الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة أولية موجزة لاعلان الهدنة في اليمن

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2022 / 4 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


بداية يمكنني التأكيد على القول ان أي تخفيف عن اليمن واليمنيين من وطأة الازمة الراهنة يعتبر عملا إيجابيا ..ولكن كيف يتحقق ذلك خاصة وان اليمن لم تعد تحتمل سنوات أخرى من الحروب والفوضى وان مهمة المنظمة الأممية كانت ولاتزال البحث عن سبل ووسائل تجمع اطراف الصراع من اجل الحل النهائي الشامل ..
في هذا السياق ووفق قراءة اولية لمضمون اعلان الهدنة وما تضمنته من نقاط تشير الى تعليق العمليات العسكرية (ليس ايقافها نهائيا) وفتح مطار صنعاء بوجهات محددة ودخول السفن الى ميناء الحديدة والافراج عن الاسرى ،، وكلها نقاط تتطلب تدقيق في معناها ودلالاتها ..فالحرب لم تنتهي ولم يقل احد بذلك والمعلن فقط هدنة مؤقتة يستفيد منها جميع الاطراف في اعادة ترتيب الاوراق واعادة الانتشار والتقاط الانفاس كاستراحة محارب .واكثر الأطراف استفادة الحوثيين ..
الجدير بالذكر ان وقف الحرب نهائيا يكون في حال اعلان طرف انتصاره الكامل او قبول الاخر بالاستسلام او حتى بالحل السياسي وفق ضغوط دولية وإقليمية وهذه الأخيرة غير متوفرة . ومع ان الاعلان لم يتضمن نقاط اخرى اكثر اهمية وذات اولوية مثل المختطفين والمخفيين ولا اشار الى اسماء الاسرى او عددهم كما ان وضع تعز لايزال معلقا فهي مقسمة الى دوائر امنية مغلقة على بعضها مما يلقي بأعباء كثيرة وخطيرة على تنقلات المواطنين وكان الاجدر ان ينص الاعلان على فتح طريق تعز صنعاء وتعز عدن وانهاء الاغلاق داخل المدينة (للعلم بعض المعابر داخل المدينة تابعة لأطراف مع الشرعية).
واذا كان ميناء الحديدة سيتم فتحه كاملا مع العلم انه كان يمارس نشاطه بدخول اعداد من السفن بانتظام شهريا ووفق الحاجات المجدولة كما هو حال مطار صنعاء الذي لم تتوقف رحلات الطائرات الاممية والعمانية وغيرها ،، فقط كان مغلقا امام المسافرين من عامة المواطنين .
والاهم في هذا الاعلان انه يتمنى او يرغب ان يؤسس لعمل سياسي يتوج بحل الازمة بشكل شامل .. معنى ذلك ان الحل الشامل للأزمة غير مطروح للنقاش ، وان المندوب الاممي ليس لديه خطة ولا اجندة لذلك ، وان الشرعية ايضا لا تمتلك رؤية متكاملة لهذا الامر ، وقد نبهنا اكثر من مرة لضرورة ان يكون لدى الشرعية اجندة متكاملة للحل الشامل تعرض دوما على الوسطاء عربيا وعالميا بما في ذلك المندوب الاممي .. ولأنها الطرف المعترف به دوليا نخاطبها بضرورة ان يكون لديها اجندة سياسية وطنية تناقش مع مختلف الاطراف الداعمة لوحدة اليمن وبناء الدولة وحماية السيادة الوطنية لان الحلول الجزئية والموسمية التي يسوق لها مجلس التعاون .(وهو بالمناسبة مجلس فاشل لم ينجح نهائيا في اي عمل ايجابي منذ نشأته بل كان جزء من الصراع داخل دول المجلس وهو اداة بيد دول المقر )..
والغريب في الامر ان من تم اختيارهم للحضور في المشاورات غير فاعلين في صناعة القرار السياسي لا وطنيا ولا حزبيا ولا داخل المدن او حتى في مجتمعاتهم المحلية ولا تتم مشاورتهم بشكل حقيقي ،،
ان الاجندة الحقيقة لأي توافقات كما اعلان الهدنة كان مقدما من ادارة المؤتمر مع مكتب المندوب الاممي وطلب الموافقة عليها من الحكومة الشرعية وممثلي بعض الاطراف فقط اما الحضور بكامله فغير مطلوب مهم سوى تأييد ما يتم الإعلان عنه ..وغير ذلك كان غالبيتهم منبهر بزيارة المولات والاسواق السعودية والتقاط الصور مع المندوب الاممي والمندوب الامريكي وغيرهم وصفحات الفيس تعكس وتؤيد ما نذهب اليه .
..اذا .. الحل الوطني للازمة لايزال بعيدا ..ومستقبل اليمن كدولة ونظام وسيادة مجهول وغير محدد ولم يتم النقاش حوله ولا حتى تمت الإشارة اليه .. والحوثي كطرف وقوة عسكرية ومنظوراته الخاصة بالسياسة لاتزال بعيدة عن لب الحوار والمناقشة ..
فهل تتكرر تجربة لبنان في اليمن بوجود طرف مسلح وبرؤية مغايرة سياسيا ومذهبيا للنظام وللمجتمع ، خاصة وانه لايزال طرف مهيمن ومنتصر على الشرعية ليس بقوته وتخطيطه بل بضعف وفشل الشرعية .. وللعلم حتى اليوم للحوثي من يمثله داخل الشرعية في الحكومة والمستشارين وفي قيادات الصف الأول والثاني للأحزاب مثل الاصلاح والاشتراكي وله اعوان وانصار كثر في الامن والجيش ناهيك عن عشرات المنظمات والجمعيات الاهلية ونشطاء المجتمع المدني ... اذا .. كيف سيكون الحل النهائي الشامل ..وما معنى تمنيات ورغبات الوسطاء بهذا الحل ..ام ان هناك خدعة للشرعية ينفذها الوسطاء وعدد من كبار موظفيها وحلفائها ..
الأكيد ان السعودية تتحاور بانتظام سرا وعلانية مع ايران وان هذه المشاورات جاءت وفق تلك الحوارات واستجابة لبعض بنودها وفق المنظور السعودي الإيراني ..ومعنى ذلك ان الحل للازمة اليمنية سعودي إيراني وبدعم امريكي .. والأكيد ان السعودية وجهت اكثر من مرة نقدا للشرعية وفق تزايد مظاهر الفساد وتعيين الأقارب بالسفارات ووظائف كبيرة واهدار للمال العام حاصة الودائع الخليجية في البنك المركزي وأوضحت السعودية ان كثيرا من اطراف الشرعية يزودون الحوثي بالمشتقات النفطية وغيرها ..
من هنا ..يمكن القول ان التسوية النهائية قد تتضمن استبعاد هادي نهائيا مع نائبه وعدد غير قليل من الوزراء والمستشارين والقادة العسكريين ..ولذلك السعودية جاهزة بمجموعة سياسية أخرى تم اختيارهم مع مجموعة ثانية من اختيار الامارات ليعملوا معا في مصالحة مع الحوثي ..الامر الهام هنا هو ان جوهر المصالحة تتضمن حماية حدود المملكة وعدم تكرار الاعتداء عليها او على الامارات وباقي الأمور السياسية اليمنية تترك لليمنيين المختارين منها مع الطرف الاخر المدعوم إيرانيا ..
بكلمة واحدة -اليمن الجمهوري ومكتسباته من الوحدة والديمقراطية في مهب الريح خاصة وان من كان الشعب يعول عليهم من أحزاب وفاعلين اظهروا انفسهم كأدوات تابعة ومدجنة ودون حضور سياسي مقرر في المشهد الوطني العام واما العامة من الشعب فقد قهرتهم الازمة طوال سنوات عشر ماديا ومعنويا وسيقبلون باي حلول واي مخرجات نهائية ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة