الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حُقنْ -الغيبوبة الإرادية- للمرضى بالحياة !

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2022 / 3 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-كتبه: لخضر خلفاوي*

-يستطيع الطب و العلم بحكم النقلة التطورية المهولة في البحوث و التجارب العلمية الطبية أن ينتجوا مصلا على شكل حقنة ذات استعمال فردي و ذاتي يدخل المريض في غيبوبة حسب المدّة التي يرغب فيها .
و توضع في متناول المحتاجين للغيبوبة لمدة زمنية حسب الحاجة من شهر قابل للتجديد و لا تتعدى المدة الثلاث سنوات .
-فالآلام و الجراح النفسية أعظم من الآلام الجسدية العضوية ؛ التي تحدثها تعقيدات العالم الوجودي و معضلات العلاقات البشرية من الأسرة إلى المجتمع الواسع تضني و ترهق كثير من الأشخاص الذين ولدوا بإحساس مرهف. غيبوبة شهر قابلة للتجديد حسب رغبة المرضى من الوجود الجشع الدنيوي. اعتقد سيريح أصحابها و يعطيهم وقتا للراحة بعيدا عن كل " تفاعلات" الحياة . الموجودون هم سبب التعقيد و الآلام المُحدثة و المستنسخة دون توقف و ليس في حد ذات الوجود !
-تُخصّص "مستودعات" ضخمة على مستوى المعمورة لها سعة الآلاف من الراغبين في أخذ قسطا من " الغيبوبة الإكلينيكية الإرادية " المؤقتة . و بطبيعة الحال تكون هذه المستودعات موزعة على كامل المناطق الآهلة بالسكان مزودة بأجهزة رقابة آلية صحية و بوجود أقل لتقنيين صحيين للتدخل عند أي طارئ .
-ينقطع نهائيا عمل كل مريض بالحياة طيلة فترة " غيبوبته" فلا آثام و لا معاصي ترتكب و لا أجور و لا ثواب يُحصل عليه؛ على ألا تكرر المُدّة الأجمالية للغيبوبة الإرادية المكررة ثلاث سنوات في كل عشرية من العمر .
-كلُّ من وافته المنية و هو في فترة الاستراحة من الحياة أو لحادث تقني ما خلال نومه على سرير الغيبوبة لا يُعتبر في نظر الشرع انتحارا كون النية هو أخذ قسط من الراحة و تجميد لفترة ما " كروب الدنيا عليه "..
-الغيبوبة الإكلينيكية الإرادية هي الحل الوسط إذا كان المعني مؤمن و يخاف الله في نفسه و لا يفضل جلب غضبه من عملية الانتحار ..
السؤال المطروح ؛ كم عدد الأفراد الذين سيختارون هذا " الحل" الوسط الأخير الأوحد لتسكين آلامهم النفسية و الهرب من مشكلات و تعقيدات الوجود الدنيوي ؟ أليس في الهروب أحيانا نجاة و حفظ لما تبقى !؟ و كيف سيكون رأي فقهاء الدّين و بالأخص فقهاء المسلمين ، أيحرّمونه أو يكرّهوونه، أو يبيحون هذه الحيلة الأخيرة للهرب من " كرب الدنيا "؟
-كيف سيكون حال المجتمع في غياب الملايين من البشر بفعل " الغيبوبة الأكلينيية الإرادية "؟
هل ستنتعش المؤسسات التي يمسكها و يديرها لوبيات المال و زعماء الرأسمالية ؟
هل سيرتاح المجتمع من فئة مجتمعية مريضة نفسيا و سوداوية التفكير أو محبطة بفعل الفوارق الاجتماعية و الظلم الفاحش الذي صار عملة سائدة في كل بقعة من هذا العالم ؟ أم ستختلّ موازين العالم ، و تنقص مردودية المجتمعات و تتفشى ظاهرة ( الغيبوبة الإكلينيكية ) الإرادية و تضطر الحكومات على إنشاء نظام الدوام و خلق قوائم الانتظار حسب الدور و تاريخ التسجيل ؟ هل ستنتشر أسواق موازية لهذه الامصال في حقن ذاتية بحكم تقنين صارم بسبب المبالغة في اتخاذ أسرّة ( الغيبوبة الأكلينيكية الإرادية ) كأسهل حل لمجابهة مشكلات الحياة و يجد المحتاج الحقيقي المريض نفسيا من الحياة نفسه محروما من ( الغيبوبة المؤقتة ) بسبب انتشار المحسوبية و الفساد في توزيع و بيع هذه الأمصال ؟
-* باريس الكبرى جنوبا
في 12 مارس 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا