الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنلندا محقة في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2022 / 3 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


مفهوم جدا أن تعترض دولة مثل فنلندا عى الغزو الروسي لأوكرانيا، فهي دولة لم يسبق لها أن غزت أو شاركت في غزو بلد آخر. ولم تنخرط في تحالف عسكري لمجموعة دول تستهدف دولا أخرى. كما أنها سبق وأن خضعت للأحتلال الروسي الذي أستمر حتى اسقاط النطام القيصري الروسي وحصولها على الأستقلال بعد وصول البلاشفة الى الحكم. ولها أن تخشى قيام النطام الروسي الحالي بتهديد أمنها. لكن كيف يمكن الأقتناع باعتراضات دول ذات تأريخ لا ينقطع من الغزوات ضد شعوب ومجتمعات ودول في مختلف أنحاء كوكبنا الأرضي، على غزو روسيا لأوكرانيا؟ كيف يمكن فهم الأعتراض على هذا الغزو من جانب الدولة الوحيدة في العالم التي أستخدمت السلاح النووي في اليابان، والفسفوري والعنقودي في فيتنام، واليورانيوم المنضب في العراق والتي أسقطت أنطمة مختلفة في بلدان الجوار، كونها لم تبد الخضوع المطلوب والقبول بدور الحديقة الخلفية؟ دولة لم تتوانى عن غزو بنما وأختطاف رئيسها الجنرال نورييغا، وأيداعه السجن، بعد أن كانت قد مهدت له سبل الوصول إلى الحكم حين كان مجندا في جهاز مخابراتها؟

كيف يمكن الأقتناع بمرافعات الروبوت الحاكم في البيت الأبيض وباقي أفراد إدارته، عن القانون الدولي وأهمية الألتزام به وهم لم يلتزموا أبدا بذلك القانون ولم يتوقفوا عن خرقه والتلاعب به، وأهانة مؤسساته؟ ألم يطلق سلف ذلك الروبوت على الأمم المتحدة أسم نادي الثرثرة الدولي؟ الم ترفض تلك الأدارات الأعتراف بسلطة محكمة الجنابات الدولية؟ ألم تنسحب تلك الأدارات من عديد من المنظمات الأممية، وتمزق عديدا من المعاهدات الدولية التي وقعت عليها؟ ألم تقدم تلك الأدارات دعمها وحمايتها الدائمة لدولة أحتلت وما تزال أراض بلدان أخرى وضمتها إليها، لا بل أعترفت، في تحد سافر لكل القوانين الدولية بعمليات الضم؟ ألم تواصل دعم التدخل السعودي المسلح في بلد آخر هو اليمن وتمد السعوديين بكل ما مكنهم من مواصلة ذلك التدخل على مدار السنوات السبع الماضية؟

قيام أمرأة سوداء البشرة بتمثيل تلك الإدارة في مجلس الأمن الدولي، لا يغطي على سجلها، وسجل أسلافها المخزي في استعباد البشر، حيث لم تمض سوى سنوات قليلة على وفاة السيدة السوداء التي رفضت تطبيق ((القانون)) الذي يلزم السود بالتخلي عن مقاعدهم في حافلات النقل العام لأي تافه ذو بشرة بيضاء. والذي يعزل المقاعد في المتنزهات العامة حسب لون البشرة، حيث كانت تكتب على المقاعد المميزة عبارة: ((للبيض فقط)).

وماذا عن بريطانيا، أشد الجهات حماسة في أذكاء لهيب الحرب في أوكرانيا، واستخدامها وسيلة لتدمير روسيا، للحيلولة دون قيام نظام دولي متعدد الأقطاب، لإبقاء البشر في كوكبنا الأرضي رعايا خاضعون لسلطة البيت الأبيض وأتباعم في الأمبراطورية الأم العجوز؟ ماذا عن زعيمها الذي قاد حملة عزل بريطانيا عن أوربا، والذي يزعم الآن أنه يدافع عن أمن أوربا؟ ألم يشارك أسلافه في جميع إعمال الغزو المنتهكة للقانون الدولي التي اقترفتها إدارات البيت الأبيض، في العراق وأفغانستان، ألم تقم جدته (( الحديدية)) بشن حرب في قارة أخرى هي أمريكا اللاتينية، عند قيام الأرجنتين بمحاولة تحرير جزر مالوين التي تسيطر عليها بريطانيا وتطلق عليها أسم جزر فوكلاند؟ ألم يقم مواطنوه الذين استوطنوا في أفريقيا بعد تقاسمها مع نظرائهم الفرنسيين، بتأسيس نطامي الفصل العنصري ((أبارتهايد)) في جنوب أفريقيا وزيمباوبوي؟ هذا دون التطرق لعمليات العزو والأحتلال والأستيطان في محتلف قارات العالم وما رافقها من عمليات أبادة جماعية لشعوب وأعراق أصيلة، على يد محاربي الأمبراطورية العجوز.

نعم يمكن لأي كان أن يعترض ويدين ويستنكر الغزو الروسي لأوكرانيا، ولكن ليس من حق الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ذلك، فسجل تلك البلدان يلقم حكامها أحجارا، حين يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الأنسان، والقانون الدولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن