الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاب ومنع الاختلاط بين الجنسين هو أحد أهم أسباب تخلّفنا...حرفيّاً !

اسكندر أمبروز

2022 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو ألقينا نظرة سريعة على المجتمعات الغربيّة وقارنّاها بمجتمعاتنا الموبوئة بالطاعون الإسلامي سنجد الكثير والكثير من المصائب التي يتسبب بها دين رضاع الكبير لدولنا والتي قام المتنوّر العربي بتوضيح الكثير منها في مواضع مختلفة.

واليوم أود تسليط الضوء على إحدى هذه المشاكل والتي يتسبب بها دين رضاع الكبير طبعاً , والتي أيضاً ستطفو على السطح بمجرّد المقارنة المتواضعة بين دول الطاعون الإسلامي , والحضارة الإنسانيّة جمعاء , وهذه المشكلة هي كغيرها من المشاكل وأسباب التخلّف الكثيرة في دولنا , صادرةٌ عن الثقافة الدينية وسيطرة الدجل الديني على حياة البشر , ألا وهي مصيبة الحجاب وما يصاحبه من تهميش للمرأة.

فهذا التهميش هو اختصار واختزال لقيمتها كإنسان قادر على الإنتاج في المقام الأوّل , ناسف لكيانها الإنساني وقيمتها كبشر مساوية للرجل في كل شيء في المقام الثاني , ومحقّر لقيمة المرأة مساوياً إياها بالعيوب والعورات وملصقاً بها "لأخلاق" دين بول البعير المشوّهة والسفيهة والأبعد ما تكون عن الأخلاق أصلاً.

ولكن ما هو أثر الحجاب وما يصاحبه من منع لاختلاط بين الجنسين على المجتمعات ؟

ولو أردنا تحليل هذا الأمر علينا بهرم السكّان , أو الPopulation Pyramid والذي يوضّح أهم معالم المجتمعات والدول على صعيد الديموغرافيا والذي يبيّن الكثير عن أي دولة في العالم وهو أي الهرم السكّاني أحد أهم أدوات علماء الاجتماع والعلوم السياسية.

فلو أخذنا مثلاً إحدى دولنا الموبوئة بالفيروس الإسلامي كمصر مثلاً , سنجد أن فيها ما يقارب 23 مليون شخص ذكر تتراوح أعمارهم مابين العشرين الى الخمسين عاماً , أي هم الطاقة العاملة اليوم في مصر , وهذا مع العلم أن مصر فيها 102 مليون شخص بحسب إحصائية عام 2020 وهذا العدد في ازدياد كبير ومتسارع.

وطبعاً هنالك ما يعادل عدد الذكور ال23 مليون من الإناث , ولكن أين هي كل هذه النساء ؟ في المنازل ! مع وجود الاستثنائات المحدودة جداً والتي لا تؤثّر الا في القليل الضئيل كما نعلم.

والآن تخيلوا معي أن 79 مليون تقريباً يعيشون عالة أو بتعبير أفضل معتمدون بشكل كلّي على 23 مليون رجل قادر على العمل , فماذا سيكون برأيكم مصير هكذا دولة ؟ فالرجال الكبار في السن غير قادرين على العمل , والأطفال كذلك الأمر , ولو أضفنا على هذا نصف المجتمع القادر على العمل المتمثل بالنساء ومنعهم عن العمل بسبب النظرة السفيهة الدينية المحرّمة للاختلاط والمنتشرة كالنار في الهشيم في دولنا والتي تتمثّل بالحجاب الداعشي وتبعاته , سنصل الى الكارثة الاقتصادية والتخلّف اللامحدود الذي تعيشه مصر والدول الاسلاميّة اليوم !

فما هو الأفضل للدولة المصرية , أن يكون فيها 46 مليون عامل جادّ قادر على الانتاج متمثّل برجال ونساء هذه الدولة وعملهم معاً بشكل متناغم ومبدع ومنتج واستغلال 23 مليون عقل إنساني إضافي ؟ أم التعويل على 23 مليون من الذكور فقط لحمل بقيّة المجتمع المكوّن من 79 مليون مستهلك ؟ فكيف لدولة أن تنهض في عصر التكنولوجيا والتنافس المتسارع مع العالم ككل دون نصف الطاقة العاملة القادرة على الإنتاج والإدارة والهندسة والتفكير والتحليل والتنظيم والتخطيط والابتكار...الخ ؟ وهذا لو افترضنا أن ال23 مليون ذكر مبدعين ومنتجين , والغالبية الساحقة منهم هي على النقيض من هذا كما نعلم , لأسباب سنذكر بعضها فيما يلي.

وهذا التخلّف المؤكّد والمحسوم هو نتاج الثقافة الداعشية التي تحول المرأة الى أداة للتكاثر الجنسي ومن ثم أدلجة الأطفال بالعقيدة الداعشية , وهذا هو لبّ المصيبة المتمثّلة بالحجاب , فالمرأة التي ترضى على نفسها هذا اللباس العنصري القذر والمحقّر لها ولكيانها , هي في الحقيقة منزوعة الكيان والهويّة , وهذا الشعار الديني المتخلّف هو قمّة الاعلان عن نسف المرأة لكيانها وهويتها وشخصيتها وتحويلها الى الصورة التي رسمها الدين , مفرخة للدواعش !

فعندما يكون 21 بالمئة من المجتمع (متمثلاً بالرجال) يعمل ليل نهار وبالكاد ينال قوت يومه , وفي المقابل يعمل ال21 بالمئة الأُخرى أو نصف القوى العاملة الآخر (متمثلاً بالنساء) على دعشنة الأجيال القادمة , فانتظروا المزيد من الكوارث التي نشهدها اليوم , فلن يستطيع هذا المجتمع أن ينتج شيئاً أو أن يحلّ المشاكل أو أن ينافس دولاً تقدّس العمل رجالاً ونسائاً , كاليابان وكوريا والصين وأوربا والغرب عموماً...الخ , ولن يستطيع التقدّم أو الارتقاء نحو الأفضل مادّياً وفكرياً , ولن يكون له المساحة ليبتكر ما هو جديد , وهو مهمِّشٌ لنصف قواه العاملة , وحال دولنا هذا أشبه بحال شخص يخوض سباق الماراثون وإحدى يديه وقدميه مربوطة ورائه , يقفز على ساق واحدة , يؤول الى السقوط من أوّل هبّة ريح , و سيسقط ويهلك من التعب وسيخسر حتّى ولو لم ينافسه أحد !

ولو خلطقنا هذا الحال المزري والمخزي والمصيبة السابقة التي يتسبب بها الحجاب بكافّة أبعادها وأضرارها الاقتصادية , مع مصائب وبلاوي الإسلام الأُخرى التي لا تعُدُّ ولا تُحصى كتشويه أنظمة التعليم وتحويله الى تحفيظ وتبصيم ساحق وماحق لأي تفكير وابتكار , والأمراض النفسية التي لا تحصى كعقد النقص والكراهية والطائفية والحقد على الآخر وكراهيته والعيش في الأوهام والخرافات الدينية ورغبة ال21 بالمئة من المجتمع العامل (المتمثل بالذكور) بالعودة للقرن السابع الميلادي وإعدادة اجترار الدعشنة والفجور الاسلامي الذي أثبت فشله منذ أكثر من 1400 سنة...الخ من مصائب والتي نعلمها جميعاً , فانتظروا المزيد والمزيد من التخلّف لا بل والتقهقر !

فالقضاء على دين لا عدوى لم يعد مجرّد مسألة تنوير وتوعية أو صحوة انسانيّة أخلاقيّة , وإنما ضرورة للحفاظ على الأمن القومي والقضاء على أوّل وأخطر خطر على هذا الأمن المتمثل بدين بول البعير.

المصادر :
https://www.populationpyramid.net/egypt/2020/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س