الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من الحركة الشيوعيّة الجديدة بأفغانستان ( JAKNA ) إلى الشعب الأوكراني على خطّ نار غزو و حرب إمبرياليّين!

شادي الشماوي

2022 / 3 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


رسالة من الحركة الشيوعيّة الجديدة بأفغانستان ( JAKNA ) إلى الشعب الأوكراني على خطّ نار غزو و حرب إمبرياليّين!
جريدة " الثورة " عدد 743 ، 21 مارس 2022
https//revcom.us//en/message-new-communism-movement-afghanistan-jakna-ukrainian-people-line-fire-imperialist-invasion

الأخوات الأوكرانيّات و الإخوة الأوكرانيّون !
هذا صوتنا يأتيكم من أفغانستان ، من الشرق الأوسط الذى قطّعت أوصاله الحرب ، من مخيّمات اللاجئين ، من المنافى و من مخيّمات المشرّدين ، من الطرقات و المسالك التي مشينا فيها لأكثر من أربعين سنة . من المؤسف أنّكم مجربون على مغادرة دياركم و إتّباع الطريق نفسه . إنّنا نندّد بشدّة بالغزو العسكريّ الإمبريالي الروسي لبلادكم . و هذه التراجيديا و هذا العمل الإجرامي لا يجب التسامح معهما و لا نسيانهما .
قبل 43 سنة ، آباء و أجداد ذات الجيش الذي يغزو بلادكم غزوا بلادنا مدجّجين بالسلاح و كان ذلك بذريعة و راية مختلفتين. فقد حوّل التحريفيّون الإتّحاد السوفياتي إلى بلد و دولة رأسماليّين بعد 1956 . و طوّروا تلك الدولة إلى قوّة رأسماليّة – إمبرياليّة غزت و إحتلّت أفغانستان باسم " الأمميّة البروليتاريّة " و " الثورة العالميّة " و ذلك سنة 1980.
و قد عرفنا أيضا ذات القصف بالقنابل و بالصواريخ التي تسقط الآن على رؤوسكم قاتلة البشر و مدمّرىة مدنكم و دياركم ! و قد هاجمت راجمات الصواريخ الروسيّة و قتلت الكثير من الناس . و سحقت عديد القرى بأحيائها و أمواتها . و في أفغانستان ، لا توجد أسرة لم تفقد واحدا أو أكثر من أفرادها في الحرب . و قد مضت 43 سنة على ذلك الغزو و لا تزال هناك أمّهات تنتظرن عودة أبنائهنّ ! لم تضمّد بعدُ جراح هذه التراجيديا .
أيّها الأوكرانيّون و الأوكرانيّات الأعزّاء !
نحن ، شعب أفغانستان ، نشاطركم أحزانكم و آلامكم ! اليوم شعوب العالم وحدها هي القادرة على الفهم الحقيقيّ لآلامكم و ليس أرهاط القوى الرأسماليّة – الإمبرياليّة الرافعة لراية الناتو NATO ! لا ينبغي أن تعوّلوا على هذه القوى . إنّها ليست بأفضل بكثير من بوتن و روسيا الإمبرياليّة في جرائمها و إحتلالها و نهبها . لسوء الحظّ ، نحن ، شعب أفغانستان ، قد عرفنا كذلك القنابل و صواريخ الناتو و الولايات المتّحدة وهي تتساقط على رؤوسنا . لقد شاهدنا كيف أنّ الغرب و الناتو باسم الوطن و الحرّية في تنافس مع الإمبرياليّة الإشتراكية السوفياتيّة ( 1956-1991) ، أخذا يسلّحان و يزوّدان الأصوليّين الإسلاميّين لحركة المجاهدين مشجّعينهم و طالبان في الوقت نفسه . و نحن ، شعب أفغانستان ، قد عانينا في ظلّ حكم الأصوليّين الإسلاميّين الذين كانت تدعمهم مخابرات السى آي آي الأمريكية و المخابرات البريطانية أم 16 و المخابرات الباكستانيّة إيزي و كانوا يتعاونون و يتنافسون مع بعضهم البعض ؛ و لاحقا غزى الناتو أفغانستان رافعا راية " العالم الحرّ " و " الديمقراطية " و " تحرير النساء " و " الحضارة " . و أيضا قصفوا أفغانستان بالقنابل المرّة تلو المرّة و حطّموا القرى و حرقوا إحتفالات الزفاف و ركّزوا في السلطة عملاء كغانى و كرزاي . لكنّنا جميعا معا رأينا كيف أنّ قادة الناتو و الولايات المتّحدة و " العالم الحرّ " قبل عشرين سنة جلسوا معا مع طالبان و وضعوا مصير و حياة ثلاثين مليون أفغانستاني تحت سوط طالبان و الطغيان الرجعيّ !
الناتو و الولايات المتّحدة شأنهم شأن روسيا و الصين ، أعداء لكم و أعداء للبشريّة . هل تعتقدون أنّ أيّ حياة من حياتنا تعنى شيئا بالنسبة لهم و لمخطّطاتهم الإقتصاديّة و السياسيّة و العسكريّة ؟ و إن كان بعدُ لا يزال يساوركم الشكّ في ذلك ، أنظروا مصير أفغانستان أو مصير العراق . لسنوات شهدت العراق تنفيذ مخطّطات " النفط من أجل الغذاء " . و لاحقا ، تعرّضت العراق إلى هجمات مباشرة تسبّبت في مقتل آلاف الأطفال العراقيّين .
في اليمن ، الولايات المتّحدة و حلفاء الناتو قصفوا المدن و المدنيّين بالقنابل بأحدث الأسلحة الثقيلة لأكثر من خمس سنوات الآن ، و النتيجة قتل عشرات آلاف الأطفال . و جرى إحتلال فلسطين لعقود من قبل النظام الإسرائيليّ وهو حليف للناتو و روسيا و الولايات المتّحدة . لقد طردوا الفلسطينيّين من ديارهم . لا يخدعنّكم الناتو و لا تخدعنّكم الإمبرياليّة الأمريكيّة . تعلّموا من تجربتنا التراجيديّة قبل أن تتحوّل أوكرانيا إلى ليبيا و العراق و سوريا أو أفغانستان و تُصبح مجال حروب إمبريالية . أوقفوا ذلك قبل فوات الأوان .
الأخوات الأوكرانيّات و الإخوة الأوكرانيّون !
لا تعلّقوا آمالكم على أيّة قوّة من القوى الإمبرياليّة سواء كانت الولايات المتّحدة أم روسيا أو الإتحاد الوروبي أم الصين . هذا ألمل وهم لا أساس له في الواقع ! طوال 43 سنة ن كان الشعب في أفغانستان يحترق بنار الحروب الإمبرياليّة التي لم تكن حروبنا ! و الحرب في أوكرانيا ليست حربكم أيضا ! فهذه الحرب هي نتيجة التنافس الاقتصادي و السياسي من أجل إعادة تقسيم العالم بين الإمبرياليّين . السبب الأصلي لهذه الحروب ليس إستبداد المجرمين مثل بوتن و مجازر و إستبداد مليشياته و جيشه الشيطانيّين . السبب الأصليّ لهذه الحروب و أساس كلّ هذه الدماء التي يقع سفكها و هذه الكوارث هو النظام الرأسمالي- الإمبريالي . إنّها ذات طبيعة هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي هي التي تدفعهم إلى لى ألزمة و الحروب العدوانيّة ضد حياة و مصالح غالبيّة ألإنسانيّة . هذا نظام إستغلالي و إضطهادي يجلب الفقر و الجوع ل 800 مليون إنسان على كوكبنا . و يعيش مليار إنسان في مدن صفيح و فقر مدقع . و يجد ملايين الأطفال أنفسهم مجبرين على مغادرة الدراسة و الإلتحاق بالشغل . و ملايين النساء مجبرات على المرور عبر " صناعات " الجنس و البرنوغرافيا أو مواجهة العنف و الإضطهاد و الإخضاع . هذا نظام يه>ّد البيئة و الحياة و كوكبنا برّمتهم . النار و الإرهاب المستعملين على حدود روسيا و أوكرانيا هذا الصباح يمكن أن تبلغ أوروبا بأكملها و حتّى بقيّة الإنسانيّة . و النزاع و القتال بين هؤلاء الإمبرياليّين الذين أشعلوا نيران الحربين العالميّتين 1914 و 1939 يمكن أن تطال العالم من جديد على نطاق واسع و أفظع جرّاء أسلحتهم النوويّة .
أيّها الشعب الأوكراني و الشعب الروسي ، و أيّها الثوريّون و الباحثون عن الحرّية و محبّوها عبر العالم !
كلّ حياتنا يقيّدها النظام الرأسمالي- الإمبريالي بتأثيراته الحتميّة : الحرب و الإستغلال و الإضطهاد و التمييز العنصري و الفقر و الجوع و ما إلى ذلك . و قد بات الوقت متأخّرا و ليس لدينا منه الكثير لردّ الفعل ! الحياة على كامل الكوكب قاب قوسين أو أدنى من كارثة . و النظام الرأسمالي لا يمكن إصلاحه ! فديناميكيّته و أسسه و قوانينه الكامنة لا يمكن إصلاحها و إدخال تحويرات عليها أو التحكّم فيها ! هذا النظام في جوهره كارثيّ محبّ للحروب و تعيس . في إطار النظام الرأسمالي و تغيّراته و سيره ، الإنسان و البشريّة يفلسون و يدفعون دفعا إلى إراقة الدماء و العذابات .
و الحلّ الوحيد هو التخلّص من كارثة النظام الرأسمالي- الإمبريالي بواسطة ثورة شيوعيّة حقيقيّة و لا شيء أقلّ من ذلك ! فدون هذه الثورة ، دون تغيير جوهريّ في نظام الإنتاج الرأسمالي و دون تحطيم النظام الطبقي و إستغلال الناسس ، و دون وضع نهاية للقوانين الرأسماليّة الفوضويّة و المؤدّية إلى الأزمات ، لا يمكن لشعوب العالم العيش حياة كريمة و لا يمكننا أن نشيّد مجتمعا يعيش في سلم و عالما خاليا من الحروب و البؤس . إلاّ أنّه من أجل القيام بهذه الثورة ، نحن و إيّاكم في حاجة إلى نظريّة تحريريّة ، إلى معرفة و نظرة ثاقبة تحلّل جذور التراجيديا و إراقة الدماء و تقترح حلاّ مغايرا جوهريّا . و هذه المعرفة و هذه النظريّة ليست الشيوعيّة الزائفة التي إستولت على السلطة في الإتّحاد السوفياتي منذ 1956 و إحتلّت أفغانستان و غذّت طبقة رأسماليّى الدولة في حزب و حكومة روسيا .
لقد تمّ صياغة شيوعيّة جديدة مضت إلى أبعد ممّا تقدّم به ماركس و لينين و ماو تسى تونغ . و اليوم نحن في حاجة إلى الشيوعيّة الجديدة و مهندسها بوب أفاكيان . و أفقها ثورة لتحرير الإنسانيّة و بناء الإشتراكية حول العالم – من أفغانستان إلى روسيا و أوكرانيا إلى اليمن و الشعوب الفلسطينيّة و الروهندجا و الأوغور إلخ . و قد تخلّصت هذه الشيوعيّة الجديدة من أخطاء الماضى و نواقصه و سوء فهمه الذين ظهروا صلب نظريّة و ممارسة الماركسيّة في الدول الإشتراكية السابقة، الإتحاد السوفياتي ( 1917-1956) و الصين الإشتراكية ( 1949-1976) . و قد تقدّمت الشيوعيّة الجديدة و أضافت مساهمات في النظريّة الشيوعيّة في مجالات متنوّ‘ة . و هكذا تحقّقت قفزة علميّة إلى ألأمام في فهم واقع المشكل الجوهري لعالمنا و الحلّ الجوهريّ له . و المصادر الأساسيّة لهذا العلم و هذه النظريّة يمكن العثور عليها على موقع أنترنت revcom.us و على الأنترنت عامة بلغات متباينة ( أنجليزية و ألمانية و تركيّة و إسبانيّة و فارسيّة إلخ ) .
و نحن ، شيوعيّو أفغانستان ، في هذه اللحظة الدقيقة ، في خضمّ صعود طالبان إلى سدّة الحكم و جولة جديدة من التراجيديا و الإرهاب الموجّهان ضد شعبنا ، نتطلّع إلى الشيوعيّة الجديدة و نسعى إلى بناء حزب شيوعي جديد و إيجاد إستراتيجيا مظفّرة و ثوريّة و بناء حركة لدفع الثورة الشيوعيّة في أفغانستان .
نتوجّه لكم بهذا النداء الصادر عن شيوعيّين أمميّين من أفغانستان ، نتوجّه لكم أنتم أيّها الإخوة و الأخوات الأوكرانيّين و الروس كي لا تقفوا إلى جانب حكوماتيكما الخاصتين اللتان هي إمّا حكومة رأسماليّة – إمبرياليّة بقيادة بوتن أو حكومة رجعيّة موالية للغرب و الإمبرياليّة و الناتو بزعامة زيلنسكى ؛ و ينبغي عليكم بدلا من ذلك أن تعانقوا هزائم " حكومتكم " الخاصة و أن تستنهضوا الجماهير الشعبيّة من أجل ثورة ضد كامل النظام الرأسمالي- الإمبريالي .
في خضمّ هذه الفظاعات و هذه الحرب و هذا الدمار و العالم المجزّأ ، من الممكن حقّا التقدّم بحركة من أجل ثورة شيوعيّة هدفها و رايتها الشيوعيّة الجديدة و الأمميّة البروليتاريّة .
ليسقط الغزو الروسي لأوكرانيا !
لتسقط الإمبرياليّة ألمريكيّة ! و ليسقط الناتو !
عاشت الثورة الشيوعيّة ! عاشت الأمميّة البروليتاريّة !
الحركة الشيوعية الجديدة بأفغانستان ( JAKNA ) ، 14 مارس 2022
و أنظروا أيضا :
Statement of Initiating The Movement of the New Communism of Afghanistan
وهي وثيقة متوفّرة باللغة العربيّة على صفحات الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة