الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور فرنكو-أمازيغ في الدفاع عن الحقوق الثقافية و اللغوية

كوسلا ابشن

2022 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يبلغ عدد الأمازيغ بفرنسا أكثر من مليونين, أغلبيتهم يحملون الجنسية الفرنسية و يشاركون في تنمية المجتمع الفرنسي إقتصاديا و إجتماعيا و ثقافيا, ويشاركون في الحياة السياسية ولو على الأقل المشاركة في اللعبة الإنتخابية الفرنسية.
رغم العدد الهائل لفرنكو-أمازيغ المشاركين في اللعبة الإنتخابية, فإنهم لا يشكلون قوة إنتخابية تساهم في الفوز أو الخسارة لهذا الطرف و ذاك. الامازيغ الفرنسيون لما يقارب قرن من تواجدهم في فرنسا, فلم يستطعوا حتى اليوم تشكيل قوة مؤثرة في القرارات السياسية. و بالمقارنة مثلا بين فرنكو-أمازيغ و فرنكو-أرميني, نلاحظ أن الأرمين بعددهم (400000), فهم يمثلون قوة ضغط في المجتمع الفرنسي, ربما لهم قوة إقتصادية و سياسية أكبر من فرنكو-أمازيغيين, فهذا وارد, لكنهم لا يمثلون قوة إنتخابية تستطيع و بشكل واضح في تحديد السلطة السياسية من خلال صنادق الإقتراع. ما لا يعيق قوة الضغط الأرميني, هو وحدة صفوفهم التي جعلتهم قوة مطلبية تأثر على القرارات السياسية, وهذا ما تجلى في تحقيق مطلب الآرمين بالإعتراف الرسمي للدولة الفرنسية بالجنوسيد الأرميني, و تصويت الجمعية الوطنية (22 دسمبر 2011), على إقتراح يجرم نكران الجنوسيد, و في 23 يناير 2012, أقر الإقتراح.
في البلدان الدمقراطية, الإنتخابات و صنادق الإقتراع, هي من تحدد السلطة السياسية و آلية تسيير الدولة, و قوة كتل التصويت من ترجح الفائز أو الخاسر في الإنتخابات. الإنتخابات الرئاسية الفرنسية ( الدور الأول), ليوم الأحد الماضي, أظهرت إنعدام الوعي السياسي لدى أغلبية فرنكو- أمازيغ سواء باللامشاركة في الإنتخابات, و إنعدام الموقف التكتيكي في خطة الإنحياز الى هذا الطرف أو للطرف الآخر. اللامبالاة في التعامل مع العمل السياسي, و اللامبالاة بالبعد الهوياتي الأمازيغي الى حد الإغتراب و الذوبان في المجتمع الفرنسي, مثل هذا الصوت لا يخدم إلا المشاركة السلبية. و الأخطر من هذا و ذاك التعرض فرنكو-أمازيغ داخل دولة الإقامة لغسل الدماغ لفبركة (بربري بقناع عربي), و فقدان السيكولوجية التضامن الأمازيغية, كل هذه العوامل راجعة الى حالة اللاحركية و جمود العمل الثقافي و السياسي الأمازيغيين, رغم وجود جمعيات و منظمات "أمازيغية" كثيرة, لكن أغلبها لا تسمع عنها إلا في المناسبات الترفيهية. غياب العمل الأمازيغي المنظم عن الساحة الفرنسية ترك المجال للتنظيمات العروبية الإسلامية الإرهابية لإستغلاله للتحرك وسط إمازيغن و خصوصا بين وسط الشباب الأمازيغي, لنشر إيديولوجية تعاليم الإسلام الإرهابي, و من منطلقاتها تتم عملية التعريب, و سقوط الشباب الأمازيغي في براثين الإستلاب و الإغتراب الذاتي.
فسحت التنظيمات الأمازيغية الطريق للإيديولوجية الاسلامية لسلخ الشباب الأمازيغي عن ثقافته و لغته الأمازيغيتين و قيم تيموزغا, و سلخه عن محيطه العلماني, و إغترابه عن واقعه المعاش في بلدان الإقامة. هذا التراكم المدمر للهوية الأصلية للمكون الأمازيغي داخل فرنسا, إستغلته كذلك الحكومة الفرنسية صانعة "المغرب العربي" لإقصاء اللغة الأمازيغية من المدارس الفرنسية, بعدما كانت مادة في التعليم الثانوي و تمتحن في الإمتحانات الباكالوريا. هذا الإقصاء كان نتيجة للمد العروبي الإسلامي و تأثيره على قرارات السلطة السياسية الفرنسية التي قررت إدماج الأمازيغ في كتلة العرو-إسلامية, لينتقل تدريس اللغة الأمازيغية (لغة الأم) لفرنكو- امازيغ, الى تدريسهم اللغة العربية و تعاليم الإسلام الإرهابي من موقع مزيف لهويتهم الأصلية, لتحويل هويتهم الأصلية من الهوية الأمازيغية الى الهوية العروبية. هذه السياسة العروبية الإستعمارية الفرنسية التي نفذتها الحكومات المتعاقبة على حكم فرنسا, حتى حكومة الإشتراكي فرانسوا هولاند الذي ألغى تدريس الأمازيغية, و تم إعادة نهجها في عهد ماكرون, المعادي للحقوق الأمازيغية حتى في بلاد إمازيغن, بتأييده لسياسة التمييز العرقي و الإستبداد العربي.
الصوت فرنكو-أمازيغي الإنتخابي بفرنسا, وزنه الطبيعي مؤثر لو يستغل من الطرف الأمازيغي المنظم و المناضل من أجل قضايا فرنكو-أمازيغ داخل فرنسا و من أجل التضامن مع قضايا الشعب الأمازيغي في بلاده المحتلة, لأعادت الحكومة الفرنسية النظر في مواقفها من القضايا الأمازيغية سواء داخل فرنسا أو في بلاد إمازيغن (شمال افريقيا). لكن الأمر حاليا مختلف, فالصوت الأنتخابي الأمازيغي مازال مشتت و غير منظم و اللاواعي بقضاياه, والمسؤولية تتحملها التنظيمات الأمازيغية الثقافية و الحقوقية, التي لم تستطيع بلورة أرضية سياسية منظمة للإطارات السياسية و الثقافية الأمازيغية, توحدها القضايا الأمازيغية, مثل تشكيل (مجلس أمازيغ فرنسا) مستقل عن العرو-اسلام, يجمع كل قيادات العمل الأمازيغي بالمدن الفرنسية, يكون المتحدث الرسمي عن أمازيغ فرنسا, لكن ليس إسميا, بل بالنضال و نشر القيم الثقافة الأمازيغية و الدفاع عن القضايا الحقوقية و منها تعليم اللغة الأمازيغية (لغة الأم) لأبناء الأمازيغ بفرنسا. وحدة العمل الأمازيغي في إطار مجلس يمثل كل أمازيغ فرنسا, و يكون يتحكم في الصوت الإنتخابي الأمازيغي, و بحتمية العمل النضالي الجماعي, يكون المجلس الأمازيغي بفرنسا, وحده القادر على تشكيل قوة ضغط في الإنتخابات و ترجيح فوز المرشح المختار, طبعا القابل لضمانة حقوق الأمازيغ داخل فرنسا و التضامن مع قضايا الأمازيغ في بلاد الأمازيغ المحتلة (شمال افريقيا).
ماكرون هو عدو أمازيغ فرنسا و كذا عدو أمازيغ تامازغا, و من يدعمه بالتصويت له فيكون يعادي ذاته, يصوت لإذابة هويته الثقافية و اللغوية, يصوت لسياسة التمييز العنصري و الإبادة الجماعية في بلاد الأمازيغ المحتلة. سياسة ماكرون هي أسوء من الطروحات السياسية لماري لوبان.
قاطعوا أيها الأمازيغ مرشحي اليمين اليبرالي و اليمين المتطرف و اليسار الوسط, فهؤلاء أعداء القضايا الأمازيغية منذ إحتلال بلاد الأمازيغ و صناعة العروبة في هذه البلاد, حتى اليوم لم يتغير موقفهم الظالم للشعب الأمازيغي و قضاياه العادلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية