الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطارئون على مهنة المتاعب و مشهد النفاق الاعلامي

مهند عبد الجواد راهي
اكاديمي و باحث في الاعلام و القانون

(Muhannad Rahi)

2022 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


باحث في الاعلام و القانون

النّفاق اللّفظ في اللّغة مأخوذٌ من الفعل نافَقَ، وأصله من النّفق لأنّ المُنافق يُخفي أمرَه، كمن يدخل ويختبئ في النّفق، وقيل إنّ اللفظ مأخوذٌ من نافقاء اليربوع، وهو جُحْره الذي يحفر الأرض ليخرج منه، حتّى يوشكُ أنْ يبلغَ سطح الأرض، فيترك طبقةً خفيفة لكي لا يعلمَ أحد بمكان مخرجه. وإذا خاف من شيءٍ، أو شكّ في وجود شيءٍ، رفع رأسه ليُبعد هذه القشرة ويخرج منها، فكان النّفاق مُشتقًا منها لكوْنِ المُنافق يُخفي أمرًا ويُظهر غيره، فالجُحر الذي يخرج منه اليربوع في الظّاهر يكون ترابًا يُغطي مكانًا صغيرًا من الأرض، وتحت هذا التراب حفرة لا يراها أحد . و يُعرّف النّفاق اصطلاحًا بأنّه: إظهار الإسلام وإخفاء الكفر، وقد سمّى بعض الفقهاء المنافقَ زنديقًا.
إن من أخطر أنواع النفاق وأكثرها فتكاً بالشعوب وتدميراً للدول هو النفاق الإعلامي بكل أشكاله وأساليبه، لأنه حالة نفسية تنبئ عن خبث طوية صابها وحربائيته وتملقه وجبنه وغدره، حيث يستطيع قلب الحقائق بكل جرأة.
برزت ظاهرة النفاق الإعلامي كممارسة وسلوك وثقافة تقمصت الشعر والسرد الحكواتي و استمدت حضورها من ممارسات الإخبار والاصطفاف من الإطراء والذم اللذين كانا ـ وما زالا ـ من أهم مقومات التباين المجتمعي وضمان استمراريته على نسقية التنافس في ظل توافقات اقتسام السلطان والنفوذ ورقاب العباد وخيرات البلاد.
ومع التغيرات السياسية بعد عام 2003 ظهر الاعلام بمفهومه الحديث الذي استظل به ممن هم طارؤن عليه كالمنافقون والممارسون للوشاية والإخبار وتمزيق الصفوف والتقرب من الأقوياء طمعا، وليبقوا في ذلك ولأجله على قوالب الماضي و التحزبيات و الطائفية .
فمن ذا الذي ينكر هذه الحقيقة المرة؟ ومن ذا الذي لا يرى تقلبات وجهات الحراك السياسي ويسمع ويرى هذا النفاق الإعلامي من أصحاب الأقلام السيالة والألسن القوالة وهم كالحرباء يبدلون جلودهم ويهاجرون من قطب إلى آخر وفي تصرفات خسيسة ومن ذا الذي لا يسمع قرع طبولهم النشاز ويقرأ سموم كتاباتهم المفرطة في الامتداح لجهات وكيل الشتائم لجهات أخرى في أزلية ثنائية المتناقضين والإفراط اللفظي فيهما.
ان ابرز صور النفاق الاعلامي نجده يتجسد بالاعلام الحكومي و القائمين بادارته حينما ينسبوب الانجازات الى الادارات العليا و يبخلون جهود صغار العمال و الموظفين الذين عملوا بصمت ليستمروا بالبقاء ، ولان الإعلامي المنافق كذاب وهو خائن للأمانة الإعلامية، مخلف للوعد قد أخذ على عاتقه تزيين الأمور وتغيير الوانها واشكالها ومضامينها للحظوة بمكسب او منصب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا