الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا وصناعة الموت الجماعي في أوكرانيا

كريم المظفر

2022 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وتأكيدها، أن أوكرانيا عملت على تطوير مكونات أسلحة بيولوجية في المعامل البيولوجية التابعة لها والواقعة على الحدود الروسية مباشرة، تلك الحقائق التي تم اكتشافها، خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وأن النظام في كييف عمل بشكل طارئ، على محو آثار برنامجه البيولوجي العسكري، الذي عمل على تنفيذه بتمويل من وزارة الدفاع الأمريكية، فتح باب النقاش أمام أسباب إنشاء مثل هكذا مختبرات داخل الأراضي الأوكرانية.
وتم الحصول على وثائق من موظفي المعامل البيولوجية الأوكرانية بشأن التدمير الطارئ في اليوم الأول للعمليات العسكرية الروسية الخاصة على الاراضي الأوكرانية في 24 فبراير، لمسببات الأمراض الخطيرة بشكل خاص مثل الطاعون والجمرة الخبيثة والتولاريميا والكوليرا والأمراض الفتاكة الأخرى، وإشارة زاخاروفا أن الحديث يدور عن تعليمات من وزارة الصحة الأوكرانية بخصوص "التخلص الفوري من المخزونات المسببة للأمراض الخطيرة.
وزارة الدفاع الروسية بدورها ، أكدت هي الأخرى ، إتلاف النظام في أوكرانيا مكونات مسببة للأمراض الجرثومية، في مختبرات نشطت بتمويل أمريكي قرب الحدود الروسية ، وكشف المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف ، انه في إطار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تم الكشف عن إخفاء نظام كييف بشكل عاجل آثار البرنامج البيولوجي العسكري في أوكرانيا بتمويل من وزارة الدفاع الأمريكية ، ورجح كوناشينكوف أن إطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا أثار قلقا شديدا في البنتاغون إزاء إمكانية الكشف عن إجراء تجارب بيولوجية سرية في أوكرانيا ، ولمنع الكشف عن حقائق انتهاك الولايات المتحدة وأوكرانيا للمادة 1 من معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة الجرثومية والسمية، أمرت وزارة الصحة الأوكرانية جميع المختبرات البيولوجية بإتلاف مخزوناتها من العوامل الخطرة بصورة طارئة في مختبري مدينتي خاركوف وبولتافا ، والتي تؤكد حقيقة تطوير مكونات السلاح البيولوجي في مختبرات أوكرانية قرب الحدود مع روسيا ، والإشارة إلى أن الوثائق المتاحة يتم دراستها حاليا من قبل خبراء قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية.
المصادر المختلفة الإعلامية ومنها والسياسية والعسكرية ، هي الأخرى أشارت الى أن سفارة الولايات المتحدة في أوكرانيا أزالت جميع المستندات المتعلقة ببرنامج أوكرانيا BIOWEAPON LAB من موقعها على الإنترنت، وان الحديث يدور عن شبكة من المختبرات البيولوجية السرية التي تديرها الولايات المتحدة، وهذا أمر مثير للدهشة لأن " اليانكيز " في وقت سابق نفوا بعناد التهديدات التي شكلتها أوكرانيا BIOWEAPON LAB ، ونسب الحديث عن هذه المخاطر تقليديًا إلى "التضليل الروسي".
والملاحظ ان التسرع في حذف الملفات ذات" البيانات الشفافة " ، يرتبط بخشية الأمريكيين أن تقع البيانات الخاصة بالتجارب على الجنود الأوكرانيين في أيدي موسكو ، ويُطلق على أحد هذه المشاريع التي يشارك فيها جنود من القوات المسلحة الأوكرانية اسم UP-8 ، والذي بدأ في عام 2017 وتم تمديده عدة مرات حتى عام 2020 ، كما يتضح من المستندات الداخلية التي تتقاطع مع الملفات المفتوحة ، لذلك ، ووفقًا لبرنامج UP-8 ، فقد تم اختيار 4400 جندي من ( الأصحاء ) في لفيف وخاركوف وأوديسا وكييف ، وتم أخذ عينات الدم من 4000 منهم للأجسام المضادة لفيروسات هانتا ، و 400 لوجود الأجسام المضادة لفيروس حمى القرم والكونغو النزفية ثم تم إجراء إجراءات طبية سرية عليهم.
الصحفية البلغارية ديليانا غايتاندزيفا ، التي تعتبر خزينا كبيرا للمعلومات عن البرامج الامريكية والتي قالت ردا على البرامج البيولوجية في أوكرانيا ، على موقعها على الإنترنت: "بينما تخطط الولايات المتحدة لزيادة وجودها العسكري في أوروبا الشرقية" لحماية حلفائها من روسيا "، تظهر الوثائق الداخلية ما تعنيه الحماية "الأمريكية عمليًا" ، التي أثارت بالفعل هذه القضية، وبالوثائق نشرت نسخ منها على موقع dilyana.bg ، وبطبيعة الحال ، نفى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ، والمعروف بلقب "زي" وفريقه هذه البيانات ، واصفين إياها بـ "الدعاية الروسية" ، لكن كل شيء سيتغير عندما تصبح الحقائق في أيدي موسكو ، وان وكالة DTRA ، أو ما تعرف بوكالة الحد من التهديدات الدفاعية ، والتي تُترجم باسم وكالة الحد من التهديدات الدفاعية ، والاسم الثاني يبدو مثل (وكالة البنتاغون لدعم القتال) قد خصصت 80 مليون دولار للأبحاث البيولوجية في أوكرانيا اعتبارًا من 30 يوليو 2020 .
ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها من السجل الفيدرالي للعقود بالولايات المتحدة الأمريكية ، تشارك شركة Black & Veatch Special Projects Corp الأمريكية في البرنامج ، "كتب جايتاندزييفا ، وبالامكان أيضًا الاستشهاد بالبيانات من بوابة Natural News ، التي أوضحت انه في مختبر خاركوف ، توفي حوالي 20 جنديًا أوكرانيًا بعد تعرضهم لسلاح فيروسي يشبه الإنفلونزا ، وتم نقل 200 آخرين إلى المستشفى ، وفي نفس المدينة ، وبعد حوالي عام ، أصيب 100 شخص بالكوليرا في ظروف غامضة ، وتم العثور على كل من الكوليرا وفيروس التهاب الكبد A في مياه الشرب الملوثة ، لكن الأدلة تشير إلى أن البيولاب الذي يديره البنتاغون في جميع أنحاء المنطقة كان السبب الحقيقي ، وهذه مجرد حالات قليلة من بين حالات تفشي المرض العديدة التي حدثت في جميع أنحاء أوكرانيا على مر السنين ، يربطها الخبراء بشكل مباشر مع البيولابس التي يديرها البنتاغون.
وهنا لحظة غريبة أخرى: ففي 24 فبراير ، أوضح مستخدم يحمل الاسم المستعارWarClandestine على شبكة التواصل الاجتماعي Twitter، أن الهدف الرئيسي للعملية الخاصة في أوكرانيا كان على وجه التحديد المختبرات البيولوجية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة ، لذلك ، أُجبر آندي ويبر ، عضو مجلس إدارة جمعية الحد من الأسلحة ومساعد وزير الدفاع السابق لبرامج الدفاع النووية والكيميائية والبيولوجية ، على التبرير في بوابة PolitiFact عندما سئل عن المختبرات البيولوجية في أوكرانيا ، أجاب على وجه الخصوص: إن برنامج الحد من التهديد التعاوني التابع لوزارة الدفاع الأمريكية هو الذي يقدم الدعم الفني لوزارة الصحة الأوكرانية منذ 2005 لتحسين مختبرات الصحة العامة ، التي تشبه مهمتها مهمة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها " ، وبالتأكيد مثل هذا التبرير لا يمكن ان يمر حتى على " الحمقى " ، وسئل هل ترى أن البنتاغون يقدم الدعم الفني لوزارة الصحة الأوكرانية؟ ولماذا كان الجيش وليس الأطباء المدنيين هم من يديرون البيولابس السرية ، لم يجد ويبر شيئًا أفضل من تفجير الهراء التالي: " لأكثر من عقد من الزمان كانت هناك حملة تضليل على النمط السوفيتي تروج لمثل هذه الأكاذيب".
إن حقيقة أن وزارة الخارجية تحاول إزالة كل ما يتعلق بـ BIOWEAPON LAB الأوكراني من الإنترنت دليل على النوايا الحقيقية للأمريكيين و "خدام" بانديرا مثل شركاء "زي" ، ويبدو أن "اليانكيين" لا يؤمنون بالفعالية القتالية للقوات المسلحة لأوكرانيا ، وبالتالي يقومون بتنظيف الأرشيف ، ويبدو أيضا أن هناك الكثير لإخفائه ، وعلق الخبير لانس جونسون ، على سبيل المثال: "لقد ولّدت هذه البيولاب (في أوكرانيا) مسببات الأمراض الوبائية المحتملة التي تستغل جهاز المناعة البشري وتشكل أساسًا للاحتيال الطبي والإهمال ووفيات اللقاحات والإبادة الجماعية " ، ولتوضيح ما نتحدث عنه ، فان هذه البرامج عبارة عن شبكة مكونة من 15 مختبرًا بيولوجيًا أمريكيًا في أوكرانيا تضم مراكز أبحاث في أوديسا ، وفينيتسا ، وأوزجورود ، ولفوف ، وكييف ، وخيرسون ، وترنوبل ، بالإضافة إلى لإثنين في خاركوف ونيكولاييف ، وقد حققت العديد من هذه المعامل مستوى السلامة الحيوية ، مما يسمح للعلماء بتجربة الفيروسات والبكتيريا ، وإذا سميت الأشياء بأسمائها الحقيقية ، فإن البنتاغون (وليس وزارة الصحة الأمريكية) ، في انتهاك مباشر لاتفاقية الأمم المتحدة ، هو الذي ينتج فيروسات وبكتيريا وسمومًا مميتة في مختبرات الأسلحة البيولوجية ، والتي ، من بين أمور أخرى ، تقع في أوكرانيا.
في غضون ذلك كشفت المصادر الإعلامية ، عن ان الدوائر المختصة الروسية كانت على دراية كاملة بالبرنامج الأمريكي ، وتقول سفيتلانا ساموديلوفا، في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، ان العملية الروسية الخاصة على أراضي أوكرانيا أجبرت علماء الفيروسات الأمريكيين على كنس آثارهم على وجه السرعة، ووفقا للخبراء، يعمل 16 مختبرا بيولوجيا أمريكيا على أراضي أوكرانيا ، يتم تصنيف بعضها، حيث يمكن إنتاج فيروسات قاتلة، بالسرية ، والخطير في الامر أن هذه المخابر الحيوية ليست في مناطق نائية، إنما بالقرب من المدن الكبيرة ، ويقول عالم الفيروسات العسكري إيغور نيكولين، "هناك 4 منها في كييف، و3 في لفوف، ويوجد أيضا مخابر في أوديسا، وخاركوف، ودنيبروبيتروفسك" ، والتجارب تنفذ عمليا بالقرب من الحدود الروسية .
الولايات المتحدة الامريكية التي لم تصادق قط على اتفاقية حظر استحداث الأسلحة البكتريولوجية والتكوسينية وإنتاجها وتكديسها، ولا على تدمير تلك الأسلحة ، لذلك قامت وببساطة بإبعاد هذه المختبرات الخطرة عن أراضيها ، وهي الآن تعمل كأنما في منطقة رمادية ، ومختبراتها البيولوجية لا تقتصر على أوكرانيا، إنما هي موجودة أيضا في جورجيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا ، ( وتعمد الولايات المتحدة وضع مختبراتها البيولوجية بالقرب من حدود روسيا ، وهم في المجموع ، هناك أكثر من 200 من هذه المعامل في العالم ، منها أكثر من 30 في بلدان رابطة الدول المستقلة ، الولايات المتحدة تنفق مليارات الدولارات على هذه المختبرات) ، أي تحيط بـ (روسيا) كعدو محتمل ، وفي هذه المختبرات، يختبر علماء الفيروسات العسكريون أحدث ما ينتجونه على مجموعات جينية محددة: على البشر والحيوانات والنباتات ، وبالمناسبة، الصين هي الأخرى محاطة أيضا بالمختبرات البيولوجية الأمريكية ، ووفقا لـ نيكولين، على مدى السنوات العشر الماضية، تحولت أوكرانيا عمليا إلى "قنبلة بيولوجية" بالنسبة للبلدان المجاورة.
ولدى الاستخبارات الروسية معلومات تفيد بأن عينات من فيروس الجدري نُقلت سراً إلى مختبر خاركوف في حاويات خاصة ، وقد انتشر خبر التقرير الذي أرسل إلى البنتاغون ، وفيه، تحدث علماء الأحياء الدقيقة الأمريكيون عن نتائج مظفرة ، فقد تمكنوا من تخليق بنية فريدة من جينوم فيروس الجدري، يمكن أن تتنكر في شكل فيروس كورونا ، وقد قال رجل الأعمال الأمريكي بيل غيتس مؤخرا إن الوباء القادم سيكون الجدري، الذي يتسبب بوفيات تبلغ 90٪ ، حيث يتم رش البكتيريا والفيروسات في نظام التهوية ، لا يعرف الناس هذا ، لكن الخبراء يعرفون ذلك.
ويخضع مختبران بيولوجيان أمريكيان للمراقبة الدقيقة في كييف وعلى أراضي منطقة خاركيف ، ويعملان مع سلالات خطيرة ، وقد أصبح معروفًا أن أوكرانيا وقعت اتفاقية سرية مع وكالة الحد من التهديدات الدفاعية الأمريكية (DTRA) من أجل بدء التجارب البيولوجية في هذه المختبرات. ولكن في 26 فبراير ، تم حذف المعلومات المتعلقة بهم من الموقع الإلكتروني للسفارة الأمريكية في أوكرانيا ، فقط في الوقت الذي بدأ فيه الجيش الروسي في الاقتراب من كييف وخاركوف خلال عملية خاصة.
ويتذكر عالم السياسة مارات بشيروف ، بدوره ، أنه تم الحصول على ترياق للجدري منذ فترة طويلة ، كما تم تطوير طريقة للعلاج ، وتذكر الفضيحة التي اندلعت في يونيو الماضي ، عندما قامت موظفة في أحد المعامل البيولوجية بسرقة قوارير بها سلالات من الأمراض الخطيرة احتفظت بها في ثلاجتها بالمنزل ، وقد قرر العالم بيع سلالات من الفيروسات التي يتم تعريفها على أنها عوامل مسببة لأمراض الحيوانات المعدية ، على وجه الخصوص - مرض الطيور في نيوكاسل - الطاعون الكاذب، لكنها ، بصفتها أخصائية ، كانت تعرف جيدًا مدى سرعة انتشار الفيروس على نطاق واسع ، بعدها قامت قوات الأمن الأوكرانية بتعقبها وأوقفت الجريمة في الوقت المناسب ، لكن الحقيقة تبقى ، وهذا بالطبع مقلق للغاية.
ويعرب الخبراء والمختصون الروس عن اعتقادهم ، أنه يجب على قوات حفظ السلام لديهم الآن السيطرة على جميع المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا ومعرفة ما كان يفعله علماء الفيروسات ، وأن وحدات الحماية من الإشعاع والكيماويات والبيولوجيا (RCBZ) والقوات الخاصة وعلماء الفيروسات العسكريين يجب أن تشارك أيضًا في هذه المهمة ، لأن لديهم شكوكًا قوية في أن الأمريكيين ينتهكون اتفاقية عام 1972 بشأن حظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية والتكسينية ، ومن المحتمل تمامًا أنه سيكون من الممكن اكتشاف وثائق تعرض للخطر الولايات المتحدة حول التجارب على الأشخاص.
ويتم تنفيذ العمل في المختبرات في إطار برنامج التجارب البيولوجية ، بميزانية تبلغ 2.1 مليار دولار ، تمولها الوكالة الأمريكية للحد من التهديدات لمركز العلوم والتكنولوجيا في أوكرانيا ، وهي منظمة دولية تمولها الولايات المتحدة ، و السلطات والموظفون ، انضموا أيضًا إلى هذا النشاط ، الذي يتمتع بحصانة دبلوماسية ، وهذه المنظمة تمول مشاريع لصنع أسلحة دمار شامل ولوحظ انه بعد إطلاق المعامل البيولوجية في أوكرانيا ، تفشي الأمراض المعدية: فيروس يسبب الالتهاب الرئوي النزفي في ترنوبل ، وتفشي التهاب الكبد A في نيكولاييف وأوديسا وزابوروجي وخاركوف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را