الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل الواقع السياسى الدولى بإستخدام منظومة كرة القدم المصرية

حسن مدبولى

2022 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


سنفترض أن الولايات المتحدة وأوروبا و معهم من يمالئهم ويتحالف معهم لتحقيق مصالحهم يمكن أن يمثلهم أحد الأندية العربية ذات الجماهيرية الكاسحة ومعه من يوالونه ويدعمونه ، كما نفترض أن روسيا ومؤيديها القلائل الذين ينحتون فى الصخر( حتى ولو كانت لهم تجاوزات غير مقبولة) يمكن أن يلعب دورهم النادى المنافس لأحد الأندية العربية ومعه المهووسين به، أما البيئة الدولية واحداثها الساخنة فى اوكرانيا وفلسطين وغيرها وكذلك المواجهات المستعرة بين بايدن واوروبا وتابعيهم ضد بوتن وإيران وبيلا روسيا ومن والاهم وفسنعتبرها تماثل الأزمات والقضايا المتلاحقة التى تشتعل بين قادة نوادى( القرن) المتعاركين المتطاحنين ومعهم صبيتهم وغلمانهم ،

فاذا قارنت بين تفاصيل ما يحدث سياسيا وعسكريا فى العالم ، مع ملاعب كرة القدم المصرية ، ستجد تطابقا مدهشا بين المعتركات السياسية الدولية الخطيرة والمناكفات الرياضية المصرية التافهة الغير متكافئة التى تفتح لها الخزائن والمغارات ،
فأحد الأندية العربية بإمكاناته وجماهيريته الكبيرة ومعه مؤيديه وداعميه فى مصر وخارجها يعتبرون أن المنظومة الكروية المصرية يجب عليها ألا تسمح أبدا بتواجد أى منافس ذو قيمة يستطيع المناكفة أو المناهضة أو تشكيل أى تهديد للزعامة المطلقة للنادى الأعلى ؟
وهو أمر يماثل تماما ما تفعله الولايات المتحدة وحلفائها على ملعب السياسة الدولية ،فالولايات المتحدة وذيولها كل همهم التحكم فى مقدرات السياسة الدولية وكافة أمورها وحدهم، ويستخدمون فى سبيل ذلك كل الأساليب والطرق الشيطانية بما فى ذلك الحرب والقتل والاطاحة بالحكام المستقلين الشرفاء واحتلال الدول الأخرى ونهب ثرواتها ، وهو امر يتطابق مع ما يقوم به أحد الأندية العربية وشركاته الراعية وكافة داعميه أصحاب الإمكانات المهولة ،فهم أيضا يستخدمون كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة لتدمير أى منافس كروى حالى او مرتقب، سواء عن طريق سرقة أبرز اللاعبين لدى هؤلاء المنافسين ، او ايقاعهم وإغراقهم فى المشاكل المصطنعة والتى وصلت حتى إلى كمائن المرور اثناء قيادة هؤلاء اللاعبين لسياراتهم الخاصة ؟ او عن طريق تقديم الاغراءات الهائلة للاعبى ومدربي الفرق الأخرى و استغلال (نقاط ضعفهم ) لضمان تهاونهم وتفويت المباريات الحاسمة لأجل أرباح الاعلانات وشركات المراهنات ؟
كما يستعين هذا الفريق أيضا بالمؤسسات والمنظمات الحاكمة للسياسة الكروية وغير الكروية لكى تقوم بإصدار القرارات التى تحقق مصالحه هو فقط، وبالعكس تمارس تلك المؤسسات ( المحايدة) التربص والترصد لمنافسى النادى الأوحد فتستغل هفواتهم وتجاوزاتهم أو حتى تصطنع لهم المشاكل التى تبرر إصدار قرارات رسمية رادعة ضدهم تساهم فى إحباطهم واخراجهم من الميدان وبالتالى التخبط والهزيمة ؟ وهو ايضا عين ما يتم على الساحة السياسية الدولية التى تزخر بمؤامرات متعددة تطال كل مناهضى الصهاينة والأمريكان والغرب بمساعدة من المنظمات الدولية وقراراتها التى تستهدف القضاء على أى صوت دولى حر مستقل ،مثلما حدث من منظمة الطاقة الذرية ومجلس الأمن ضد العراق فى السابق وحاليا ضد إيران ؟ وحتى الأمم المتحدة التى تمثل أغلبية أممية من العالم الثالث باتت قراراتها مائعة ضد اسرائيل حيث يكتفى أمينها العام دائما بالشعور بالقلق ، بينما بياناته النارية لا تتوقف ضد روسيا بحجة أوكرانيا ؟

أما النادى المنافس الأقل شعبية فدوره يماثل تماما دور روسيا وحلفائها ، فهو كلما حاول التقدم للأمام والمشاركة فى المنافسة ضد الفريق المهيمن المحتكر الذى تدعمه كل المؤسسات تتم مواجهته على الفور بواسطة منظومة الفساد الرياضى التى تتصدى على الفور لإفشال محاولاته ، بل وتحاول إسقاطه او تهميشه كما تم تهميش النادى (الأصفر) الذى تم تجريفه من لاعبيه وأطلقوا عليه إسم( المانجا ) على سبيل السخرية، وبات مستقبله مرهونا برضاء أصحاب الحظوة والنفوذ والمال فى منظومة كرة القدم المصرية ؟
وهو ما يماثل العمليات التى تمت فى السابق لإسقاط الإتحاد السوفيتى وبولندة ورومانيا وغيرها ، وأيضا يتطابق مع المحاولات الحالية لإحتواء روسيا ورئيسها بوتين لإيقاف وتفكيك الطموحات والتطلعات الروسية وحتى الإيرانية ؟
المثير إنه رغم كل تلك الحقائق الواضحة للأعمى، فان بعض الداعمين لفريق الاغلبية يزداد كيدهم ومعهم بعض المنافقين والفاسدين وأصحاب المصالح ، فيعملون بقوة ضد استقرار منظومة النادى المنافس ( الذى يحدث توازنا ضروريا ) بحجة ان رئيسه صاحب لسان متطاول وزفر وبذيئ وله ممارسات غاية فى القسوة والعنف والقذارة ، بينما يتجاهلون كل سيرة عن جرائم السرقة وإستغلال النفوذ والرشوة والتحرش الجنسى التى ثبتت على أهم رموز وقادة فريقهم الأعظم صاحب الاغلبية الكاسحة ؟
وهو ما يتطابق مع تذرع البعض بجرائم بوتن وممارساته فى اماكن متعددة لاثبات صحة مواقفهم الداعمة للهيمنة الغربية الاستعمارية، مع تجاهلهم التام لكل ممارسات وجرائم من ينتمون لنفس المعسكر الغربى الاستعمارى مثل ناتنياهو وترامب وبوش و ماكرون وغيرهم ، وتغاضيهم عن تنافس القوى الغربية على توريد السلاح للمجرمين وأنصار الثورات المضادة بالمنطقة العربية، بل ويتماهون معهم فى وصفهم لأى وردود افعال طبيعية بإعتبارها تمثل ( الإرهاب الإسلامى ) !! ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة