الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة للمستر سكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا 3

ماجدة منصور

2022 / 4 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لا أنكر عليكم مستر موريسون بكم الإكتئاب الذي أعاني منه و لا بحجم الفقاعة الباردة التي أعيش بها منذ فترة و ذلك لظروف متداخلة و متشعبة سواء أكانت ظروفا صحية أو عائلية أو إقتصادية حتى فجائحة كورونا التي ما تزال مسيطرة على عالمنا
لأجل غير معلوم,,,قد أثرت على معظمنا في قارتنا الذهبية....أستراليا.
نحن نزداد غربة و عزلة و وحشة حتى أرواحنا قد إبتدأ يعتريها الصقيع و البرد,,,,و الجفاف أيضا.
زد عليها أخبار العالم التي نتابعها يوميا كي تأتي على ما تبقى منا و خاصة حين نرى دبا ...قطبيا....جليديا ....جافا.....دمويا....جالعا...واهما...مجنونا...و إسمه ((بوتن))
هذا ال (( البوتن)) قد أذاقنا في سوريا من أهواله و جرائمه و بشاعته و جبروته ...ما يشيب له شعر الرضيع.
كل هذا قد أثر بي و بطريقة حياتي التي بدأت تنحو منحنى خاطئا منذ سنة و نصف تقريبا.
قبل يوم رأس السنة الفائتة و تحديدا بتاريخ 17-12-2021
كنت أقود سيارتي قادمة من الصيدلية القريبة حيث كنت أحتاج بعضا من الأدوية و كان لابد لي من الذهاب للصيدلية بمفردي حيث كنت قد إحتسيت كوبا من البيرة ....كي تساعدني على النوم...فأنا لدي قلق طفولي من النوم!!!
لربما أخاف من النوم
حقا ..إني لا أدري
لطالما ساعدتني البيرة على النوم منذ الوقت الذي علمت به بحقيقة المرض الذي أصاب قلبي.
و فجأة...أرى من بعيد حاجزا للبوليس...و كان بإستطاعتي أن أغير طريقي و أتخذ طريقا مغايرا و لكني كنت واثقة بنفسي , أشد الثقة, بأنه لا حاجة لي بأن أتخذ طريقا مغاير فأنا لم أرتكب مخالفة قانونية و كل أوراقي و أوراق سيارتي سليمة.
رأيت السيارات تصطفق أمامي و أخذت دوري كالمعتاد...فأنا ...و بحكم عيشي في هذه الضاحية فأنا أعلم جيدا بأن حواجز البوليس تلك ...لقياس مقدار الكحول...لدى السائقين.
و لم يكن يساورني أي قلق أو خوف من قياس كمية الكحول بدمي فأنا قد تناولت زجاجة واحدة فقط من البيرة في ذال المساء و أنني ما زلت تحت (( الحد القانوني للسكر))0
أعطاني رجل البوليس إشارة بيده بأنه يجب علي الإصطفاف بسيارتي الى جانب الطريق....ف...لبيت الأمر بكل أدب و إحترام و طاعة للقانون...فأنا أعلم و أحترم و أقدر بأني أعيش في دولة المؤسسات و القانون و أعني بها...قارتي الذهبية...أستراليا.
لكنه فجأة...أطلٌ علي وجه إمرأة شابة و قوية و رياضية و ترتدي ملابس البوليس....إنها ضابط بوليس.
عادي
فالمرأة في أستراليا قد إستلمت مناصب قيادية منذ زمن طويل و هذا فخر لي كإمرأة.
و لكن !!!! كانت لغة جسد هذه الضابطة توحي لي بأنها ( كنمر قد إنقض على فريسة....بعد طول إنتظار ) أي و الله
كان وجهها يوحي بالعدوانية الشديدة على عكس زميلتها و التي كان يبدو على وجهها الطيبة و الأمومة أيضا فأنا يا مستر موريسون لدي موهبة نادرة في قراءة لغة الجسد...و لغة العيون
ف للجسد و العيون لغة لا يجيد قراءتها كثيرون من البشر...و لكني أقرأ هذه اللغة جيدا...و ليس ذلك عن علم غزير قد إكتسبته...لا...لا أقصد هذا المعنى...بل هذه المعرفة و الفراسة بلغة الجسد قد إكتسبتها بالفطرة...ليس إلا.
أخذتني هذه الضابطة و التي إخترت لها إسم (((مسز فلويد ))) الى سيارة مجهزة بأجهزة لقياس كمية الكحول بالدم...و بعد هذا أمرتني و بصوت ( فولاذي) أن أنفخ بجهاز خاص...و حاولت النفخ,,,النفخ بشدة...و لكنني كنت أخفق و أفشل في النفخ
القوي و ذلك نتيجة قصر في أنفاسي بسبب أن الأطباء قد زرعوا لي جهازا دقيقا في قلبي ...يسميه الأطباء...بيس ميكر.
و بعد محاولات ( شرسة) من الضابطة و ضغطها المستمر عليا...كي أنفخ بقوة أكثر و أكثر و أكثر....حصل لها ما تريد و تنتظر...فقد وجدت بدمي كمية كحول ضئيلة للغاية و لا تتعدى 2 على صفر بالمائة.
و إذا بها تتلو علي---كالروبوت تماما----مذكرة طويلة...لم أفهم معظمها...بالعقاب الذي سيحل عليا.
كان تعاملها معي غير حضاري و غير إنساني و غير قانوني بالمرة...
كانت تعاملني بمنتهى اللؤم و القسوة...لدرجة أني طلبت منها أن تحترم نفسها...كي أستطيع إحترامها.
لا أنكر أبدا بأني مخطئة و ها أنا أمتثل للعقاب.
لقد منعوني من القيادة لمدة 3 أشهر و غرامة تفوق ال 500 دولار....و إمتثلت للقانون...و أصبحت أقود دراجتي الهوائية في تنقلاتي...أو أستأجر سائقا في معظم الأحيان.
و فوق كل هذا سوف تقوم هيئة الطرق بولاية فكتوريا بتركيب جهاز خاص بسيارتي حيث أن هذا الجهاز الذكي ((( يقفل))) عليا سيارتي بإحكام...إذا ما إستشعر هذا الجهاز الذكي أي رائحة كحول تنبعث مني أو من سيارتي.
الى هنا ...كل شيئ عادي و أتقبله بأريحية و تقدير.
لكن ما لا أتقبله ابدا أن يتم إنتهاك كرامتي...لأن كرامتي هي إنسانيتي التي حاربت من أجلها طوال عمري كل أنظمة القهر و الظلم و الطغيان.
سيدي مستر موريسون:
قال الخالد في ضمير الله,,نيلسون مانديلا:::::حافظ على كرامتك حتى لو كلفك الأمر أن تصبح صديقا لجدران زنزانتك.
أعلم أنه بإمكاني اللجوء الى القضاء كي أشتكي الضابطة و التي دعوتها (((مسز فلويد)))) و لكني أقولها لك صادقة بأنه لا وقت لدي بسبب وضعي الصحي و الذي يحتاج مني الذهاب للمستشفيات و الأطباء و ثانيا لأني لا أريد أن ألحق الضرر بمسز
فلويد و ثالثا لأني لا أريد عداوة مع بوليس ضاحيتي لأن منهم شرفاء كثر...و ضباط أكفاء و إنسانيون و يؤدون عملهم بكل صدق و ضمير و شفافية...فأنا لا أريد أن يذهب الصالح مع الطالح...لذا...ها أنا أمتثل للقوانيين بكل حب و ود على شرط أن لا
تٌنتهك إنسانيتي و التي حاربت من أجلها طوال عمري.
أعلم مستر موريسون بأنه لا شأن لك بكل هذه الأشياء و لكني أقولها لكم من أجل التاريخ.
و أعلم أيضا بأن العالم كله يعاني من حالة ضاغطة بسبب كورونا و تداعياتها على الإقتصاد الأسترالي و العالمي و زاد عليها ( بوتن) الذي لم تكفيه أشلاء أجسادنا و تشرد عائلاتنا و دمار بلدنا و إنهيار إقتصادنا ..لينقض بعدها..على أوكرانيا..و هي دولة
ذات سيادة...و من يعلم بعدها الى أين سيتجه هذا الدب الجليدي بدماره و آلته الحربية الماحقة!!!!!

هذه المقالة قد كتبتها لا بغرض الشكوى من القانون أو التذمر...بل كتبتها كرصيد أدبي بسيط تضيفه الى فترة حكمكم
كرئيس وزراء أستراليا
إن مقالي للأرشفة و الحفظ ليس إلا.
( في هيئة المتحمسين يبدون, لكن ليس القلب هو الذي يؤجج حماسهم""بل رغبة الإنتقام,,, و عندما يصبحون مؤدبين مرهفين بارديين. فإنه ليس العقل الذي يبقيهم مؤدبين مرهفين باردين ...بل هو الرغبة الدفينة في السيطرة)
إني أطالب دائما بأن تبقى قارتنا الذهبية أستراليا كتاج للعدالة ...أتباهى به أينما ذهبت
و لن أسكت عن إثبات الحق حتى لو كان هذا الحق يُدينني أنا.
فما قيمة حياتي إن خلت من كل هذه المعاني الإنسانية الجميلة.
و لا ييمكنني إلا أن أقول لكم_مستر موريسون ..إني ذاهبة الآن كي أعد طعامي و ذلك أنني قد قررت الصيام ...فنحن الآن في شهر رمضان...و أنا صائمة لأول مرة في حياتي,,,لا لشيئ...إلا لأثبت لنفسي: بأنه لدي صلابة نفسية و عقلية و جسدية
تمكنني من السيطرة على كل شهوات نفسي و جسدي...
إنه صيامي الأول كي أتجاوز هفواتي الصغيرة
هذه مناسبة كي أقول لك: كل سنة و أنتم بخير
عشتم و عاشت أستراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء