الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العملات الأموية بالشمعدان اليهودي والسمكة المسيحية، والإمبراطورية الشبحية- جزء ( 4)

فريدة رمزي شاكر

2022 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عملة برونزية بيزنطية عربية مقلّدة من العصر الأموي ،إذا قُلبت العملة للخلف في نفس إتجاه الوجه ، يبدو أنك تنظر إلى الشمعدان اليهودي وهو رمز الهيكل السليماني. إذا قمتَ بلفّها 180 درجة يبدو أنك تنظر إلى مسجد. فما مفهوم هذه الصورة على عملة أموية ؟ الشمعدان أو قبة المسجد هو التصميم الظاهر على هذه العملة البرونزية المزيفة للخلافة الأموية؟
يقول عالمان آثار إسرائيليان في صحيفة" جيروزاليم بوست" أن هذا الاستنتاج شيء جديد. صحيح لو كان لبعض علماء العرب طريقتهم لكان التصوير مقبولاً كمسجد إسلامي ، لكنه ليس كذلك! . فهذا التفسير كمسجد يستحق المراجعة. فالعملة من فئة الفلس للخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان صدرت عام 692 م ، وهو العام الذي تم فيه بناء قبة الصخرة. على الرغم من عدم تحديد مدينة سك العملة ، إلا أنه من المفهوم عمومًا أن العملات المعدنية تم سكها في" إيلياء- أي القدس" ، والمعروفة بإسم إيليا للمحتلين العرب المعاصرين بحسب قول العالمان.
- وجه العملة يصور شمعدان من خمسة أفرع، أو قبة مسجد إذا تم قلب العملة بشكل جانبي. في القانون التلمودي والذي يطبقه المعبد اليهودي حتى لا يتم نسخ أو تقليد الشمعدان ، يظهر الشمعدان بأفرعه السبعة فقط على العملات المعدنية اليهودية للملك متاتياس أنتيغونوس .
النقش على العملة تترجم إلى "لا إله إلا الله وحده". وعند قلب العملة يكرر النقش داخل دائرة. فتكرار نفس النقش أمر غير معتاد بالنسبة للعملات الإسلامية. عادة ما تتضمن العملات بيان المهمة النبوية التي تشير إلى أن" محمد رسول الله" وهذا ما لم يحدث في تلك العملة! .
- مشكلة أخرى: وهي أن هناك مجموعة متنوعة من العملة تصور الشمعدان ذو سبعة فروع. هل هذا الشمعدان كان يحترم مشاعر المسلمين بنفس الطريقة التي عدلت بها سلسلة عملات الخليفة الواقف عبد الملك للصليب المسيحي البيزنطي؟ هل يمكن أن يكون حدث خطأ تصميمي قام به التصميميين و حفّارة العملات المعدنية؟!

- في الحقيقة بالبحث عن العملات الأموية وجدت عملتين نادرتين على أحدهما رمز( السمكة ) وفوقها وحولها نقش " محمد رسول الله". بينما على نوع أخر لعملة عليها نقش السمكة أيضاً و حول "محمد رسول الله". وعلى الظهر عبارة" لا إله إلا الله وحده".
ومعروف أن( رمز السمكة ) هو رمز مسيحي خالص كرمز الصليب ومنتشر منذ القرن الأول الميلادي ، لأنه كان يستخدم سريا في البداية بين المسيحيين بعد صلب المسيح في عصر إضطهاد المسيحيين و تم إستخدامه فترة بدلا عن إشارة الصليب وهو يرمز لقيامة السيد المسيح . وهذه العملة لاتفسير لها سوى أن مستخدميها كانوا ( النصارى المتهودين التوحيديين) أتباع البدعة الإبيونية ، و أن نقش "ܝܫܘܥ" بالسريانية ويعني" يسوع" وبحسب معتقد النصارى فيسوع هو مجرد عبد الله و رسوله ومجرد بشر وليس إله كما في المسيحية البيزنطية.
- وفقًا لأمين الجمعية الأمريكية للنقود والنائب الأول للرئيس ديفيد هندن ، "عندما ننتقل إلى شمعدانات الفترة الإسلامية ، هناك العديد من الأمثلة مع الشمعدان المكون من 5 ، 7 ، 9 ، حتى 11 فرعًا . وعادةً ما يكون عددًا فرديًا لأنه يوجد عادة الضوء في الوسط وحولها أزواج من الأفرع.
وأشار هندن إلى أن "العملات الأخرى من هذا الوقت تقريبًا تظهر طائرًا ، زنبقة، غصن نخيلٍ. و لم تظهر أي من العملات المعدنية في هذه الفترة أي معالم أو مبانٍ ".

- وفقًا لهندن ، فإن العملات المعدنية التي يظهر عليها مصباح من نوع الشمعدان ، له قاعدة ترايبود واضحة ، وهو دليل مهم. وعندما تقلب العملة تبدو القاعدة الترايبود وكأنها رمح ثلاثي الشُعب وليست قاعدة. عدد قليل من العملات له قواعد مسطحة على الشمعدان. في كل حالة لابد من وجود ساق قبل القاعدة. لا يعتبر أي من هذين الأمرين منطقياً بالنسبة لمبنى كالمسجد ".
- قلّد الأمويين في البداية تصاميم العملات المعدنية البيزنطية والساسانية المعاصرة ، وأصدرت المزيد من العملات المعدنية الموحدة من الفضة والذهب في وقت لاحق. و تُركت العملة النحاسية للسلطات المحلية ، وهي تختلف بشكل كبير من مدينة السَكّ إلى آخرى في النوع والنقوش.
- قدم عالما الآثار الإسرائيليان أساف أفراهام من جامعة بار إيلان وبريتس روفين من الجامعة العبرية في القدس مؤخرًا حججهما التي تدافع عن تفسير تصميم الشمعدان في صحيفة چيروساليم بوست كما لو كان يجب التعامل مع هذا التفسير على أنه شيء جديد.
لدى أفراهام وروفين أجندة ، وذلك من خلال المجادلة بأن "نقش مسجد النوبا" وهو نقش يعود لعمر إبن الخطاب و يشير إلى أنه في الأيام الأولى للإسلام ، كان المسلمون ينظرون إلى( المسجد) على أنه نسخة إسلامية من (هيكل سليمان). و تم تفسير نقش النوبا على أنه مصدر إلهام مستوحى من "مصادر يهودية" فيما يتعلق بقداسة جبل الهيكل في القدس. و يظهر النقش فوق محراب الصلاة ، و المحراب داخل مسجد النوبا بالخليل. وبالبحث عن تاريخية هذا النقش توصلت إلى أنه ، قبل قرون من محاولات إنكار وجود الهيكل الآن، قام المسلمون بنقش يثبت الإرتباط اليهودي بالقدس في" مسجد عمر بالنوبا " ، وهو نقش تمت دراسته حديثًا في مسجد عمر يرجع تاريخه إلى القرنين التاسع أو العاشر يبرز العلاقة بين قبة الصخرة والهيكل اليهودي التوراتي.
- يقول عالما الآثار : ( أنهما وجدا فخارًا معاصرًا وأواني من الرصاص يظهر عليها الشمعدان). ونقلت الصحيفة عن أفراهام قوله: ( يعود تاريخ الفخار إلى الأيام الأولى لوجود ما أسموه بالإسلام ، وكان المسلمون يستخدمونها ).
فمن يكونوا هؤلاء المسلمون أصحاب عملات الشمعدان و الذين يثبتون أحقية اليهود في جبل الهيكل ؟! هل كان هؤلاء مسلمون حقاً أم ما هم إلا النصاري المتهودين من النساطرة التوحيديين؟!

- المؤلف العراقي المنفي في بريطانيا" كنعان مكّية"وهو أستاذ سيلفيا ك هاسنفيلد في الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في جامعة براندايس. ومؤلف كتاب: "الصخرة: حكاية القدس في القرن السابع". في مقابلة له عام 2002 ، قال لصحيفة "چيروزاليم ريبورت" إن الاتجاه السائد بين رجال الدين والسياسيين المسلمين لإنكار حصة اليهود في جبل الهيكل" يسحب البساط من تحت أقدامهم. لأنه يتركهم بنسخة قومية مشوشة من التاريخ ".
موضوع كتاب مكية يدور حول" المصادر الإسلامية المبكرة" وهي تشير إلى أن "جبل موريا " وأنه قد تم إختياره كموقع لقبة الصخرة لأن الهيكل السليماني كان قائما هناك وليس بديلاً ولا عِوضاً له ! و على الرغم من ذلك يبدو أن القومية والإيمان معرضان للخطر أكثر، من قِبل التفسيرات الجديدة لتصميمات العملات المعدنية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح