الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يشوّه - حُكّام الدول- -صورة الله- بحروبهم الدموية.

نافع شابو

2022 / 3 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يشوّه - حُكّام الدول- "صورة الله" بحروبهم الدموية.
يقول الكاتب الروسي المعروف "دوستوفسكي" :
"غالبا ما يتحدث الناس عن القسوة الوحشية للأنسان ، لكن ذلك غيرعادل ومجحف بحق الوحوش . فلايمكن لحيوان أن يكون بقسوة الأنسان ، بتلك القسوة الماهرة ، بل والفنيّة ايضا . الناس يحبّون القوي ويطيعونه ، ويحبّون الضعيف ويحتقرونه ".
السؤال هو :هل "فلاديمير بوتن" رئيس روسيا الحالية ، الذي اشعل الحرب وغزى اوكرانية ، يمثل العالم المسيحي ام هو يشوّه صورة الله ويسيء الى المسيحية الحقيقية؟
الجواب كان للبابا الحالي فرانسيس ، بابا الفاتيكان عندما قال :
" الله هو فقط إله السلام، وليس إله الحرب، ومن يؤيد العنف يدنس اسمه"
نعم المسيح لم يأتي ليحارب البشرية بل جاء ليخلص البشر ، وضحى بحياته من اجل الفقراء والبؤساء والمظلومين والمهمشين ، وسلاحه كان "قول الحق" مهما كان الثمن ، ولم يحرض الناس للقتال او الموت في سبيل الله بل كان يدعو الى السلام والمحبة والعدالة والحرية بطرق سلمية ، بل كان يدعو الى محبّة حتى الأعداء الظالين لأنهم ايضا اخوتنا في الأنسانية . وقال المسيح قوله المشهور :" هنيئا لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت 5: 9
رسالة المسيح هي حب وسلام : مع الله ، وسلام مع الناس ، أحباء واعداء ، وسلام يشعر به الأنسان المؤمن في عمق كيانه ووجدانه . وعلينا كمسيحيين وانسانيّين ، ان نرد ، بقوة ، على كلّ الذين يشوّهون صورة المسيح الحقيقي و يطعنون ويحرِّفون حقيقة رسالة المسيح القائمة على أساس المحبة والسلام والفداء من اجل خلاص البشرية . لايوجد من يعترض على هذه الحقيقة الا الذين يريدون تشويه صورة المسيح الملقب برئيس السلام بل مصدر السلام والمحبة . انَّ القرآن ، كتاب المسلمين ، يشهد على أنّ المسيح ممسوح بالسلام " السلام عليّ يوم وُلدتُ ويوم أموت ويوم أُبعث حياً ".
يخبرنا المسيح ان الأبليس يأتي ليسرق مِنّا السلام ، ويذبح ويقتل ويهلك ويدمِّر ، ويهدم . بينما ، المسيح ، أتى ليعطينا الحياة وملئ الحياة عندما يقول :" لايجيء السارق الا ليسرق ويقتل ويهدم . أمّا أنا فجئت لتكون لهم الحياة ، بل ملءُ الحياة "(يوحنا 10: 9
البابا فرانسيس قال في تغريدة بعنوان : أوقفوا هذه المذبحة.. "مدينة العذراء" صارت شهيدة".
حيث حث البابا فرانسيس بوقف ما وصفها بـ"المذبحة" في أوكرانيا التي تغزوها القوات الروسية منذ 24 فبراير الماضي، منددا بـ"همجية قتل الأطفال والأبرياء والمدنيين العزل". وبعد رسالته الأسبوعية الأحد، قال البابا في سلسلة تغريدات نشرها حسابه الرسمي على تويتر: "إزاء همجية قتل الأطفال والأبرياء والمدنيين العزل، لا توجد أسباب استراتيجية تُصدَّق: يجب فقط إيقاف العدوان المسلح غير المقبول، قبل أن يحوِّل المدن إلى مقابر". وأضاف "لقد أصبحت المدينة التي تحمل اسم العذراء مريم، "ماريوبول" مدينة شهيدة للحرب المروعة التي تعصف بأوكرانيا". وما زالت القوات الروسية تقصف هذه المدينة المحاصرة منذ أيام، بينما يعاني سكانها (حوالي 450 الف نسمة ) من نقص في الغذاء وهم محرومون من الماء والغاز والكهرباء والاتصالات. ودعا البابا إلى حل القضية عبر التفاوض وإقامة ممرات انسانية فاعلة. وقال "مع الألم في قلبي، أضم صوتي إلى صوت الناس العاديين، الذين يتوسلون من أجل إنهاء الحرب. باسم الله اصغوا لصراخ المتألمين... باسم الله، أسألكم: أوقفوا هذه المذبحة!". وأضاف "أطلب من جميع الجماعات الأبرشية والرهبانيّة زيادة أوقات الصلاة من أجل السلام. الله هو فقط إله السلام، وليس إله الحرب، ومن يؤيد العنف يدنس اسمه". وحث البابا على استقبال اللاجئين. وقال "أشكركم على شبكة التضامن الكبيرة التي تم تشكيلها". ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، كان البابا نشطًا على الساحة الدبلوماسية. وتحدث هاتفيا مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، كما توجه إلى السفارة الروسية لدى الكرسي الرسولي للتعبير عن "قلقه" في اليوم الثاني لغزو القوات الروسية لأوكرانيا. وهي لفتة استثنائية أيضًا للبابا الأرجنتيني، الذي لا يزور اطلاقًا بعثات أجنبية لكنه يستقبل الدبلوماسيين المعتمدين لدى الفاتيكان في مقره.(1)

ومن المعروف ان البابا فرنسيس زار، في اليوم الثاني للحرب الروسية الأوكرانية ، ممثل روسيا في الفاتيكان ،من اجل ايقاف الحرب ، علما ان البروتوكولات تقضي استقبال البابا لممثلي الدول
الأسئلة المطروحة :
من المعروف عند علماء الاجتماع، أن هناك دينًا شعبيًّا ودينًا رسميًّا في كل دولة من دول العالم على الأرجح، ولكلّ سلطان وحاكم رجالُ دين يسهّلون مهمته ويطوّعون الدين لخدمته بوعي أو بدون وعي. ماذا عن الحالة الروسية؟(2)
هل العامل الدينى لعب دوراً في قرار "فلاديمير بوتين " لغزو اوكرانيا ،واستخدام الدين كأداة قوية لدعم أيديولوجيته السياسية فى روسيا ؟
هل "بوتين"، وبغض النظر عن قناعاته الدينية الشخصية، ربما أراد من خلال أزمة أوكرانيا ، توظيف القيم المسيحية التقليدية الأرثوذكسية من أجل التأثير السياسى وإعادة إنعاش المبادئ القومية لدى المواطنين الروس؟
يتسائل المفكر سعيد شعيب فيقول :
هل صحيح ان بوتين يعتبر معركته مع الغرب هي معركة بين المسيحية والوثنية الجديدة؟
لماذا يعتبر نفسه حامي الكنيسة والأخلاق الحميدة في العالم ؟
هل يستخدم بوتين المسيحية في بناء دولة دكتاتورية ؟
هل يستخدمها في محاولة استعادة امجاد الأمبراطورية الروسية الشيوعية ، وقبلها الأمراطورية الروسية القيصرية ؟ واذا كان هذا صحيحا فكيف يستخدم المسيحية ؟
وهل يستخدم المسيحية كمؤمن فعلا ام كوسيلة للوصول الى غاياته؟
وهل المؤمن في المسيحية يؤمن بان المسيحية دولة وشريعة وامبراطيورية على الطريقة الأسلامية ؟.(3)
على هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الأجابة عليها في المقال التالي تابعونا .
المصادر
(1)
المركز اللبناني للأبحاث والأستشارات
http://center-lcrc.com/news/26359
(2)
مقال بعنوان :
روسيا ليست كافرة»: كيف تحول التدخل الروسي في سوريا إلى معركة مقدسة؟

https://www.sasapost.com/russia-is-not-an-infidel/
(3)
سعيد شعيب
هل يؤسس بوتين امبراطورية روسية مسيحية ارثوذكسية

https://www.youtube.com/watch?v=Xaj2w2gWd1U&t=28s








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س