الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما جوهر الله ؟

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2022 / 3 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعالوا لنجتهد معا ونتوقع ما هو جوهر القائم بالخلق ، لعلنا نحصل على حقيقة ما ولو نسبيا ، حتى لا نظل عديمي الرؤية والرؤيا، ونغلق عقولنا على ما جاء به أسلافنا ، فما يزال جوهر القائم بالخلق ( ماهيته ) لغزا يحير العقل البشري حتى يومنا . فهل هو كائن مجهول الماهية يجلس على عرش في السماء السابعة تقله الملائكة ، ويديرالعالم وعملية الخلق من هناك ؟ أم أنه يهوه أب يسوع المسيح الذي صعد وجلس إلى جانبه بعد أن قام من الموت ؟ أم أنه الإله الهندوسي براهمان ، أم أنه التاو الصيني ـ أو لعله عشتار أو مردوخ وغيرهما من آلاف الآلهة الرومانية واليونانية والشرقية وغيرها التي أوجدها العقل البشري.. وهل هو كائن مادي له جسم إنساني أو أي جسم آخر، أم انه طاقة ، ناجمة عن جسيم ذري أوآخر ( بوزون) كذاك الذي اكتشفه عالم الفيزياء البريطاني بيتر هيغزالحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 2013، والذي أطلق عليه عالم الفيزياء الأمريكي الحائز على نوبل عام 1988 " بوزون الإله " أو "جسيم الإله " متجاوزا بذلك الفكر الفلسفي االمادي ، وحتى العلمي ، اللذين لا يعتقدان بوجود إله ، أو خالق وعملية خلق . فعملية الخلق تجري وفق قوانين الطبيعة . هذا ما يؤمن به معظم العلماء الفيزيائين .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه كونه أقرب إلى العقل والمنطق ، هل قوانين الطبيعة وضعت دون عقل ؟ وأين يكمن هذا العقل، في الطبيعة أم خارجها .
فإذا كان في الطبيعة ، فهذا يعني أن الطبيعة هي القائم بالخلق ، ومجازا يمكن أن تكون هي الإله ! لكن هل الطبيعة بكليتها هي القائمة بالخلق أم طاقة كامنة فيها هي من يقوم بذلك؟
ألم يقل ديكارت أن الوجود يقوم على مبدأين : العقل والمادة .. فهل العقل خارج المادة ، وهل هوطاقة أم مادة، رغم أن الطاقة والمادة يشكلان كلا واحدا حسب نظرية آينشتاين النسبية. فليس هناك مادة إلا وجاءت من أصل طاقوي .
جميع الطاقات المنظمة للكون من نووية وجاذبية وكهرومغناطيسية لا يمكن اثبات وجودها دون وجود الكون نفسه ، ولذلك يمكن اعتبارها موجودة في الكون وضمن مادته وطاقته. وهذا الأمر ينطبق على بوزون هيغز .
ولو أننا نظرنا إلى قدرة هذا البوزون الفائقة بتحوله إلى كون خلال لحظات حسب ما يقول علماء الفيزياء ، لجزمنا أنه القائم بالخلق أو أنه الإله . وأنه يحمل عقلا طاقويا جبارا .. ولو أننا نظرنا إلى عملية الخلق كما يراها الفيزيائيون لوجدنا أنها تنطلق من تصور افتراضي في العقل الطاقوي ( ولنفترض أنه البوزون ) ثم تمر بحقل طاقوي خلاق ، لتنتهي إلى التجسد في شكل مادي.. لذلك قلنا إن القائم بالخلق عقل طاقوي قائم في الوجود نفسه وفي الكون والكائنات من أصغر خلية في أجسادنا إلى أكبر مجرة .. تصوروا أن يكون في دماغنا وحده 86 مليار خلية، وحسب نظريتنا فإنه يوجد في دماغنا 86 مليار جزيء من هذا البوزون الطاقوي نفسه . لذلك يكون عقلنا جبارا وقادرا على الخلق والإبداع !
لا أعرف من يوافقني على اجتهادي .. كما لا أعرف إن كان هذا العقل يقوم على طاقة عقلانية غير مكتشفة حتى اليوم ، أوأنها طاقة تشترك بقدر ما مع الطاقات الناظمة للكون ، أو تفيد منها في عملية الخلق.
وآمل أن تجتهدوا معي لعل وعسى !!
محبتي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جواب
على سالم ( 2022 / 3 / 9 - 06:09 )
لاتشغل نفسك كثيرا بهذه الامور الميتافيزيقيه المعقده , من المؤكد انك سوف لن تصل الى اى جواب

اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا