الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفتاوى الدينية .. بين نزاهة الدين وتكتيكات الطائفة
فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
(Fayad Fakheraldeen)
2006 / 9 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
توقفت مثل كثيرين غيري عند بعض الفتاوى الدينية مؤخراً حول الخلاف المذهبي السني ـ الشيعي الذي يعود بنا إلى حوالي أربعة عشر قرناً من التاريخ..
وفي الحقيقة أصبت بالدهشة من هذا الكم الهائل من الانتقادات التي صبها البعض فوق رأس الشيعة.. فضلاً عن التحذير من دورهم في المجتمع العربي واتهامهم بالتعصب والولاء لإيران.. وغير ذلك من المفردات التي تقطر حقداً على شريحة واسعة من شرائح العرب..
وإن كنت هنا لست بصدد الدفاع عن هذه الطائفة أو تلك إلا أنني سألت نفسي إن كان أصحاب تلك الفتاوى يعلمون أن أخطر ما يمكن أن يواجه هذه الأمة في المرحلة القادمة هو الحرب الأهلية والتي اكتوى بنيرانها الكثيرون في لبنان والجزائر والسودان.. والأخطر ما يجري اليوم على أرض العراق..
كما تساءلت إن كان هؤلاء يعلمون أن الشهر الماضي كان شهراً دموياً بامتياز في بغداد.. بحيث أن تلك الحرب المذهبية أكلت (3500) عراقي مدني ـ سني وشيعي ـ معاً..
في الحقيقة لم نستطع إلا أن نربط بين تلك الفتاوى وتصريحات الرئيس حسني مبارك سابقاً حول شيعة العراق واتهامهم أيضاً بالولاء لإيران..
وكذلك الأمر بينها وبين فتاوى (ابن جبرين) ضد (الروافض) حسب تعبير الأخير وتحريمه تقديم العون لحزب الله في حربه ضد إسرائيل..
وذكرتني أيضاً بالدعوات التي وجهتها بعض المرجعيات الشيعية للتظاهر إبان تفجير قبة المرقدين في سامراء
والتي راح ضحيتها مئات من السنة .. فضلاً عن إحراق وتخريب أكثر من مئة وخمسين مسجداً سنياً آنذاك .
وتساءلت أيضاً إن كان هؤلاء ينتابهم الشك أن مواطناً عربياً واحداً لا يعلم أن هناك خلافاً واختلافاً بين المذهبين ومن نواحٍ عديدة تتعلق بصلب الدين وشكلياته وهو الاختلاف القائم بين كل المذاهب قاطبة.. إذ لو كان هناك مذهبان غير مختلفين في العالم الشرقي والغربي لما كان هناك مبرر لوجودهما منفصلين..
إلا أن الأمر الذي لم ينتبه له هؤلاء على ما يبدو هو أن هناك فرقاً شاسعاً وبعيداً بين الدين والطائفة.. أو بين المذهب والتمذهب.. إذ أن الدين أو المذهب هو موقف فردي بالأصل يتعلق بعلاقة المخلوق بالخالق.. هو موقف نزيه وبريء وطاهر وقداسته تنبع من قداسة الخالق أولاً وأخيراً.. أما الطائفة أو التمذهب فهو موقف أيديولوجي ـ سياسي يقتضي أهدافاً وغايات ومتطلبات وطموحات أرضية لا علاقة لها بسر السماء وقداستها..
وبالطبع الطموحات الأرضية تتعلق بالجاه والمال والسلطان أولاً.. وأخيراً!!..
وبالتالي حين يدخل أصحاب تلك الفتاوى في تصنيف الناس بين مؤمن وكافر وإطلاق الأحكام عليهم فإنهم يبتعدون عن براءة الدين نحو تكتيكات الطائفة.. وينأون بأنفسهم عن نزاهة المذهب نحو شطارة التمذهب وهو الموقف الذي لا يليق بوصفهم مرجعيات روحية !!
أود أخيراً أن أقول لهؤلاء (إن الذي يده في الماء.. ليس كالذي يده في النار)..
نحن شعوب تصبو للتعايش المشترك فيما بين أدياننا وطوائفنا ومذاهبنا.. بكل عظمة ورحمة قيم المواطنة الحقيقية المبنية على الانتماء الوطني والتعاضد الإنساني الأشمل الذي يستمد خيره ومحبته من خير ومحبة الله..
لكل ذلك نقول لأصحاب الفتاوى وأصحاب (السر)..وربما التكتيكات والحسابات وغير ذلك من قيم الطوائف والتمذهب ونحن نذبح يومياً في بغداد وغيرها:
ارحمونا من فتاويكم.. يرحمكم الله!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو
.. غانتس يجدد رفضه الإبقاء على التشريع الذي يعفي اليهود -الحريد
.. تسجيل صوتي لمحمد الضيف يدعو الشعوب العربية والإسلامية للزحف
.. من أحد رؤوس الكفر إلى أهم الصحابة.. من هو الصحابى الذى دخل ا