الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن التطورات والتصعيد في فلسطين (1)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2022 / 4 / 12
القضية الفلسطينية


نهاد أبو غوش
التصعيد الأخير كان متوقعا من قبل جهات وأطراف عديدة، حذرت في تصريحاتها العلنية من أن يشهد شهر رمضان موجة من التصعيد والمواجهات والعنف والعنف المضاد:
أبرز هذه التحذيرات جاءت من الأطراف الدولية التالية
- الولايات المتحدة عبر رسائل ومطالب واضحة، ومعلنة في وسائل الإعلام، نقلها كل من وزير الخارجية انطوني بلينكين والمبعوث الدائم هادي عمرو للمسؤولين الإسرائيليين وتركزت على ضرورة لجم المستوطنين والمتطرفين والحد من عنفهم الممارس ضد الفلسطينيين ( جاء ذلك اثر تهديدات متكررة ووعود باقتحام المسجد الاقصى من قبل النائب المتطرف ايتامار بن جفير، وتزايد اعتداءات المستوطنين وتشكيلاتهم الميليشيوية شبه العسكرية على الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة وخاصة في القرى وعلى الطرق)، من الواضح أن الولايات المتحدة الأميركية تضغط من أجل التهدئة ولجم المستوطنين لأنها غير معنية بنشوء بؤر توتر جديدة في المنطقة من شأنها أن تشوّش على جهودها لحشد الائتلاف الدولي الذي تقوده ضد روسيا بسبب أوكرانيا.
- الاتحاد الأوروبي ايضا في رسائل واضحة وعبر بيان رسمية للممثلية الأوروبية في فلسطين.
- أوساط أمنية وسياسية إسرائيلية، من بينها جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف (المحسوب على حزب العمل) الذي طلب من الشاباك التوصية بمنع النائب المتطرف ايتامار بن جفير من دخول الأقصى، لكون الجميع يعرفون أن هذه الخطوة ستؤجج المشاعر وقد تشعل فتيل مواجهة شاملة.
- كما أن أوساطا فلسطينية واقليمية عديدة حذرت عبر تحليلاتها ورسائلها وبياناتها من هذا التصعيد في ضوء عاملين رئيسيين:
• انسداد الأفق السياسي ورفض الحكومة الاسرائيلية ورئيسها الحديث في اية أجندات سياسية خلال اللقاءات بين وزراء حكومته ومسؤولي السلطة ( لقاءات غانتس ويائير لابيد) واكتفاء هذه الحكومة بالبحث فقط في الشؤون الأمنية والاقتصادية.
• العام الذي مر على أحداث ومواجهات شهري نيسان وأيار 2021 وما عرف بمعركى سيف القدس ، كان مليئا بأحداث التصعيد الاسرائيلي سواء من الحكومة الاسرائيلية ( مشاريع الاستيطان الضخمة) أو الجيش والاجهزة الامنية ( حالات الاعدام الميدانية) أو المستوطنين .
الحكومة الاسرائيلية تجاهلت كل هذه الاصوات والتحذيرات، فهي بحكم تركيبتها وانتماء رئيسها، فضلت تجاهل التحذيرات ودعوات التهدئة، والاستماع الى اصوات المستوطنين والمتطرفين الاسرائيليين ، حتى هؤلاء المحسوبون انهم معتدلون لم يكونوا معنيين بخوض اي صراع لفرض خيار التهدئة، ولذلك كان بينيت طوال الوقت معنيا بكسب المستوطنين وكأنه في سباق مستمر مع التيارات الصهيونية الدينية في المعارضة ( سموترتيتش وبن جفير) ومع نتنياهو.
انفجر الوضع مجددا مع استمرار حالات الاعدام الميداني واقتحامات المسجد الاقصىن خلال الايام المئة الأولى من العام 2022 قتل 14 إسرائيليا خلال اربع عمليات نفذها فلسطينيون في بئر السبع والخضيرة وبني براك وتل ابيب، ردت اسرائيل بسلسلة من الهجمات الخاطفة التي اوقعت أكثر من 12 شهيدا ، لكن ميزان القتل الدموي يميل لصالح الاسرائيليين حيث قتلوا منذ بداية العام 40 فلسطينيا خلال المواجهات والاشتباكات وعمليات القتل الميداني التي شملت أطفالا في الخامسة عشرة وسيدات وأمهات في اربعينات من اعمارهن، بينيت اعلن صراحة إطلاق يد الجيش لكي يفعل " كل ما هو مطلوبط وذلك يمثل رخصة مفتوحة للقتل دونما حسيب او رقيب، وتحدث بمنهى الصلافة والوقاحة من ان اسرائيل تتعامل بسياسة العصا والجزرة مع الفلسطينيين فتعاقب محافظة جنين، وتسمح باستمرار دخول العمال (عملما بأن عملهم في المشاريع الاسرائيلية يمثل مصلحة خاصة للرأسمال الاسرائيلي واصحاب هذه المشاريع)، متناسيا جوهر الأزمة والصراع استمرار الاحتلال الذي يمثل الشكل الرقى والأشمل للارهاب، ومجمع الشرور المستمرة منذ 54 عاما على احتلال فلسطين و75 عاما على النكبة الكبرى التي ما زالت ىثارها حاضرة في حياة الفلسطينيين أينما كانوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا