الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تذاكى على الروس ارتد تذاكيه عليه!

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2022 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ثلاث حروب اجتاحت العالم في آن واحد: اقتصادية (بين روسيا والغرب، غير مسبوقة في حدتها)، باردة (بين هذين الطرفين نفسيهما، وهي الأشد منذ 80 عامًا) وساخنة (بين روسيا وأوكرانيا)، غطت على كل الأحداث الأخرى.
ماذا يمكن يا ترى أن نقول في الحرب المالية والاقتصادية التي تراهن عليها الولايات المتحدة والسائرون في فلكها الآن؟
الرئيس الأمريكي الحالي بايدن - وهو نفسه رجل الفساد الأوكراني مع ابنه - تحدث مؤخراً في وارسو وراح يتصرف بطريقة سوبرمانات النخبة الأمريكية القريبين إلى النزعة النازية الجديدة والشاعرين أنهم من سلالة متميزة تجعلهم فوق باقي البشر.
على الرغم من وجود الليبراليين في النظام الروسي، راح بنك روسيا المركزي، بتوجيه صارم من الرئيس بوتين والحكومة، يستعد منذ ثماني سنوات ويقوم بتكوين الاحتياطيات اللازمة لأزمة ستنجم حتماً عن التوترات الجغراسياسية. وخطته في إبقاء الـ300 مليار من العملات في الخارج أي بعيدا عن سيطرته يراها مثابة فخ أوقع فيه الغرب وبرر الهجوم الاقتصادي والسياسي الروسي المعاكس حاليا، المدعوم من قبل الصين والهند خاصة لأجل إحلال نظام عالمي جديد متعدد القطبية محل نظام هيمنة إمبراطورية الدولار على العالم كله.

فمنذ العام 2014، أخذ البنك المركزي في الاعتبار إمكانية حدوث أزمة جغراسياسية ووفر احتياطيات لا يمكن أن تتأثر بعقوبات الدول الغربية. لذلك، زيدت لديه حصة المدخرات بالذهب واليوان، والتي تمثل ما يقرب من نصف الحجم الإجمالي لصندوق الذهب والعملات الأجنبية.

وعليه يجب القول إن الولايات المتحدة ستخسر في المواجهة مع روسيا، لأن أمريكا ليس لديها خطة معدة للتنفيذ في حال رفض الغاز والنفط الروسيين. والناتو خائف ولا يعرف ماذا يفعل - هذا الرأي عبر عنه مفتش الأسلحة الدولي السابق في العراق، سكوت ريتر، أحد أشهر المحللين العسكريين الأمريكيين. فقد قال ريتر في مقابلة مع The Grayzone ("المنطقة الرمادية").
"روسيا لم تأخذ الطعم الذي قدمناه لها، بل حولت فخّنا لها إلى فخ لنا. لقد عرفت روسيا بهذا لسنوات عديدة خلت واستعدت له. فتعرض الناتو الآن لكمين. انظروا إلى حالة الذعر في مجلس الحلف. الناتو خائف حتى الموت ولا يعرف ماذا يفعل. أما روسيا فلم تفعل سوى أنها ردت اقتصادياً".
وبحسبه، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن لديه خطة في حال رفض شراء الغاز الروسي، لكن اتضح أن لا استراتيجية البتة. والآن ها هي أمريكا مجبرة على "الهرولة وهي حاملة بيدها طاسة التسول النحاسية".
وقال ريتر:
"إن الروس أذكياء بشكل غير عادي، لذا فهم لا يقطعون حبل التعاون الاقتصادي. لقد افترضت أنهم سيحجبون عن أوروبا على الفور الغاز من أجل الحصول على نتيجة فورية، لكن فلاديمير بوتين شخص صبور للغاية ". وأضاف قوله إن أوروبا ستضطر إما إلى مواصلة العقوبات، وإما إلى دخول السوق الروسية وشراء الروبلات لدفع ثمن الغاز، الأمر الذي سيدعم العملة الروسية.
لذلك، كل شيء، كما في بداية القرن العشرين، عاد إلى نصابه. ستحرق فنلندا الآن الخث (التورب)، وألمانيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا الفحم البني الرائع في حفاظه على البيئة خضراء، والسويد الفحم والحطب، والنرويج المازوت، وبلجيكا وهولندا والدنمارك الغاز الطبيعي المسال الأمريكي مقابل 1500 دولار للطن".
المستفيدون إلى حد ما هم أولئك الذين رفضوا فرض العقوبات واستمروا في شراء الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، ومن لم يقبلوا الخضوع للاستفزازات الأمريكية في الماضي ولم يسايروا أميركا في تدمير صناعة توليد الطاقة لديهم، وخاصة الطاقة النووية. بين هؤلاء تركيا والمجر وصربيا وكرواتيا وفرنسا. الأخيرة تزود بالكهرباء الكثير من حاجات إيطاليا وإسبانيا، لكن الأسعار تبقى باهظة.
الذكي الداهية الذي سعى لبدء حرب تجارية مع روسيا ارتدّت الحرب إياها عليه، فيصدق فيه المثل: من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س