اصلا ولا تجده في هذه الرؤوس الساخنة في المؤسسات الإعلامية، في الإعلام الإسباني مثلا اعرفهم بأسمائهم، أعرف ماذا سيقولون قبل أن ينطقوا، صدقوا او لا تصدقوا وأعرف أن الكثير منا يعرف هذا، على سبيل المثل: من منا لا يعرف ماذا سيقوله صحفي في نشرة أخبار بالجزيرة او بالعربية؟).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان