الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تِلْكَ ٱلْكَاْتِبَةُ ٱلْرِّوَاْئِيَّةُ: خَرَفُ ٱلْعِفَاْفِ سَهْوًا أَمْ خُلْفُ ٱلْإِرْدَاْفِ رَهْوًا؟ (4)

غياث المرزوق
(Ghiath El Marzouk)

2022 / 3 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


وَمِنْ بَيْنِ ٱلْغَضِيضِ مِنْ إِرْهَاصِ ٱلْعُصَابِ ٱلْنَّفْسِيِّ
أَنْ يَبِينَ ٱلْمَغِيضُ حَقًّا، أَوْ حَتَّى بَاطِلاً، بِتَسْيَارِهِ ٱلْعَكْسِيِّ
زيغموند فرويد

(4)

قلتُ، للتذكيرِ مرَّةً أُخرى، إنَّ يراعَ الكاتبةِ الروائيَّةِ «الحَرْدَاءِ»، غادة السمان، قدْ أمسكَ مسألةَ الدفاعِ عن حَالِ الأنَامِ السُّودِ المضطهَدينَ (إزاءَ النُّظَرَاءِ البِيضِ المضطهِدينَ) من ذيلِهَا، لا من رأسِهَا كما تقتضيهِ الحكمةُ والحصافةُ اقتضاءً، وإلى حدٍّ يتبدَّى فيهِ ذلك الموقفُ «اللاعنصريُّ»، جَرَّاءَ محاولاتِ تفسيرِ الماءِ بعدَ الجهدِ الجهيدِ بالماءِ، موقفًا «عنصريًّا مضادًّا» بامتيازٍ – حتى أكثرَ «عنصريَّةً» بميداءٍ لافتٍ من عنصريَّةِ صحيفةِ «القدس العربي» البَخْسِ ذاتِهَا، هذهِ الصحيفةِ «العربيةِ» و«الفلسطينيةِ» التي تجلَّتْ عنصريَّتُهَا، ولمْ تَزَلْ تتجلَّى كذاك، على أكثرَ من صَعيدٍ مهينٍ، كما ذُكر. ذلك لأن هكذا كاتبةً روائيَّةً، إذْ تطرحُ في البدءِ عنوانَ تقريرِهَا الصحافيِّ ذي المَرْهَصَةِ الكورونيَّةِ «التاسعَةَ عشرَةَ» تحتَ هَامَةِ عَصْفٍ اِستفهامِيٍّ «لاعنصريٍّ» غاضبٍ، قدْ غَلَتْ غُلُوًّا صَارخًا في إقرانِ لونِ البياضِ من أديمِ «بابا نويل» بقرينةٍ عنصريةٍ في غيرِ مَظِنَّتِهَا بَتًّا، ظانَّةً أنَّ هذا الإقرانَ بالذاتِ حُجَّةٌ دَالَّةٌ في انتقادِهَا «الضميريِّ» و«الحَرِيِّ» لِسَعْيِ ذاك الغربِ «الديمقراطيِّ» إلى ترسيخِ أفكارِ «تفوَّقِ» العنصرِ الأبيضِ المستديمِ على العنصرِ الأسودِ «الذميمِ» و«الدميمِ» في نفوسِ الأطفالِ المعنيِّينَ والمعنيَّاتِ طُرًّا (انظرا تقريرَهَا البدئيَّ: «متى كان «بابا نويل» أسود البشرة؟»، القدس العربي، 25 كانون الأول 2020). بيدَ أنَّ الكاتبةَ الروائيَّةَ «اللاعنصريَّةَ» الغَضْبَى ذاتَهَا لم تَكُنْ قَطُّ على درايةٍ بأنَّ في فحوى دفاعِهَا عن حالِ العنصرِ الأسودِ (قدَّامَ العنصرِ الأبيضِ) شيئًا كَنِينًا من «الاتِّجَارِ الزَّرِيِّ» بحَقٍّ تاريخيٍّ تالدٍ، رغمَ سَيْرِهِ «تَسْيَارًا عَكْسِيًّا» حسبَمَا تَبْتَنِيهِ العبارةُ التصديريَّةُ الفرويديَّةُ، إن أُخِذَ بالحُسْبَانِ حالُ كلٍّ من عناصرِ الألوانِ الأديميَّةِ الأُخرى (كالأصفرِ والأحمرِ والأسمرِ، تحديدًا)، حتى لو كانتْ مأخوذةً بذات بالحُسْبَانِ في حَدِّها الأدنى. وأيًّا كانَ غُفْلانُ الكاتبةِ الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» الغَضْبَى عن حقيقةِ التاريخِ المعنيِّ فعلاً، فإن شخصيةَ «بابا نويل» ليستْ سوى شخصيةٍ خياليةٍ آتيةٍ أصلاً، إبَّانَ حقبتِهَا التاريخيةِ الثانيةِ، من منطقةِ القطبِ الشماليِّ التي يتميَّزُ سُكَّانُهَا بشدَّةِ بياضِ الأديمِ، حتى أشدَّ بياضًا من أديمِ سُكَّانِ أوروبا ذاتِهَا (ناهيكما عن أديمِ السُّكَّانِ الأصليِّينِ في أمريكا قبلَ ابتلائِهَا بوباءِ الاستعمارِ الإنكليزيِّ في أواخرِ القرنِ السادسَ عشرَ). فها هو عينُ عالِمِ الإنسانِ (أو الأنثروبولوجيِّ)، كلود ليفي-ستراوس، في مقالِهِ الجدليِّ الألمعيِّ الذي أُسِيءَ فهمُهُ أكثرَ من مرَّةٍ، «بابا نويل المُعَذَّب» Le Père Noël Supplicié، ها هو لا يهتمُّ قطعًا بالسببِ «المُلِحِّ» الذي يُفضي بالصغارِ إلى الإيمانِ الرَّسُوخِ بشخصيةٍ خياليةٍ، كمثلِ «بابا نويل»، بل يهتمُّ أكثرَ بالمَدْعَاةِ «المِلْحَاحِ» التي تحدو بالكبارِ إلى جَعْلِ هؤلاءِ الصغارِ يؤمنونَ هذا الإيمانَ الرَّسُوخَ بهذهِ الشخصيةِ! ثَمَّةَ، إذن، دلالاتٌ نفسانيَّةٌ جِدُّ هَامَّةٍ يمكنُ استشفافُهَا من كلِّ ما أُشيرَ إليهِ من «سجالٍ» مباشرٍ، أو حتى لامباشرٍ، من لَدُنْ كاتبتِنَا الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» الغَضْبَى، سواءً كانَ مَاسًّا بأحكامِ «الإيسَادِ» في عَالَمِ اللاوَعْيِ أمْ كان مَاسًّا بأحكامِ «السَّدَادِ» في عَالَمِ الوَعْيِ، في المقابل – وبالأخصِّ هنا من منظورِ مَا حدَّدَهُ المُحَلِّلُ النفسانيُّ، جاك لاكان، اصطلاحًا بـ«سُوءِ الإدراكِ»، أو «سُوءِ التبيُّنِ» Méconnaissance، من جانبٍ أوَّلَ، ومن منظورِ مَا حدَّدَنَاهُ في السياقِ النفسانيِّ ذاتِهِ اصطلاحًا (إجرائيًّا) كذاك بــ«الارْتِكَاسِ التَّيْهَائِيِّ» Aporetic Retroaction، من جانبٍ آخَرَ. واعتمادًا على ذلك كلِّهِ، وبالارتدادِ «اللاتَيْهَائِيِّ» العَكْسِيِّ إلى بئيسِ الحَالِ من كاتبتِنَا الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» الغَضْبَى، من خلالِ مَا تَمَّ تعيينُهُ بدئيًّا في نَاصِيَةِ المقالِ من «خَرَفِ ٱلْعِفَافِ سَهْوًا أَمْ خُلْفِ ٱلْإِرْدَافِ رَهْوًا»، فإنَّ مجرَّدَ مَا تراهُ بالرَّأْيِ العَيْنِيِّ (دونَ الرَّأْيِ القلبِيِّ) من بياضِ الأديمِ من شخصيةِ «بابا نويل» في تقريرِهَا الصحافيِّ المُشَارِ إليهِ قبلاً، وإنَّ مجرَّدَ مَا تَتَّخِذُهُ كذاك من جَرَّاءِ هذا الرَّأْيِ العَيْنِيِّ من موقفٍ «لاعنصريٍّ» غَضْبَانَ غَاضِبٍ مِمَّا تخالُهُ كُلَّ الخَيْلِ والخَيَلانِ موقفًا «عنصريًّا» نهائيًّا لا مِرَاءَ فيهِ مُتَّخَذًا من لدنْ أولئك «القوَّادينَ البيضَانِ» الذين لمْ يفتأوا ينفُثُونَ في نفوسِ الأطفالِ سُمُومَ تيك الأفكارِ التفوُّقيةِ الآنفةِ الذكرِ أيضًا، إنَّمَا يُذَكِّرَانِ، قبلَ كُلِّ شيءٍ، بتيك «الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الظاهريَّةِ التي يُمْكِنُ اسْتِشْفَافُهَا بسُهُولةٍ ويُسْرٍ من فحوى القولِ الشكسبيريِّ المأثورِ ذي الدَّلالةِ العميقةِ مَدًّا (ولكنْ مأخوذٌ بذاك باتِّجَاهِهِ القَصْدِيِّ الخُلْفِيِّ، بالطبعِ)، «لَيْسَ كُلُّ مَا يَلْمَعُ ذَهَبًا» All That Glisters Is Not Gold، أو حتى من فحواءِ قولِ المتنبي المأثورِ ذي الدَّلالةِ الأشدِّ عمقًا بكثيرٍ مَدًّا أمَدَّ هَا هُنَا (وبأخذِهِ كذاك بذاتِ الاتِّجَاهِ القَصْدِيِّ الخُلْفِيِّ، بطبيعِةِ الحَالِ)، «أُعِيذُهَا نَظَرَاتٍ مِنْكِ صَادِقَةً / أَنْ تَحْسَبِي الشَّحْمَ فِيمَنْ شَحْمُهُ وَرَمُ» – والحَالُ الشِّعْرِيُّ المُخَاطَبُ، هَا هُنَا أيضًا، بالصَّوْغِ المُؤَنَّثِ مقصودٌ كُلَّ القَصْدِ، عندَ هكذا حَدٍّ، ومُوَجَّهٌ توجيهًا خاصًّا إلى كاتبتِنَا الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» الغَضْبَى ذاتِهَا، لكي نُذَكِّرَهَا، بعدَ كُلِّ شيءٍ، بتيك «الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الباطنيَّةِ التي يُمْكِنُ اسْتِشْفَافُهَا كذاك، ولكنْ بصُعُوبَةٍ وعُسْرٍ، مِمَّا وراءَ وتحتَ السُّطورِ من أقوالٍ مأثورَةٍ، أو حتى «لامأثورَةٍ»، أُخرى غيرِ هٰذين القولَيْنِ المأثورَيَنِ، على الخلافِ المنطقي إتمَامًا لمُقْتَضَى الحَالِ!

مَا حدَّدَنَاهُ اسْتِشْفَافًا تدليليًّا وكذاك تمثيليًّا بتيك «الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الظاهريَّةِ بالذاتِ، في ذاتِ السياقِ النفسانيِّ المعنيِّ، قدْ صَارَ الآنَ هَنِيًّا غنيًّا عن التحديدِ بالقَصْدِ ذاتِهِ، عندَ هكذا حَدٍّ هو الآخَرُ، نظرًا لامتثالِ «كُمُونِيَّةِ» تبيانِهَا الذاتيِّ ومَا تفرزهُ من خلالٍ في ظِلالِ المعنى إفرازًا بَدَرِيًّا، سَمِّيَاهَا بالتعبيرِ النفسَانيِّ بذاك «كُمُونِيَّةً دَالَّةً» Indicative Latency، فيما تنجلي هي ذاتُهَا انجلاءً خفيًّا سِرِّيًّا منهُ، والحَالُ هنا – أو بالأحرى، أو حتى فضلاً عنهُ مَجْلَبَةً بيانيةً (أو بلاغيةً) أُخرى، نظرًا لامتثالِ «كَنِينِيَّةِ» استبيانِهَا التلقائيِّ والتلقائيِّ جدًّا ومَا تفردهُ من جرَّاءٍ في «ظُلُولِ» أيٍّ من تيك الظِّلالِ من ذاتِ المعنى إفرادًا أكثرَ بَدَرِيَّةً حتى، سَمِّيَاهَا بالتعبيرِ النفسَانيِّ كذاك «كَنِينِيَّةً حَالَّةً» Predicative Inherency، فيما تنجلي هي ذاتُهَا، بدورِهَا، انجلاءً خفيًّا سِرِّيًّا منهُ أكثرَ فأكثرَ حتى! هذا التحديدُ الاِسْتِشْفَافيُّ التدليليُّ وكذاك التمثيليُّ، في حدِّ ذاتِهِ، مَا كانَ لهُ أن يكونَ، إذن، ذَا مدلوليَّةٍ تحليليَّةٍ نفسانيَّةٍ يُشَارُ إليها بِبَنَانٍ دونما اقتضائِهِ، في المقابلِ، عينَ التحديدِ الاِسْتِشْفَافيِّ التدليليِّ وكذاك التمثيليِّ النقيضِ بتيك «الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الباطنيَّةِ العَصِيَّةِ المِرَاسِ، أصلاً، وعلى الأخصِّ ها هنا فيما لهُ مِسَاسٌ بمغزى التجلِّي الطباقيِّ في ابتناءِ ثنائيةِ «العنصريَّةِ» و«العنصريَّةِ المُضَادَّةِ» ابتناءً «غَرَزيًّا» حاملاً، من حيثُ الاستنادُ القصديُّ إلى تأثيلِهَا الجسديِّ (أو البيولوجيِّ) في اللونِ أو العرقِ، من الجانبِ الأوَّليِّ عينِهِ، كما ذُكِرَ. بناءً على هذا، قبلَ كلِّ شيءٍ، فإنَّ الوسيطَ الإدراكيَّ أو التبيُّنيَّ بينَ مدلوليَّتَي تينكَ «الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الظاهريَّةِ بالآلِ و«الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الباطنيَّةِ بالمَآلِ قدْ جاءَ، فيمَا يتبدَّى، جِيئَةً عفويَّةً أو حتى جدَّ عفويَّةٍ من لَدُنْ كاتبتِنَا الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» الغَضْبَى عينِهَا حينما لمَّحَتْ باليَرَاعِ، في تقريرٍ صحافيٍّ حديثٍ مُشَارٍ إليهِ آنفًا، تلميحًا عابرًا، لكنَّهُ ليسَ بعابرٍ بَتَّةً، كانَ قدْ أوقعَهَا من جَدَاهُ في شَرَكِ الاشتكالِ من فحوى التجلِّي الطباقيِّ في اجتناءِ ثنائيةِ «الطائفيَّةِ» و«الطائفيَّةِ المُضَادَّةِ» اجتناءً «غَرَزيًّا» مُحَمِّلاً، من حيثُ كذاك الاعتمادُ القصديُّ على تمثيلِهَا العَقَدِيِّ (أو الإيديولوجيِّ) في الدينِ أو المذهبِ، من الجانبِ الثانويِّ عينِهِ، كما ذُكِرَ أيضًا. أقولُ بالإتباعِ، هنا، قدْ أوقعَها من جَدَاهُ إيقاعًا تجسيديًّا طباقيًّا بامتيازٍ في شَرَكِ الاشتكالِ التمييزيِّ والتمييزيِّ المُضَادِّ نفسِهِ، من حيثُ المبدأُ، وعلى وجهِ التحديدِ حينما صَرَّحَتْ هي ذاتُهَا تصريحًا ذَا طابعٍ «احتماليٍّ»، فيمَا يتجلَّى كذاك في ظاهرِ الأمرِ من ذاتِ القرينةِ، بأنَّ سلطاتِ القضاءِ الإنكليزيةَ ذاتَ مرَّةٍ، وذاك بالإيمَاءِ الخفيِّ بالطبعِ من لدن رأسَي العائلةِ الملكيةِ بالذاتِ، كانت قد «رفضتْ منحَهُ [أي منحَ رجلِ الأعمالِ المصريِّ، محمد الفايد] الجنسيةَ البريطانيةَ (ربما لأنه مسلم؟)»، على حدِّ التعبيرِ «الغَضُوبِ» بالحرفِ الواحدِ والحذافيرِ! وهكذا، بعدَ هكذا تلميحٍ عابرٍ، لكنَّهُ ليسَ بعابرٍ بتًّا، فإنَّ ذاتَ الاقترانِ الوظيفيِّ بالإفرادِ المعجميِّ الذي يدلُّ على معنى الاحتماليةِ دونَ سِوَاهُ، أي «رُبَّمَا»، لكفيلٌ لوحدِهِ، ووحدِهِ ليسَ إلاَّ، بإماطةِ اللثَامِ عن ميدَاءِ مَسْكِ يَرَاعِ كاتبتِنَا الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» الغَضْبَى مسألةَ الدفاعِ عن حَالِ الأنَامِ المسلمينَ المُجْحَفِ أيَّمَا إجحَافٍ بحقِّهِمْ في «وسطِ» بريطانيا من ذيلِها، لا من رأسِها بالمثابةِ ذاتِها (وذلك فيما يخصُّ حَالَ الأنَامِ السُّودِ المضطهَدينَ، أسَاسًا)، وإلى مدًى يتبدَّى فيهِ ذلك الموقفُ «اللاطائفيُّ»، في حدِّ ذاتِهِ من جَرَّاءِ ذاتِ التفسيرِ البَيِّنِيِّ والبَدَهِيِّ ذاكَ، يتبدَّى هو الآخَرُ موقفًا «طائفيًّا مضادًّا» بامتيازٍ كذلك، شاءتْ كاتبتُنَا الروائيَّةُ «اللاعنصريَّةُ» و«اللاطائفيَّةُ» الغَضْبَى عينُهَا، في هكذا موقفٍ «كشفيٍّ كاشفٍ»، أمْ أبتْ (انظرا، مثلاً، تقريرَهَا «المَلَكِيَّ» جُلاًّ: «سرقوا ماله وسرق كليتها!»، القدس العربي، 25 شباط 2022). ذلك لأنَّ ثَمَّةَ في هذهِ الـ«بريطانيا» الإمبرياليةِ بالذاتِ، وبكلِّ إجحَافِهَا اللاإنسانيِّ واللاأخلاقيِّ بحقِّ المهاجرينَ واللاجئينَ من العربِ ومن غيرِ العربِ كذاك بوجهِ العمومِ، ذلك لأنَّ ثَمَّةَ فيهَا الملايينَ من المسلمينَ (والمسلماتِ) الذين تمَّ مَنْحُهُمْ «شرفَ» الجنسيةِ البريطانيةِ مَنْحًا رسميًّا، فوقَ ذلك كلِّهِ، وبغضِّ الطَّرْفِ عن أيٍّ من تلك الأسبابِ «القضائيةِ» التي كانتْ تشيرُ، بهيئةٍ أو بأخرى، إلى انعدامِ صَلاحِ رجلِ الأعمالِ المصريِّ ذاكَ «مواطنًا بريطانيًّا صَالحًا» بالمعنى الرَّسْمِيِّ المعتادِ، نظرًا لتورُّطِهِ في اللجُوءِ إلى رَشْوِ عددٍ غيرِ قليلٍ من أعضاءِ حزبِ المحافظينَ مقابلَ طَرْحِهِم أسئلةً مُعَيَّنَةً مُمْلاةً قُدَّامَ مجلسِ العمومِ بالعَيْنِ، مِمَّا أسَاءَ في الأخيرِ إلى سُمْعَتِهِمْ سياسيًّا أكثرَ فأكثرَ قبلَ مُجْرَيَاتِ ذلك الاِنتخابِ الحكوميِّ عامَ 1997 – حتى قبلَ حُدُوثِ (أو، بالحَرِيِّ، حتى قبلَ «تدبيرِ» حُدُوثِ) ذلك الحَادِثِ الفرنسيِّ الباريسيِّ الشهيرِ الذي أودى بحياةِ كلٍّ من ديانا فرانسيس سبنسر، أميرةِ الويلز سَابقًا، و«عشيقِهَا» دودي (عماد) الفايد، نجلِ رجلِ الأعمالِ المصريِّ ذاكَ في اليومِ الأخيرِ من شهرِ آبَ من ذلك العامِ 1997، بالتحديد. مَا يُرَى الآنَ من كلِّ هذا التحليلِ رَأْيًا عَيْنِيًّا، إذن، لَشَيْءٌ من تلك التَّجَلِّيَاتِ اللغويةِ واللالغويةِ لِمَا سَمَّيْنَاهُ قَصْدًا بـ«الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الظاهريَّةِ، من طرفٍ أوَّلَ، هذهِ التَّجَلِّيَاتِ التي تحملُ بينَ طَيَّاتِ كلِّ حرفٍ من حروفِهَا (أو حتى كلِّ لاحرفٍ من لاحروفِهَا)، في المقابلِ النقيضِ، شيئًا موازيًا، لكنْ تضادِّيٌّ تَنَافَوِيٌّ، لا يُرَى إِلاَّ رَأْيًا قَلْبِيًّا، والحَالُ هذهِ، شيئًا موازيًا من تيك التَّجَلِّيَاتِ الذهنيةِ واللاذهنيةِ لِمَا سَمَّيْنَاهُ عَمْدًا كذاك بـ«الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الباطنيَّةِ، من طرفٍ آخَرَ، وذلك فيما لهُ مِسَاسٌ بمغزى ثنائيةِ الموقفِ «الطائفيِّ» والموقفِ «الطائفيِّ المُضَادِّ» عينِهِ، من حيثُ الاعتمادُ القصديُّ على عينِ التمثيلِ العَقَدِيِّ (أو الإيديولوجيِّ) في الدينِ أو المذهبِ، من الجانبِ الثانويِّ الآنفِ ذِكْرُهُ قبلَ قليلٍ.

لمْ يَكُنْ لمقتضى هذا المَسَاقِ، حقيقةً، من بُدٍّ أن يعيدَ الذكرَ بهكذا كمٍّ من تفاصيلَ «مَلَكِيَّةٍ» غيرِ جديرةٍ بالذكرِ أصلاً، إلاَّ بقدرِ مَا كانتْ، ولمْ تَزَلِ الآنَ، تخدمُ التحليلَ النفسانيَّ بشيءٍ من الإيضاحِ التدليليِّ وكذاك التمثيليِّ لِمَا توحي بِهِ كلٌّ من «الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الظاهريَّةِ و«الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الباطنيَّةِ، فيمَا يَمَسُّ المغزى تحديدًا من ثنائيةِ الموقفِ «الطائفيِّ» والموقفِ «الطائفيِّ المُضَادِّ» بالعَيْنِ – هذا على الرَّغْمِ من أنهَا هي عَيْنُهَا تفاصيلُ «مَلَكِيَّةٌ» جدُّ جديرةٍ بالذكرِ والاهتمَامِ، فيمَا يبدو، بالنسبةِ إلى كاتبتِنَا الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» و«اللاطائفيَّةِ» الغَضْبَى ذاتِهَا، كما هو جدُّ جليٍّ وجدُّ بيِّنٍ في العديدِ من تقاريرِهَا الصحافيَّةِ التي تُثبتُ ذلك بالدليلِ القاطعِ والدَّامِغِ، وتلك مسألةٌ أُخرى – وإلاَّ فماذا يعني، مثلاً لا حَصْرًا، هكذا تناقضٌ جدُّ فاقعٍ كانتْ قدْ أوقعتْ نفسَهَا من تلقاءِ نفسِهَا كذاك في شَرَكِهِ مؤخَّرًا حينمَا كانتْ تجزمُ بالفخرِ الذاتيِّ وتكرِّرُ الجزمَ بهذا الفخرِ مرارًا أيضًا بأنها لمْ تمتدحْ في حياتِهَا كلِّهَا أيَّ حَاكمٍ بَتَّةً حتى لو كانَ الحَاكمُ المعنيُّ يستحقُّ الاِمتداحَ، من جهةٍ أولى، وأنها مَعَ ذلك كلِّهِ كانتْ تغدقُ بالاِمتداحِ والإطراءِ الأنثويَّيْنِ الخاصَّيْنِ أيَّمَا إغْدَاقٍ على شخصِ إليزابيث الثانية، ملكةِ بريطانيا الإمبرياليةِ بالذاتِ، بوَصْفِهَا، بعدَ كلِّ ذاك، رمزًا يُحتذى بهِ إلى حدِّ التكريسِ والتقديسِ الاِستثنائِيَّيْنِ من رموزِ مَا يُسَمَّى بـ«عِيدِ الحُبِّ» Valentine’s Day، من جهةٍ أُخرى؟ (انظرا هُنَا، مثلاً، تقرِيرَاهَا المتناقضَانِ كُلاًّ: «كان يا ما كان: لبنان!»، القدس العربي، 4 آذار 2022؛ «هل تعرفون اسم وزير الثقافة أيام شكسبير؟»، القدس العربي، 25 آذار 2022). من هَا هُنَا، وبغضِّ الطَّرْفِ عن هكذا تناقضٍ جدِّ فاقعٍ وأشباهِهِ الكِثَارِ من «خَرَفٍ عَفِيفٍ بالسَّهْوِ أَو بالرَّهْوِ أو مَا بينَهُمَا»، يُذْكَرُ بالتأكيدِ ذلك الشَّيْءُ المُشَارُ إليهِ تَوًّا وكذاك ذلك الشَّيْءُ المُوَازِي، لكنِ التَّضَادِّيُّ التَّنَافَوِيُّ، من تلك التَّجَلِّيَاتِ الطِّبَاقيَّةِ بنوعَيْهَا الثنائيَّيْنِ، إذن، وذلك من أجلِ التأكيدِ الأشدِّ على حقيقةِ أنَّ إدراكَ أو تبيُّنَ مَا يقتضيهِ بذاك المشهدُ «الطائفيُّ» من تَبِعَاتٍ تعليليَّةٍ أو حتى تأويليَّةٍ إنَّمَا يمهِّدُ السبيلَ تمهيدًا استقرائيًّا (وحتى لو كانَ محضُ «الاستقراءِ» إجرائيًّا) لإدراكِ أو تبيُّنِ مَا يقتضيهِ كذاك المشهدُ «العنصريُّ» من تَبِعَاتٍ تعليليَّةٍ أو حتى تأويليَّةٍ، بدوره هو الآخرُ، في المقابل. وهكذا، فإنَّ مَا لَهُ مِسَاسٌ الآنَ بعينِ التحديدِ الاِسْتِشْفَافيِّ التدليليِّ وكذاك التمثيليِّ بتيك «الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الباطنيَّةِ العَصِيَّةِ المِرَاسِ، من حيثُ مُقْتَضَيَاتُ المشهدِ «الطائفيِّ» الأوَّلِ من تلك التَّبِعَاتِ بالذوَاتِ، لَقَابِلٌ للإدراكِ أو للتَّبَيُّنِ من خلالِ أيِّمَا تلميحٍ عابرٍ كذاك، لكنَّهُ ليسَ بعابرٍ بَتًّا، وعلى الأخصِّ هنا حينما تتبجَّحُ كاتبتُنَا الروائيَّةُ «اللاعنصريَّةُ» و«اللاطائفيَّةِ» الغَضْبَى كلَّ التَّبَجُّحٍ، في كلِّ سَانحةٍ في هكذا موقفٍ من هكذا قبيلٍ، بأن روايتَهَا التليدةَ والعتيدةَ، «بيروت 75»، كانتْ قدْ تنبَّأتْ باندلاعِ الحربِ الأهليةِ (الطائفيةِ) في لبنانَ الجَريحِ قبل اندلاعِهَا الفعليِّ بأكثرَ من عشرةِ أشهرٍ – إذْ قالتْ تلك العَرَّافَةُ إبَّانَئِذٍ قولَهَا «الدَّمَوِيَّ» التعميميَّ الجَارِفَ والغَائِمَ الشهيرَ، قالتْهُ بِنَبْرَةٍ «تَنْجِيمِيَّةٍ تَرْجِيمِيَّةٍ» أمَامَ أسْمَاعِ ذلك السياسيِّ الكبيرِ: «أرى دمًا، [أرى] كثيرًا من الدَّمِ»، وكانَ ذلك إبَّانَ فصلِ الصيفِ من ذاك العامِ 1974، تحديدًا، وكانَ ذلك أيضًا إبَّانَ صدورِ تلك «الروايةِ النبوءَةِ» ذاتِهَا، تحديدًا أكثرَ! وهكذا، فيمَا يتبدَّى، فإنَّ مسألةَ «التنبُّؤِ» بالحربِ هذهِ بالذاتِ، وهي مسألةٌ «غَيْبِيَّةٌ» مَحْضَةٌ ليسَ لهَا سوَى أن تحملَ على الرثاءِ في أحسنِ أحوالِهَا، في واقعِ الحَالِ، لَهِيَ عَيْنُ المِيزَةِ «الإبداعيَّةِ»، لا بلْ عَيْنُ المِيزَةِ «الإعجَازيَّةِ»، التي تُتَّخَذُ في هكذا موقفٍ اتِّخَاذًا قويًّا شديدًا بمثابةِ مدعاةِ «مَفْخَرَةٍ» مُثْلَى، أو حتى بمثابةِ مدعاةِ «مَنْقَبَةٍ» فُضْلَى، من لَدُنْ كاتبتِنَا الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» و«اللاطائفيَّةِ» الغَضْبَى عَيْنِهَا، ومن لَدُنْ كذاك مثيلاتِهَا من الكاتباتِ الإناثِ وأمثالِهَا من الكُتَّابِ الذُّكُورِ، وهُنَّ وهُمْ على هكذا حَالٍ بئيسَةٍ منذُ بداياتِ سِيَرِهِنَّ وسِيَرِهِمْ في الكتابَةِ الأدبيَّةِ (النثريَّةِ)، قِصَّةً كانتْ أمْ رُوَيَّةً أمْ رِوَايَةً أمْ غيرَ ذلك، في أكثرِ الأحايينِ، وحتى هذا الحينِ – هذا مَعَ العلمِ الأكثرِ بُؤْسًا والأكثرِ بَآسَةً هُنَا أنَّ هؤلاءِ الكاتباتِ الإناثَ والكُتَّابَ الذُّكُورَ، وفي مقدِّمتِهِنَّ وفي مقدِّمتِهِمْ عَيْنُ كاتبتِنَا الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» و«اللاطائفيَّةِ» الغَضْبَى، ليسَ لَهُنَّ وليسَ لَهُمْ أن يفعلنَ وأن يفعلوا شيئًا خَلا هذا «التنبُّؤِ» اليتيمِ أو مَا شَاكَلَ ذلك، أو حتى ليسَ لَهُنَّ وليسَ لَهُمْ أن يفعلنَ وأن يفعلوا شيئًا خَلا التذكيرِ «المَرِيرِ» بهذا «التنبُّؤِ» اللطيمِ أو مَا شَابَهَ ذلك. وكأنهُنَّ وكأنهُمْ، بهذا التذكيرِ «المَرِيرِ»، يضعْنَ ويضعونَ اللائمةَ واللَّوْمَ وضعًا لاواعيًا على عَوَاتِقِ «الشعبِ» المغلوبِ على أمرِهِ، إذْ صَادَفَ أنْ قَرَأَ لَهُنَّ ولَهُمْ هذهِ «الرُّوَيَّةَ النبوءَةَ» أو تلك «الرِّوَايَةَ النبوءَةَ»، لٰكِنْ دونَمَا أيَّةِ فائدةٍ تُرْجَى أو تُؤْمَلُ من بناتِ ومن أبناءِ هذا «الشعبِ» المغلوبِ على أمرِهِ بالذاتِ. وفي كلِّ سَانِحَةٍ كذاك، والأنكى من هذا كلِّهِ، فإنَّ موضُوعَ هذا «التنبُّؤِ» اليتيمِ أو اللطيمِ هو إمَّا حربٌ قبيحَةٌ أو حتى كارثةٌ أو نائبةٌ أو مصيبةٌ أقبحُ أو أشدُّ قُبْحًا وقَبَاحَةً، بمعنى أنهُ حتى لو حَدَثَ أنْ صَدَقَتْ أو تَحَقَّقَتْ بالفعلِ أمثلةٌ جَمُوحٌ من هكذا «تنبُّؤٍ» يتيمٍ أو لطيمٍ (وهو، فيمَا يتجَلَّى، أكثرُ مَا يُمْكِنُ فعلُهُ أو التذكيرُ «المَرِيرُ» بِهِ من جَرَّاءِ تأليفِ «رُوَيَّةٍ» أو «رِوَايَةٍ» معيَّنةٍ)، لمْ يَحْدُثْ لأيٍّ من هؤلاءِ الكاتباتِ الإناثِ والكُتَّابِ الذُّكُورِ أن «تَنَبَّأْنَ» وأن «تَنَبَّؤُوا» بشيءٍ جَميلٍ إلاَّ بالحُرُوبِ القبيحَةِ أو حتى بالكوارثِ أو بالنائباتِ أو بالمَصَائبِ الأقبحِ أو الأشدِّ قُبْحًا وقَبَاحَةً، تمامًا مثلمَا تتنبَّأُ العَرَّافَاتُ القبيحَاتُ من ذواتِ الوُجُوهِ النَّحِيسَةِ جدًّا والشُّؤْمَى جدًّا، ولا رَيْبَ في ذلك بَتَّةً!

وهكذا بذاك، من جَانبٍ إجرائيٍّ آخَرَ، فإنَّ مَا لَهُ مِسَاسٌ الآنَ بذاتِ التحديدِ الاِسْتِشْفَافيِّ التدليليِّ وكذاك التمثيليِّ بتيك «الدَّالِّيَّةِ التَّيْهَائِيَّةِ» الباطنيَّةِ العَصِيَّةِ المِرَاسِ أسَاسًا، من حيثُ مُقْتَضَيَاتُ المشهدِ «العنصريِّ» الثاني من تلك التَّبِعَاتِ بالذوَاتِ، لَقَابِلٌ للإدراكِ أو للتَّبَيُّنِ أيضًا من خلالِ أيِّمَا إرْهَاصٍ عابرٍ كذاك، لكنَّهُ ليسَ بعابرٍ بالغرارِ الآنِفِ الذكرِ ذاتِهِ، شاءتْ كاتبتُنَا الروائيَّةُ «اللاعنصريَّةُ» و«اللاطائفيَّةُ» الغَضْبَى ذاتُها، في هكذا موقفٍ «كشفيٍّ كاشفٍ» وحتى مؤازفٍ، أمْ أبتْ. فمنذُ أن طرحَتْ، بادئَ ذي بدءٍ، عنوانَ تقريرِهَا الصِّحَافِيِّ ذي المَرْهَصَةِ الكورونيَّةِ «التاسعَةَ عشرَةَ» تحتَ هَامَةِ عَصْفٍ اِستفهامِيٍّ «لاعنصريٍّ» غضبَانَ غاضبٍ، كمَا أُشيرَ إليهِ في بدايةِ هذا القسمِ الرابعِ، فقدْ صَارَ مَا يُصْطَلَحُ عليهِ الآن عُنُوًّا في مجالِ بلاغيَّاتِ الإخبَارِ والإنْشَاءِ بـ«النُّكْرَانِ السَّرْدِيِّ» Narrative Denial، فقدْ صَارَ هو ذاتُهُ في حدِّ ذاتِهِ بالنسبةِ إليها «دَالاًّ هُجَاسِيًّا قَهْرِيًّا تَكْرَارِيًّا» مقترنًا أيَّمَا اقترانٍ بأيِّمَا «توصيفٍ عنصريٍّ» حقيقيٍّ أو حتى مُتَخَيَّلٍ، من قريبٍ أو من بعيدٍ – بحيث أنَّ مجرَّدَ ورودِ هكذا «نُكْرَانٍ سَرْدِيٍّ» لفَحْوَى هكذا «توصيفٍ عنصريٍّ»، في قرينةٍ من القرَائنِ، إنَّمَا يتكشَّفُ عن إرْهَاصٍ واحدٍ أو أكثرَ من تلك الإرْهَاصَاتِ العابرةِ المُتَكَلَّمِ عنهَا، لكنَّهَا ليستْ بالعابرةِ قطعًا. ومَا بينَ تقريرِهَا الصِّحَافِيِّ ذي المَرْهَصَةِ الكورونيَّةِ «التاسعَةَ عشرَةَ» بالذاتِ، ومَا بينَ تقريرِهَا الصِّحَافِيِّ ذي المَرْهَصَةِ «النُّكْرَانِيَّةِ السَّرْدِيَّةِ» لفَحْوَاءِ «التوصيفِ العنصريِّ» بالعَيْنِ، ثَمَّةَ إذن «سبعةٌ وخمسونَ» تقريرًا صِحَافِيًّا يتخلَّلُهَا كَمٌّ لافتٌ للعِيَانِ من تلك الإرْهَاصَاتِ العابرةِ المُتَحَدَّثِ عنهَا من يَرَاعِ كاتبتِنَا الروائيَّةِ «اللاعنصريَّةِ» و«اللاطائفيَّةِ» الغَضْبَى ذاتِهَا: وليسَ المُرَادُ، هُنَا، بَتًّا أن يُدْخَلَ في العَائِصِ من متاهَاتِ الدينِ أو الأسطورةِ أو حتى الخُرَافةِ فيمَا يتعلَّق بالعددِ «تِسْعَةَ عَشَرَ» ومضاعفاتهِ الثلاثةِ في العددِ «سَبْعَةٌ وخَمْسُونَ» (انظرا، مثلاً، كَافَّةَ التقاريرِ بينَ تقريرِهَا البدئيِّ: «متى كان «بابا نويل» أسود البشرة؟»، القدس العربي، 25 كانون الأول 2020؛ وبينَ تقريرَهَا «اللاعنصريَّ» ضِمْنًا: «ضد العنصرية!»، القدس العربي، 4 شباط 2022)!

[انتهى القسم الرابع من هذا المقال ويليه القسم الخامس]

*** *** ***

بلفاست (إيرلندا الشمالية)،
27 آذار 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك