الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل إدارة بايدن وموقفها من صراعات العالم

سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي

2022 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أولا: موقف أمريكا من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

يتوقف هذا الملف على فهم أمريكا للحالة الثقافية والدينية في الشرق الأوسط، وعلاقة ذلك بالاقتصاد والحالة الاجتماعية..فأمريكا على مدار 60 عاما منذ حضورها الأول لدعم إسرائيل في الستينات لم تنجز شئ في هذا الملف، ولا زالت رؤيتها للحالة الثقافية الشرق الأوسطية قاصرا، ولا زالت تستسلم لجماعات الضغط الصهيومسيحية في الغرب عموما وبالولايات المتحدة خصوصا..

التبادل التجاري بينها وبين العرب والمسلمين أضعف من نظيره مع أوروبا والصين، حيث سجل التبادل التجاري ين أمريكا والعرب عام 2016 حوالي 105 مليار دولار وفقا لصحيفة اليوم السعودية بتاريخ 24 مارس 2018 ، بينما سجل في العام 2020 التبادل التجاري بينها وبين الصين حوالي 586 مليار دلار، أي ما يفوق 4 أضعاف التبادل التجاري بين أمريكا والعرب مجتمعين، علما بأن النصيب الأكبر للتبادل التجاري بين العرب وأمريكا لصالح السعودي في القطاع النفطي وبالتالي تغيب أمريكا بشكل كبير عن القطاعين الزراعي والتجاري مع دول الشرق الأوسط عدا إسرائيل

هذا القصور الاقتصادي الأمريكي يؤثر على ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي باعتبار أن ذلك الملف هو جزء من العلاقات العربية الغربية بشكل عام بل هو أكبر وأهم جزء فيه على الإطلاق، فضلا عن القصور الأمريكي في رؤية المشهد الثقافي الشرق أوسطي من حيثيات (الدين – المذهب – اللغة – التاريخ) وهي جوانب لا تشغل الأمريكيين كثيرا بسبب البراجماتية التي تهتم أولا بالواقع الحسي دون اعتبارات المثال والفكر النظري، وهي بذلك لم تدرك تأثيرات المثال والأفكار على الواقع الحسي، وهو تفسير لماذا غابت أمريكا عن الحالة الاستشراقية الغربية لتحليل وفهم أديان ومذاهب شعوب الشرق الأوسط بشكل عام

أتوقع بناء على ذلك أن يظل موقف أمريكا من الملف الإسرائيلي الفلسطيني كما هو، فهو مأطور بعوامل ضغط:

1- سياسية خاصة بنظرة أمريكا للعرب والفلسطينيين عموما بأنها مناطق حكم دكتاتوريات ومشاكل داخلية وانتهاكات حقوق إنسان مقابل ديمقراطية إسرائيل واستقرارها الداخلي وتفوقها في الملف الحقوقي، وبالتالي فموقف أمريكا من هذا الملف هو محكوم بتطور شعوب العرب والشرق الأوسط تحديدا في الملفين الحقوقي والديمقراطي، بغض النظر عن صدقية وإخلاص الأمريكيين في هذا الجانب فأمريكا تدعم كثيرا من دكتاتوريات العرب مقابل ضمان أمن إسرائيل مما يعني أن هذا الجانب ليس هو الأساس في الجوهر لكنه مطلوب شكليا لإيجاد المبرر الأخلاقي والسياسي لدعم إسرائيل..

2- أيدلوجية دينية "صهيومسيحية" في ظل قصور ذاتي عن التعاطي مع الملف الثقافي الديني وعلاقات المسلمين باليهود تاريخيا بشكل خاص وتاريخ المسلمين بشكل عام، وبذلك أنا لا أفرق بين إدارات أمريكا المتعاقبة في حجم وكيفية دعم إسرائيل فهم ينطلقون من واقع أيدلوجي كان للمذهب البروتستانتي فيه حضورا شعبيا طاغيا لصالح الصهيونية نظرا للعلاقات الوثيقة بين البروتستانتية والصهيونية تاريخيا، وإدارة بايدن محكومة بهذه الدائرة المغلقة إلا لو حدث جديدا يتمثل في انقلاب دولي عالمي وظهور عالم جديد متعدد الأقطاب يكون للمنافس فيه دورا إيجابيا في الحل

وقتها سوف يذعن بايدن ويستجيب لهذا المنافس ويقبل الحوار ومن ثم تتغير الرؤية الأمريكية للملف تدريجيا لكن دون انحياز للرؤية الفلسطينية إنما شيئا ما نحو الحياد بدعايا التزام الأمريكيين بالشرعية والقوانين الدولية السابقة..

ثانيا: من الملف النووي الإيراني

السياسة الأمريكية بشكل عام هي براجماتية واقعية وهو ما يكسبها ثقلا ونجاحا متباينا، فكلما كان مفكري وصانعي القرار الأمريكيين أكثر براجماتية وواقعية كلما كانت استجابتهم للتحديات أسرع، ونرى ذلك الآن في موقفهم ناحية الملف النووي الإيراني في ظل اجتياج روسيا لدولة أوكرانيا يوم 24 فبراير من هذا العام 2022

فالغزو الروسي لأوكرانيا من المرجح أن يقطع صادرات النفط والغاز الروسية للغرب، وبالتالي يجب توفير البديل على وجه السرعة، وبما أن لإيران ثاني أكبر احتياطي للغاز ومن أكبر مصدري النفط السابقين فالغرب عموما بحاجة للنفط والغاز الإيراني، وهو ما يفسر سرعة الاستجابة الأمريكية وتصريحهم المتكرر بقرب عقد اتفاق نووي جديد مع إيران يحقق شروط الإيرانيين التي كان يرفضها الأمريكيون في السابق، وهنا لن يتم اعتبار المخاوف الإسرائيلية حاجزا لمنع هذا الاتفاق أو تعطيله نظرا لأن إسرائيل في الضمير الأمريكي وشعوب الغرب عموما هي حليف وليست (ذاتا) والفارق بين الذات والحليف هو الذي يجعل من الأمريكيين يقدمون مصالحهم الذاتية على مصالح حلفائهم (حين التعارض)

بمعنى أنه ما دامت مصالحهم الذاتية تتوافق مع مصالح حلفائهم فلا مانع، لكن لو تعارضت ذواتهم مع حلفائهم فلا خيار إذن

وبناء عليه أتوقع سرعة توقيع اتفاق نووي جديد بالشروط الإيرانية – أو معظمها – في حال بقاء الحرب في أوكرانيا لعدة شهور، ومقدمات حرب أوكرانيا تقول أنها سوف تستمر طويلا وربما تتطور لحرب إقليمية أو عالمية في ظل التهديد النووي المتبادل بين روسيا والناتو، وفي ظل العقوبات الغربية على روسيا أيضا يجعل من الحل السياسي صعبا سوى عن طريق السلاح الذي سوف يكون هو البوابة الروسية مستقبلا لرفع العقوبات، بمعنى أن أوكرانيا بالنسبة للروس هي ثروة كبيرة وكنز ثمين سوف يكون ورقة سياسية بيد الروس لتحقيق شروطهم في إلزام الناتو بعدم التوسع شرقا والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم واستقلال دانيسك ولوجانيسك إضافة لنزع السلاح الأوكراني وجعل أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح..

سوف تتفاوض روسيا على كل ذلك مقابل رفع العقوبات في حال بقاء الحرب مدة طويلة، ولكن إذا انتصر الروس بسرعة فسوف يكون لذلك تداعيات سلبية على وحدة الأوروبيين ومستقبل حلف الناتو، وفي كل الأحوال هو يخدم الملف النووي الإيراني حيث يستحيل على الأوروبيين والأمريكيين فتح جبهتين في وقت واحد إحداهما خاسرة وهي جبهة أوكرانيا، وبالتالي فكرة إشعال الصراع مع إيران سوف تكون مستبعدة من حيث الرغبة ، ومن حيث القدرة

فمن حيث الرغبة لن يتوحد الغربيون على موقف واحد من إيران نظرا للخسارة الكبيرة في أوكرانيا، ومن حيث القدرة فالشعوب الغربية بحاجة لتعويض نقص الطاقة الروسية الذي سوف يؤثر على القطاعين الصناعي والاجتماعي والاقتصادي بشكل عام، ويرفع مستويات التضخم كما صرح بذلك حكام دولة المجر أمس بأن تداعيات العقوبات على روسيا سوف ترفع نسب التضخم في أوروبا، وهو ما يعني عجزا أوروبيا اقتصاديا سوف يعزز بأزمة اللاجئين الأوكران، وبالتالي سوف تكون فكرة المواجهة مع إيران في سياق ذلك هي فكرة مجنونة لن يكون لها أنصار..

ثالثا: التواجد العسكري في الشرق الأوسط

أحد الملفات التي باتت تزعج الرأي العام الأمريكي هي أخطار (روسيا) من جانب و (الصين وكوريا الشمالية) من جانب آخر، بينما استطلاعات الرأي تقول أن شعور الأمريكيين بالخطر من إيران ضئيل لعوامل منها بعد المسافة ضعف إيران عسكريا واقتصاديا مقابل الولايات المتحدة، وبالتالي هي لا تشكل تهديدا مباشرا أو غير مباشر لأمريكا، ورأينا ذلك في مواقف وتصريحات الديمقراطيين ضد ترامب عامي 2019 و 2020 وهما العامين الذين تصاعد فيهما العنف بمنطقة الخليج واقتراب حدوث مواجهة مباشرة بين إيران وأمريكا كان من ضمنها اغتيال قاسم سليماني وضرب إيران قاعدة أمريكية بالعراق وإسقاط إيران لطائرة بدون طيار أمريكية فوق مياة الخليج..

الديمقراطيون وفي مقدمتهم نانسي بيلوسي إضافة لجوبايدن كانت تصريحاتهم ضد ما يفعله ترامب بتوريط أمريكا في حرب بالشرق الأوسط جديدة سوف تكون خاسرة على الأرجح نظرا لكونها تحدث في المكان الخطأ من جانب ولأن حلفاء إيران الدينيين منتشرين بالمنطقة مما يعني حدوث حرب دينية بشكل كبير سوف تكون الولايات المتحدة أحد أطرافها..

لذلك فالرأي العام الأمريكي منشغل بقضية الانسحاب من الشرق الأوسط وكيفيتها والتي تمت ترجمتها سريعا بالانسحاب من أفغانستان وبدء التفاوض مع العراقيين لتكرار نفس الأمر، لكن ما يعطل انسحابهم من سوريا هو حرب أوكرانيا مما يرجح أن انسحاب أمريكا من سوريا سوف يتأخر بعض الشئ..أما بالنسبة لقواعدهم في الخليج خصوصا في قطر والإمارات سوف تبقى فترة زمنية أطول لحين إتمام وإنجاح مشروع الدين الإبراهيمي والشرق الأوسط الكبير الذي يهدف للسلام بين العرب وإسرائيل من وجهة النظر الأمريكية والذي سوف يقضي بإسقاط حق اللاجئين الفلسطيين وعودتهم لأراضيهم، بالتوازي مع جهود أمريكا لعزل من تسميهم "ميلشيات إيران" في غزة ولبنان واليمن والعراق..

سوف تنسحب أمريكا من الشرق الأوسط الآن أو في المستقبل القريب، لكن قبل الانسحاب سوف توفر الظروف الملائمة لعقد سلام دائم بالمنطقة يحقق مصالح إسرائيل وأمريكا وهو هدف يتعارض كليا مع مصالح العرب والفلسطينيين والمسلمين بشكل عام ، حتى أن الدول التي طبعت مع إسرائيل – كالإمارات – رهنت موقفها لتحقيق هذا السلام في إعلانهم عن التطبيع في البداية، مما يعني أن تواجد أمريكا بالشرق الأوسط مرهون بتحقيق ذلك السلام الشامل..ولو لم يتحقق سوف ينسحبون مع ضمانات أمنية في المقابل من خصوم إسرائيل وعلى الأرجح سوف يكون عقد اتفاق نووي مع إيران هو جزء من تلك الضمانات مع العلم أن إيران ترفض هذه المقايضة لكن من المتوقع استجابة جزئية لها في حال قدوم أمريكا على تقديم تنازلات كبيرة ورفع جميع العقوبات التي فرضها ترامب عليهم بالسابق.

رابعا: التطبيع بين العرب وإسرائيل

هو نفس البند الأول ، فلا مشكلة حقيقية بين العرب وإسرائيل سوى بحل مشكلة فلسطين، وبالتالي فالإدارة الأمريكية لبايدن تعمل على التطبيع وفقا للمسار الذي يحكم أمن إسرائيل بالدرجة الأولى وما يتعلق به من مفاوضات الملف النووي الإيراني وضمان تفوق إسرائيل العسكري..

أمريكا لن تتخلى عن أمن إسرائيل وتفوقها العسكري سوى في حال هزيمتها من قوة عظمى أو في حال تفككها، وهذين الاحتمالين لا زالا بعيدين..فحتى حرب أوكرانيا لو انتهت لصالح روسيا فلن تكون هزيمة مباشرة لأمريكا، أولا: لأن الناتو ليس طرفا فيها، وثانيا لأن أمن أمريكا في الواقع يتحقق بعيدا عن أوروبا بل أن نظريات الأمن الأمريكي لا زالت تعمل في مسار مختلف عن الأمن الأوروبي، وما تحالفهم مع الأوروبيين في الناتو إلا مواجهة جزئية مع قوى الشرق، لكن الأمن الذاتي الأمريكي لا زال يقوم على القوة الذاتية (عسكريا واقتصاديا)

مما يعني أنه في حال خسارة أمريكا عسكريا أمام قوة عظمى مباشرة سوف يكون أمنها الذاتي مهددا، وفي حال تعرضها لحرب اقتصادية وضغوط على أمنها المالي من قوى منافسة مما يسرع بتحفيز رغبات الانفصال بالولايات سوف تكون مضطرة لعقد تنازلات مؤلمة ومن ضمن هذه التنازلات هو تخليها عن أمن إسرائيل، وهذين الاحتمالين بعيدين كما قلت في الوقت الحالي نظرا للقوة الاقتصادية والعسكرية الكبيرة التي تتمتع بها الولايات المتحدة بمعزل عن حلفائها..وتمتعها بحواجز مائية ومحيطات ضخمة على الأطراف تشكل مانعا قويا لاختراقها أو إخضاعها

خامسا: مكافحة الإرهاب

الهدف الأساسي لحروب أمريكا آخر 20 عام كان لنشر الديمقراطية والحريات وبالتالي من كان يعارض تلك الحروب ويقاومها مباشرة كان يوصَف بالإرهاب، وبالتالي نحن بحاجة لتحرير وصف الإرهاب في العرف الأمريكي لكونه ينطبق على دول ديمقراطية بالأساس كفنزويلا وروسيا التي يتحقق فيها الشرط الديمقراطي في الانتخاب والتعددية السياسية ولو شكليا ، كذلك فمعارضة فرنسا وألمانيا لحروب أمريكا في العراق وأفغانستان تعني أنه لا يحق لأمريكا من الناحية الأخلاقية احتكار مفهوم الديمقراطية ومحاولة تطبيقه بالقوة العسكرية..

هذا التباين ناحية احتكار أمريكا لمفهوم الإرهاب جعلها تفشل في كل حروبها الأخيرة، فهاهي أفغانستان عادت لحضن طالبان بعد 21 سنة من إزاحة نظام الملا عمر سنة 2001، وها هي العراق تقع في حضن إيران بعد 19 عام من غزو العراق سنة 2003، وبالتالي فالغرض الأساسي من تلك الحروب لم يحدث مما يعني (هزيمة استراتيجية) أثرت على صورة أمريكا بالعالم وأضعفت موقفها في كثير من الملفات آخرها ملف أوكرانيا

وتم تصوير أمريكا بالغازي الخطير الذي يريد بناء امبراطورية استعمارية على أرواح ودماء وممتلكات الشعوب الضعيفة، حتى مبررهم لذلك بضرورة بناء ديمقراطيات حرة لم يعد مقنعا بعد مجازرهم التي أحسن الروس والإيرانيين والصينيين من استغلالها في تصدير صورة سيئة للغرب عموما كانت في صالح بناء الاقتصادين الروسي والصيني آخر 20 سنة واقتراب إيران من الحصول على القنبلة النووية لتكون ثالث خصم دولي للولايات المتحدة يملك سلاحا للردع مما يعني تآكل النفوذ الأمريكي شيئا فشيئا وانحساره ليصبح أكثر تمحورا حول إسرائيل بالشرق الأوسط ومحاولات أمريكا (العشوائية) لشيطنة روسيا والصين

أمريكا فشلت في ملف الإرهاب بشدة وصار وجودها في هذا الملف مشكوكا فيه وبقائها ضمن محور يحارب الإرهاب ذريعة أخلاقية لخصومها في الدفاع الجيد، وبالتالي فكلام المسئولين الأمريكيين عن الإرهاب ووصم خصومهم به هو دعاية سلبية في الواقع، ولا أمل في تغيير هذا الحال سوى في بقاء أمريكا بعيدة عن الصراعات الدولية فترة 10 سنوات على الأقل لكي تعود بصورة أخلاقية مرة أخرى كما كانت عليها بعد الحرب العالمية الثانية ، علما بأن بقاء أمريكا عن الصراعات مستحيل في رأيي نظرا لطبيعة الدولة التي تنفق مبالغ ضخمة جدا على السلاح وتحاول تسويقه بشكل سريع وعشوائي في أكثر من اتجاه دون مراعاة أمن العالم..

سادسا: الحرب السورية

يوجد رأي عام أمريكي بضرورة الانسحاب من الشرق الأوسط والتفرغ لملفات أهم وأكبر كالملف الصيني والتهديد الروسي والكوري الشمالي، فاستطلاعات الرأي المحلية تضع هذه الملفات على رأس أولوية المواطن أو الشعور بالخطر سواء أيدلوجيا أو سياسيا واقتصاديا، وموقع امريكا من الحرب السورية ليس مفصليا فهي لا تسيطر على صانع القرار فيها وجل تواجدها حول آبار نفط يمكن استبدالها بالنفط الصخري، وبالتالي لا حاجة أمريكية للبقاء في سوريا إلا في سياق الصراع الثنائي مع روسيا..

سوف يظل الموقف الأمريكي من سوريا كما هو لن يتغير إلا في حال عقد صفقات ضخمة مع روسيا وإيران في المستقبل، وبالتالي فهذا الملف مرتبط بنظيره النووي مع إيران وأوكرانيا مع روسيا، فور إنجاز أي من هذين الملفين سوف يتخذ صانع الأمريكيون قرارهم بالمغادرة وربما الاعتراف ببشار الأسد رئيسا وتطبيع العلاقات معه إذا لزم الأمر، وفي تقديري أن تطبيع العلاقة بين سوريا وأمريكا سوف يحدث من بوابة الخليج – الإمارات تحديدا

سابعا: الحرب اليمنية

لقد تحولت اليمن إلى ملف إنساني وحقوقي بفضل الروس الذين مرروا قرار مجلس الأمن بالتصديق على عمليات التحالف العربي سنة 2015، وفي ظل الروس أن تلك الحرب سوف تكون ورقة سياسية في صالحهم على أمريكا وحلفائها العرب – وقد كان

أمريكا تريد الانسحاب كليا من حرب اليمن وبالتالي وقف كافة صفقات السلاح لدول التحالف العربي، وفي ذات الوقت تواجه ضغوطا من دول الخليج الثلاثة (السعودية – الإمارات – البحرين) تدفعهم لعدم الانسحاب خشية تحول اليمن لسلاح إيراني ضد العرب وبالتالي تهديد المصالح الامريكية، وهذا كان مقصد دول التحالف منذ البداية، ومع ذلك فالرأي العام الأمريكي يضغط بشدة نحو إنهاء الحرب ويبشر بقرب نهايتها، ومن أجل ذلك تراجع الرئيس بايدن عن تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية لفتح أبواب الحلول لكون الحوثي جزء رئيسي من ذلك الحل المنتظر..ولكونه المسيطر بشكل عملي على أرواح 20 مليون يمني يسكنون في الشمال ويتنفسون عبر ميناء الحديدة الدولي..

لكن هذه الرغبة الأمريكية في الانسحاب من اليمن ستظل مقيدة بإنهاء ملفات أخرى ومن ضمنها الملف النووي الإيراني وملف أوكرانيا وسوريا، لذا فقد توقعت سابقا أن حل سوريا سوف يتبعه اليمن مباشرة وليس العكس، لكون حرب اليمن في تقديري هي نتيجة طبيعية لحرب سوريا والاستقطاب الطائفي والديني الذي حدث بسببها، ومعها فيكون الحل بسوريا هو الأساس كونه يعالج جوهر المشكلة وهو (العامل الطائفي والحقد المتوارث بين السنة والشيعة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلاميون والأمنيات الحاقدة والأحلام المريضة
المناويشي أبو بدريه ( 2022 / 4 / 9 - 11:47 )
هزلت
من لا يقدر أن ينتقد نقدا موضوعيا استخدام سائق الباشا لواء جيش العربية (السيارة ) الحكومية في استغلال السيارة لمصالحه الشخصية ينتقد الولايات المتحدة الأميركية التي تدعم جيش اللواء بمعونة سنوية منذ كان هذا الناقد
في مريلة المدرسة!
من لا يقدر أن يفتح فاه ناقدا تسرب مياه الصرف الصحي واختلاطها مع مياه الشرب ينتقد واشنطن
وليته نقدا حقيقيا بناء قدر ما هي أمنيات مريضة حاقدة كعادة الاسلاميين؟
هذه الادارة تحقق الآن ما يعجز عقل العربي المقموع والمركوب عن استيعابه.


2 - !العراق في احضان من
فريد عبدالله ( 2022 / 4 / 9 - 11:56 )
رئيس جمهورية العراق برهم صالح جنسيته الثانية بريطانية ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بريطاني الجنسية ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي من عائلة بعثية ومدعوم اماراتياً . هكذا حكومة هل يصح ان نقول عنها واقعة في أحضان ايران ام أمريكا . علما انه توجد العديد من القواعد الامريكية في العراق واكبر سفارة أمريكية في المنطقة بينما لا يوجد شيء من هذا لإيران في العراق


3 - ابو بدريه اعقل
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 5 / 7 - 16:40 )
هل سامح عسكر من الاسلاميين
الا اذا فهمتك خطأ
!

اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر