الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فسحة امل..العراق في مفترق طرق اما الانقاذ او الاغراق

علي قاسم الكعبي
كاتب وصحفي

(Ali Qassem Alkapi)

2022 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


"فسحة امل "
العراق في مفترق طرق اما الانقاذ او الاغراق ....
مؤخراً وقعت بيدي قصة جميلة من روائع الأدب الروسي للكاتب "أنطون تشيخوف" القصة تتحدث عن فلاح مسكين مرضت زوجته مرضاً شديداً واخذها حيث هو الى مكان ليس بقريب الى الطبيب وفي الطريق استرجع ذكرياته الجميلة مع تلك المرأة التي لم يمنحها اي شيء ولم تأخذ نصيبها من الحنان لا منة ولا من الحياة التي كانت قاسية معها ايضاً "بدا الفلاح يتحدث يفضفض كأنما يناجي نفسه، ولكنه في الوقت نفسه يواسي زوجته المريضة التي عاشت معه طوال أربعين عاما في شقاء وبؤس ومعاناة تكد وتكدح، تساعده في الحقل، وتتحمل وحدها أعباء البيت .فاحسن الان فقط" أحس أنه كان قاسيا معها طوال السنوات الماضية، وأن عليه، الآن، أن يعاملها بلطف ولين، وأن يُسمعها الكلمات الطيبة، فصار يتمتم مع نفسه ويكفكف دموعه وقلبه يتكلم بألم وحرقة عن ضياع تلك السنوات الأربعين التي عاشها ولم يسمعها كلمة طيبة وهي تقابله" بالود والإحسان" تكد وتكدح في الحقل معه وتقاتل في البيت دونما ان يشعرها بالاهتمام وصل الى الطبيب فوجد زوجته غادرت الحياة ولم تسمع لتلك الكلمات الجميلة وذلك الحب والحنان الذي انهال عليها بلحظة واحدة بعد صمت لاربعين عام لأنها جاءت متأخرة كثيرا فقد انتهى الامر...!!! " ولم تعد للكلمات من قيمة تذكر " ربما هذه القصة التي بكيت معها كثيرا تنطيق علينا جميعاً فهي بمثابة جرس تنبيه" فهي تختزل وجع والم الوطن الذي لم نسمعه كلمة حنان طيبة فهو كاتلك" المرأة المسكينة" التي تكد وتكدح ولا نشعرها حتى ولو بابتسامة خجولة ارضها المعطاة وكنوز ذرات ترابها الابي مازالت تمنحنا القوة والكبرياء والعنفوان والتحدي وتهب لنا ثروة وكنوز ثمينة ودرر ليس لنا فقط بل لأجيالنا ان احسن معها وتعاملنا معها بود ولطف انها تهب لنا تلك النعم والثروة والخير مجانا

نحن لا نقابلها بالإحسان مطلقا بل بعضنا تامر عليها ولم يشعر بما تشعر بة الأرض التي باعها اليوم نحن أمام مفترق طرق اما نعيد البلاد والعباد حيث الفشل والدمار من خلال المحاصصة وتقسيم المغانم والكعكة بمعنى استشراء الفساد واستنزاف موارد البلد وتسلط المافيات على مقدرات البلاد او طي تلك الصفحة المظلمة من خلال وقفة حقيقة وتحمل مسؤولية تاريخية اتجاه بلد مخرب يأنُ فلا نسمع أنينهُ ويستصرخ فلا مغيث يُغيثة قد تكون هي الفرصة الحقيقة الاخيرة لان يسمع نجوانا او يموت كما ماتت تلك الام المخلصة دونما احد يشعرها بالحب عندها سوف نبكي كثيرا ونتألم ونندم ولكن الندم لا يزيدنا الا دمارا .... علينا ان نسمع بلدنا كلمات طيبة علينا إنقاذه قبل موته لان يحتضر و يستعد لكتابة وصيتة فلا قيمة للكلمات مالم يسمعها الأحياء ولا ينفع الرثاء امام طودا شامخا قد تهدم بمعاول الفشل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل