الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قي يوم السعانين المسيح يقود أول تضاهرة سلمية في التاريخ

مدحت البازي

2022 / 4 / 11
حقوق الانسان


قي يوم السعانين
المسيح يقود أول تضاهرة سلمية في التاريخ

قبل أكثر من ألفي عام أبتدأت الثورة السلمية الأولى في التاريخ الموثّق حين انتفض شاب في العقد الثالث من عمره ، فأتى بمبادىء أنسانية أحتوت كل قوانين الأرض التي تعنى بالمحبة والسلام وحقوق الأنسان ، ونشر تلك المباديء بلغة بسيطة متواضعة لتصل بهدوء إلى جميع شرائح مجتمعه في أورشليم ( القدس) ، فكانت كلماته تدخل قلوب الناس فتثيرهم ضد كل قانون أو عمل لايدخل في خانة التعامل السلمي وأحترام حقوق الأنسان .
هذا الرجل الذي لقّب بالمعلم والمولود قبل ثلاثين عاما هو ذلك المنتظر الذي سيقضي على ميراث الحقد والأنتقام ويشيع السلام والمحبة.
بتعاليمه الرصينة أوقف عمل كل ماكنات الكتبة والفريسيين وكهنتهم ،فأفحمهم بحجته الأقوى في أن يحب الأنسان لأخيه الأنسان كما يحب لنفس، ففتح بذلك الأفق الأنساني لدى الفرد، هذا المعلم لم يغر أحدا بالمال كي يتبعه ، ولم يوعد الناس بالجاه والمناصب في مملكة السلام التي خصها في مواعضه ورسائله ، ولم يفضل بعض على بعض ، بل عمل على توازن أنساني تطبقه معظم الدول التي تحترم حقوق الأنسان وتعمل بموجب الشرعة الخاصة به إلى يومنا هذا ، كذلك سامح الخطاة وحتى الزناة السابقين عفى عنهم وأعادهم إلى جادة التوبة وصواب العمل، ونهى عن كل مايسيء أو يمس كرامة الناس وأنسانيتهم . كذلك قاوم الأنتقام بالسلام وعلم الناس أن التسامح هو أقوى الأسلحة وأن الكلمة الطيبة هي مفتاح الفلاح في كل مفاصل الحياة.
فخرج بمثلث مقدس مبني على المحبة والتسامح والسلام ، فعند تواجد المحبة يكون التسامح فيولدان السلام .

قاد الشرارة لأولى التظاهرات السلمية في التاريخ ، ثم تبعه أثنى عشر رجلا ثم جموعا غفيرة في تظاهرات جماهيرية أمتدت إلى أغلب المدن في حينه ، وحينما حانت الساعة التي أشار اليها في خطاباته على أستعداده لللأستشهاد من أجل المحبة والسلام كان يقود الجماهير ليجعل من جسده وقودا لقناديل الحرية في العالم.

في تلك المسيرة التاريخية وعند مدخل بوابة القدس حاول عبد رئيس الكهنة ( أحد افراد السلطة ) أقتحام المسيرة والأعتداء على قائدها ، ولأجل الدفاع عن هذا المعلم أستل أحد المتضاهرين سيفه ليضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه ،،
لكن المسيح وفي رسالة سلام مباشرة إلى العالم بعدم مقاومة الشر بالشر وبشكل فوري أعاد للمعتدي أذنه المقطوعة إلى مكانها ،وقال كلمته الحكيمة للمتضاهر المدافع (رد سيفك الى مكانه لان كل الذين ياخذون السيف بالسيف يهلكون ) .

وأكمل المسيرة إلى أن تمت الكلمة فكان جسده قربانا مقدسا للبشرية جمعاء . فأمتدت ثقافة منح الجسد فداء للحرية والسلام إلى أيامنا هذه ، فيذكرنا التاريخ الخاص بكنيسة المشرق التي شيدت بمباديء آباء أجلاء أصبحوا نجوما ساطعة في سماء الشهادة ، حيث جعلوا من أجسادهم قرابينا ترخص أمام تلك المباديء السامية ، وبقدر تاريخها الطويل كانت صيانتها بدماء الشهداء أيضا.
واليوم تنتقل شرارة التعامل السلمي في التظاهر إلى جميع الدول التي أحجبت عن مواطنيها معنى المحبة والحرية والسلام ، ، فانطلقت الشرارة الحديثة في العراق لن تنطفيء شعلة التضاهر السلمي إلى أن تتحقق الأهداف التي يتفق المتضاهرون فيها ضمنيا على مبدأ السلام الذي جاء به المعلم الأول السيد المسيح وضحى بنفسه من أجله قبل ألفي عام ، ليثبت للعالم إن حمل غصن الزيتون أو سعفة نخيل في التظاهر أمضى من حد أي سيف .

وتأكيدا على المبدا الجليل جاء الشاعر الكبيرأحمد شوقي برائعتة في:

يافاتح القدس خل السيف ناحيــة ليس الصليب حديدا كان بل خشبا
أدركت أن وراء الضعف مقدرة وإن للــــحق لا للقــوة الغلـــــــــبا

فكان يوم السعانين أول درس في التضاهر السلمي في التاريخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب