الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام النسيء

جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)

2022 / 4 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محور : مفاهيم وإشكاليات

حسب السردية الإسلامية النسيء في سورة التوبة يفيد التأخير، و هو تحريم شهر المحرَّم. فكان العرب يؤخرون تحريمه سنة، و يحرِّمون غيره مكانه لحاجتهم إلى القتال والإغارة. و" النسيء " في اللسان العربي مصدر من قول القائل: " نسأت في أيامك، ونسأ الله في أجلك "، أي: زاد الله في أيام عمرك ومدة حياتك، حتى تبقى فيها حيًّا؛ أي كل زيادة حدثت في شيء.
لقد اختُلف عن سبب هذه أيام النسيء، إذ يرى البعض أنها كانت رهن الزيادة أو النقصان في حساب دورة القمر حول الأرض. في حين يقول آخرون إنها كانت طريقة للتحايل على عدد أيام الأشهر الحُرُم إذا أراد العرب تفادي القتال والإغارة حسب استعداد القبائل لذلك أو عدمه ، وكان هذا الأمر موكول لرؤساء القبائل. وحرّم الإسلام أيام النسيء لاحقا لتفادي التباين الشديد الذي قد تتسبب به في حساب مواقيت الشعائر والمناسبات الإسلامية حسب المنظور الإسلامي.
جاء في تفسير السعدي، أن النسيء هو ما كان أهل الجاهلية يستعملونه في الأشهر الحرم، وكان من جملة بدعهم الباطلة، أنهم لما رأوا احتياجهم للقتال في بعض أوقات الأشهر الحرم، رأوا - بآرائهم الفاسدة- أن يحافظوا على عدة الأشهر الحرم، التي حرم اللّه القتال فيها، وأن يؤخروا بعض الأشهر الحرم، أو يقدموه، ويجعلوا مكانه من أشهر الحل ما أرادوا، فإذا جعلوه مكانه أحلوا القتال فيه، وجعلوا الشهر الحلال حراما، فهذا زيادة في كفرهم وضلالهم.
إلى حد اليوم هناك بعض مواقيت الشعائر والمناسبات الإسلامية متباينة بين البلدان الإسلامية، وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
يبدو أن العرب القدامى دأبوا على السعي لتطابق شهور التقويم القمري مع فصول التقويم الشمسي ، وهو الفاعل فعلا في حياتهم العملية. ولكن التعديلات الإسلامية ساهمت في جعل شهور السنة الهجرية الإسلامية متجولة عبر الفصول مما أفقد فعاليتها في الحياة اليومية ولم تعد صالحة اليوم إلا في إطار تحديد جملة من الشرائع الإسلامية.
مع اعتماد التقويم القمري الخالص وإجبارية رؤية الهلال البصرية، وبخصوص تباين بعض مواقيت الشعائر والمناسبات الإسلامية المهمة حسب البلدان الإسلامية، تقر الفيزياء الفلكية بإمكانية تحديد بداية الأشهر القمرية وثبوت أهلتها بكل سهولة لآلاف السنين لا لعام أو عامين فقط. لكن يبدو أن الخلاف يكمن في النصوص الشرعية التي تركز تركيزا ، على عبارة الرؤية البصرية، علما أن الرؤية المجردة لا تأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل حالة الجو ولا تدخله في الحسبان. وتتباين رؤية اكتمال دورة القمر بناء على الموقع الجغرافي، ما يعني أن بداية الشهر الهجري قد تقع في مكان ولا تقع في آخر.
اختلف الفقهاء في كيفية إثبات رؤية هلال رمضان، فمنهم من اشترط للعمل برؤية هلال رمضان شهادة عدل أو عدلين، ومنهم من اشترط جمعا غفيرا من الناس. لكن العقلية الزئبقية التبجيلية التبريرية، كعادتها وجدت الحل، إذ أقرت أن لكل بلد رؤيته ولا يُلزم برؤية أهل بلد آخر، ويرفع الخلاف - حال وقوعه - إلى الحاكم القائم على الأمور بغية الاتحاد ونبذ الشقاق، وهكذا حسمت الأمر.
بالواضح، إن اختلاف الدول العربية والإسلامية أحيانا في تحديد أشهر قمرية وأعياد بعينها يكمن في رغبة بعض الحكام في ممارسة نوع من السيادة واستقلالية القرار، علما أن الأمر عقائدي ومن المفترض أن يكون بعيدا عن السياسة أو الأغراض الدنيوية.
ولم يفت على العقلية الزئبقية التبجيلية التبريرية أن تتخلص من طرح الفيزياء الفلكية القائلة بإمكانية تحديد بداية الأشهر القمرية وثبوت أهلتها، فجاءت برد للخروج من الحرج ، لكنه بدا أفظع من صمتها، إذ قالت إن حسابات الفلك لا تزال غير قطعية من المنظور الشرعي، لأنها قطعية "النفي لا الإثبات". وهذا لأنه إذا أكدت الحسابات الفلكية تعذر ظهور الهلال فهذا ثابت، ولا يمكن لأحد ادعاء رؤيته، أما إن أقرت بثبوته، يمكن أن يقول شخص إنه لم ير الهلال، ربما بسبب عدم امتلاكه ما للفزيائيين من الأجهزة الدقيقة ومن معرفة علمية. وهذا كلام يدخل في نطاق المغالطات المنطقية.
فهل هناك سبب غير معلن صراحة للعامة والداعي لإلغاء النسيء في فترة ما من الإسلام ؟

السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئتي عام

يعتمد التقويم الهجري/القمري على قياس دورة القمر حول الأرض، بحيث يكتمل الشهر الهجري باكتمال دورة القمر. وذلك على عكس التقويم الميلادي/ الشمسي، الذي يعتمد على دوران الأرض حول الشمس. وتُقاس نهاية وبداية الشهر الهجري بناء على رؤية هلال الشهر الجديد، ما يجعل أيام الأشهر الهجرية غير محددة، على عكس التقويم الشمسي. وبناء عليه، يتباين عدد أيام الشهر الهجري ما بين 29 وثلاثين يوما، كما أن السنة القمرية ظلت تتجول عبر فصول السنة منذ نزول الآية اللاغية للنسيء. لذلك تتقدم السنة الهجرية 11 يوما كل عام، مقارنة بالتقويم الشمسي، ما يجعل الشعائر والمناسبات الإسلامية تقع في فصول وأوقات مختلفة كل عام خلافا لما كان عليه الأمر قبل حجة الوداع التي كانت سنة 10 هجرية.
ذأب العرب القدامى على الحرص لتفادي الخلل بين التقويم القمري والتقويم الشمسي، لأن الأول غير مضبوط كالثاني ولا يتماشى مع تسلسل الفصول، وهذا أمر ذو أهمية بالنسبة للزراعة والأشغال الزراعية وحياة الرعي. وهذه أمور تتلخبط مع الاعتماد على التقويم القمري.
فأسماء الشهور عند العرب، كانت مرتبطة بمنطق التقويم الشمسي الفصولي– البيئي - ولا أدل على ذلك أسماؤها مثل الربيع الأول والثاني، وكانا يصادفان دائما فصل الربيع ورمضان سمي كذلك لأنه كان يأتي في الصيف. لكن مع إلغاء النسيء في الإسلام تلخبطت الأمور، ولازالت إلى يومنا هذا. علما أن السردية الإسلامية ترى العكس، اللخبطة كانت قبل تحريم النسيء.
وقد أدى هذا إلى مشاكل، ومنها قد يكتمل شهر هجري في بلد عربي إسلامي وقد لا يكتمل في بلد مجاور له، مما أدى إلى تباين في مواقيت بعض الشعائر بين المسلمين . ولم أعثر في الموروث والسردية الإسلامية على تفسير مقنع يبرر دينيا وعقائديا هذه اللخبطة، وما قيل بهذا الخصوص يبقى مجرد تبرير ليس إلا.
حسب السردية الإسلامية، إن السنة التي حج فيها النبي حجة الوداع هي السنة التي وصل فيها شهر ذي الحجة إلى موضعه الأصلي بعد تغييره من أهل الجاهلية باعتماد النسيء؛ إذ جاء في حديث أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، أي أن شهر ذي الحجة تجول عبر الفصول وصادف سنة 10 هجرية مكانه الأصلي يوم الخلق. فمعنى الحديث أن الأشهر رجعت إلى ما كانت عليه قبل اعتماد النسيء أصلا.

قبل الإسلام بقرنين

قبل الإسلام ، كان العرب يؤرخون بعام عرف حدوث نازلة أو واقعة مشهورة مثل عام القيل ويوم الفجار.
اجتمع سادة العرب في مكة سنة 412 ميلادية للتوافق على التقويم القمري، إذ أن التباين بين قبائل العرب في تحديد الأشهر القمرية تسبب في فوضى بشأن موسم الحج وحركة التجارة. واتفق فيه العرب على عدد الأشهر وأسمائها. كما اتفقوا على الأنشطة المرتبطة بكل شهر، فخُصص بعضها للحرب، وبعضها للتجارة، وبعضها للحج. كذلك اتُفق على الأشهر الحُرُم، التي يُحرّم فيها القتال، واستمرت حتى بعد ظهور الإسلام، إلى حدود حجة الوداع في أواخر حياة النبي.
تُقِرّ أهم مراجع السردية الإسلامية التاريخية (الطبري، المسعودي، البيروني، الميداني، ابن خلدون، النويري)، أن السنة العربية كانت قبل الإسلام قمرية – شمسية ومكونة من 12 شهرا قمريا معدلة بالنسيء ليدور العام مع السنة الشمسية. وكان النسيء يُعْتَبر كعيد ترافقه بعض الطقوس الدينية والعقائدية. وقد أكد أكثر من مرجع إسلامي، على أن العرب اقتبسوا النسيء عن اليهود. فالسنة العربية القديمة – على الأقل في مكة – كانت سنة شمسية تعتمد على اعتبارات فصولية مناخية بيئية. ويبدو أنها كانت مقسمة إلى 6 أقسام، يتألف كل قسم من شهرين : صفران، جماديان، ربيعان…

العمل بالتقويم الهجري

رغم أن التقويم الهجري بدأ تأريخه بهجرة النبي محمد من مكة إلى المدينة، لكن العمل به لم يحصل إلا بعد مرور 17 سنة بعد الهجرة. وقيل إن الخليفة عمر بن الخطاب كان له السبق في اعتماد العمل بالتقويم الهجري في الدولة الإسلامية، والذي كان يُعرف من قبل بالتقويم العربي، واكتسب لفظة "الهجري" بعد ربطه بالهجرة النبوية. واختيرت أسماء الأشهر التي نعرفها حاليا، بعد أن كانت القبائل تطلق أسماء مختلفة على الأشهر. وهي في الغالب الأسماء التي اتفق عليها العرب في اجتماع مكة سنة 412 ميلادي.

أسماء الأشهر

ارتبطت أسماء الأشهر، إما بالفصول التي تتزامن معها، أو أنشطة العرب في كل منها، أو حرمة القتال فيها. فمثلا أشهر ربيع الأول وربيع الآخر وافقت فصل الربيع عند تسميتها. وجُمادى الأولى وجمادى الآخرة وافقت فصل الشتاء عند تسميتها (والكلمة مستمدة من جمود الماء). وشهر رمضان مستمد من الرموض، وهو اشتداد الحر في الوقت الذي سُميّ فيه. أما الأشهر الحُرُم، فذي القعدة يرمز إلى قعود العرب عن الحرب، أما المُحرم فهو مستمد من تحريم القتال. وذو الحجة كان هو شهر الحج، ورجب مستمد من "رجب النصال عن السهام"، أي نزعها، في وقت تحريم القتال. أما صفر، فيرتبط بخروج العرب للحرب حتى تصفر البيوت، أي تخلو من أهلها. وشعبان يرمز إلى بدء تشعب العرب ما بين حرب وتجارة بعد قعودهم في رجب.
قبل إلغاء النسيء كان شهر رمضان، شهر الصيام، يصادف شهر أيلول عند اليهود، وكانوا يصومونه في تلك الفترة من السنة لأنها تصادف فترة وجود موسى بجبل سيناء، كما جاء في العهد القديم. وقد صادف شهر الصيام فصل الصيف لمّا وصل النبي محمد إلى المدينة سنة 622 م. وتحريم النسيء تزامن مع حجة الوداع.
فهل إلغاء النسيء جاء لتمييز المسلمين عن اليهود في صيامهم، ما دام شهر رمضان سيتجول عبر فصول السنة ولن يصادف أيلول إلا بعد مرور مدة طويلة ؟
وهل هذا يعني أن المسلمين الأوائل كانوا يحجون خارج وقت الحج ويصمون رمضان خارج وقته ولم تستقم الأمور إلا بدءا من سنة 10 هجرية أم العكس هو الذي وقع؟ أم أن الأمر هو السعي لفك الارتباط مع ما كان سائدا قبل الدعوة المحمدية ومع عقائد سابقة اغترف منها الإسلام؟
على سبيل المثال فيما ارتبط بالحج، فمناسك الحج منذ حجة الوداع، هي ما عليه المسلمون اليوم إلا في بعض التفاصيل. اعتبارا لما أعلن عنه النبي من التعديلات جعلت المناسك تختلف عما اعتاده العرب في حجهم قبل الإسلام، ومن ذلك إبطاله النسيء طبعا، واتخاذه السنة القمرية غير المعدلة، بهذا جنّب النبي الحج الإسلامي كل ما كان له صلة بالحج الشمسي. وقد وردت تفاصيل عن هذه التعديلات في سورة التوبة.

إلغاء النسيء

ألغي النسيء بنزول السورة التاسعة في المصحف، سورة التوبة الآية 37 وما تلاها.
"إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" .
فما هو الداعي لهذا الإلغاء حسب السردية الإسلامية ؟
من الدواعي :
- أن عرب الجاهلية ابتدعوا النسيء من تلقاء أنفسهم، وجعلوه بمنزلة شرع اللّه ودينه.
- قلب الدين، إذ جعلوا الحلال حراما، والحرام حلالا.
- استعمال الخداع والحيلة في دين اللّه.
- وحسب المفسرون ما النّسيء إلا زيادة في الكفر.

أطروحات في الموضوع خارج المنظومة الإسلامية

إن أول رمضان بالمدينة جاء في فصل الربيع إذ صادف شهري مارس وأبريل سنة 623م. وفي جدالهم مع محمد، أكد اليهود أن الصوم يكون في أيلول وشهر رمضان عند العرب كان يصادف هذا الشهر لأنهم كانوا يعتمدون النسيء لموافقة السنة الشمسية. وقتئذ كان ميقات معروف لا يتغير.
وقد ذهب بعض الباحثين إلى قول، خلافا لما قد يفهمه المرء من أن إشكالية النسيء كانت بين محمد ومشركي الجزيرة العربية، فإنها كانت موضوع جدال بين النبي واليهود.
حسب جاكلين شابي، الباحثة الفرنسية في تاريخ العالم الإسلامي في العصور الوسطى، ألغي النسيء في أواخر العهد المدني لسحب البساط من تحث أقدام قبائل البدو بخصوص التحكم في أمر الوقت المحرم القتال فيه ( الوقت المقدس)، وكان هذا الإلغاء إعلانا على سيادة نفوذ النبي محمد ( سياسيا وعسكريا) على أرجاء غرب شبه الجزيرة العربية. وهذا – حسب الباحثة – لأن قبائل الأعراب الرحل هم الذين كانوا يملكون زمام النسيء وليس الأوساط الحضرية القارة، وبالتالي فالأولى هي التي كانت تتحكم في توقيت حج الخريف، والتي كانت شعائره تقام خارج مكة وليس في الكعبة.
وبعد إلغاء النسيء تم توحيد حج الربيع بجوار مكة وحج الخريف خارج الكعبة ومكة، وتم تحديد زمن واحد لإجرائهما. ولتمييز الفرق بين "حج الربيع" و"حج الخريف" قبل الإلغاء، ووجب التذكير أن منى وجبل عرفات كانا يقعان خارج مكة، فلم يكونان جزء منها، وإنما كانا خاضعين لنفوذ الأعراب، بدو القبائل الرحالة المحيطة بمكة.
تذهب جاكلين شابي إلى القول إن قرار توحيد "الحجين"، كان في أواخر العهد "المدني" عندما تحققت بالكامل السيطرة السياسية على المجالين : "الحضري" ( مكة) و المجال "الأعرابي".
بخصوص التقويم الهجري، للباحث "روبرت كير" (Robert Kerr ) – متخصص في اللغات السامية وآدابها ومدير معهد البحث في تاريخ أصول الإسلام والقرآن (إنارة Inarah)- رأي خاص.
قدّم "روبرت كير" تفسيرا مخالفا لما تُقِرّه السردية الإسلامية ، إذ نفى أن يكون التقويم الإسلامي قد ارتبط بالهجرة إلى المدينة المنورة.
انطلق "روبرت كير" من الدلالة الأصلية للفظ "هَجَرَ" الذي لا يعني الانتقال من مكان لآخر، وإنّما هو مأخوذ من اللفظة السريانية "مهاجرايا" التي تعني "العرب"؛ وبالتالي إن "السنة الهجرية"، بالنسبة إليه، تعني "عام أو سنة العرب" الذي تمّ اعتماده لمّا انتصر العرب، أتباع هرقل، على الساسانيين وحصلوا، بعد ذلك، على قدر كبير من الحكم الذاتي بدءا من سنة 622 م، وهي السنة التي شهدت تلك المعركة.
هكذا يعتقد "روبرت كير" أن السنة الهجرية ما هي سوى المعادل اللغوي العربي لـِ " عام العرب" أو "عام الهاجريون". وفي وقت لاحق أُعيد تفسيره على أنه عام الهجرة.
ويرى أن هذا الحدث لم يرتبط بهجرة ( هروب)، وإنّما ارتبط بحدث جلل، انتصار حاسم في معركة كبيرة. ويعضد " كير" أطروحته بِخُلُو المصادر المسيحية المعاصرة لنشأة الإسلام من لفظ "مسلمين" وتحدثت نادرا عن العرب، وظل اللفظ المستخدم هو "الهاجريون" أو "الإسماعيليون". ويضيف أن أقدم شهادة عُثِرَ عليها تحمل لفظ "مسلم"، وردت في كتاب مراسم الإمبراطور لـِ "بورفيروجنتوس" - Porphyrogénètes - (943 م) بعد مرور أكثر من 3 قرن على بداية الدعوة المحمدية.
جدو جبريل
[email protected]


استنتاجات وتساؤلات

أيام النسيء

محور: مفاهيم وإشكاليات

- حسب السردية الإسلامية النسيء في سورة التوبة يفيد التأخير، و هو تحريم شهر المحرَّم.
- دأب العرب القدامى على السعي لتطابق شهور التقويم القمري مع فصول التقويم الشمسي، ولكن التعديلات الإسلامية ساهمت في جعل شهور السنة الهجرية الإسلامية متجولة عبر الفصول.
- اجتمع سادة العرب في مكة سنة 412 ميلادية للتوافق على التقويم القمري.
- تُقِرّ أهم مراجع السردية الإسلامية التاريخية أن السنة العربية كانت قبل الإسلام قمرية – شمسية ومكونة من 12 شهرا قمريا معدلة بالنسيء.
- وأسماء الشهور عند العرب، كانت مرتبطة بمنطق التقويم الشمسي الفصولي– البيئي قبل إلغاء النسيء بنزول السورة التاسعة في المصحف، سورة التوبة الآية 37 وما تلاها.
- قبل إلغاء النسيء كان شهر رمضان، يصادف شهر أيلول عند اليهود. وقد صادف شهر الصيام فصل الصيف لمّا وصل النبي محمد إلى المدينة سنة 622 م.
- حسب جاكلين شابي، ألغي النسيء في أواخر العهد المدني لسحب البساط من تحث أقدام قبائل البدو بخصوص التحكم في أمر الوقت المحرم القتال فيه ( الوقت المقدس)، وكان هذا الإلغاء إعلانا على سيادة نفوذ النبي محمد ( سياسيا وعسكريا) على أرجاء غرب شبه الجزيرة العربية.
- قدّم "روبرت كير" تفسيرا مخالفا لما تُقِرّه السردية الإسلامية ، إذ نفى أن يكون التقويم الإسلامي قد ارتبط بالهجرة إلى المدينة المنورة. إن "السنة الهجرية"، بالنسبة إليه، تعني "عام أو سنة العرب" الذي تمّ اعتماده لمّا انتصر العرب، أتباع هرقل، على الساسانيين وحصلوا، بعد ذلك، على قدر كبير من الحكم الذاتي بدءا من سنة 622 م، وهي السنة التي شهدت تلك المعركة.

تساؤلات

فهل هناك سبب غير معلن صراحة للعامة والداعي لإلغاء النسيء في فترة ما من الإسلام ؟
هل إلغاء النسيء جاء لتمييز المسلمين عن اليهود في صيامهم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر


.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري




.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد


.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ




.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف