الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اصل نقد مفهوم الطليعة

محمد السميري

2022 / 4 / 7
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


بدءاقصد بالطليعة،دلك المفهومن الدي كان رائجا ولا يزال في اوساط اليسار المغربي مند السبعينيات.لقد انبثق هدا المفهوم من اشكالية علاقة الفكر بالواقع، أو قل بعلاقة النخبةالسياسية(المناضلين) بالجماهيرنحيث طرح السؤال:هل ينبثق الوعي من داخل الجماهير،أم يأتيها من خارجها ؟وقد كانت لاطروحات لينين ،وجورج لوكاش،وانطونيو غرامشين الدعامة التي بنى عليها اليسار تصوراته لهده الاشكالية،والتي مفادها أن لا بد للجماهير من نخبة/طليعة تقودها لانجاز الثورة الوطنية الديمقراطية وتحقيق الاشتراكية،بواسطة ديكتاتورية البروليتارية، وزوال المجتمع الرأسمالي الطبقيي
ان السؤال الدي يطرح نفسه هو:هل لازال لمفهوم الطليعة/النخبة راهنيته ومصداقيتهن بعد التحولات والتغيرات ،على الصعيد الملي والعلمي؟
أصدر في مقولي هدا،عن علاقة المناضل اليساري الطليعي،بالمنظومة الفكرية الماركسية، التي من خلالها ينظر، للمجتمع وقضاياه،ويبني عليها آماله وتطلعاته.أبادر بالقول أن هده العلاقة، كانت تقوم على التقديس واالتاليه، من منطلق أن الفكر الماركسي، هو آخر ما وصل اليه الفكر البشري، مستمدا مصداقيته وشرعيته، في ارتكازه على ما وصل اليه التطور، في المجال العلمي، والمؤسف أن عددا كبيرا من المناضلين، من الشباب اليساري ، ليسوا مطلعين بالشكل الكافي على هدا الفكر، درسا وتحليلا، وطرحا لأسئلة نقدية، في علاقة هدا الفكر بالدات والواقع، بل ان هؤلاء الشباب اليساري، لا يعرفون، الاما يصدر عن قادتهم ومؤسساتهم الحزبية، من بيانات وشعارات، بعيدا عن أي تكوين فكري، وامتلاك للأدوات المعرفية، الثي تحث على النقد والمساءلة، وانتاج المعرفة.
ان مفهوم الطليعة، يصدر عن وهم،أن داعية الاشتراكية والثورة"يتصرف على أن هناك مقولات صحيحة أو نظريات تصلح للتطبيق"(1)، وهدا ما أدى الى فشل النمودج الفكري، الدي دافع عنه اليسار الطليعي مند اربيعنة سنة،والسبب هو عصم النظرية عن الخطاءواتهام الواقع والناس والظروف، أما المنتقد أو المشكك في النظرية، فشيطان مارق، انتهازي، بوليسي، يجب محاربته وعزله،انها ممارسات وتجرحات تعود عليها اليسارون التقدميون في وصف من اقترب من آلهتهم بسوء،والتي تصدربنفس الحجم، عمن تعود اليساريون وصفهم بالظلامية والديم يصفون مخالفيهم في الرأي بالكفر والزندقة. ان السؤال الدي لم يجرؤ اليساريون الطليعيون طرحه على انفسهم هو:"لكادا لم يفلحوا في ترجمة شعاراتهم؟ ولمادا تحولوا الى مجرد" باعة اوهام"(2)، أن الطليعيين نصبوا انفسهم رسلا للثورة، وقادة للحقيقة المطلقة، والنتيجة هي الفشل والاحباط، ولا ادل على دلك منتشتت تنظيمات اليسار الى فرق وجماعات نكل ولحة نعتبر نفسها على حق والاخون على ضلال لقد ناضلوا" من اجل الحرية فاءدا بالحرية تتراجع،وآمنوا بالعلمنة، فاءدا بالحركات الاصولية تكتسح ساحة الفكر والعمل"
فمن السبب ياترى فيما آل اليه واقع اليسار الطليعي؟
يرجع الطليعي السبب الى القمع السياسي، وتارة الى تردي الوعي الجماهيري، اوالى اسباب خارجية كالغزو الثقافي والاقتصادي الامبريالي، فالطليعي يوجه سهام النقد الى ما هو خاج داته، نافيا بدلك اي مسؤولية قد تضعه موضع النقد والمساءلة.ان محاصرة الطليعي اليساري ليس"الانظمة، ولا حملات الحركات الاصولية عليه كما يتوهم....ما يفسر وضعية الحصار هو نرجسيته وتعامله مع نفسه،على نحو نخبوي اصطفائي، أي اعتقاده بأنه يمثل المجتمع،أو حارس الوعي... فهمش دوره"(3) مشكلة اليساري الطليعي انه نصب نفسه نبيا، فيما هو مو مقطوع عن الناس وعن المجتمع، لا يعرفه ولا يعترف به الا قلة قليلة ممن منحوا صك الطليعية،وهم في الاغلب الأعم طلبة جامعيين، دفعتهم فورة الشباب وعنفوانه بالتمرد على المعتقدات ولافكار التقليدية، والبحث عن تحقيق الدات ضمن الانتماء للجماعة.
مختصر القولان ما أردت طرحه هو اثارة بعض الأسئلة حول مصداقية ثنائية الطليعة والجماهير ،والتعاطي االنخبوي معها، في وضع بات فيه اليسار الطليعي" فاقد المصداقية والفاعلية، وبات أعجز عن أن يقوم بتنوير الناس وتثقيفهم، با هو أصبح يحتاج الى أن يتنور"(4) بنقده لنفسه وتفكيك خطابهنمع ما أصاب العالم من تحولات،بعد انهيار الايديولوجيات الكبرى ،التي كانت تعتبر صلحة لكل زمان ومكان، فكان أن سقطت كل المشاريع من اليسار الى اليمين،ومن الاشتراكية الى الاصولية والعلمانية،ان مشكلت الطليعي ادن لم تعد الدولة او المجتمع، وانما هي مع افكاره،فقد اضحى هو جزء من المشكلة

هوامش:
(1)أوهام النخبة أو نقد المثقف.لعلي حرب
(2)المرجع السابق
(3) الرجع السابق
(4) المرجع السابق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا