الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يفرحون عندما ترتدي المرأة الحجاب ؟

اسكندر أمبروز

2022 / 3 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا أريد اعادة طحن المواضيع السابقة التي تنتقد لباس التمييز العنصري القذر الإسلامي المسمى بالحجاب حيث أنه كَثُرت و بشكل جيد العديد من التفنيدات لهذا اللباس وحجج المؤمنين الواهية كدينهم المنحول لتبريره ومحاولة تجميل القبيح كما هي العادة في دين رضاع الكبير.

ولكن اليوم أود تسليط الضوء على سؤال لطالما وجدته مطروحاً بشكل ثانويّ لدى المتنورين العرب , والذي يعتبر نقطة ضد الحجاب بمجرّد طرحه حتى ولو لم يتم الإجابة عليه من أحد , وهو لماذا يفرح المؤمنون لوضع المرأة للحجاب وفي المقابل يحزنون ويسبونها ويشتمونها لا بل وقد تتعرض للضرب والقمع البدني من أهلها إن خلعته ؟

وهذا السؤال يبيّن وبشكل قاطع أن الضغط الاجتماعي هو ثاني أهم عامل لارتداء النساء للحجاب والذي يبين أنه ليس اختياراً شخصيّاً , وما يبين هذا أيضاً هو كونه فرض ديني , والذي ينسف أي ادعاء على أنه أمر اختياري أو اختيار شخصي للمرأة , حيث أن تخيير أحدهم بين العذاب أو تنفيذ الأوامر هو بلطجية دينية بكل معنى الكلمة , وهو أبعد ما يكون عن حريّة الاختيار , وهو تماماً كشيزوفرينيا الصلاة وغيرها من الفرائض الدينية السخيفة التي ناقشناها كثيراً سابقاً.

وللعودة للنقطة الأساسيّة هنا , فلماذا يفرح ويسعد بهائم الصحراء إن ارتدت امرأة الحجاب ؟ أو إن بدأت طفلة صغيرة بارتدائه بنائاً على استغلال طفولتها وبساطة تفكيرها من قبل الأهل والمجتمع ؟

وللإجابة على هذا السؤال علينا بالاستقاء من كتاب The God Virus أو "فيروس الإله" للكاتب داريل ري أو Darrel Ray , والذي يشرح فيه وبشكل مفصّل عن كيفية تصرّف الأديان كفيروسات وكيانات قائمة بحد ذاتها تحرّك البشر لخدمتها ومدّ نفوذها , فمثلاً نعلم ما ستكون ردة الفعل لو أن أحدهم قرر ترك دينه أيّاً كان هذا الدين...الاستهجان من قبل المجتمع , وفي حالة دين رضاع الكبير , قتل تارك الدين (في منطق أعوج يضرب الدين في مقتل ولكن هذا ليس موضوعنا).

وهنا ومن خلال هذا التحليل المنطقي للأديان والأمثلة المشابهة الكثيرة في كتاب الأستاذ داريل ري , يمكننا ملاحظة أمر مهم للغاية , ألا وهو تغيّر تصرّفات المؤمنين بنائاً على معطياة الحياة المختلفة بشكل أشبه بشخص مصاب بDissociative Identity Disorder , او اضطراب الهوية الانفصامية , فتارة يتحدث معك المرء المصاب بهذا المرض على أنه شخص معيّن ذو احتياجات معيّنة , وتارة ومع اختلاف المعطيات على أرض الواقع , يتحوّل هذا الشخص الى شخصيّة أُخرى تماماً لها احتياجات ورغبات تتعارض مع احتياجات ورغبات ومصالح الشخصية الأولى.

فمن الطبيعي أن يحتاج أي انسان للطعام والشراب , ولكن عند قدوم المحفز المتمثل بشهر رمضان مثلاً يتحوّل المؤمن بدين رضاع الكبير الى شخصية الوحش الداعشي , الذي يرمي مصلحته وصحته من الشباك تاركاً لرسن كيانه ليتم التحكم به من قبل الخرافة الدينية عوضاً عن عقله وتحليله لما هو مفيد وما هو مضر , والذي يُسعِدُ الوحش الديني , وينسف ماهو في مصلحة الإنسان.

ومن الطبيعي أن يحترم الإنسان أخاه الإنسان بنائاً على ما وصلت له البشرية اليوم من أخلاق وقيم حضارية رائعة , ولكن عند قدوم المحفز المتمثل بشخص يخالفه بالعقيدة والفكر في نقاش ما أو في موضع اجتماعي معيّن , حتى يتحوّل المؤمن الى وحش داعشي , سامحاً للخرافة بالتحكم به وبتصرّفاته وكلامه , وأيضاً راميةً لمصلحة الشخص الأساسي والإنسان من الشباك , وناسفة للتعامل الانساني الذي ستستفيد منه الشخصية الأصلية على جميع الأصعدة , مستبدلة لذلك التعامل بالحيونة الداعشية التي نعلمها جميعاً والتي تُسعِدُ الوحش الديني , وينسف ماهو في مصلحة الإنسان.

ومن الطبيعي أن يحب الإنسان الموسيقى والأفلام واللوحات الفنية والرقص وغير ذلك من صور التعبير البشرية عن الذات الانسانية , ولكن عند قدوم المحفز المتمثل بهذه الأمور ذاتها , نرى وحش الخرافة من جديد يغرز مخالبه في عقل المؤمن ناسفاً إياه ومستبدلاً لما هو في مصلحة الإنسان من الاستمتاع بهذه الأمور الجميلة , الى ماهو في مصلحة الخرافة من تجاهل لها والتركيز على الدجل الديني عوضاً عن ذلك والذي يُسعِدُ الفيروس الديني , وينسف ماهو في مصلحة الإنسان.

وفي حالة الحجاب نرى أمراً مشابها , فمن مصلحة المرأة والرجل والدولة ككل أن تكون المرأة عضواً فاعلاً في أي مجتمع , وأن تكون مساويةً للرجل في كل الحقوق مع الاختلاف عنه في الواجبات طبعاً , وأن تكون المرأة لها الحريّة المطلقة لاتخاذ أي قرار يخصّها هي بنفسها حيث أنها انسان وبشر قادرة على فعل هكذا أمور , والذي ينعكس ايجاباً عليها وعلى نفسيتها وحتى صحتها البدنيّة , مما يعني ازدياد نشاط وصحّة نصف المجتمع والذي سيؤدي الى الارتقاء به ككل.

ولكن عند قدوم المحفز المتمثل بالحجاب والأوامر والفرائض الدينية حتى نرى من جديد استلام الوحش الداعشي لزمام الأمور في عقل المرأة والمجتمع ككل أيضاً , حيث يسيطر هذا الكيان الديني على كيان المرأة محوّلاً اياها الى الصورة التي رسمها هو , واضعاً من قيمتها وكيانها كما نعلم , والذي يجمّل ما هو على وجه النقيض من مصلحة المرأة بالتحرر والاختيار بحريّة ما ترتدي وما تفعل بحياتها كأي انسان آخر , مشوّهاً وناسفاً لما هو في صالحها , مقنعاً إياها بأن الرمز الديني ورمز التفرقة العنصرية بين الحرائر والعبيد ورمز الأيديولوجيا الدينية المتمثل بالحجاب الذي يخدم الخرافة ومصلحة الخرافة , هو في مصلحتها هي !

ومن ثم يعمل هذا المحفّز أيضاً على الآخرين , حيث أنهم عوضاً عن السعي لتقوية المرأة وتمكينها نظراً لضعفها البدني مقارنة بالرجل والذي سيؤدي الى تقوية نصف المجتمع وبالتالي تقوية المجتمع والدولة ككل , نراهم داعمين لموقف الخرافة بحكم ظهور المحفّز ألا وهو الحجاب , واستلام الفيروس الداعشي لزمام الأمور في عقولهم , جاعلاً إياهم عاجزين عن رؤية مصلحة المرأة , وفرحين بانتصار الخرافة على عقلها وتحجيمها وتحويلها الى قطعة لحم مكشوفة , وهذه الفرحة في النهاية هي فرحة الكيان الخرافي الديني وفيروس الإله , لا فرحة البشر.

فلا يوجد انسان سوي سيرضى وسيسعد بعذاب وعناء امرأة من هذا اللباس في حرّ الصيف , ولن يفرح ولن يسعد انسان بمعاناة امرأة مقهورة فُرِض عليها ما ترتدي وما تفعل بكل شيء في حياتها , ولن يسعد انسان بتشويه صورة المرأة ومساواتها باللحوم المكشوفة , لا بل ومساواة الرجال بالذباب والحيوانات , ولن يفرح إنسان بتشويه الأخلاق ووضعها بين قدمي البشر عوضاً عن عقولهم...فمن سيسعد هو كيان الخرافة والدجل الديني , وفرحتهم في ارتدائها الحجاب هي فرحة الخرافة , لا فرحة البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد