الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتهاك حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية

كوسلا ابشن

2022 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إنتهاك حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية, مرتبط بالثقافة البدوية للمنشأ النظري للإسلام, و هي منطقة الحجاز, حاضنة الثقافة الذكورية و قساوة الرجولة و دونية المرأة ( وأد البنات). بتوسع الغزو الحجازي, إنتقلت معه الثقافة الذكورية, و إنتهاك حقوق المرأة بالتالي إختفت الحقوق التي كانت المرأة تتمتع بها وتوفرها لها ثقافات الشعوب المغزية. النموذج مجتمع شمال افريقيا الذي عرف النظام الأمومي ( قبل الغزو البربري لبدو الحجاز ), كان للمرأة الدور الرئيسي في عملية الانتاج والتسيير والقيادة, فالمرأة الامازيغية شاركت في الحياة العامة, في العمل و الحرث والزرع , و كانت حامي أملاك الأسرة و وارثة أملاك الزوج و كانت تتساوى في الارث مع أخيها و إليها يرجع النسب, كما كانت ملكة في قومها, وهي حتى عصرنا تأخذ صفة القائدة ( ثمغاث و تعني القائدة).
بدأ النظام الأسري في المجتمع الأمازيغي بالإنهيار تدريجيا مع الغزو العروبي , واحلال محله النظام البطريركي السائد في الحجاز, الذي فرض بالقوة, وجرد المرأة الامازيغية من حقوقها وحرية استقلاليتها. و إنقلب وضع المرأة تحت الحصار السوسيو- ثقافي المتخلف للمجتمع الوليد من السيادة و الإحترام الى وضعية مواجهة الإضطهاد المزدوج, الاجتماعي والثقافي, فهي مقاومة للثقافة الذكورية المستوردة والمهيمنة و المشرعنة بالنصوص الدينية, ومقاومة للمشروع الاستعماري الهادف لإزالة المقومات الهوياتية للمجتمع المحلي ولهذا ستكون المرأة الامازيغية بإعتبارها المحافظة على النسل والثقافة و اللغة, ستكون أكثر تعرضا للإضطهاد الإجتماعي والثقافي.
النص الإسلامي يشرع لثقافة تكريس تمجيد الذكورة وتقديسها وفي المقابل تكرس دونية المرأة , و إحتقارها, و اللاتساويها مع الرجل, و الشرع الإسلامي واضح في الفصل ما بين الرجل والمرأة, بتفضيل الرجال عن النساء, كقوله:"الرجال قوامون عن النساء" و " الرجال عليهم درجة", وبهذا يشرع الاسلام لإضطهاد و التعنيف الأسري للمرأة, وتحكم الرجل في مصير المرأة , فهي "أقل دين و عقل".
النص الاسلامي هو المرجع النظري لقمع المرأة وتحقيرها وتهميشها واقصاءها من كل مجالات الحياة وقيد حريتها, محمد أمر اتباعه بتقييد حرية المرأة في السجن, " النساء عي وعورة فاستروا عيهن بالسكوت وعورتهن بالبيوت ". كما أن النص الإسلامي حدد تقسيم العمل, و حدد مهام المرأة وصلاحيتها, بالاهتمام بالاشغال البيتية , من مطبخ وتربية الاطفال والاعتناء بزوجها وتلبية رغباته الحيوانية في الجماع وانجاب حماة القبيلة, وخول الاسلام للرجل النيابة والوصاية عن المرأة في قضايا مصيرية فهي ناقصة عقل لا تميز بين الامور الصحيحة و غير الصحيحة. فالتمييز بين الرجل والمرأة في المجتميعات " الاسلامية" تستمد قوتها من الاوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية المتخلفة, و هكذا شرع التمييز في الحقوق بين الرجال والنساء في القوانين الاحوال الشخصية من خلال مكانة المرأة في النسق ثقافي الإسلامي المتخلف.
و لهذا كانت قوانين الاحوال الشخصية المبنية على الاحكام الشريعة الاسلامية أوتوماتكيا معادية لحرية المرأة وحقوقها, بإعتبارهذه القوانين هي تعبير عن النص الإسلامي الملزم للتراتبية والتبعية بين الجنسين, فالرجل اعلى درجة من المرأة والزامية المرأة بالتبعية للرجل و الخضوع لأوامره كيف ما كانت, تنفيذا للنص التشريعي, قال محمد:" لو كنت أمر احد أن يسجد لغير الله , لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها, والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ". قوانين الاحوال الشخصية كرست التمييز بين الجنسين واللامساواة بينهما و أباحت تعدد الزوجات " مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمائكم " وكذا السماح لإغتصاب القصيرات تحت غطاء عقد النكاح, وإخضاع المرأة لوصاية الرجل, الراعي لشؤون الاسرة , و له حق في الطلاق متى شاء و تحريم المرأة عن ذلك , وللرجل الحق في حضانة الأطفال و حرمت المرأة من ذلك. وبالتالي فقوانين الأحوال الشخصية في المجتمعات "الإسلامية" تكرس دونية المرأة و إنتهاك حقوقها و لا تنصفها.
النص الإسلامي بإنتمائه الى البنية الفوقية, فهو إيديولوجية النظام الحاكم في المجتمعات "الإسلامية", ويمتلك قوة التأثير في هذه المجتمعات, وبفعل قدرته على التأثير على عقول عامة الشعب, تستعمله السلطة السياسة في تحييد النساء في الصراع ضد الإضطهاد و الظلم السلطوي.
تحرير المرأة لا يتم الا بتغيير الفكر الإسلامي الرجعي والإطاحة بالسلطة السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة