الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يفهم إستقلالية ريف

كوسلا ابشن

2022 / 3 / 20
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ريف في جل فتراته التاريخية كان منطقة مستقلة عن النظام المركزي, سواء كان هذا الإستقلال تاما, بتقرير المصير لشعب ريف الأمازيغي في دولة مستقلة بإستقلالية نظامها السياسي و الإقتصادي, أو على ما كان عليه في فترات أخرى يتمتع بالحكم الذاتي في تسيير شؤونه الداخلية بنفسه مع تقديم الضرائب للسلطة المركزية و المشاركة في حروب المركز. إلا مع في فترة الإحتلال العلوي, كان ريف الأمازيغي مستقلا عن المركز العلوي الإستعماري, لم يبالي أهله إمازيغن بالنظام العلوي الإستعماري, مع الإمتناع عن المثول لأوامره و رفض دفع الضرائب لسلطة أجنبية.
دفاعا عن أحقية إستقلاليته, خاض إمازيغن ريف حروب دفاعية ضد الإحتلال العلوي الى أن إستسلم في القرن العشرين أمام هول الحرب الكمياوية التي شنها التحالف الإستعماري الثلاثي ( الفرنكو-إسباني-عروبي), ما أدى الى إنهيار جمهورية نريف (1926). حاول أمازيغ ريف من إستعادة السيادة, إلا أن إنتفاضة (1958-1959) فشلت, ومن يومئذا و إمازيغن ريف تحت نير الإحتلال العلوي و سياسته الإستبدادية و التمييز العنصري و إنتهاك لحقوق الإنسان.
مشروع تحرير ريف من قبضة الإستعمار العلوي, لم يفارق طموح أحرار نريف, فمطلب الإستقلالية ما زال مطروحا منذ فشل إنتفاضة (1958-1959) الى عصرنا الحالي. سيكولوجية العزة الأمازيغية لدى أحرار نريف, و حب الحرية في إستقلالية مجالهم الترابي و قراراتهم الداخلية, كانت دائما حاضرة في معاركهم النضالية بهدفها الإستراتيجي القصير المدى في تحقيق الإستقلالية و الإنفصال عن سلطة إستعمارية قهرية عنصرية, و هو مشروع قانوني و حق طبيعي في ظرفية المآساة الشعبية بسبب سياسة التمييز العنصري و الإستغلال الفاحش و الإستبداد المطلق و اللاإنساني.
الاستقلالية الذاتية عند أمازيغ ريف عليها أن لا تتجاوز القانون الطبيعي للمحيط الجغرافي العام. فظرفية الانفصال الجغرافي و السياسي عليها أن تبقى في إطار الشروط الموضوعية التي يعيشها ريف المقهور, ولا تفهم في إستراتيجية الإنفصال الأبدي, كما حصل في جنوب السودان. ريف جزء من مورك الامازيغي وجزء من تامازغا (أرض الامازيغ), في كل تاريخية الاستقلالية الذاتية كان ريف مرتبط بالجامع الإثنو- ثقافي للأمة الأمازيغية في الشمال الإفريقي. الانفصال السياسي المطلوب يجب أن يفهم في عدم التبعية للنظام العلوي الاستعماري, و لا يجب أن يفهم على أنه الفصل بينه و بين بلاد إمازيغن, فأريف جزء من الكل الأمازيغي, و ليس كما يتداول في بعض الأدبيات ريفية: " دولة الريف و دولة المغرب", فهذا الموقف خاطئ, لأنه يشرعن لسلطة إستعمارية في أرض أمازيغية (مورك), و يعترف بأحقية المستعمر العلوي في بلد أمازيغي. مشروع الإستقلالية المفروضة على الشعب المقهور في ريف الأمازيغي, يجب أن تفهم في الحالة الظرفية و الضرورية, في أولوية تحرير الجزء, ليضع ركائز بناء الدولة الأمازيغية المستقلة المستقبلية, يكون فيها تحرير ريف المرحلة التاريخية الأولى في الصراع العادل من أجل تحقيق مشروع استقلال الأمة الامازيغية عن الكولونيالية العروبية.
الوعي الحقيقي بالواقع الإستعماري للمجال الضيق ( ريف ), عليه الإرتباط الجدلي بالمجال العام (تامازغا), وإدراك الخصائص الجمعية بين المجالين, لبلورة المفهوم الصحيح و الممارسة اللازمة الضرورية في العملية النضالية. الوعي بالذات في العلاقة مع المحيط العام (تامازغا), القادر بإعطاء الفاعلية و النشاط الذهني و العملي للتخطيط الإستراتيجي القصير و البعيد المدى بين الإنفصال الظرفي و التحرر و الإستقلال و بناء الدولة المستقلة فوق جميع أجزاء الأراض المحتلة, و هذا هو التخطيط الإستراتيجي في إستعادة السيادة و تحقيق الحق الطبيعي و القانوني للأمة الأمازيغية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة