الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دبلوماسية المياه السيبل الى الخروج من عنق الزجاجة لأزمات المياه في العراق مع تركيا وإيران.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2022 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل تفاقم أزمات المياه في العراق نرى أولاً ضرورة أن يتم البدء بمنهجية دبلوماسية متخصصة في مجال إدارة المياه في العراق على أطر حوكمة المياه ، لانه يعالج بشكل ملموس كيفية تطوير مجال إدارة الموارد المائية ضمن السياسة الخارجية للعراق. ثانيًا، أن يكون ذلك من خلال التركيزعلى التعاون الإنمائي في المجالات التي أضافت فيها دول التشارك المائي قيمة مضافة ، مثل "إدارة المياه والزراعة والمجتمع المدني".
وفي ظل إجتياح تغيرات المناخ العالم بالأخص منطقة الشرق الأوسط لأن إدارة المياه أصبحت مجالًا واعدًا للسياسة الخارجية والإنمائية لدول المنبع (تركيا وإيران) والتي تتحكم بتصاريف المياه كماً ونوعاً الى دولة المصب (العراق) ، نظرًا لأن نقص المياه في جميع أنحاء العالم لا ينتج عن الندرة المادية فحسب ، بل بسبب قرارات توزيع ضمن أجندة السياسية أيضاً. ثالثًا ، مثلما يمكن أن تعمل قضايا المياه كمحفز لمزيد من التكامل الاقتصادي بين دول المجرى المائي نفسها ، وتوفر هذه القضايا أيضًا نقطة دخول في الإتفاقيات التجارية الثنائية، لذا على العراق التنبيه في أن يكون الملف المائي حاضراً عتد توقيع أية إتفاقيات او بروتوكولات تجارية مع دول المنبع كلُ من ( تركيا وإيران) لضمان حصص العراق المائية مقابل ما سيتفيد هذه الدول من جعل العرق سوقا لمختلف بضاعاتهم، وضمن سياق" الدبلوماسية الاقتصادية" ، حيث إن المياه عماد الإقتصاد وركيزنها الاساسية.
باختصار، تتطلب هذه الأبعاد الثلاثة دراسة إمكانات إعتماد دبلوماسية المياه في العراق وفتح دورات لتنمية قابليات المفاوض العراقي ، على أن يتم التركيز أيضًا على كيفية قيام وزارة الخارجية العراقية ووزارة الموارد المائية العراقية بزيادة هذه الإمكانات وتطويرها بالإستعانة ب" بيوت الخبرة" في هذا المجال المتعدد التخصصات. لأن نجاح دبلوماسية المياه سيضمن حصص العراق من المياه العذبة فيما يتعلق بأحواض الأنهار الدولية المشتركة والعابرة للحدود السياسية مع تركيا وايران، وكذلك من مكامن الطبقات المياه الجوفية المشتركة مع سورية ،الأردن ،السعودية والكويت.
إذن تطوير المفاهيم حول إمكانات دبلوماسية المياه باعتبارها نافذة مناسبة للسياسة الخارجية العراقية في الحكومة العراقية المقبلة ، وسيكون اللبنة الأساسية في تقيّم الأساس المنطقي قبل نشوء النزاعات على المياه المشتركة، وبدراسة العوامل التي تشجع الإدارة الفعالة للمياه المشتركة العابرة للحدود ، مع دراسة المواد الموضوعية والإجرائية الرئيسية في القوانين الدولية التي تنظم المجرى المائي الدولي ومكامن الخزانات الجوفية المشتركة. قد يكون مصطلح "دبلوماسية المياه" جديداً في الأدبيات العلمية التي من شأنها أن تساهم بفعالية في إيجاد الحلول المناسبة بين الدول المتشاطئة ، فانه يمكن القول بأن دبلوماسية المياه يمكن أن يكون لها معانٍ مختلفة اعتمادًا على المستوى قد يكون بين دولتين او أكثر ، ونوع المشكلة (حل النزاعات ، وتطوير معاهدة أو إتفاقية ، وما إلى ذلك) ونوع المفاوضات هل هي مباشرة (دبلوماسية بين الدول المشاطئة)، أو ( إشراك طرف ثالث).
كون وجهة نظر دبلوماسية المياه كدبلوماسية متخصصة لا تزال جديدة على المنطقة ولم نتال باهتمام خاص.
لذلك فان إعتماد منهجية لإثبات الحجج يتطلب الرجوع الى الوثائق الحكومية ، والمقابلات المنظمة مع صانعي السياسات وخبراء المياه والمهنيين من ذوي الخبرة العملية والإقليمية ، وهنا تكمن أهمية إستخدام هذه المنهجية من قبل العراق سواء ًمن الناحية الأكاديمية اوالسياسة في تقييم هذا التخصص "دبلوماسية المياه " للسياسة الخارجية العراقية ، كون التخصص في السياسة الخارجية يتطلب الأستفادة من المعرفة وشبكة واسعة من التخصصات التي تعني بالشأن المائي وتسهيل ودعم عمل الجهات الفاعلة غير الحكومية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة