الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصور الفكرية في ميزان العقل/ الجزء الثالث

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2022 / 4 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العقل يفكر من خلال المعلومات والصور الفكرية التي تمتلكها والمخزونة في ذاكرتها، بإمكان العقل ترتيب البيانات والصور الفكرية وتنسيقها بموضوعية الاخلاق العامة السائدة، ووفق الية ونظام خاص تتحدد بمخزون الذاكرة حصرا، تلك الذاكرة المقتبسة أصلا من الاحداث والخبرة والأفكار التي جاءت من المعلومات النقلية والثقافات الرائجة ولا يمكنها ان تبتكر شيئا خارج ذلك المخزون الفكري التي جاءت من الماضي اساسا، ولا تستطيع ان تفكر بشيء جديد لم يحدث في حياتك ابدا، بل تعتمد على ذلك المخزون اعتمادا أساسيا. الذكاء هو ما يأتي خارج ذلك الخزين الفكري او ما يحور تلك الصور الفكرية بالتأمل، وهذا موضوع خارج المبحث هذا. الأطباء على سبيل المثال يمكنهم فهم فسيولوجية الأعضاء البشرية من مخزون علم التشريح والعلوم الطبية المخزونة في ذاكرتهم، ويشخصون المرض من خلال التسبيب الناجح، أي بسبب السيء الفلاني وقع الضرر الفلاني، ولكنهم لا يتمكنون من فهم حياة الاعضاء واسلوب برمجتها وخوارزمية أدائها في منظومة جسم الانسان. فخلايا جسم الانسان تمتلك ذاكرة عظيمة تعود لملايين السنوات، وتتذكر صفات اجدادك. العقل ليس له نفس القابلية.

الرغبات خاصية منفردة بالإنسان، الحواس ومنها الرؤية، هي عملية احتواء اولية التي تحول كل الاوضاع الى الاستحسان الاناني. كأن تقول انا اريد فعل شيئا ما والاساس في ذلك هو متعتك الانانية. او الشعور بانك تعمل اشياء مستحسنة لتتقرب من الجنة (كما يصفه فكرك) ولا تستحسن الامور الذي يقربك من النار او الجحيم. اذن انت الذي يقرر الاستحسان اي ان تستحسن الجيد السعيد الذي ينفعك ويأتي لك بالطمأنينة والأمان او عكسه. ان الاعتقاد يستطيع فعل كل شئ اما الثقة تستطيع فعل اشياء محدودة. إذا كان الشيء لا يجلب لك السعادة ويضاعف متعتك فلا داعي له. الأديان تصور للإنسان جمال الجنة، ويخزنه الذاكرة كصور فكرية، يجعلك تعتقد بانها تجلب لك السعادة والاطمئنان والاستحسان وتتعلق بها، منهيا فعل الثقة في فهم فكرة الحياة والموت. هناك في جسم الانسان نظام مبرمج، فخلايا جسمنا فيها ذاكرة تعرف ماهيتها وتحافظ عليها، تقاوم التغيير وتحافظ على كيانها وتحمل كل تاريخك، وتعمل مع اليات الأعضاء في تناغم لتعطي طاقة الحياة، التي لا تفنى ولا تخلق من العدم، وفي تلك الاليات نتقرب من فهم فلسفة الموت وجدلية الزمن.
البشر في الحياة لها ثقافات ومفاهيم متباينة مثل قطرات المطر، تنزل بأشكال واحجام مختلفة تسقط على الارض وتأخذ مساراتها الحياتية لتصب في النهاية كسيول الى الأنهار ثم الى البحار والمحيطات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر