الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة جنين تعلو قمة النّقب

عائد زقوت

2022 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


سعت اسرائيل عبر وجودها الزائف وقوتها الباطشة وحلفائها الجنّدريون، وأدواتها الساقطة الهابطة لمحو الشّعب الفلسطيني عن خارطة الوجود الإنساني، بتأثيرها على الوعي العقلي الجمعي العربي والإسلامي، بشعار السلام تارة وأخرى بالتعاون الأمني، وثالثة بالتحالف الاقتصادي.
حيث بلغت تلك المحاولات ذروتها بموجة التطبيع الهستيرية، وخُيِّل إليها بعد نجاحها في استغلال حالة الفلتان السياسي الفلسطيني وتضارب الأيديولوجيات والرؤى الفصائلية، فأطلقت يد بطشها لتقتل وتُعربد وتبتلع الأرض وتُدمر البيوت، وتُهجر الناس من بيوتهم، وتُدنس المقدسات، ظنًا منها أنّ الدنيا دانت لها .
فتوْجت ذلك بانعقاد قمة النّقب رغبة منها في ايصال رسالة مخطوطة بمداد الدم الفلسطيني، إلى الشّعب العربي والإسلامي بقبول دولة الاحتلال ككيان شرعي طبيعي، بل والتحالف معه لذرء المخاطر المحدقة بهما، متجاوزين حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه، في تناقض واضح مع سجيّة الإنسان، ونشوء المجتمعات، ومخالفة جليّة للمسلمات العقلية والمنطقية .
لقد ظنّ أولئك الأناويّون، أنّه آن الأوان ليقبل الشعب الفلسطيني بالأمر الواقع ليتسنى له العيش بسلام تحت وطأة الاحتلال، فجاء الرد الفلسطيني عبر قمة، بل قِمم متسلسلة مخيفة للمحتل بفرديتها وجرأتها وشعبويتها، تجلّت فيها روح الصمود والإصرار على نيل الحرية والاستقلال، ورفض كل المشاريع، والخطط، والصفقات التي تحول دون تحقيق أهدافه التي كفلتها له كافة القوانين الدّولية، قمة ليس من أبطالها أولئك العابرون فكريّا .
قمة فاقت مستوى القيادات الفصائلية المفتقرة لأيديولوجيا وطنية، واستيراتيجيّة جمعيّة ترتقي لمستوى تضحيات وآمال الشعب الفلسطيني، روتها جنين واحتضنها الشعب الفلسطيني، أسمعت رسالتها في بني براك وتل الربيع" تل أبيب" وبئر السّبع، والخضيرة، قمم أعادت القواعد إلى أصولها، وأرست في الأذهان من جديد، أنّ الشعب الفلسطيني هو الأعلى صوتًا، والرقم الأصعب والأثقل وزنًا في كل المعادلات، ولا يمكن لأحد تجاوزه، في كل الأحيان والظروف، فهو شعب يعرف عدوه قبل أنْ يعرف نفسه.
حملت قمة جنين الفلسطينيّة للعالم رسالة مفادها أنّه لا أمن ولا استقرار مادام الاحتلال قائمًا، وسيبقى الشعب الفلسطيني أيقونة كل القِمم، ولنْ تفلح قمة لا تفضي إلى تحرير الأرض وإقامة دولة فلسطين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل