الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يعني الصراع الطبقي ؟

عادل عبد الزهرة شبيب

2022 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


اعتبر ماركس تاريخ اي مجتمع هو تاريخ صراعات طبقية بسبب تضارب المصالح بين الطبقات الاجتماعية . ورأى ان رحى هذا الصراع داخل المجتمع الرأسمالي تدور بين اصحاب رأس المال الذين يقومون بالاضطهاد والعمال الذين يتعرضون للاضطهاد .
يشير الصراع الطبقي الى تضارب المصالح الواضح بين الطبقات الاجتماعية والتي تنشأ عنها توترات وتغيرات تاريخية . وقد تم تطوير مفهوم الصراع الطبقي من قبل الماركسية اللينينية , ويمكن تلخيص الطبقات الاجتماعية في كتلتين كبيرتين : الطبقة البورجوازية المسيطرة على الارض ووسائل الانتاج , والطبقة العاملة التي تتعرض للاستغلال . ومن وجهة نظر الماركسية , تم تشكيل الطبقات الاجتماعية تاريخيا منذ اللحظة التي ظهر فيها تقسيم العمل ونموذج الملكية الخاصة .
في العراق نمت طبقة الأثرياء بشكل واضح جدا بعد 2003 والاحتلال الأمريكي للعراق من دون ان تبذل تلك الطبقة اي نشاط معين في عمل ما بسبب استيلاء ممثلي تلك الطبقة على المال العام العراقي بدون وجه حق , وقامت بوضع اليد على ثروات الشعب العراقي والتي تقدر بمليارات الدولارات , وعلى اثر ذلك ولأسباب اخرى قامت العديد من التظاهرات الاحتجاجية الشعبية التي تعاني من الفقر والبطالة وسوء الخدمات والتمايز الطبقي . وانقسم المجتمع العراقي الى اقلية ثرية وهي التي بيدها السلطة والمال العام واكثرية مسحوقة لا تملك سوى قوة عملها وهي تعاني من الفقر والحرمان وشظف العيش . اما الطبقة الوسطى في العراق فهي تلك الطبقة التي تقع في وسط الهرم بين الطبقة الغنية في اعلى الهرم والطبقة العاملة المسحوقة في اسفل الهرم . وقد ولدت الطبقة الوسطى في العراق مع ولادة الدولة العراقية الحديثة عام 1921 وشهدت توسعا بعد ذلك حيث شكلت بحسب تعداد 1977 حوالي ( 35 % ) من سكان المدن و ( 22 % ) من اجمالي السكان . وتضم المهنيين والأطباء والمحامين والمهندسين والمدرسين وضباط الجيش وموظفي الخدمة المدنية واساتذة الجامعات والمستويات الوسطى في القطاع التجاري . وقد تعرضت الطبقة الوسطى في العراق الى ضربة قاصمة ايام الحكم المقبور .
لقد اتسعت ظاهرة الفقر والتفاوت الطبقي في المجتمع العراقي مقابل طبقة الأثرياء, وتصدر العراق قوائم الفساد في العالم . وبعد 2003 نمت طبقة الاثرياء في العراق مقارنة مع الطبقات الاخرى في المجتمع .
اشار الحزب الشيوعي العراقي في ادبياته الى ان توزيع الثروة والدخل في العراق يكون لصالح الشرائح المتنفذة والطفيلية وتعميق الاستقطاب الاجتماعي . وقد انتشرت هذه الظواهر وتنامت في ظل حكومات ما بعد التغيير في 2003 واخذت تتحول الى نسق والى منظومات اجتماعية – اقتصادية وسياسية ذات مصالح مشتركة , تهيمن على السلطات السياسية والاقتصادية وتتنازع اطرافها على الحصص في السلطة ومكاسبها وتافع عن نظام المحاصصة الضامن لها . وقد شهدنا في الدورات الانتخابية التلاقي والتحالف السافرين بين اصحاب المال والثروة من كبار ارباب الأعمال والمقاولين والتجار من جهة والكتل السياسية وبعض السياسيين من جهة ثانية من خلال تشكيل قوائم انتخابية روجت لها فضائيات وقنوات اعلامية تعود ملكيتها الى نفس طواغيت المال والأعمال. ومنذ التغيير سادت اتجاهات الانقسام المجتمعي مع تنامي اللجوء الى العنف في العلاقة بين القوى السياسية المدعية تمثيل الأطياف الاجتماعية ومعها الجماعات المسلحة المرتبطة بها . واصبحنا نرى بوضوح التعارض في المصالح والتوجهات بين القوى المتنفذة المسيطرة على مفاتيح السلطة والمال والاعلام وبين عامة الشعب الذين يعانون الفقر والحرمان والبطالة ونقص الخدمات وسوء المعيشة وازمة السكن وغيرها من الازمات ما ادى الى استمرار الاحتجاجات الشعبية الواسعة والمطالبة بالإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد وضرب رؤوسه . فالصراع الطبقي في العراق سيستمر طالما هناك تضارب في المصالح بين الطبقات الاجتماعية , وهذا ما دعا الحزب الشيوعي العراقي الى رفع شعار في مؤتمره الحادي عشر ( التغيير الشامل ) مع تأكيده على تحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وتوفير فرص العمل للشباب ومعالجة التمايز الطبقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست