الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل تفكيك السردية والموروث الإسلاميين محور الأطروحات: أطروحة آن ماري دولاكومبر

جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)

2022 / 3 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أطروحة آن ماري دولاكومبر
Anne Marie Delacambre
صاحبة كتاب "انفصام شخصية الإسلام"
توطئة منهجية :
إن النهج المقترح لتجميع قاعدة البيانات المشار إليها في الورقة السابقة هو تطرق كل ورقة لموضوع أو قضية ضمن محور محدد سالفا. كما سيتم ختم كل ورقة منشورة بجدادة تتضمن الاستنتاجات والتساؤلات المثارة٬ مع تجميعها حسب تراكم الورقات المنشورة ومرتبة وفق المحاور التي ستحدد تدريجيا . ستستعمل مختلف الجدادات لإعداد تحليل تركيبي يخص كل محور . بعد ذلك٬ استنادا على التحاليل التركيبية المحاورية يتم السعي للخروج بأرضية أولية لتفكيك السردية والموروث الإسلاميين.
كلمة حول محور الأطروحات :
يعنى هذا المحور بمختلف الأطروحات سواء أطروحات من داخل المنظومة الفكرية والمعرفية التقليدية الاجترارية السائدة أو من خارجها.
أطروحة آن ماري دولاكومبر
آن ماري دولاكومبر ، المولودة في 26 يونيو 1943 وتوفيت في 2 يناير 2016، باحثة اكاديمية فرنسية منتقدة للإسلام.
حسب رأيها لا تمييز بين الإسلام و الأصولية الإسلامية لأن الجذور واحدة، تعود إلى القرآن والسنة. ألفت العديد من الكتب والمقالات عن النبي محمد والإسلام. في أعمالها الأخيرة ، ألقت نظرة انتقادية بشكل خاص على الإسلام وعرضت وجهات نظرها حول القرآن والسنة والشريعة الإسلامية ، والتي تعتبرها جذور الأصولية الإسلامية.
ترى دولاكومبر أن الإسلام ليس كالمسيحيّة، فالإسلام هو دين القانون يرافق المسلم من المهد إلى اللحد في كلّ مجالات حياته من الدخول إلى المرحاض حتى إبرام العقود والصلاة. إنّ كلّ تصرّفات المسلم محكومة بقواعد صارمة لا يمكن الحياد عنها.
تعتبر القرآن - الذي لا تقر بأنّه وحي - "مصدرًا لانفصام شخصية الإسلام". وتعني بهذا المصطلح التعارض الكامل بين صورة الإسلام المثلى في أذهان العرب القدامى والمحدثين وبين الضآلة التاريخية للإسلام في التعاطي مع الآخر والذمّي وأهل الكتاب. إذ ترى أنّ العرب لم يكونوا فاعلين في حضارتهم، بل إنّ الأجناس الأخرى من الفرس والأتراك، والداخلين إلى الإسلام من أتباع الأديان الأخرى من اليهود والمسيحيين والأقليات الأخرى هم الذين صنعوا الحضارة الإسلامية، في أدبياتها و علومها، أو في إبداعاتها و منجزاتها. ف "الإسلام الحضاري"، بكل إبداعاته ومنجزاته، هو "إسلام الآخرين" وليس "إسلام العرب"، إذ تعتبر دولاكومبر أنّ "الإسلام العربي " (في الحجاز) هو "إسلام بدوي"، لا علاقة له بأي منجز حضاري، وليس في متخيّله ولا في ممكناته أن يبني أممًا، أو مدنًا، أو مدنيات، وإنّما متخيّله قائم حصرًا على إخضاع الآخرين إلى سلطته بقوة السلاح أو الإغراء المادي، طبقًا لمنطوق بعض الآيات القرآنية في نظرها. لهذا تقرّ الباحثة الفرنسية أن القرآن "مصدرً الفصام في الإسلام".
إنّها ترى أنّ كل ما قام به المسلمون في حضارتهم، ما هو إلا أخذ أو استعارة من الآخر وتشبه به، وليس إبداعا أصيلا نابعا من المسلمين المعتمدين على الدين الإسلامي في كل مجرى حياتهم. وهكذا تذهب إلى القول إنّ معاوية بن أبي سفيان استعار حضارة بيزنطة، وكذلك فعل العباسيون حينما وطّنوا الحضارة الفارسية في بغداد، تماشيا مع أطروحتها القائلة بعجز إسلام الصحراء وعرب الصحراء عن التكافؤ مع الشعوب الأخرى التي غزوها سواء على الصعيد العمراني أو الثقافي أو الفكري أو الجمالي. وترى أنّ حكم الخلفاء الأمويين محاكاة لنظام حكم القياصرة البيزنطيين وليس تطورًا طبيعيًّا وتاريخيًّا لنظام حكم اعتمده العرب والمسلمين.
وارتكزت دولاكومبر على التصرفات المشينة والتجاوزات التي ارتكبت باسم الإسلام إزاء أهل الذمة وأهل الكتاب و المعارضين لتقرّ أنه تصرف نابع من الإسلام ومستند عليه، وهو في ذات الوقت تعبيرً، في نظرها، عن عجز "الإسلام البدوي" أصلاً على التفاعل والتعايش مع الحضارات والثقافات إلا بحد السيف.
ربطت دولاكومبر نشأة الإسلام باليهودية النصرانية ، وهي عقيدة مسيانية، نسبة للمسيح، رفضت اليهودية الحاخامية ( غير المعترفة بعيسى أنه المسيح) كما رفضت المسيحية (رفض يسوع كإله). فالإسلام حسب قول الباحثة الفرنسية، "يهودية مُعربة" ( أي تمّ تعريبها). وهذه الأطروحة قريبة جدا من أطروحة "هاي بار زئيف" في كتابه "قراءة يهودية للقرآن (2005) " الذي ذهب إلى القول أنه بعد محاولات مختلفة من الممكن أن يكون اليهود المُتَنَصِّرون قد اعتمدوا على القبائل بشبه الجزيرة العربية .
حسب دولاكومبر لم يكن القرآن موجودا بعد في مكة، ما كان متوفرا هو كتاب موسى. وحينما تمت القطيعة مع يهود المدينة (يثرب) تشكلت التربة المواتية للبارانويا (جنون العظمة) بعد دخول أناس جدد في الدين الجديد وتوسعت رقعته، ومع الفتوحات تزايد عدد معتنقي الإسلام وانضافت إليه أساطير من أصل فارسي ، علما أن معتنقي الإسلام الجدد كانوا منفتحين على حضارات أخرى.
تقرّ الباحثة أن موجات اعتناق الدين الجديد خلال الفتوحات كانت أساسا بدوافع اجتماعية ومصلحية أكثر منها دينية ــ عقائدية ــ إيمانية لتفادي الأسر والعبودية مع حمل صفة "مولى" للإشارة أنها ليست علاقة دم وإنما مجرد إلحاق.
جدو جبريل
[email protected]


الاستنتاجات ¬-
محور الأطروحات
أطروحة آن ماري دولاكومبر


- لا تمييز بين الإسلام و الأصولية الإسلامية لأن الجذور واحدة، تعود إلى القرآن والسنة.
- "الإسلام الحضاري"، بكل إبداعاته ومنجزاته، هو "إسلام الآخرين" وليس "إسلام العرب".
- "الإسلام العربي " (في الحجاز) هو "إسلام بدوي"، لا علاقة له بأي منجز حضاري.
- ما قام به المسلمون في حضارتهم، ما هو إلا أخذ أو استعارة من الآخر وتشبه به، وليس إبداعا أصيلا نابعا من المسلمين المعتمدين على الدين الإسلامي في كل مجرى حياتهم.
- التصرفات المشينة والتجاوزات التي ارتكبت باسم الإسلام إزاء أهل الذمة وأهل الكتاب و المعارضين تصرف نابع من الإسلام ومستند عليه، وهو في ذات الوقت تعبيرً ، عن عجز "الإسلام البدوي" على التفاعل والتعايش مع الحضارات والثقافات إلا بحد السيف.
- انحدر الإسلام من اليهودية النصرانية ، وهي عقيدة مسيانية، رفضت اليهودية الحاخامية كما رفضت المسيحية. الإسلام "يهودية مُعربة" ( أي تمّ تعريبها) .
- لم يكن القرآن موجودا بعدُ في مكة، ما كان متوفرا هو كتاب موسى.
- اعتناق الدين الجديد خلال الفتوحات كانت أساسا بدوافع اجتماعية ومصلحية أكثر منها دينية ــ عقائدية ــ إيمانية لتفادي الأسر والعبودية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت