الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاياو ميازاكي /رثاء العوالم الرائعة

مرتضى محمد
(Murtadha Mohammed)

2022 / 3 / 14
الادب والفن


مقال لــ (تايلور ماكنيل) - ترجمة وإعداد: مرتضى محمد


في كل فلم من افلامه يخلق لمعجبيه ، حالة للدخول الى عالم جديد ورائع – يتيح العودة (المطلوبة) الى عالم مألوف ؛ هذا ما يمثله صانع افلام الانمي الياباني (هاياو ميازاكي). أحد عشر فلما ً من أفلامه الروائية العالمية ، مثل (جاري توتورو/My Neighbor Totoro) و (الاميرة مونونوكي/ Princess Mononoke) و (المخطوفة/ Spirited away)، أعادت تعريف السوم المتحركة، وجلبت الانمي الياباني الى عموم الجماهير في أمريكا .
(سوزان نابيير/ Susan Napier) أستاذة البلاغة والدراسات اليابانية في مدرسة العلوم والفنون، وبعد انتظارها ،محاولةً رؤية أحد آخر يؤلف كتابا ً عن حياة (هاياو ميازاكي) ؛ حملت على عاتقها الآن تأليف كتاب بعنوان ( عالم ميازاكي: حياة في الفن/ Miyazaki world: Art in (life الصادر عن مطبعة جامعة (ييل/ Yale University Press /الولايات المتحدة الامريكية) يتضمن سيرة حياة بصورة جزئية ، وفي الأعم الاغلب يتناول إبداعات هاياو ميازاكي الرائعة في الافلام، واحدا ً تلو الأخر، وأيضا تناول احتفالا في رسومه المتحركة، وروايته للقصص. (نابيير) كانت في وقت سابق قد ألفت كتابا ً تناولت فيه (أنمي هاياو) متضمنا ً افلامه من (أكيرا/Akera) الى (قلعة هاول المتحركة/ Howl’s Moving Castle)، وايضا الروائع في الادب الياباني ، حيث قامت بعمل ندوات حول (ميازاكي ) لعدة سنوات. تقول عنه : " أنه رجل معقد للغاية ،وعاطفي للغاية . أعماله تستدعي الرثاء ، وحس الشعور بالمرثاة ، والفقد . حيث تكون اكثر انتشارا ً في الثقافة اليابانية مقارنة بالثقافة الامريكية . لن تفكر بان الرسوم المتحركة هي مرثاة ، لكن معه هي كذلك بالطبع . أقدر ان اقول ان هاياو ميازاكي لديه عمل رثائي " . حيث أنها عندما عرفت المزيد عن حياة (ميازاكي)، بدأت تفكر في افلامه بطريقة مختلفة من حيث انها تصف هذا التفكير والمعرفة به من خلال : " يمكنني ان افهم اكثر عن السبب الذي يدفعه للتأكيد على بعض الاشياء في افلامه، ولماذا كان مولعا ً بأنواع معينة من القصص ؛ ذلك لأنه قارئ جيد جدا ً ، ومثقف ،وذو اهتمام كبير جدا ً بالأحداث الجارية، حيث يأخذها ويحكي قصته الخاصة ، ثم بعد ذلك يخلق شيئا ً اصليا ً تماما ً . هذه هي الاعمال الفنية الخاصة الاستثنائية ، وغير العادية" .
أجرى قسم العلاقات في جامعة (تافتس/**Tufts) لقاء ً على هامش اصدار الكتاب ، حيث ترجم الى اللغات : اليابانية، والصينية، والروسية ، (وكان كالتالي) :
- المحاور (تافتس الآن/ Tufts Now) : افلام هاياو ميازاكي المتحركة، على اعتبار ان هناك افتراض مفاده ان الرسوم المتحركة مصممة للأطفال – على الرغم من وجود اطفال في افلامه- لكنها تبدو موجهة الى مرحلة سنية اكبر كالبالغين ؛ لماذا هذا؟
- سوزان نابيير: حتى فلمه الأخير، كان يريد أن يخلق جوا ً للعائلات ؛ من خلال أن لديه رسالة يحاول توصيلها الى كل من الاطفال والبالغين. بشكل عام، ورغم ذلك، لا ينظر الى الرسوم المتحركة بالضرورة انها موجهة للأطفال! لأن مثل هذا النوع كان في بدايته موجها ً لهم ؛ لكن في اليابان تحديدا ً ومنذ ستينيات القرن الماضي قد طوّر هذا النوع من الافلام ليكون موجها ً اكثر بكثر نحو البالغين ؛ حيث انه يشمل مواضيع مظلمة ، ومأساوية!! .
المحاور: تميل الرسوم المتحركة والأفلام الأمريكية إلى البحث عن أفكار بسيطة ونهايات سعيدة ، لكن ميازاكي بالتأكيد لا يفعل ذلك ؟
- سوزان نابيير: في الرسوم المتحركة الأمريكية للأطفال - وحتى السينما في هوليود بشكل عام - نتوقع نهاية سعيدة للغاية. لكن هذا لا يحدث دائمًا في اليابان ، ولا سيما في أعمال ميازاكي، خصوصا في منتصف اعماله الى الحديث منها، مثل الأميرة مونونوكي على سبيل المثال ، حيث لديك بطلان لا يعيشان معًا بسعادة أبدًا، حيث أنهم يهتمون ببعضهم البعض ؛ولكن العالم معقد للغاية وصعب للغاية بحيث لا يستطيعون العيش معًا. وهذا صادم للأمريكيين. حتى في فيلم (المخطوفة) ، الذي هو أكثر من مجرد خيال للأطفال ، لديك علاقة شبه رومانسية بين بطل الرواية الشابة وبين التنين (صورة) البطل الذي يقوم بمساعدتها؛ لكن مرة أخرى ، لا تذهب هذه العلاقة إلى أي مكان ؛ مرة أخرى يتم فصلهم في النهاية.
أعتقد أنه من المهم للغاية: عندما تكبر ، فأنت ترغب في أن تكون الأمور مثالية ، لكنها ليست مثالية ، وأحيانًا يتوجب عليك تعلم ذلك والعمل من خلاله. أعتقد أن هذه العملية مهمة جدا ً ، لا يعطيها الكثير من الامريكيين الى أبنائهم؛ ذلك لأننا لا نشعر بالارتياح تجاه الامور الغامضة ،وكذلك تجاه الامور المأساوية.
بعد حادثة (9/11) اصبحت افلام (الانمي) أكثر انتشارا ً في امريكة، حيث اتت هذه الحادثة بأمور مأساوية لم تتحول الى سعادة بعد ذلك؛ مما حدا بالشباب الامريكي ان يبحث عن الترفيه الذي لم يكن مموها ً بمعاكسته للعالم الحقيقي بنوعية الاطر السعيدة ، وحسن الحظ .
- المحاور: تبدو مواضيع مثل حب الطبيعة ، ووحشية البشرية ، وفقدان البراءة ، خيطًا شائعًا في أفلامه؟
- سوزان نابيير: هذه مواضيع مهمة جدا. يكره ميازاكي لقب "سيد البيئة/Mister Ecology" ، لكنه في الوقت نفسه يدرك تمامًا الخسارة البيئية؛ حيث في فلمه المبكر (جاري توتورو) ،والذي كان طريقا ً لوصف الاناقة المفقودة لليابان . يابان المزارع، ويابان القرى والجبال ، ويابان الطبيعة ، التي تعمل كلها معا ً ، تم تنفيذه بشكل جميل للغاية ، على الرغم من أنه ليس تعليميا ً بحتا ً ، لأنه يمنحك احساساً بما فقدناه . العديد من أفلامه لديها شعور بالخسارة؛ في (الأميرة مونونوكي) ، إنها الخسارة على مستوى أكثر ملحمية ، حيث توقع قضايا التصنيع التي ستصيب اليابان في القرنين التاسع عشر والعشرين. عندما بدأت اليابان بالتصنيع في القرن التاسع عشر.
- المحاور: ما الذي يميز أعماله عن أعمال المخرجين الأمريكيين؟
- سوزان نابيير: أحد الأشياء المهمة حقًاً ، شيء يحبه الأمريكيون – أو لانهم يجدون الحيرة - حول الرسوم المتحركة/الانمي ؛هو أنك لا تملك بالضرورة صورة واضحة للأشرار والجيدين.
- المحاور : في اعماله نجد ان اناسا ً اشرار يملكون بعض الخير في داخلهم ، وأناسا ً جيدين يملكون بعض الشر في داخلهم ؟
- سوزان نابيير: نعم (بالفعل) ، والتالي لا يمكننا اتخاذ قرارات سهلة بشأن الاشخاص. لا سيّما في (الاميرة مونونوكي) ، حيث استخدم افضل مواده لإظهار هذا الامر. حيث ترى ان الحيوانات هي آلهة للتوحش ، من خلال امتلاكها مشاعر مميته ، خاصة للغضب، ثم لديك أناس ، من ناحية يستولون على البيئة؛ لكن الى حد ما يستخدمون الصناعة لمساعدة الناس !! . أذا ً كيف يمكنك وضع هذا معا ً ؟؟ هذا شيء آخر أحبه في ميازاكي ، فهو وثيق الصلة بلحظة اليوم، وثيق الصلة بكيف تعيش حياة كريمة ومعنوية في عالم ملعون؟ إنه حقاً يناضل مع بعض القضايا الشديدة الصعوبة التي تتعامل معها البشرية الآن ، في جميع أنحاء الكوكب.
- المحرر: لطالما كانت اليابان ثقافة أبوية للغاية. وحتى الآن في أفلامه ، فإن الفتيات الصغيرات هن الأقوى في الغالب. لماذا هذا؟
- سوزان نابيير: اليك مثال رائع ، عن هذا السؤال . (ناوسيكا من وادي الرياح/ Nausicaä of the Valley of the Wind) هي قصة عن امرأة شابة تتسم بالكفاءة والذكاء والفضول ولديها معملها الخاص ، وتذهب للتحقيق في الغابة السامة - إنها تعيش في القرن الثلاثين وتحاول التعامل مع عالم ملوث وسام. إنها شجاعة ، مغامرة جميلة ، ومبارزة رائعة . ولا يوجد أي تلميح للرومانسية في هذا الفيلم - لقد أراد فقط إنشاء شخص مثير للاهتمام.
عندما سأله الناس لماذا جعلتها (أي البطل) فتاة ؟ قال ، "حسنًا ، لماذا لا؟" - إنه جواب مدهش. أمر أخر ، في تلك الفترة في أوائل الثمانينيات ، ليس فقط في اليابان ، ولكن في أمريكة ، هل لديك أي شخصيات قوية من النساء شوهدن خارج حياتهن الجنسية؟ لا أستطيع أن أفكر في أي شخص بشكل عفوي ، كجواب. لكن ميازاكي قال أيضًا إنه كان يفعل ذلك جزئيًا - وأنا أستخدم مصطلحه أدبيًا - للتعرّف على المألوف ، وجعله غير مألوف. في هذه الحالة ، أراد تعريف فكرة البطل. لأنه لو كان بطلاً ذكراً يفعل كل ذلك ، فسيكون على ما يرام ، لكنه في هذه الطريقة/الفتاة، يكون أكثر إثارة للاهتمام . ما أحبه أيضًا في (ناوسيكا) هو أنها تمتلك بعض الخصائص الانثوية المشفرة ؛ إنها حنونة للغاية ، حساسة ، تهتم بالآخرين. إنها ليست رجلا ً صغيرا ً في ملابس النساء ؛ إنها إنسان معقد ومثير للإعجاب ، يتميز بطريقة ما، بالخصائص المميزة للذكور والإناث ، مما يخلق شخصية متوازنة للغاية.
- المحرر: ما الذي ألهمه لاتخاذ هذا النهج؟
- سوزان نابيير: أمه ، التي كانت طريحة الفراش نتيجة مرض
السل ! الامر الذي حدا به الى التعامل معها على مستوى
فكري الى حد ما ، جعله يتناغم معها عقليا ً، فعلى الرغم من مرضها ألا أنها كانت ذات أرادة وشخصية قوية .
حيث تحدثا، وتناقشا ، وتجادلا في امور السياسة .أنا متأكدة كل التأكيد ، ان لهذه الامور تأثيرا ً كبيرا ً عليه .
- المحرر: تتمتع أفلام ميازاكي بشعور بصري غني - لكنها مختلفة تمامًا عن أفلام ديزني. هل كان ذلك مقصودا؟
- سوزان نابيير: جوابه بسيط هو ان شيء واحد كان قد شكل الفارق لهذا السؤال ؛ وهو أن الرسوم المتحركة اليابانية كانت لديها ميزانيات أقل عندما بدأ ميازاكي. حيث تستخدم الرسوم المتحركة الأمريكية (24) إطارًا في الثانية ، كل منها مرسومة باليد ، مما يعني أن لديك تدفقًا سلسًا للرسوم المتحركة ، بينما في اليابان ، لتوفير المال ، سيكون لديك (12) إطارًا في الثانية الواحدة ، لذلك يمكن للرسام أن يفعل ضعف الكثير من العمل في نفس القدر من الوقت. لذلك كان لديها ديناميكية مختلفة.
لأنه ونظرًا لوجود عدد أقل من الإطارات في الثانية الواحدة ، لا يمكنك تنشيط الوجوه المعقدة كما هي ،وجعل الأشكال أقل واقعية. ولكن هناك اختصارات حول ذلكف؛فمثلا ميازاكي جيد للغاية مع أشياء مثل الشعر ، والتي يمكن أن تصبح رمزا. ففي فيلم )المخطوفة) ، تعمل هذه الفتاة الصغيرة في حمام للآلهة! وعندما يأتي إله قذر جدا ونتن ينشطون شعرها بالخروج مباشرة رداً على ذلك - إنه مشهد رائع- ؛ هذا هو نوع الشيء الذي سيفعله لنقل المشاعر والأفكار المعقدة باستخدام طرق أخرى. إذا كنت ترغب في تحقيق شيء محتمل ، ولا يمكنك القيام بذلك إلا من خلال الأشكال ، تصبح الإعدادات أكثر أهمية ، وتكون إعداداته غنية جدًا بالتفاصيل واللوحة ، في جمال لامع - عوالمه المفعمة بالحيوية سوف تغمرك؛ تريد أن تكون هناك- فهي مفصلة حتى العشب الذي ينمو من الطوب في ساحة المدينة ، إنه شيء رائع .
- المحرر: أنت تكتبين عن الضوء، والنهج السعيدة، والموضوعات المظلمة والخطيرة في أفلامه - التي لا يسيطر عليها أحد- ، على عكس الكثير من الأفلام. هل يمكنك إعطاء مثال على كيفية قيام ميازاكي بذلك؟
- سوزان نابيير: في فلمه/الانمي (كيكي لخدمة التوصل/ Kiki’s Delivery Service) عندما تكون الساحرة في الثالثة عشرة من عمرها ، يتعين عليها الابتعاد عن عائلتها والعيش لمدة عام والاعتماد على نفسها. كيكي ساحرة ويمكنها الطيران على مكنسة والتحدث مع قطتها السوداء (جيجي/ Jiji) . لذلك تنطلق في مدينة جديدة ، وتبدأ خدمة توصيل - وهذا ما يمكنها فعله ،من خلال الطيران على مكنستها. إنه ممتع، ومبهج . لكن الشيء المثير للإعجاب حقًا في هذا الفيلم هو أن ميازاكي ذهب الى داخل شخصيتها حقًا؛ كيف يكون شكل فتاة صغيرة - شابة - تعيش بمفردها؟ إنها رواية تشكيلية حقيقية ؛ إنها تتعلم كيف تكبر ، وهي تتطور وحدها في هذه المدينة الغريبة. ليس لديها الكثير من المال ، وجزء كبير منها يحب أن تكون قادرًا على اللعب والبهجة والمرح مثل الآخرين في سنها. تشعر ان ميازاكي شاركها حقًا الشعور بالحنان، و الوحدة ، عندما تفقد، وفي إحدى المراحل قدرتها على الطيران.
كان بإمكانه عمل فيلم واقعي حول فتاة صغيرة تواجه مشاكل في التعرف على الأشخاص وتفقد الثقة. لكنه ادخاله له في هذا العنصر الرائع -كونك تعرفه حقاً كيف أنه حيوي ومشرق- من خلال عدم قدرتك على ركوب عصا المكنسة.
- المحرر: يبدو الأمر وكأنه صورة نفسية تقريبًا ، في منتصف هذا الفيلم الترفيهي الممتع؟
- سوزان نابيير: تقول كيكي في نقطة معينة : إذا لم أتمكن من الطيران ، فأنا لا شيء. لقد شعرنا جميعًا بهذا الأمر - وهذا شيء مهم للغاية بالنسبة لهويتنا - ولكن مرة أخرى ، من خلال تحويلها إلى ساحرة ، أصبح أكثر متعة. انه حقا يستكشف اكتئابها؛ تذهب إلى الفراش ولا يمكنها النهوض ؛ لم تعد تستطيع التحدث إلى القطة جيجي. إنها حقا صورة رائعة، ورقيقة، وبارعة، ومذهلة للغاية لهذه الفتاة الصغيرة. ثم في حالة أخرى، تتحسن الأمور؛ إنها تستعيد قدرتها على الطيران. لكن مرة أخرى ، ليست نهاية سعيدة تمامًا. إنها لا تنطلق لتتزوج من الولد الذي تحبه ؛ وانها لا تزال تقوم بخدمة التوصيل.
أنه التوازن بين الظلام والنور. لقد خرجت من هذا الفيلم وأنت تشعر بحالة جيدة جدًا ؛ لكنك تعلم أيضًا أنك مررت بأوقات عصيبة معها، لقد شعرت بها ، احسستها على مستوىً ما ، كونك تعاطفت مع لحظات الاكتئاب ولحظات الغبطة .
- المحرر: لماذا فلم (المخطوفة) هو فيلم ميازاكي المفضل لديكِ؟
- سوزان نابيير: جزئيًا/الى حد ما ؛ لأنه خيالي. لا يشبه باي وسيلة، أي شيء صنع من قبل أو منذ ذلك الحين. أتذكر عندما سمعت المقدمة لأول مرة: إنه يتعلق بفتاة تعمل في الحمام من أجل الآلهة بعد أن تحول والديها إلى خنازير: انتظر... ماذا؟!!
لقد رأيت ذلك ، وفكرت: لم تعرف أبدًا ما الذي سيحدث بعد ذلك. كان هناك الكثير من المواد التي كانت تسير في كل الاتجاهات ، واعتقدت أن بعضها كان فيه تعديا ً. ولان مشاهد ميازاكي عنيفة وصادمة ؛ فقد شعر عدد من تلاميذي الذين رأوا ذلك عندما كانوا أطفالًا بالرعب من الفيلم. أعتقد أن الفيلم يشبه الحلم / الكابوس المذهل الذي يستدعي التحولات والمنعطفات ، ومع ذلك فأنت في العالم الحقيقي. إنها رحلة مدهشة على متن السفينة الدوارة تنقلك إلى كل مكان ،مع فرحة وجمال ما هو غير متوقع ، نعم هو نوع من الخوف؛ ولكن نظرًا لأنه ميازاكي ، فأنت تعرف في النهاية أن الرحلة ستكون آمنة.
- المحرر: ومع ذلك ، كتبتِ كيف يمكن مشاهدته من خلال العديد من العدسات المختلفة؟
- سوزان نابيير: يمكن اعتباره بمثابة اتهام للاستهلاك المجتمع الحديث. يمكن أن يكون حول التلوث والنقاء - إنه حمام للآلهة ، بعد كل شيء. يمكن أن تكون قصة رواية تشكيلية لفتاة تتعلم حقًا كيفية التعامل مع الحياة. وأرى أيضًا في بعض الطرق استعارة لفقدان الشهية والشره المريض . إنه فيلم سيكافئ بالعودة إليه مرارًا وتكرارًا. إنه لمن دواعي سروري مشاهدته. إنه خارج المخططات.
- المحرر: يجب أن أسأل: ما هو الأفضل : الإصدارات اليابانية الأصلية مع ترجمات؛ أو الإصدارات التي حولتها (ديزني) باللغة الإنجليزية؟
- سوزان نابيير: هناك أشياء تزعجني حول إصدارات ديزني. يضيفون أشياء - ربما بسبب عدم قدرة الولايات المتحدة على تحمل الغموض. في نهاية فيلم (المخطوفة)، شعروا أنه من غير المؤكد أنه كان أمرًا سعيدًا دائمًا. في الأصل ، كانت(تشيهيرو) في هذا الحمام السحري ، وكانت لديها كل هذه المغامرات ، وهي تنقذ والديها ، وتساعدهم على العودة إلى شكل إنساني ، ثم يغادرون جميعًا. هل لديها أي ذاكرة لما رأت؟ لدينا تخمين لأنها لا تزال لديها ربطة الشعر الصغيرة هذه التي تم تصنيعها من قبل أحد سكان العالم الخيالي ، وهذا نوع من اللمعان أو الـتألق ، كافٍ للجمهور الياباني.
لكن (والت ديزني) قلقة بشأن الأميركيين. في نهاية النسخة اليابانية ،ببساطة تصعد هي ووالداها الى داخل سيارتهم ويقودان ، سوف ينتقلان إلى مدينة جديدة. وهذه هي النهاية.
في الفيلم الأمريكي ، يضيفون صوتًا (قطعة من السرد غير موجودة في الاصل للمتكلم) على لسان والد (تشيهيرو) يقول : "إذن ، مدرسة جديدة ، مدينة جديدة ، مبهرة".
وتقول: "أعتقد أنني أستطيع التعامل معها". هذا ليس موجودا في النسخة الاصلية للفلم. لقد أجرينا مناقشات شغوفة حول هذا الموضوع في صفي. هل من الصواب تغيير الأصل؟ ألم يحن الوقت لتعلم الأمريكيين التعامل مع الغموض؟ ومع ذلك ، يقول جزء مني أنه لا بأس إذا كان هذا يساعد الأمريكيين في رؤية الفيلم. أنا ممزقة حقًا بين هذين الامور.
- المحرر: لكنه يغير حقا الفيلم ؟!
- سوزان نابيير: نعم انه كذلك. تقول نسخة ديزني إنها تستطيع التعامل معها. النسخة الأصلية تقول لا ، نحن لا نعرف. إنه عالم كبير هناك. نحن نعلم أن لديها/ تشيهيرو تلك الهبة التي قُدمت لها ، وعلينا في الواقع استخدام ذكائنا وخيالنا للتفكير في ذلك.
- المحرر: ذكرتي في كتابكِ ، أنك التقيت ميازاكي ثلاث مرات ، اخبريني كيف كان ؟
- سوزان نابيير: في المرة الأولى التي قابلته فيها ، كنتُ مهتمة ً بأستوديو (جيبلي) ، حيث كنت أعمل على كتابي الأول عن الرسوم المتحركة في التسعينيات. حصلت على فرصة للبحث في جميع أنحاء الاستوديو ، وقد أجرينا محادثة رائعة. كما ذكرت في كتابي ، منذ سنوات ، عندما كنت أدرس في مدرسة لغة يابانية ، لقد كان ميازاكي عبارة عن فَوْرة في العمل ، حيويًا جدًا ، حيٌ في حب المهنة جدًا. عشت في مسقط رأسه ، وجئت مع انطباع عن شخص مبدع نابض بالحياة ؛ لذلك نحن ملتزمون بذلك. المرة الاخرى في حفلة - كان يحصل على جائزة ، وكنت أحصل على زمالة من الحكومة اليابانية، عندها ركضت اليه، وقد أخبرني عن مشروعه الأخير/الأميرة مونونوكي، حيث ذهبت ذات شتاء الى اليابان لمشاهدة العرض الاول لهذا الفلم .
- المحرر : وقمت بمقابلته لكتاب ميازاكي وورلد ، أليس كذلك؟
- سوزان نابيير: نعم (وهذه هي الثالثة) ، جاءت المقابلة بعد أن أعلن اعتزاله عام 2013. لقد كان وقتًا غامضًا بالنسبة له. ذهبت إلى الاستوديو الخاص به ، وكان هادئًا جدًا ، قلة قليلة من الناس كانت هناك. يمكنك أن ترى بوضح، أنه كان يتأمل كثيرًا ، ويعكس الكثير من التأمل . أعتقد حقًا أنه كان يحاول معرفة ما هو التالي في حياته. وفكرنا في السؤال عما إذا كان يرغب في رسم لوحته. كون زوجي رسام (بورتريه) ، سألت ميازاكي عما إذا كان يريد أن يكون معه تذكار في الصورة ، ربما أحد شخصياته. لقد جلس هناك فقط ثم قال: "لا ، يمكنك فقط أن ترسمني امشي في الظل".
لذا كان يشبه الزئبق بصعوده وهبوطه - ليس تماما ً- ؛ لكنني شعرت أن هذا الشخص كان يفحص نفسه ، ويفحص اليابان ، ويفحص دور الانمي ، وما إذا كان ذلك قد حقق أي فائدة على المدى الطويل. كان في أواخر الستينيات من عمره ، كان يفكر في حياته ؛ كان هذا هو الانطباع الذي حصلت عليه. كان لا يزال مهتمًا بالأشياء ؛ كان يقرأ حكايات هوفمان ، كان متحمسًا جدًا لذلك. منذ ذلك الحين ، خرج من التقاعد وهو يعمل في فيلم مرة أخرى. حيث ان مسألة تقاعده شكلت هاجساً يبيح في نفسه الاكتفاء فهو لن يعد يخاطب الاحفاد. إنه مشروع جديد كبير ، ولن يتم الانتهاء منه لمدة ثلاث سنوات أخرى. لأنه مع عاطفته ، وجمال بوحه في قصصه ؛ أعتقد أنه سيخلق شيئًا مذهلاً.
-----------------------------------------------------------------------------------------
الهوامش :
*تايلور ماكنيل/Taylor McNeil : نائب رئيس تحرير الأخبار في موقع (تافتس ناو/ (Tufts Now . المقال نقلا ً عن الموقع المذكور آنفا ً ، على الرابط التالي:
https://now.tufts.edu/articles/fantastic-worlds-hayao-miyazaki
هو موقع أطلقته شعبة العلاقات الجامعية في جامعة تافتس في الولايات المتحدة الامريكية في فبراير 2011 ، وهو الموقع الوحيد للحصول على الأخبار والأحداث والتصوير الفوتوغرافي ومقاطع الفيديو وغيرها.
** جامعة تافتس هي جامعة أبحاث خاصة في ميدفورد وسومرفيل ، ماساتشوستس/الولايات المتحدة الامريكية. نقلا ً عن الرابط التالي :
https://en.wikipedia.org/wiki/Tufts_University








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا