الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم النفس واسقاطات الابدولوجية السلفية

فايز الخواجا

2022 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اهلا اصدقائي ومرحبا بكم..
علم النفس والعلمانية واسقاطات الثقافة الفقهية السلفية على فهم السلفيين واستجاباتهم..!!!
نظريا وعمليا العقل العربي لا يملك بعد ظهور الاسلام الا الفقه والثقافة الفقهية, وانحشاره وحصره في داخل النص تفسيرا وتأويلا وتخريجا واستنطاقا سواء في اتجاه مضمون النص ورسالته او باتجاه آخر تماما, واعتبر"علم "الفقه هو العلم"الالهي" ولا شيء غيره في الحياة وهو مقترن بالمسلمين وهو منزلهم وهم اهله, مما جعلهم يطلقون على العلوم الحياتية الاخرى مثل الفلك والطب والرياضيات وغيرها بالعلوم"الدخيلة"!!! اما الفلسفة والمنطق فهمها علما"الزندقة", وتعبير دخيل جاء من دخل البيت او المكان بدون دعوة او بمعنى اكثر قربا هو ضيف بلا دعوة ان جاز التعبير..., ومن يسير مع التاريخ وردود افعال الفقه وتعامله مع العلوم"الدخيلة" يتضح انها علاقة عدائية مثلت بعلاقة اصحاب الفقه والمدارس الفقهية مع علماء هذه العلوم,فتمت محاربة جابر بن حيان والحسن ابن الهيثم والخوارزمي وغيرهم واتهموا بفساد اخلاقهم وضلالهم الى حد زندقتهم وتكفيرهم,على غرار الفلاسفة ولو بنسبة اقل عدائية,ومن هنا يمكن ان افهم الفقر العلمي وتجذره وترسبه وتعمقه في المجتمعات الاسلامية والعربية تحديدا, والسلفي مثلا ابن تميمية له مواقف واضحة من العلوم"الدخيلة" ويمكن الاطلاع عليها في كثير من المواقع للسلفية...
فان كانت هذه العلوم القديمة والتي قامت عليها حضارات"دخيلة" وهي علوم لا تختص بسيكولوجية الانسان وطبيعته النفسية وردود افعاله واستجاباته المختلفة,فكيف يكون موقف الفقه السلفي واصحابه من علم النفس وهو علم حديث تبلور في القرنين الاخيرين في اوروبا ابان النهضة الاوروبية متدخلا في نفسية الانسان وسبر غورها تحليلا وتشريحا وفهما وتأثيرا وموجها وضبطا, هنا تصبح المسألة اكثر من علم"دخيل" بل هو الكفر البين لان عالم النفس قد يشطح بالسلفيين ان يقول ان هذا العالم يشارك الله تعالى في سبر اغوار النواسا والمقاصد , ومما يزيد الطين بلة عندما يتعرض هذا العلم الى الايحاءات النفسية للانسان وتداعي الافكار التي تعمل الايحاءات النفسية على تدفقها حيث تصبح الامور في غاية التعقيد للعقل السلفي على الفهم والاستيعاب والادراك لمقاربة هذا مع مفهوم الوحي الالهي عندئذ تدور حفلات الرقص الرافضة لهذا العلم طولا وعرضا وفي كل الاتجاهات !!! هذه مقدمة سريعة قبل الولوج في عنوان المقاربة...
فعلم النفس يخبرنا ان الانسان له احتياجات بيولوجية غرائزية وله احتياجات نفسية,يسعى لتحقيقها في حياته, وفي حالةعدم تحقيقها يقود هذا الى حالة الاضطراب وعدم الاتزان سواء في السلوك او في العادات العقلية والذهنية, ومن يحدد المسموح وعدم المسموح هو سقف الثقافة السائدة وابعادها واتساعها او ضيقها, وهنا يصبح الفرد امام حالة متشظية قلقه بين ممارسة الاستجابة التي لا تقبلها الثقافة السائدة والتعرض الى العقاب المادي او السيكولوجي للوصول الى حالة عديمة التوتر والتخلص من هذا التوتر والانطلاق في نشاطاته في اوجه الحياة المختلفة,او الى اجراء عمليات قمع ودفن وتخزين هذه الاستجابة في اللاشعور او اللاوعي, وهنا نكون امام حالة مركبة ومعقدة في دافع موجود يتحرك ويضغط وضاغط وبين استجابة ممنوعة مخزنة دفينه مقموعة في اعماق اعماق اللاوعي او اللاشعور..
ولكن هذا الدافع الضاغط يظهر في فلتات غير منتظمة في حالة عدم ضبط الوعي محاولا دفع الانسان الى تحقيق الاستجابة بطرق مختلفة, ومنها طريقة الدفع قولا وفعلا نحو اضعاف هذا الدافع وهذه الحاجة المقهورة لان اية استجابة واضحة ومكشوفة هي تعني الرفض من وعي مجتمعي وفردي من الآخر وهما اصلا يعانيان من نفس المعضلة ولكن كل طرف يشكل عامل ضغط ومراقبة على الاطراف الاخرى,اي ان الجميع يعاني من نفس المأساة من الخوف والاضطراب وعدم الاتزان...
فمثلا: من يعاني من الضغف الجنسي يتكلم فوق العادة عن الجنس دائما...
ومن يعاني من الخوف والجبن دائما يتكلم عن الشجاعة...
ومن يتحدث كثيرا عن بعض الرموز والكينونات دائما يعاني من عدائية لها في اللاشعور تجاهها..
ومن يتحدث كثيرا عن الطهارة والعفة دائما هو في قلب لا شعوره لا يعترف بهما...
ومن يكون مهزوما متالما يخزن هذا الالم في اعماقه وتجده يتكلم عن النصر...
ومن يكون متخلفا متراجعا قياسا لغيره بانعدام حيلته الفكرية والعلمية والحضارية يتكلم عن الآخر هجوما واستهزاءً...
وجميع ما ذكرت تقوم على ردود افعال ارتكاسية منفلته من عقالها بدون فكر او تعقل او دراسة او بعد نظر
هذه امثلة بسيطة فقط...
فالعلمانية مثلا هي طريقة لتنظيم المجتمعات الحديثة وبناء الدول الحديثة باستخدام العلم والمعرفة والعقل من خلال اعتبار ان الانسان وحقوقه واحترام انسانيته هي مركز الحياة ونشاطاتها, والانسان والانسانية هما مضمونا جميع الديانات القديمة والتوحيدية والفلسفات البشرية عبر تطور الحياة الانسانية والتاريخ البشري.. والتجربة العلمانية هذه حققت نجاحا منقطع النظير في كل دول العالم نسبيا وتحديدا في اوروبا والعالم الغربي... وعندما اقول علمانية تتداعى الافكار والمواقف النفسية في الوعي واللاوعي للقاريء والمستمع....
فالانسان المسلم الذي يملك قسطا وافرا من المعرفة والثقافة الحديثة وله موقف نقدي من التراث الفقهي نسبيا يفهم العلمانية...
تقدم علمي,نقدم تكنولوجي, مصانع ضخمة, انتاج عالي الوفرة,ابحاث ومراكز ابحاث تحترم المعرفة والمعلومة, مخرجات حضارية تساعد الانسان في حياته, قوة اقتصادية,مجتمعات منتجة,...................الخ
على المستوى غير الظاهر للعيان وانعكاساتها على الانسان...
احترام الحياة واحترام الزمن
احترام العمل... والجهد.............. والانجاز........ الثقافة العلمية بشكلها البسيط
احترام التنوع والتغاير.......... احترام جماعة العمل وفريقه........
احترام الآخر...
احترام القانون وسطوته وسيطرته...
احترام العلاقة بين الهدف وطريقة الوصول اليه...
الخ من المنظومات القيمية...
هذه اشارات يسجلها الانسان العادي غير المؤدلج عدائيا من خلال الثقافة السلفية والفقه السلفي في الاسلام...
لاحظ اشارات الايدولوجية الفقهية السلفية واستجابات من هم معتقلون فيها..
العلمانية"كفر" وهم لا يعرفون معانيها ولا تاريخها ولا تجلياتها ولا مظاهرها..
اين يذهبون في اسقاطاتهم؟؟؟
نعود الى علم النفس وانفلات المخزنات والمقموعات في اللاشعور
اباحية!!! الثقافة السلفية لا ترى الا الاباحية بدون تعريف معانيها وحدودها ومستوياتها!!!
الانحلال الجنسي!!!! من يعاني من قمع جنسي على جميع مستوياته, ينفلت هذا الدافع مسقطا حالته على الآخرين بدون عقل او دراسة او معاني او تعريفات!!!
العلمانيون"صهاينة"!!!
تفتت الاسرة في الدولة العلمانية!!! بدون دراسات واحصائيات!!!!
انتشار الدعارة!!! بدون ان يعي ان الدعارة المخفية في الجتمعات العربية الاسلامية لا تقل عنها في الدول الغربية!!!! المهم يردد ما يسمع بدون دراسات وابحاث من موقف ايدولوجي بدون ان يعرف انه يحرك من الايدولوجيين السلفيين وقادتهم!!!
يعني السلفي الايدولوجي لا يرى الا ما هو محروم منه من دوافع مقموعة!!!
اما قيم العلمانية فهو لا يراها اطلاقا, ولو ذهب الى اوروبا ليغيش على بطاقات الائتمانات هناك لا ينظر الى سلوك الناس في الشارع والنظام واحترام القانون او الى القيم في الانتاج والبحث العلمي لانها اصلا خارج اطار تفكيره,لانها قيم حياتية تهتم بالحياة وتطوراتها وهو لا يعرف منها شيئا ومن هنا تتوجه احاسيسه ولاسعوره الى بيوت الدعارة وكان المجتمعات العربية والاسلامية خالية منها من جهة ولا يعرف منهجية البحث والمطالعة والتعب والقراءة ليعرف الحقائق.......!!!!
نعم في كل مجتمع وكل نظام اجتماعي فيه هوامش غير مقبوله من البعض ولكن الهوامش غير المقبوله علميا وموضوعيا واخلاقيا وامانة فكرية لا تجعلنا اسرى ايدولوجية سلفية فقهية فشلت في التاريخ والحياة وها نحن ندفع الثمن... وقد يقول قائل ما الحل...؟؟؟ سؤال مشروع والاجابة عليه اكثر مشروعية!!
والحل بالقطيعة المنهجية المعرفية للايدولوجية السلفية!!!
وقبل ان تقوم برد الفعل عليك ان تعرف ماذا يعني مفهوم.....
القطيعة المعرفية وان لم تعرف وهذه ليست ادانة لك... بل عليك ان تبحث!!! وان لم تبحث فانت مدان على جميع المستويات.....!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي